داود السلمان : نهاية تولستوي بعد الاعتراف كأديب2 2
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان فهو لا يثق بالعلم، بل يريد العودة الى الدين، معتقدا في ذات نفسه، أن الدين يعطي الاجوبة الناجعة التي لم يجب عليها العلم، وتولستوي لو عاش في القرن الواحد والعشرون ورأى ما ابدعته التكنولوجية اليوم في الصين واليابان والامريكان والروسيون والكوريون، لأنذهل واصيب بالدهشة، حيث أن الدين وقضاياه لا تصمد اليوم ازاء العلم والتكنولوجية والتقدم الهائل في الطب والعمران وسوى ذلك. "وفي خلال بحثي عن دائرة واحدة من المعرفة الإنسانية، ظفرت بعدد لا يُحصى من الإجابات التي تتعلق بموضوعات لم أسأل عنها: ظفرت بإجابات عن تركيب النجوم الكيمائي، وعن حركة الشمس نحو مجموعة هركيوليز، وعن أصل الأنواع وأصل الإنسان، وعن صور الذرات الأثيرية الخفيفة المتناهية في الصغر، ولكني في هذا الميدان من ميادين المعرفة لم أجد جوابًا عن سؤالي «ما معنى حياتي؟» غير هذا «إنما أنت ما تسميه «حياتك». أنت مجموعة من الذرات التي تماسكت عرضًا واتفاقًا، والتفاعل المتبادل بين هذه الذرات والتغيير الذي يطرأ عليها يُحدث فيك ما تسميه «حياتك»، وهذا التماسك يبقى فترة من الزمن، ثم يقف التفاعل بين الذرات فيقف ما تسميه «الحياة» فتنتهي بذلك كل مشاكلك، ما أنت إلا كتلة صغيرة من مادة ما اتحدت أجزاؤها عرضًا، هذه الكتلة الصغيرة تتخمر، وتُسمى الكتلة هذا التخمر «حياتها»، ثم تنحل الكتلة، فينتهي التخمر وتنتهي بذلك كل مشاكلك»، هذا ما يُجيب به الجانب الواضح من العلم، وهو لا يسعه إلا أن يجيب كذلك لو سار على مبادئه سيرًا دقيقًا". تولستوي يحن الى الماضي، ويعتبر أن الذين سبقونا هم افضل مننا، حتي عاشوا الحياة احسن مما نعيشها نحن، فهم عرفوا سر الحياة فعاشوها عيشة هانئة مطمئنة، بعيدة عن الصخب كما يعتقد. وهذا الكلام ذكرني بالكاتب مصطفى محمود، اذ كان له رأي اقرب الى هذا الرأي ذكره في بعض كتبه، ومنها كتابه "رحلتي من الشك الى الايمان". يقول تولستوي: "منذ أن دبت الحياة في الناس على صورة من الصور وجدوا للحياة معنى، وحيوا تلك الحياة التي تحدرت إليَّ، كل ما فيَّ وكل ما حولي - بدني وغير بدني - ثمرة لمعرفتهم بالحياة، وهذه الأداة الفكرية نفسها التي أتدبر بها هذه الحياة وأحكم عليها لم تكن من اختراعي بل من اختراعهم، ولقد وُلدت ونشأت وتعلمت بفضلهم، استخرجوا الحديد من باطن الأرض، وعلمونا قطع الغابات، واستأنسوا البقر والخيل، وعلمونا أن نزرع الحبوب، وأن نعيش مجتمعين، ونظموا حياتنا، وعلموني أن أفكر وأن أتكلم، وها أنا ذا — وأنا من إنتاجهم — وقد أمدوني بالطعام والشراب، وعلموني — وأنا أفكر بأفكارهم وألفاظهم — أجادل في أنهم عبث باطل! قلت لنفسي: «هناك نوع من الخطأ، ولقد ارتكبت خطأ كبيرًا بصورةٍ ما.» ثم انقضى وقت طويل قبل أن أستطيع الكشف عن موضع الخطأ". فهو إذن يبحث عن الله كما يقول، كأنه يريد أن يصبح متصوفا، فالمتصوفة يبحثون عن الله بحسب اقوالهم. لكنه يعتقد أن الله لا يمكن البرهنة عليه، كما استند الى كانت وشوبنهاور، ومع ذلك فهو مصرّ على البحث والتواصل للوصول الى حقيقة الله المخفية خلف سحاب الكون، ذلك الكون الشاسع، وباعتقاده إنه وجد ضالته. "وبرغم اقتناعي التام باستحالة البرهان على وجود الله (وقد بيَّن كانت أن هذا البرهان مستحيل، وفهمته تمام الفهم) كنت أبحث عن الله، وكنت آمل أن أجده، وتوجَّهت بالدعاء - مدفوعًا بالعادة القديمة - إلى ذلك الذي أبحث عنه ولم أجده، واستعدت في ذهني ما أدلى به كانْت وشوبنهور من حجج تدل على استحالة البرهان على وجود الله، وبدأت أحقق هذه الحجج وأنبذها، قلت لنفسي إن «السبب» ليس في نوعه فكرة كفكرة «الزمان» أ ......
#نهاية
#تولستوي
#الاعتراف
#كأديب2
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718660
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان فهو لا يثق بالعلم، بل يريد العودة الى الدين، معتقدا في ذات نفسه، أن الدين يعطي الاجوبة الناجعة التي لم يجب عليها العلم، وتولستوي لو عاش في القرن الواحد والعشرون ورأى ما ابدعته التكنولوجية اليوم في الصين واليابان والامريكان والروسيون والكوريون، لأنذهل واصيب بالدهشة، حيث أن الدين وقضاياه لا تصمد اليوم ازاء العلم والتكنولوجية والتقدم الهائل في الطب والعمران وسوى ذلك. "وفي خلال بحثي عن دائرة واحدة من المعرفة الإنسانية، ظفرت بعدد لا يُحصى من الإجابات التي تتعلق بموضوعات لم أسأل عنها: ظفرت بإجابات عن تركيب النجوم الكيمائي، وعن حركة الشمس نحو مجموعة هركيوليز، وعن أصل الأنواع وأصل الإنسان، وعن صور الذرات الأثيرية الخفيفة المتناهية في الصغر، ولكني في هذا الميدان من ميادين المعرفة لم أجد جوابًا عن سؤالي «ما معنى حياتي؟» غير هذا «إنما أنت ما تسميه «حياتك». أنت مجموعة من الذرات التي تماسكت عرضًا واتفاقًا، والتفاعل المتبادل بين هذه الذرات والتغيير الذي يطرأ عليها يُحدث فيك ما تسميه «حياتك»، وهذا التماسك يبقى فترة من الزمن، ثم يقف التفاعل بين الذرات فيقف ما تسميه «الحياة» فتنتهي بذلك كل مشاكلك، ما أنت إلا كتلة صغيرة من مادة ما اتحدت أجزاؤها عرضًا، هذه الكتلة الصغيرة تتخمر، وتُسمى الكتلة هذا التخمر «حياتها»، ثم تنحل الكتلة، فينتهي التخمر وتنتهي بذلك كل مشاكلك»، هذا ما يُجيب به الجانب الواضح من العلم، وهو لا يسعه إلا أن يجيب كذلك لو سار على مبادئه سيرًا دقيقًا". تولستوي يحن الى الماضي، ويعتبر أن الذين سبقونا هم افضل مننا، حتي عاشوا الحياة احسن مما نعيشها نحن، فهم عرفوا سر الحياة فعاشوها عيشة هانئة مطمئنة، بعيدة عن الصخب كما يعتقد. وهذا الكلام ذكرني بالكاتب مصطفى محمود، اذ كان له رأي اقرب الى هذا الرأي ذكره في بعض كتبه، ومنها كتابه "رحلتي من الشك الى الايمان". يقول تولستوي: "منذ أن دبت الحياة في الناس على صورة من الصور وجدوا للحياة معنى، وحيوا تلك الحياة التي تحدرت إليَّ، كل ما فيَّ وكل ما حولي - بدني وغير بدني - ثمرة لمعرفتهم بالحياة، وهذه الأداة الفكرية نفسها التي أتدبر بها هذه الحياة وأحكم عليها لم تكن من اختراعي بل من اختراعهم، ولقد وُلدت ونشأت وتعلمت بفضلهم، استخرجوا الحديد من باطن الأرض، وعلمونا قطع الغابات، واستأنسوا البقر والخيل، وعلمونا أن نزرع الحبوب، وأن نعيش مجتمعين، ونظموا حياتنا، وعلموني أن أفكر وأن أتكلم، وها أنا ذا — وأنا من إنتاجهم — وقد أمدوني بالطعام والشراب، وعلموني — وأنا أفكر بأفكارهم وألفاظهم — أجادل في أنهم عبث باطل! قلت لنفسي: «هناك نوع من الخطأ، ولقد ارتكبت خطأ كبيرًا بصورةٍ ما.» ثم انقضى وقت طويل قبل أن أستطيع الكشف عن موضع الخطأ". فهو إذن يبحث عن الله كما يقول، كأنه يريد أن يصبح متصوفا، فالمتصوفة يبحثون عن الله بحسب اقوالهم. لكنه يعتقد أن الله لا يمكن البرهنة عليه، كما استند الى كانت وشوبنهاور، ومع ذلك فهو مصرّ على البحث والتواصل للوصول الى حقيقة الله المخفية خلف سحاب الكون، ذلك الكون الشاسع، وباعتقاده إنه وجد ضالته. "وبرغم اقتناعي التام باستحالة البرهان على وجود الله (وقد بيَّن كانت أن هذا البرهان مستحيل، وفهمته تمام الفهم) كنت أبحث عن الله، وكنت آمل أن أجده، وتوجَّهت بالدعاء - مدفوعًا بالعادة القديمة - إلى ذلك الذي أبحث عنه ولم أجده، واستعدت في ذهني ما أدلى به كانْت وشوبنهور من حجج تدل على استحالة البرهان على وجود الله، وبدأت أحقق هذه الحجج وأنبذها، قلت لنفسي إن «السبب» ليس في نوعه فكرة كفكرة «الزمان» أ ......
#نهاية
#تولستوي
#الاعتراف
#كأديب2
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718660
الحوار المتمدن
داود السلمان - نهاية تولستوي بعد الاعتراف كأديب2 /2