الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد عبد المجيد : هل من حق الكاتبِ أنْ يتملكه اليأس؟
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد تظل تكتب في دائرةِ الأمان النفسي طالما لم تغادر المعلوماتِ، والعقلَ، والتحليلَ المحايدَ، والاهتمامَ، وأنتَ في البُعْدِ الاجتماعي حتى لو كنتَ في قلب الحَدَث!وحالما انتقلتَ بروحِكَ، ووجدانِكَ، وعواطفِكَ، خاصةً إذا كنتَ تكتب عن قضية وطنِك، وأهلــِك، وأحبابـِك، وأصدقائِك، وطفولتٍك، وأحلامِك، ولو كنتَ مهاجراً أو مغترباً في مكان آخر، فإنك كالذي انتقل من سكن الاستقرار إلى مصحةٍ للعلاج، وتتحول الورقة التي تكتب فيها إلى وصفٍ للمرضِ، وروشتة للعِلاجِ، وآهاتِ وجعِ الاثنين: القضية و.. الوطن الأم.ماذا لو أنَّ المريضَ يسخر منك، أو يضع أصابعًه في أُذُنيه كلما تكلمْت، أو يُدير لك ظــَهْرَه؛ فهل تستمر إلى ما لا نهاية مُخادعاً نفسك، ومتصوراً أنَّ اليومَ الذي ينُصِتْ إليك فيه آتٍ لا ريبَ فيه؟يُطالبون الكاتبَ أنْ يستمر في طرح قضية أو قضايا في مجتمع أَصَمّ؛ تسيطر عليه مفاهيمُ سياسية، وسلطوية، وبوليسية، وفِقْهية تجعل حواسَه كلــَّـها أقربَ إلى كوكبٍ آخر منها إلى الأرض!أزمةٌ موجعة عندما يلامس قلمُ الكاتبِ قضايا الوطن الأم فينزلق من الحيادِ إلى الانخراط في هموم إصلاحية كأنها رمالٌ متحركةٌ لا يخرج منها إلا مُنْهَكاً، أو مَيتــاً نصفه حياة، أو تضربه حالةُ يأسٍ؛ فهو ليس صاحبَ رسالة سماوية، ولا تشدّ الملائكةُ من أزْرِه، ولا تسنده دولة وإمبراطورية مالية وإعلام يدعمه أو .. ينافقه.وعندما يصل إلى مرحلة الرفض التام من ذوي الشأن الذين يحمل همومَهم، يقابــَـل بخرسٍ أو صمم، أو ضعف إبصار كأنه دخل في ظلمات بحرٍ لُجّي يغشاه موجٌ من فوقه بركان.يقف ليسأل نفسه: كل الدلائل تشير إلى أنني أتحدث إلى قوم يتمسكون بسلطة فاشية أو دينية رهيبة، فما الفائدة التي ستعود علي إذا صرختُ في صخرةٍ ما بقي لي من عُمْر.كُتــّاب، وصحفيون، وفلاسفة، وثائرون كأنهم الفرعُ الثاني للأنبياء، في كل مكانٍ في العالــَم؛ لكن اليأسَ يمتنع عن الاقتراب منهم، فإذا لمَسَتْ أو لامَسَتْ الأفكارُ أوجاعَ الوطن الأم تحوّلوا إلى مُصلحين عن غير قصد!ما هو الحدُّ الأقصى للوجع قبل الوصول بالسلامة إلى اليأس؛ وقبل الانهيار النفسي والعقلي والعصبي؟لا أحد يستطيع أنْ يوافق أو يعترض على لحظات شفّافة في نهاية طريق قلمٍ يرى صاحبُه سَدّاً لا قِبَل لأحدٍ به، فهي رؤية بصرية داخلية كنتيجة طبيعية لمئات الكتابات أو الأحاديث التي من المفترض لأناسٍ طبيعيين أنْ تزلزل الأرضَ من تحت أقدامهم.يعود ليسأل: هل من حقي أن أشعر باليأس من تحريك عادة أو فكرة لتستقيم وتتناغم مع التطور، والتحضُّر، والتمدُّن، والتنمية وتساهم في رِفعة المجتمع؟في أول الطريق يظل كاتباً، لكنَّ الوصولَ إلى أن يصبح مصلحاً يُنْذِر بعواصف عاتية من الذين يدافعون عن العادات، والتقاليد، والموروثات، والمرويات، والمقدّسات، فلديهم يكون السكونُ هو الأصلَ، وأيّ حركة للأمام تبدو كأنها هجرة دائمة من المستنقع الذي يتدفئون فيه، وينعمون بسكونه، ولا يرتفعون أو.. يسقطون!كل الشعوب تمر بهذه المرحلة في تاريخها، وتموت الجماعة وهي واقفة، وتتخلف وهي تظن أنها تسير بأسرع من الصوت.كل الشعوب قد تتعرض لقيودٍ سلطوية ودينية تجتمع على التخويف والترهيب: واحدة من القصر و.. الثانية من السماء.أعود إلى سؤالي: هل يملك الكاتبُ قرارَه في اليأس، أم أنها نقطة غليان المُصْلــِـح عندما يكتشف أن الصخر تنبجس منه عيونُ ماء وأن الناس تتحجر عند نقطة اللامبالاة؟يأسُ الكاتب حالة إنسانية طبيعية؛ فيشج رأسَه في الحائط، أو يعتزل المجتمع، أو ينتحر، أو يمشي مع التيار فينقلب على مبادئه ......
#الكاتبِ
#يتملكه
#اليأس؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695814