نوفل شاكر : الويل لثقافةٍ تقودها شخصياتٌ بوفارية
#الحوار_المتمدن
#نوفل_شاكر يقول كاتب عراقي: " الشخصية البوفارية بحسب جول دوغوتيه هي نتاج خلل في الشخصية يدفع صاحبها الى تصور نفسه شخص اخر لا يمت بصله لذاته الحقيقية.. وسبب هذا التصور هو حماسة واعجاب بتلك الشخصية المتخيلة مما يدفع الشخص الى تقليدها تقليد سطحي في الملبس والخطاب والحركات.. مما ينتج شخص قرقوزي.. سطحي.. شخص يمتلك تصورا خاطئا عن ملكاته الحسية وامكانياته الفكرية.. وسبب شيوع الشخصية البوفارية هو انتشار التعليم على نطاق واسع.. وسيادة نظام تعليمي يقدم الكمي على النوعي.. مما ادى الى ان الافكار الفلسفية والادبية والعلمية تصبح مبذولة امام اشخاص لايمتلكون الادوات الذهنية الكافية لهضمها واستيعابها.. والنتيجة هو وهم الفهم.. مما يخلق ظاهرة انصاف المتعلمين.. ما هو تراكم اجيال من النخب الفكرية يصبح مبذولا امام اشخاص يمتلكون ذهنيات محدودة.. وهذه الفجوة بين تعقيد الفكر وسطحية التلقي تخلق شخصيات منتفخة بوهم الفهم.. شخصيات تستهلك فكرة الواقع قبل تجربة الواقع.. تستهلك فكرة الحب قبل تجربة الحب (مدام بوفاري انموذجا).. وعدم قدرتها على تمييز الفكرة عن الواقع يدفعها الى علاقة مَرَضيّة وصِدامية مع الواقع.. وبالتالي علاقة عنيفة مع المجتمع."لو أسقطنا التعريف أعلاه على الواقع الثقافي العراقي السائد الآن، لانطبق على أسماء كثيرة تملأ الساحة الثقافية بالضجيج والصخب... شخصيات مُصابة بوهم المعرفة."شعراء" يرصفون كلمات متقاطعة متخيلينها قصائد نثر."روائيون" يسطّرون حكايات تفتقر إلى المبنى الحكائي، فضلاً عن افتقارها للبناء الفكري."مفكرون" يرددون مقولات جاهزة تنفجر بوجهك كقنابل دخانية مجهولة المصدر...محللون سياسيون تعلموا الجيوبولتيك من برنامج " حصاد الشرقية".مثقفو جملة صنعتهم منصات التواصل الاجتماعي، وأباحت لهم الهجوم على رموز ثقافية كبيرة كعلي الوردي، و الجواهري، والسياب، والتكرلي، و غائب طعمة فرمان، ومظفر النواب... والذريعة هي دوماً " حرية التعبير"! ليس هناك مقدس في الثقافة العراقية!فلتسقط الثوابت والمجد للتحولات.خطابٌ خطير يخفي تحته إشارات تدل على مشروع منظم وموّجه ومؤطر لهدم بنية الثقافة العراقية، ومسخ هويتها، عبر احتقار رموزها، وتسقيطهم معنوياً... الاغتيال الرمزي هو السلاح الأفتك في هذه المعركة، و منصات التواصل الاجتماعي هي الميدان.يوماً ما اشتكى الأديب الإيطالي الشهير إمبرتو إيكو من هذه الظاهرة قائلاً بأنها «تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء».غزو الحمقى والبلهاء هذا هو المهيمن الآن في الساحة الثقافية. شخصيات معروفة بابتذالها الأدبي، وخوائها المعرفي هي من تصنع الخطاب في عراق اليوم. صفحات " الخوة النظيفة" و " شبكة شكو ماكو" هي من ترسم الهوية الثقافية وتؤطرها، وتنظّر للوطنية وتصنع الرأي العام في العراق. والويل لمن يقول خلاف ذلك!الكوميديا السوداء في الساحة العراقية مهزلة فكرية:مثقف عراقي يدعو لإسقاط مقولة " العراق مهد الحضارات" لأنَّ العراق اليوم يستورد الطماطة من إيران!عواطف الأفلام الهندية لمثقفي الوطن، الداعية إلى إفراغ العراق من رموزه الثقافية، وتجريده من هويته، بحجة الدفاع عن الوطن تذكرني بمقولة اندريه جيد:" العواطف الجميلة تنتج أدب سيء".هذه العواطف أنتجت لنا نمطاً من الحكواتيين والردّاحة ، تضخمّت لديهم ا ......
#الويل
#لثقافةٍ
#تقودها
#شخصياتٌ
#بوفارية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692152
#الحوار_المتمدن
#نوفل_شاكر يقول كاتب عراقي: " الشخصية البوفارية بحسب جول دوغوتيه هي نتاج خلل في الشخصية يدفع صاحبها الى تصور نفسه شخص اخر لا يمت بصله لذاته الحقيقية.. وسبب هذا التصور هو حماسة واعجاب بتلك الشخصية المتخيلة مما يدفع الشخص الى تقليدها تقليد سطحي في الملبس والخطاب والحركات.. مما ينتج شخص قرقوزي.. سطحي.. شخص يمتلك تصورا خاطئا عن ملكاته الحسية وامكانياته الفكرية.. وسبب شيوع الشخصية البوفارية هو انتشار التعليم على نطاق واسع.. وسيادة نظام تعليمي يقدم الكمي على النوعي.. مما ادى الى ان الافكار الفلسفية والادبية والعلمية تصبح مبذولة امام اشخاص لايمتلكون الادوات الذهنية الكافية لهضمها واستيعابها.. والنتيجة هو وهم الفهم.. مما يخلق ظاهرة انصاف المتعلمين.. ما هو تراكم اجيال من النخب الفكرية يصبح مبذولا امام اشخاص يمتلكون ذهنيات محدودة.. وهذه الفجوة بين تعقيد الفكر وسطحية التلقي تخلق شخصيات منتفخة بوهم الفهم.. شخصيات تستهلك فكرة الواقع قبل تجربة الواقع.. تستهلك فكرة الحب قبل تجربة الحب (مدام بوفاري انموذجا).. وعدم قدرتها على تمييز الفكرة عن الواقع يدفعها الى علاقة مَرَضيّة وصِدامية مع الواقع.. وبالتالي علاقة عنيفة مع المجتمع."لو أسقطنا التعريف أعلاه على الواقع الثقافي العراقي السائد الآن، لانطبق على أسماء كثيرة تملأ الساحة الثقافية بالضجيج والصخب... شخصيات مُصابة بوهم المعرفة."شعراء" يرصفون كلمات متقاطعة متخيلينها قصائد نثر."روائيون" يسطّرون حكايات تفتقر إلى المبنى الحكائي، فضلاً عن افتقارها للبناء الفكري."مفكرون" يرددون مقولات جاهزة تنفجر بوجهك كقنابل دخانية مجهولة المصدر...محللون سياسيون تعلموا الجيوبولتيك من برنامج " حصاد الشرقية".مثقفو جملة صنعتهم منصات التواصل الاجتماعي، وأباحت لهم الهجوم على رموز ثقافية كبيرة كعلي الوردي، و الجواهري، والسياب، والتكرلي، و غائب طعمة فرمان، ومظفر النواب... والذريعة هي دوماً " حرية التعبير"! ليس هناك مقدس في الثقافة العراقية!فلتسقط الثوابت والمجد للتحولات.خطابٌ خطير يخفي تحته إشارات تدل على مشروع منظم وموّجه ومؤطر لهدم بنية الثقافة العراقية، ومسخ هويتها، عبر احتقار رموزها، وتسقيطهم معنوياً... الاغتيال الرمزي هو السلاح الأفتك في هذه المعركة، و منصات التواصل الاجتماعي هي الميدان.يوماً ما اشتكى الأديب الإيطالي الشهير إمبرتو إيكو من هذه الظاهرة قائلاً بأنها «تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء».غزو الحمقى والبلهاء هذا هو المهيمن الآن في الساحة الثقافية. شخصيات معروفة بابتذالها الأدبي، وخوائها المعرفي هي من تصنع الخطاب في عراق اليوم. صفحات " الخوة النظيفة" و " شبكة شكو ماكو" هي من ترسم الهوية الثقافية وتؤطرها، وتنظّر للوطنية وتصنع الرأي العام في العراق. والويل لمن يقول خلاف ذلك!الكوميديا السوداء في الساحة العراقية مهزلة فكرية:مثقف عراقي يدعو لإسقاط مقولة " العراق مهد الحضارات" لأنَّ العراق اليوم يستورد الطماطة من إيران!عواطف الأفلام الهندية لمثقفي الوطن، الداعية إلى إفراغ العراق من رموزه الثقافية، وتجريده من هويته، بحجة الدفاع عن الوطن تذكرني بمقولة اندريه جيد:" العواطف الجميلة تنتج أدب سيء".هذه العواطف أنتجت لنا نمطاً من الحكواتيين والردّاحة ، تضخمّت لديهم ا ......
#الويل
#لثقافةٍ
#تقودها
#شخصياتٌ
#بوفارية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692152
الحوار المتمدن
نوفل شاكر - الويل لثقافةٍ تقودها شخصياتٌ بوفارية