رائد شفيق توفيق : بين التصنع والتلقائية والحرية المطلقة
#الحوار_المتمدن
#رائد_شفيق_توفيق المجتمعات غريبة في تعاملها مع الحالات الانسانية عموما ، اذ انها تقيس وتقارن الحالة الشاذة بالحالة الطبيعية وتعتبر ان الحالة الطبيعية انجازا ، مع ان الحالة الشاذة لها عوامل ودوافع ساعدت على حدوثها والمفروض ان لاتقارن وانما تدرس وتبحث على حدة ، والحالة الطبيعية لا تعد انجازا نتفاخر به ونذكره كأنه معجزة ؛ نعم نفرح بها لكنها لاتبهرنا (*) فالحالة الطبيعية هي ما يجب ان نكون عليه لذلك عندما نصاب بمرض ما نذهب الى الطبيب لكي يصف لنا العلاج لنعود الى الحالة الطبيعية فنفرح بالحالة الطبيعية ، والحياة بطبيعتها ليست مثالية لانها متغيرة ولا يمكن التكهن بما ستؤول اليه وكذلك الناس ، هم ليسوا كما نتوقعهم وهو الاغلب الاعم اذ قد تجد انسانا لطيفا متعاونا مسالما لكنه قد يكون ساديا ويخفي ذلك او انه يجيد التمثيل على الناس ليظهر عكس ما هو عليه في حقيقته لكنه سرعان ما ينتقل الى حقيقته السادية اذا ما سنحت له الفرصة او وجد متسعا او انه يتعب من تمثيل وتصنع دور الانسان السوي فيعود الى حقيقته ، اذ انه من الصعب عليه ان يستمر في التمثيل والتصنع ، فقد يؤدي شخصية الانسان السوي لمدة طويلة لكنه من الصعب عليه الاستمرار في ذلك اذ تفضحه بعض التصرفات التلقائية التي لا ولم ولن يستطيع التخلص منها لانها اساس جوهري في طبيعته ومكون اساسي في شخصيته وقد قيل (ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر فى فلتات لسانه وصفحات وجهه وبريق عينيه ) والامثلة على ذلك كثيرة ، في هذا السياق اقدمت الفنانة الصربية ( مارينا أبراموفيتش Marina Abramović-;- ) وهي فنانة أداء وفنانة تشكيلية تدور أعمالها حول العلاقة بين الأداء والجمهور وحدود الجسد وإمكانيات العقل ؛ اقدمت هذه الفنانة سنة ١-;-٩-;-٧-;-٤-;-على خوض تجربة لتتعرف أكثر على تصرفات البشر إذا منحت الجمهور حرية القرار بدون شروط او ضوابط ؛ فقد قررت أن تقف لمدة 6 ساعات متواصلة بدون حراك واتاحت للجماهير أن يفعلوا بها ما أرادوا ، وكانت بجانبها طاولة بها العديد من الأدوات منها سكين ، مسدس ، زهور و أشياء أخرى ، في البداية كان رد فعل الجماهير سلميا فإكتفوا بالوقوف أمامها والنظر اليها لكن هذا لم يستمر طويلا ، فبعدما تأكد المتجمهرون أنها لن تقوم بأي ردة فعل مهما كان تصرفهم تجاهها أصبح المتجمهرون أكثر عدوانية فقاموا بتمزيق ملابسها وقام أحدهم بتوجيه المسدس الى رأسها لكن أحد الأشخاص تدخل وأخذ المسدس منه و قاموا بوخزها ببطنها بأشواك الأزهار وتحرش البعض بها جنسيا وبعد أن إنتهت الساعات الست تحركت مارينا من مكانها بهدوء وبدون أي رد فعل عدوانى تجاه المتجمهرين والمفجأة انها بمجرد أن بدأت بالتحرك هم المتجمهرون بالفرار.نستخلص من تجربة مارينا هذة ان البشر الذين نتعامل معهم يوميا مهما إختلف اعراقهم واعمارهم وخلفياتهم مستعدون لارتكاب أفعال شنيعة لانها حقيقتهم التي يخفونها لاسباب عديدة اولها ان هناك ضوابط وقوانين تحكمهم ، ولما لم يوجد ضوابط تحد من عدوانيتهم تصرفو على سجاياهم التي جبلوا عليها من عدوانية او تسامح بدليل تدخل شخص لاخذ المسدس الذي وجهه احد هؤلاء الناس الى راس مارينا لكنه بالتاكيد لم يستطع ان يرد عدوانية الناس جميعا ، هذه العدوانية ظهرت عندما وجدوا الفرصة التي استطاعوا فيها التصرف على سجاياهم الحقيقية بتلقائية وبدون تمثيل لانها سجاياهم التي يخفونها لاسباب عديدة لا حصر لها ، وعندما تحركت مارينا فروا من امامها برغم انها وحيدة ولم تقوم باي رد فعل تجاههم وهم جمهور كبير وكانو يتنمرون عليها منذ لحظات . هذا ما يؤكد أن السلطة بحاجة إلى القوة وأن الحرية لا يمكن أن تمنح بصورة ......
#التصنع
#والتلقائية
#والحرية
#المطلقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736030
#الحوار_المتمدن
#رائد_شفيق_توفيق المجتمعات غريبة في تعاملها مع الحالات الانسانية عموما ، اذ انها تقيس وتقارن الحالة الشاذة بالحالة الطبيعية وتعتبر ان الحالة الطبيعية انجازا ، مع ان الحالة الشاذة لها عوامل ودوافع ساعدت على حدوثها والمفروض ان لاتقارن وانما تدرس وتبحث على حدة ، والحالة الطبيعية لا تعد انجازا نتفاخر به ونذكره كأنه معجزة ؛ نعم نفرح بها لكنها لاتبهرنا (*) فالحالة الطبيعية هي ما يجب ان نكون عليه لذلك عندما نصاب بمرض ما نذهب الى الطبيب لكي يصف لنا العلاج لنعود الى الحالة الطبيعية فنفرح بالحالة الطبيعية ، والحياة بطبيعتها ليست مثالية لانها متغيرة ولا يمكن التكهن بما ستؤول اليه وكذلك الناس ، هم ليسوا كما نتوقعهم وهو الاغلب الاعم اذ قد تجد انسانا لطيفا متعاونا مسالما لكنه قد يكون ساديا ويخفي ذلك او انه يجيد التمثيل على الناس ليظهر عكس ما هو عليه في حقيقته لكنه سرعان ما ينتقل الى حقيقته السادية اذا ما سنحت له الفرصة او وجد متسعا او انه يتعب من تمثيل وتصنع دور الانسان السوي فيعود الى حقيقته ، اذ انه من الصعب عليه ان يستمر في التمثيل والتصنع ، فقد يؤدي شخصية الانسان السوي لمدة طويلة لكنه من الصعب عليه الاستمرار في ذلك اذ تفضحه بعض التصرفات التلقائية التي لا ولم ولن يستطيع التخلص منها لانها اساس جوهري في طبيعته ومكون اساسي في شخصيته وقد قيل (ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر فى فلتات لسانه وصفحات وجهه وبريق عينيه ) والامثلة على ذلك كثيرة ، في هذا السياق اقدمت الفنانة الصربية ( مارينا أبراموفيتش Marina Abramović-;- ) وهي فنانة أداء وفنانة تشكيلية تدور أعمالها حول العلاقة بين الأداء والجمهور وحدود الجسد وإمكانيات العقل ؛ اقدمت هذه الفنانة سنة ١-;-٩-;-٧-;-٤-;-على خوض تجربة لتتعرف أكثر على تصرفات البشر إذا منحت الجمهور حرية القرار بدون شروط او ضوابط ؛ فقد قررت أن تقف لمدة 6 ساعات متواصلة بدون حراك واتاحت للجماهير أن يفعلوا بها ما أرادوا ، وكانت بجانبها طاولة بها العديد من الأدوات منها سكين ، مسدس ، زهور و أشياء أخرى ، في البداية كان رد فعل الجماهير سلميا فإكتفوا بالوقوف أمامها والنظر اليها لكن هذا لم يستمر طويلا ، فبعدما تأكد المتجمهرون أنها لن تقوم بأي ردة فعل مهما كان تصرفهم تجاهها أصبح المتجمهرون أكثر عدوانية فقاموا بتمزيق ملابسها وقام أحدهم بتوجيه المسدس الى رأسها لكن أحد الأشخاص تدخل وأخذ المسدس منه و قاموا بوخزها ببطنها بأشواك الأزهار وتحرش البعض بها جنسيا وبعد أن إنتهت الساعات الست تحركت مارينا من مكانها بهدوء وبدون أي رد فعل عدوانى تجاه المتجمهرين والمفجأة انها بمجرد أن بدأت بالتحرك هم المتجمهرون بالفرار.نستخلص من تجربة مارينا هذة ان البشر الذين نتعامل معهم يوميا مهما إختلف اعراقهم واعمارهم وخلفياتهم مستعدون لارتكاب أفعال شنيعة لانها حقيقتهم التي يخفونها لاسباب عديدة اولها ان هناك ضوابط وقوانين تحكمهم ، ولما لم يوجد ضوابط تحد من عدوانيتهم تصرفو على سجاياهم التي جبلوا عليها من عدوانية او تسامح بدليل تدخل شخص لاخذ المسدس الذي وجهه احد هؤلاء الناس الى راس مارينا لكنه بالتاكيد لم يستطع ان يرد عدوانية الناس جميعا ، هذه العدوانية ظهرت عندما وجدوا الفرصة التي استطاعوا فيها التصرف على سجاياهم الحقيقية بتلقائية وبدون تمثيل لانها سجاياهم التي يخفونها لاسباب عديدة لا حصر لها ، وعندما تحركت مارينا فروا من امامها برغم انها وحيدة ولم تقوم باي رد فعل تجاههم وهم جمهور كبير وكانو يتنمرون عليها منذ لحظات . هذا ما يؤكد أن السلطة بحاجة إلى القوة وأن الحرية لا يمكن أن تمنح بصورة ......
#التصنع
#والتلقائية
#والحرية
#المطلقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736030
الحوار المتمدن
رائد شفيق توفيق - بين التصنع والتلقائية والحرية المطلقة