مصعب قاسم عزاوي : تلاوين ومفاعيل المساعدات للدول النامية
#الحوار_المتمدن
#مصعب_قاسم_عزاوي حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي. فريق دار الأكاديمية: كيف تنظر إلى المساعدات التي تقدمها الدول المتقدمة إلى دول العالم النامي؟مصعب قاسم عزاوي: لا بد في البداية من التفريق بين نموذجين من المساعدات المقدمة للدول النامية؛ الأول هو المساعدات التي تقوم بها المنظمات غير الحكومية ومؤسسات العمل الخيري التطوعي؛ والثاني المساعدات التي تقدمها الحكومات سواء بشكل مباشر أو عبر ستارات من المنظمات غير الحكومية والبرامج غير الرسمية لتورية مصادر التمويل لتلك المنظمات وأهدافها الحقيقية. ففي حالة المجموعة الأولى فهي جهود استثنائية وخَيِّرة ولا بد من الثناء عليها، وهي تصب في خانة التضامن البشري بين البشر بغض النظر عن أي اعتبار آخر يفرقهم، وهي في مجملها مساعدات صِغَرِيِّة (Micro) في ميادين وحقول محددة لا يصعب على الناظر المدقق كشف حقيقتها الخيرية، سواء كانت في تقديم العون الصحي للمرضى هنا وهناك، أو تعليم الأطفال والأميين، أو المساعدة في حفر بئر لشرب ماء صالح. أما المجموعة الثانية فهي نموذج من المساعدات التي تنخرط بشكل عضوي في جعبة أدوات الهيمنة الإمبريالية المعولمة للشركات العابرة للقارات والحكومات التي تسيطر عليها في العالم المتقدم. وللطرافة فإن حصة الأسد من تلك المساعدات تتجلى في مساعدات عسكرية أو منح مالية مخصصة لشراء أسلحة وخدمات تدريبية عسكرية وشُرَطِيِّة من نفس تلك الشركات في الدول المتقدمة. وهو ما يعني أنها منح مالية من دافعي الضرائب في العالم المتقدم لمجمعاتها الصناعية العسكرية التقانية الحاكم الفعلي في دول العالم المتقدم، بالإضافة إلى تحقيق هدف جانبي لا يقل عن ذلك الأخير أهمية، ويتمثل في بناء علاقات وروابط مع الأشخاص الفاعلين في البنى القمعية الأساسية في الدول النامية ممثلة بالأجهزة الأمنية والعسكرية في تلك الدول، كأداتين أساسيتين لإدامة الاستبداد والهيمنة عبر نظم النواطير على المجتمعات النامية ومواردها. وفي ذلك تكمن أهمية كبرى تفصح عن نفسها بأن المساعدات العسكرية والأمنية للدول النامية من حكومات العالم المتقدم تكتسي بصفة من المناعة المستدامة تمنع توقفها أو تأثرها بواقع العلاقات السياسية بين الدولة النامية والدولة المانحة نظراً للدور الوظيفي الاستثنائي الذي تقوم به في استدامة واقع الهيمنة الكونية للأقوياء الأثرياء على المفقرين المستضعفين.والتمظهر الفعلي للدور الوظيفي لتلك المساعدات يكمن في الإمساك بتلابيب الحل والعقد الأمني والعسكري في الدولة النامية، وهو ما سوف يعلم الناطور المكلف بشؤون رأس الدولة الأمنية عبر قرون استشعاره المخابراتية من استكناه أنه في حال انزياحه قيد أنملة عن دوره الوظيفي المناط به، فإن هناك الكثير من الانتهازيين المدربين في الأجهزة الأمنية المرتبطين بمموليهم ومدربيهم ومعلميهم في مراكز إدارة الهيمنة الكونية في مجتمعات الأقوياء جاهزون للانقضاض عليه، وإزاحته والحلول مكانه في منصب الناطور الأول. وإن استعصى ذلك على الأجهزة الأمنية، فإن الجيش وكتلته الحربية المعدة والمدربة بشكل حصري لشن حروب على شعوبها وضمان استكانتها وخضوعها، جاهزون للتدخل والانقلاب العسكري عليه وإقامة نظم عسكرية شمولية تضمن مصالح أولياء الأمور في العالم المتقدم بشكل غير قابل للتغاير. والأمثلة على ذلك تاريخياً عصية على الإجمال والحصر من جنوب شرق القارة الآسيوية وصولاً إلى أمريكا الجنوبية، مروراً بالكثير من المآسي التاريخية في القارة الأفريقية المظلومة وفي عالمنا العربي التي ليس من عاقل لبيب غير قادر على ا ......
#تلاوين
#ومفاعيل
#المساعدات
#للدول
#النامية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730943
#الحوار_المتمدن
#مصعب_قاسم_عزاوي حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي. فريق دار الأكاديمية: كيف تنظر إلى المساعدات التي تقدمها الدول المتقدمة إلى دول العالم النامي؟مصعب قاسم عزاوي: لا بد في البداية من التفريق بين نموذجين من المساعدات المقدمة للدول النامية؛ الأول هو المساعدات التي تقوم بها المنظمات غير الحكومية ومؤسسات العمل الخيري التطوعي؛ والثاني المساعدات التي تقدمها الحكومات سواء بشكل مباشر أو عبر ستارات من المنظمات غير الحكومية والبرامج غير الرسمية لتورية مصادر التمويل لتلك المنظمات وأهدافها الحقيقية. ففي حالة المجموعة الأولى فهي جهود استثنائية وخَيِّرة ولا بد من الثناء عليها، وهي تصب في خانة التضامن البشري بين البشر بغض النظر عن أي اعتبار آخر يفرقهم، وهي في مجملها مساعدات صِغَرِيِّة (Micro) في ميادين وحقول محددة لا يصعب على الناظر المدقق كشف حقيقتها الخيرية، سواء كانت في تقديم العون الصحي للمرضى هنا وهناك، أو تعليم الأطفال والأميين، أو المساعدة في حفر بئر لشرب ماء صالح. أما المجموعة الثانية فهي نموذج من المساعدات التي تنخرط بشكل عضوي في جعبة أدوات الهيمنة الإمبريالية المعولمة للشركات العابرة للقارات والحكومات التي تسيطر عليها في العالم المتقدم. وللطرافة فإن حصة الأسد من تلك المساعدات تتجلى في مساعدات عسكرية أو منح مالية مخصصة لشراء أسلحة وخدمات تدريبية عسكرية وشُرَطِيِّة من نفس تلك الشركات في الدول المتقدمة. وهو ما يعني أنها منح مالية من دافعي الضرائب في العالم المتقدم لمجمعاتها الصناعية العسكرية التقانية الحاكم الفعلي في دول العالم المتقدم، بالإضافة إلى تحقيق هدف جانبي لا يقل عن ذلك الأخير أهمية، ويتمثل في بناء علاقات وروابط مع الأشخاص الفاعلين في البنى القمعية الأساسية في الدول النامية ممثلة بالأجهزة الأمنية والعسكرية في تلك الدول، كأداتين أساسيتين لإدامة الاستبداد والهيمنة عبر نظم النواطير على المجتمعات النامية ومواردها. وفي ذلك تكمن أهمية كبرى تفصح عن نفسها بأن المساعدات العسكرية والأمنية للدول النامية من حكومات العالم المتقدم تكتسي بصفة من المناعة المستدامة تمنع توقفها أو تأثرها بواقع العلاقات السياسية بين الدولة النامية والدولة المانحة نظراً للدور الوظيفي الاستثنائي الذي تقوم به في استدامة واقع الهيمنة الكونية للأقوياء الأثرياء على المفقرين المستضعفين.والتمظهر الفعلي للدور الوظيفي لتلك المساعدات يكمن في الإمساك بتلابيب الحل والعقد الأمني والعسكري في الدولة النامية، وهو ما سوف يعلم الناطور المكلف بشؤون رأس الدولة الأمنية عبر قرون استشعاره المخابراتية من استكناه أنه في حال انزياحه قيد أنملة عن دوره الوظيفي المناط به، فإن هناك الكثير من الانتهازيين المدربين في الأجهزة الأمنية المرتبطين بمموليهم ومدربيهم ومعلميهم في مراكز إدارة الهيمنة الكونية في مجتمعات الأقوياء جاهزون للانقضاض عليه، وإزاحته والحلول مكانه في منصب الناطور الأول. وإن استعصى ذلك على الأجهزة الأمنية، فإن الجيش وكتلته الحربية المعدة والمدربة بشكل حصري لشن حروب على شعوبها وضمان استكانتها وخضوعها، جاهزون للتدخل والانقلاب العسكري عليه وإقامة نظم عسكرية شمولية تضمن مصالح أولياء الأمور في العالم المتقدم بشكل غير قابل للتغاير. والأمثلة على ذلك تاريخياً عصية على الإجمال والحصر من جنوب شرق القارة الآسيوية وصولاً إلى أمريكا الجنوبية، مروراً بالكثير من المآسي التاريخية في القارة الأفريقية المظلومة وفي عالمنا العربي التي ليس من عاقل لبيب غير قادر على ا ......
#تلاوين
#ومفاعيل
#المساعدات
#للدول
#النامية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730943
الحوار المتمدن
مصعب قاسم عزاوي - تلاوين ومفاعيل المساعدات للدول النامية