نعيم إيليا : ميزتا التعليق والتصويت في صحيفة الحوار المتمدن
#الحوار_المتمدن
#نعيم_إيليا يجد القارئ في نهاية كل عمل يقدمه الكتَّاب وأهل الفن للنشر في صحيفة الحوار المتمدن الغراء (ميزة) التعليق على العمل المنشور، وميزة التصويت له. إن لفظ (ميزة) وقد أطلق على التعليق وعلى التصويت اصطلاحاً، قد لا يتوفر فيه شرط الدقة؛ لأنه مشتق من الفعل ماز أو من مصدره الميز. والميز هو التفريق. ولكنه لما كان على معنى تفضيل شيء على شيء – حين ينماز شيء عن شيء فإنه ينماز عليه بأفضليته - فقد جاز إطلاقه عليهما باعتبار أنهما شيئان استعمالهما من قبل الكاتب أفضل من عدم استعمالهما. وينبغي ههنا ألا يُنظر إلى هاتين الميزتين على أنهما شكلان من أشكال التزيين أو الترفيل أو التسلية أو الترف الفائض، وإنما ينبغي أن ينظر إليهما على أنهما أداتان من الأدوات التي تتيح للكتاب والفنانين أن يتصلوا اتصالاً مباشراً بالقارئ، وأن ينظر إليهما على أنهما لا غنى عنهما في صحيفة شعارها الحداثة والتمدن والديمقراطية والحرية.ونعم الاتصال اتصال الكاتب بالقارئ! فإنه مجلبة للنفع والفائدة في أكثر الأحايين. إنه ليفيد الكاتب كما يفيد القارئ معاً. وما مثل الكاتب في اجتناء الفائدة من اتصاله بالقارئ، إلا كمثل الصانع أو التاجر يتصل في السوق بزبائنه. وما مثل القارئ في اجتناء الفائدة من اتصاله بالكاتب إلا كمثل الزبون أو الشاري أو المستهلك، يعرض عليه الصانع أو التاجر في السوق ما هو في حاجة إليه من السلع الضرورية.فإذا أقبل المستهلك على البضاعة، أغرى إقبالُه الصانع بزيادة الانتاج. وإن أعرض المستهلك عنها، فقد يدفع إعراضه الصانعَ إلى البحث عن أسباب إعراض المستهلك عنها، حتى إذا وجدها عالجها بالإزالة، وأنتج بضاعة جديدة يتوسم فيها أن تحوز أسباباً لا ينفر منها المستهلك أو يعرض. وربما دفعه إعراض المستهلك عن بضاعته وكسادها إلى أن يتوقف عن إنتاجها ألبتة. وكما أن الزبون له ذوقه الخاص في تقدير البضاعة، فكذلك القارئ فله ذوقه الخاص في تقدير ما يقرأه لهذا الكاتب أو ذاك. وأي الأدوات أقدر على تبيين ذوق القارئ للكاتب من أداتي التعليق والتصويت؟ أغلب الظن أنه يهمُّ الكاتب كلَّ كاتب، إلا الذي يكتب لنفسه، أن يتبين ذوق القارئ فيما يكتبه؛ لأن القارئ بذوقه إنما يحكم على ما يكتبه الكاتب، وحكم القارئ خطير ربما أفضى إلى كساد ما يكتبه الكاتب أو إلى رواجه.ولا بد من الإشارة في هذا الموضع إلى أن الذوق عند القارئ، بل عند كل إنسان، لا يتشكل بصورة اعتباطية عشوائية، بل يتشكل وفق نظام يستمد عناصره من بيئته الاجتماعية، ومن بيئته الثقافية، ومن تجاربه الشخصية، ومن معتقداته وقناعاته، ومن ميوله وأهوائه.وهذا الذي يفسر لنا لماذا يختلف الناس في أذواقهم، كما يفسر لنا لماذا يختلفون أيضاً في أحكامهم وآرائهم. إن بيئات الناس شتى، فلا بد أن يكون الناس شتى في أذواقهم وأحكامهم وآرائهم. فيكون من ذلك أن التعليق والتصويت، ييسِّران للكاتب أن يطلع على ذوق قرائه وعلى مكونات هذا الذوق.وإذا كانت الإشارة إلى اختلاف القراء في أذواقهم لا بد منها، فإنه لا بد أيضاً من الإشارة إلى اختلاف الكتَّاب في موقفهم من عملية الاتصال المباشر بالقارئ عبر قناتي التعليق والتصويت. فبعض الكتاب يرفضها، وبعضهم يؤيدها. ولكل فريق أسبابه وحججه: فمن يرفضها متجنباً الاتصال المباشر بالقارئ ؛ فلأن الاتصال المباشر به عبرهما مضيعة للوقت في رأيه. أو يرفضها لأنه يكتب لنفسه، ومن يكتب لنفسه لا يحب أن يشاركه أحد فيما يكتب. أو يرفضها لأنه ممن نشأ في بيئة يسود فيها القمع والرأي الواحد، وتشربت روحه بأساليب تلك البيئة الهمجية المستبدة، فأمسى لا يطيق بحال من ......
#ميزتا
#التعليق
#والتصويت
#صحيفة
#الحوار
#المتمدن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724641
#الحوار_المتمدن
#نعيم_إيليا يجد القارئ في نهاية كل عمل يقدمه الكتَّاب وأهل الفن للنشر في صحيفة الحوار المتمدن الغراء (ميزة) التعليق على العمل المنشور، وميزة التصويت له. إن لفظ (ميزة) وقد أطلق على التعليق وعلى التصويت اصطلاحاً، قد لا يتوفر فيه شرط الدقة؛ لأنه مشتق من الفعل ماز أو من مصدره الميز. والميز هو التفريق. ولكنه لما كان على معنى تفضيل شيء على شيء – حين ينماز شيء عن شيء فإنه ينماز عليه بأفضليته - فقد جاز إطلاقه عليهما باعتبار أنهما شيئان استعمالهما من قبل الكاتب أفضل من عدم استعمالهما. وينبغي ههنا ألا يُنظر إلى هاتين الميزتين على أنهما شكلان من أشكال التزيين أو الترفيل أو التسلية أو الترف الفائض، وإنما ينبغي أن ينظر إليهما على أنهما أداتان من الأدوات التي تتيح للكتاب والفنانين أن يتصلوا اتصالاً مباشراً بالقارئ، وأن ينظر إليهما على أنهما لا غنى عنهما في صحيفة شعارها الحداثة والتمدن والديمقراطية والحرية.ونعم الاتصال اتصال الكاتب بالقارئ! فإنه مجلبة للنفع والفائدة في أكثر الأحايين. إنه ليفيد الكاتب كما يفيد القارئ معاً. وما مثل الكاتب في اجتناء الفائدة من اتصاله بالقارئ، إلا كمثل الصانع أو التاجر يتصل في السوق بزبائنه. وما مثل القارئ في اجتناء الفائدة من اتصاله بالكاتب إلا كمثل الزبون أو الشاري أو المستهلك، يعرض عليه الصانع أو التاجر في السوق ما هو في حاجة إليه من السلع الضرورية.فإذا أقبل المستهلك على البضاعة، أغرى إقبالُه الصانع بزيادة الانتاج. وإن أعرض المستهلك عنها، فقد يدفع إعراضه الصانعَ إلى البحث عن أسباب إعراض المستهلك عنها، حتى إذا وجدها عالجها بالإزالة، وأنتج بضاعة جديدة يتوسم فيها أن تحوز أسباباً لا ينفر منها المستهلك أو يعرض. وربما دفعه إعراض المستهلك عن بضاعته وكسادها إلى أن يتوقف عن إنتاجها ألبتة. وكما أن الزبون له ذوقه الخاص في تقدير البضاعة، فكذلك القارئ فله ذوقه الخاص في تقدير ما يقرأه لهذا الكاتب أو ذاك. وأي الأدوات أقدر على تبيين ذوق القارئ للكاتب من أداتي التعليق والتصويت؟ أغلب الظن أنه يهمُّ الكاتب كلَّ كاتب، إلا الذي يكتب لنفسه، أن يتبين ذوق القارئ فيما يكتبه؛ لأن القارئ بذوقه إنما يحكم على ما يكتبه الكاتب، وحكم القارئ خطير ربما أفضى إلى كساد ما يكتبه الكاتب أو إلى رواجه.ولا بد من الإشارة في هذا الموضع إلى أن الذوق عند القارئ، بل عند كل إنسان، لا يتشكل بصورة اعتباطية عشوائية، بل يتشكل وفق نظام يستمد عناصره من بيئته الاجتماعية، ومن بيئته الثقافية، ومن تجاربه الشخصية، ومن معتقداته وقناعاته، ومن ميوله وأهوائه.وهذا الذي يفسر لنا لماذا يختلف الناس في أذواقهم، كما يفسر لنا لماذا يختلفون أيضاً في أحكامهم وآرائهم. إن بيئات الناس شتى، فلا بد أن يكون الناس شتى في أذواقهم وأحكامهم وآرائهم. فيكون من ذلك أن التعليق والتصويت، ييسِّران للكاتب أن يطلع على ذوق قرائه وعلى مكونات هذا الذوق.وإذا كانت الإشارة إلى اختلاف القراء في أذواقهم لا بد منها، فإنه لا بد أيضاً من الإشارة إلى اختلاف الكتَّاب في موقفهم من عملية الاتصال المباشر بالقارئ عبر قناتي التعليق والتصويت. فبعض الكتاب يرفضها، وبعضهم يؤيدها. ولكل فريق أسبابه وحججه: فمن يرفضها متجنباً الاتصال المباشر بالقارئ ؛ فلأن الاتصال المباشر به عبرهما مضيعة للوقت في رأيه. أو يرفضها لأنه يكتب لنفسه، ومن يكتب لنفسه لا يحب أن يشاركه أحد فيما يكتب. أو يرفضها لأنه ممن نشأ في بيئة يسود فيها القمع والرأي الواحد، وتشربت روحه بأساليب تلك البيئة الهمجية المستبدة، فأمسى لا يطيق بحال من ......
#ميزتا
#التعليق
#والتصويت
#صحيفة
#الحوار
#المتمدن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724641
الحوار المتمدن
نعيم إيليا - ميزتا التعليق والتصويت في صحيفة الحوار المتمدن