كفاح الزهاوي : الرسالة التي كشفت ظلّ امرأتي
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي لم يصادفه من قبل شتاءً قاسيا وشديدا مثله. يغلف البياض معالم المدينة. حدث هذا في اليوم السابع من شهر يناير عام 2007، بعد انتهاء احتفالات راس السنة بفترة قصيرة. انهمرت الثلوج بكثافة حتى الفجر، والطقس بارد. دقت الساعة السادسة صباحا. كان يمشي في الممر الضيق الذي يؤدي إلى باب الخارجي، ادخل بطاقته في الجهاز الالكتروني المثبت على الحائط على مسافة متر من الباب، الذي يفضي الى فناء الشركة لتسجيل ساعة خروجه. الثلوج المتراكمة على سيارته الواقفة عند موقف السيارات المخصص أمام الشركة، قد أخفت جسد السيارة ولونها الازرق الغامق. جلس خلف المقود وبدأ بتشغيل المحرك بعد أن ازاح الثلوج من على سيارته بواسطة فرشاة التنظيف. بعد انتهائه من عمله ليلًا الذي يبدأ من العاشرة مساءً حتى الساعة السادسة صباحا، عاد إلى البيت منهكًا. دخل الى الدار بعد ان اغلق الباب خلفه بحذر كي لا يقلق العائلة. كان ابنه دانيال البالغ من العمر اثنا عشرة سنة وابنته ماريا ست سنوات يغطون في النوم. ولم ينتبه الى زوجته التي كانت تشارك ماريا غرفتها، بعد ان أصابت علاقتهما في الاونة الاخيرة ببعض الجفاء والفتور. طفقت سماء العلاقة الزرقاء أن تستحوذ عليها غيوم داكنة حتى انطفأ رويدا رويدا بريقها. تدهورت العلاقة بينهما بعد ولادة ماريا بستة أشهر وتفاقمت مع تقادم الزمن. زوجته أخذت تبحث عن المبررات من أجل تعكير صفوة العلاقة بينهما حتى وصلت الى ذروتها. اولى بوادر الانهيار كانت، عندما تظاهرت بانها تعاني من الارق وقلة النوم، بسبب شخير زوجها المستمر اثناء النوم، الامر الذي دفعها الى نقل فراشها الى غرفة المعيشة في الطابق العلوي. ولم تدم مبيتها هناك طويلا، حتى انتقلت بعد يومين الى غرفة ماريا في الطابق الأرضي. احيانا كثيرة أثارت تصرفاتها الشكوك من تكرار جلوسها غير المعتاد مع الأطفال. فهي لم تجرب قط الاهتمام بهم، وكانت تتجاهل دورها كأم. كانت تجلس مع الأطفال وتدردش معهم وتهمس في اذنهم. وقد اضحى حياتهم من جراء ذلك مشوشا. وما ان يفاجئها وهي تكلم الاولاد، حتى الارتباك يجتاح قسمات وجهها، وكانما تخطط لارتكاب جريمة. كان يقول لها: - ما بك وكأنك قد ارتكبت إثما. تبقى صامتة كصمت الاموات، وهذا ما يعزز الشكوك حول سلوكها الخفي. دخل الى غرفة النوم في الطابق العلوي و غاص في نوم عميق. استيقظ على رنين الهاتف، وكانت الساعة الحادي عشرة وأربعين دقيقة قبل الظهر، مضى مسرعا الى مصدر الصوت ورفع السماعة. سمع صوت امرأة تقول : - مرحبا. - مرحبا. - هل يمكنني التحدث إلى مادلين. - هي في العمل الان. - انا مديرتها، هي لم تأت الى العمل اليوم. وبينما كان يتحدث الى مديرتها عبر الهاتف اختلس نظرة سريعة من نافذة المطبخ مندهشا، حيث لاحظ اختفاء السيارة، شعر بألم، وكان على وشك ان يبكي. وعبر عن قلقه بسبب الصقيع الذي يغطي سطح الأسفلت أشبه بالزجاج ، لان زوجته كانت غير ماهرة في قيادة السيارة، وقال: - ربما تعرضت الى حادث مروري وهي تقود السيارة في طريقها الى العمل، بسبب الصقيع ونقل على اثرها الى المستشفى، فهي تعودت ان تستقل الحافلة بدلا من قيادة السيارة في مثل هذه الأجواء. قالت : - لا تقلق وتأكد من الموضوع ثم اتصل بيّ على هذا الرقم. بعد ان أبلغته عن رقم تلفونها. بعد ان وضع سماعة الهاتف واتجه نحو الم ......
#الرسالة
#التي
#كشفت
#امرأتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674907
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي لم يصادفه من قبل شتاءً قاسيا وشديدا مثله. يغلف البياض معالم المدينة. حدث هذا في اليوم السابع من شهر يناير عام 2007، بعد انتهاء احتفالات راس السنة بفترة قصيرة. انهمرت الثلوج بكثافة حتى الفجر، والطقس بارد. دقت الساعة السادسة صباحا. كان يمشي في الممر الضيق الذي يؤدي إلى باب الخارجي، ادخل بطاقته في الجهاز الالكتروني المثبت على الحائط على مسافة متر من الباب، الذي يفضي الى فناء الشركة لتسجيل ساعة خروجه. الثلوج المتراكمة على سيارته الواقفة عند موقف السيارات المخصص أمام الشركة، قد أخفت جسد السيارة ولونها الازرق الغامق. جلس خلف المقود وبدأ بتشغيل المحرك بعد أن ازاح الثلوج من على سيارته بواسطة فرشاة التنظيف. بعد انتهائه من عمله ليلًا الذي يبدأ من العاشرة مساءً حتى الساعة السادسة صباحا، عاد إلى البيت منهكًا. دخل الى الدار بعد ان اغلق الباب خلفه بحذر كي لا يقلق العائلة. كان ابنه دانيال البالغ من العمر اثنا عشرة سنة وابنته ماريا ست سنوات يغطون في النوم. ولم ينتبه الى زوجته التي كانت تشارك ماريا غرفتها، بعد ان أصابت علاقتهما في الاونة الاخيرة ببعض الجفاء والفتور. طفقت سماء العلاقة الزرقاء أن تستحوذ عليها غيوم داكنة حتى انطفأ رويدا رويدا بريقها. تدهورت العلاقة بينهما بعد ولادة ماريا بستة أشهر وتفاقمت مع تقادم الزمن. زوجته أخذت تبحث عن المبررات من أجل تعكير صفوة العلاقة بينهما حتى وصلت الى ذروتها. اولى بوادر الانهيار كانت، عندما تظاهرت بانها تعاني من الارق وقلة النوم، بسبب شخير زوجها المستمر اثناء النوم، الامر الذي دفعها الى نقل فراشها الى غرفة المعيشة في الطابق العلوي. ولم تدم مبيتها هناك طويلا، حتى انتقلت بعد يومين الى غرفة ماريا في الطابق الأرضي. احيانا كثيرة أثارت تصرفاتها الشكوك من تكرار جلوسها غير المعتاد مع الأطفال. فهي لم تجرب قط الاهتمام بهم، وكانت تتجاهل دورها كأم. كانت تجلس مع الأطفال وتدردش معهم وتهمس في اذنهم. وقد اضحى حياتهم من جراء ذلك مشوشا. وما ان يفاجئها وهي تكلم الاولاد، حتى الارتباك يجتاح قسمات وجهها، وكانما تخطط لارتكاب جريمة. كان يقول لها: - ما بك وكأنك قد ارتكبت إثما. تبقى صامتة كصمت الاموات، وهذا ما يعزز الشكوك حول سلوكها الخفي. دخل الى غرفة النوم في الطابق العلوي و غاص في نوم عميق. استيقظ على رنين الهاتف، وكانت الساعة الحادي عشرة وأربعين دقيقة قبل الظهر، مضى مسرعا الى مصدر الصوت ورفع السماعة. سمع صوت امرأة تقول : - مرحبا. - مرحبا. - هل يمكنني التحدث إلى مادلين. - هي في العمل الان. - انا مديرتها، هي لم تأت الى العمل اليوم. وبينما كان يتحدث الى مديرتها عبر الهاتف اختلس نظرة سريعة من نافذة المطبخ مندهشا، حيث لاحظ اختفاء السيارة، شعر بألم، وكان على وشك ان يبكي. وعبر عن قلقه بسبب الصقيع الذي يغطي سطح الأسفلت أشبه بالزجاج ، لان زوجته كانت غير ماهرة في قيادة السيارة، وقال: - ربما تعرضت الى حادث مروري وهي تقود السيارة في طريقها الى العمل، بسبب الصقيع ونقل على اثرها الى المستشفى، فهي تعودت ان تستقل الحافلة بدلا من قيادة السيارة في مثل هذه الأجواء. قالت : - لا تقلق وتأكد من الموضوع ثم اتصل بيّ على هذا الرقم. بعد ان أبلغته عن رقم تلفونها. بعد ان وضع سماعة الهاتف واتجه نحو الم ......
#الرسالة
#التي
#كشفت
#امرأتي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674907
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - الرسالة التي كشفت ظلّ امرأتي
كفاح الزهاوي : النور المخادع
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي يعيش في نفق مظلم، وحيدا، منعزلا، غافلا للنهارات المشرقة، متكلا، ينتظر حلولا من السماء... وفجأة تراءى له من بعيد ضياء خافت يتدفق. بعد ان مضى سنوات جحاف من العزلة في هذا الصمت الموحش، كصمت القبور، سار باتجاه النور. ما كاد ان وصل الى نهاية النفق، حتى وقع في حفرة سحيقة أشد عتمة. ......
#النور
#المخادع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678577
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي يعيش في نفق مظلم، وحيدا، منعزلا، غافلا للنهارات المشرقة، متكلا، ينتظر حلولا من السماء... وفجأة تراءى له من بعيد ضياء خافت يتدفق. بعد ان مضى سنوات جحاف من العزلة في هذا الصمت الموحش، كصمت القبور، سار باتجاه النور. ما كاد ان وصل الى نهاية النفق، حتى وقع في حفرة سحيقة أشد عتمة. ......
#النور
#المخادع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678577
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - النور المخادع
كفاح الزهاوي : قصص قصيرة جدا
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي 1 عندما يفيض العقل ضياءً مصاب بداء النرجسية والفردية المطلقة، يقبع على الأرض في زاوية معتمة في الغرفة المغلقة، يحدق في نقطة مضيئة، تتدفق من براثن الظلام حروفاً، يراوده القلق ممزوجا بالغضب، وهو يرى بريق الكلمة يزداد نوره اتساعا، حتى بات يتخيله قنبلة مؤقتة، قد تنفجر في تلك اللحظة، عندما تتحول الكلمة من كتاب إلى مكتبة. 2 همسات في زمن الضياع في ليل عاتٍ هبت رياح صفراء، اتلفت معالم المدينة... في غفلة من الزمن الرديء انهارت ركائز الأخلاق وغاب صوت الضمير… اشجار عارية و صخور صماء تناشد السماء طالبة من السراب الخلاص... عاصفة رعناء مع الامواج الهائجة تهامست في زمن تهاوت أسوار القلاع... ومن ذات التربة انطلقت الوحوش الكاسرة مُكَشِّرَة عن أنيابها الحادة، حاملة بذرات موروثة من زمن مضى على تاريخها دُهور... أصوات خافتة تتصادم مع مخلوقات قد اصابها الاكتئاب و ازدواجية العقل، تبحث عن معنى الحياة في سراديب الموت... تلك الأصوات تاهت في غمرة الفوضى، وكثافة الضباب... وجدت نفسها هائمة، تتأرجح في بحر النسيان. ......
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680902
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي 1 عندما يفيض العقل ضياءً مصاب بداء النرجسية والفردية المطلقة، يقبع على الأرض في زاوية معتمة في الغرفة المغلقة، يحدق في نقطة مضيئة، تتدفق من براثن الظلام حروفاً، يراوده القلق ممزوجا بالغضب، وهو يرى بريق الكلمة يزداد نوره اتساعا، حتى بات يتخيله قنبلة مؤقتة، قد تنفجر في تلك اللحظة، عندما تتحول الكلمة من كتاب إلى مكتبة. 2 همسات في زمن الضياع في ليل عاتٍ هبت رياح صفراء، اتلفت معالم المدينة... في غفلة من الزمن الرديء انهارت ركائز الأخلاق وغاب صوت الضمير… اشجار عارية و صخور صماء تناشد السماء طالبة من السراب الخلاص... عاصفة رعناء مع الامواج الهائجة تهامست في زمن تهاوت أسوار القلاع... ومن ذات التربة انطلقت الوحوش الكاسرة مُكَشِّرَة عن أنيابها الحادة، حاملة بذرات موروثة من زمن مضى على تاريخها دُهور... أصوات خافتة تتصادم مع مخلوقات قد اصابها الاكتئاب و ازدواجية العقل، تبحث عن معنى الحياة في سراديب الموت... تلك الأصوات تاهت في غمرة الفوضى، وكثافة الضباب... وجدت نفسها هائمة، تتأرجح في بحر النسيان. ......
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680902
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - قصص قصيرة جدا
كفاح الزهاوي : الاحزان اللا مرئية
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي لست متشائماً، رغم الحزن يضيق صدري. ما اشد مفاجآت الدنيا، عندما تكون، عنيفة، مضنية، تثير سأم الروح، وهدم الكيان، لحظات الصمت والانتظار ثم الموت. كان أول نهار من أيام شهر أيار، يوم ربيعي عذب. كانت السماء صافية والطقس مشمس. الأرض الندية راحت تتخلص من بخر رطوبة الشتاء المتراكمة فيها، وما زالت أوراق الأشجار تتلألأ بندى الليل. خرجت من البيت لامشي تحت الشمس الدافئة في الممرات الضيقة بين الحشائش المرقطة بالزهور البرية الصفراء والأشجار الباسقة، المتشابكة على الجانبين، فتشكل مظلة من خضرة، للقيام ببعض التمارين اليومية التي تعودت على ممارستها للاسترخاء من التوترات العضلية وكوابيس الأحلام. ولان الوقت كان ساعة عمل، تشعر بأن الهدوء يفرض سلطته على فضاء الكون، حتى يكاد الطريق المخصص للمارّة خاليا من الناس، ماعدا احيانا يظهر في الأبعاد ثمة رجل طاعن في السن يمشي مع كلبه. وارى على مرمى النظر امرأة مسنة: عبارة عن مخلوقة متوسطة القامة، شاحبة الوجه، ضامرة الجسم تخترق الطرقات بخطوات متسارعة متحديةً قساوة الزمن لتؤجل وداعها الى العالم الاخر من خلال رفع رصيدها رقماً إضافياً، فتنفخ ببالون الحياة، لتملأها ديمومة النشاط. كان هدير خطواتي يتناغم مع كل وطأة قدم تلامس الأرض، فتبدو الحياة كقوس قزح ينشر ألوانه في الفضاء الرحيب. تمعنت بتجمعات الطيور بأشكالها المتنوعة وألوانها المختلفة وهم ينقرون الاسفلت ويبحثون بين حنايا الحشائش الندية عن الطعام أو الدود. وهناك عصفورة جميلة، مبتهجة التقطت بمنقارها الصغير قطعة من الخبز وانطلقت بها محلقة كالطائرة عند لحظة إقلاعها نحو الشجرة العالية حيث عشها الذي اكبر من حجمها بمرات، قد بنته بجهد جهيد وهي تحمل الغصن بعد الغصن المتراكم كفرش منبسط على الأرض، وتحلق به لتبني بيتا لها و لصغارها. وفي كثير من المرات كان يسقط الغصن من منقارها، فتهبط ثانية بخفة ودون جلجلة أو الشعور بالعناء لجلبه. وحال ان تصل الى العش تسمع زقزقات افراخها فاتحةً أفواهها لاستقبال الطعام وبينما تشرع الام بتمضيغ الطعام وتدس في فمهم بالتناوب حتى يشعر الجميع بالاكتفاء، ويملأ العش انسجام رائع. كنت اراقب سير العمل بشغف لامحدود لاكون شاهدا على استيعاب هذه العصفورة الصغيرة التي تخزن في جسدها الصغير فيض من الطاقة والصبر، يتجسد في قدرة اعضاءها على أداء هذه المهمة الشاقة، بل حبها فوق التصورات لأفراخها رغم انها تحمل قلبا ليس إلا بحجم حصوة صغيرة جدا. كنت سارحا بل مذهولا امام هذه القوة الخارقة. كنت أتساءل ما هي أحلامها وطموحاتها وكفاحها في سبيل ديمومة حياتها وأطفالها. تنثر الفرح والبهجة وتخلق جوا من الأمل. تبني لهم عشا أوسع بعد ان كبر حجم العائلة ومتطلباتها. بعد لحظات غادرت عشها وراحت تسبح في دنيا الفضاء مع صمت الريح المفاجيء، تتنفس نسائم الهواء، فتنعش زهرة الحياة بعيدةً، غارقةً في أحلامها. حدث ذلك بعد إتمام عملها وتوفير المستلزمات الضرورية من الراحة والأمان لصغارها. ما ان عادت العصفورة الى عشها، خيم صمت طويل وقاسٍ. أصابتها شرارة الحزن، فقد خُمِدتْ فجأة، جمرة الحياة. كان قد اقتحم طير جارح عشهم الهاديء في غيابها لتهدم تعب الزمان. لَمحتُ العصفورة وهي تغادر عشها نحو الشمس الساطعة، وإذا بأشعة الشمس تلفح عينيّ فتؤلمها، بحيث عجزتُ عن متابعة العصفورة التي كانت تحلق نحو المجهول. رحلة حياتها البهيجة تنتهي هناك. انتابني شعور غامض يُحوِّط هواجسي، دون ان تظهر معالمه على قسمات وجهي. عدت ادراجي الى البيت دون ان افهم ماذا حدث لي ......
#الاحزان
#اللا
#مرئية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684426
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي لست متشائماً، رغم الحزن يضيق صدري. ما اشد مفاجآت الدنيا، عندما تكون، عنيفة، مضنية، تثير سأم الروح، وهدم الكيان، لحظات الصمت والانتظار ثم الموت. كان أول نهار من أيام شهر أيار، يوم ربيعي عذب. كانت السماء صافية والطقس مشمس. الأرض الندية راحت تتخلص من بخر رطوبة الشتاء المتراكمة فيها، وما زالت أوراق الأشجار تتلألأ بندى الليل. خرجت من البيت لامشي تحت الشمس الدافئة في الممرات الضيقة بين الحشائش المرقطة بالزهور البرية الصفراء والأشجار الباسقة، المتشابكة على الجانبين، فتشكل مظلة من خضرة، للقيام ببعض التمارين اليومية التي تعودت على ممارستها للاسترخاء من التوترات العضلية وكوابيس الأحلام. ولان الوقت كان ساعة عمل، تشعر بأن الهدوء يفرض سلطته على فضاء الكون، حتى يكاد الطريق المخصص للمارّة خاليا من الناس، ماعدا احيانا يظهر في الأبعاد ثمة رجل طاعن في السن يمشي مع كلبه. وارى على مرمى النظر امرأة مسنة: عبارة عن مخلوقة متوسطة القامة، شاحبة الوجه، ضامرة الجسم تخترق الطرقات بخطوات متسارعة متحديةً قساوة الزمن لتؤجل وداعها الى العالم الاخر من خلال رفع رصيدها رقماً إضافياً، فتنفخ ببالون الحياة، لتملأها ديمومة النشاط. كان هدير خطواتي يتناغم مع كل وطأة قدم تلامس الأرض، فتبدو الحياة كقوس قزح ينشر ألوانه في الفضاء الرحيب. تمعنت بتجمعات الطيور بأشكالها المتنوعة وألوانها المختلفة وهم ينقرون الاسفلت ويبحثون بين حنايا الحشائش الندية عن الطعام أو الدود. وهناك عصفورة جميلة، مبتهجة التقطت بمنقارها الصغير قطعة من الخبز وانطلقت بها محلقة كالطائرة عند لحظة إقلاعها نحو الشجرة العالية حيث عشها الذي اكبر من حجمها بمرات، قد بنته بجهد جهيد وهي تحمل الغصن بعد الغصن المتراكم كفرش منبسط على الأرض، وتحلق به لتبني بيتا لها و لصغارها. وفي كثير من المرات كان يسقط الغصن من منقارها، فتهبط ثانية بخفة ودون جلجلة أو الشعور بالعناء لجلبه. وحال ان تصل الى العش تسمع زقزقات افراخها فاتحةً أفواهها لاستقبال الطعام وبينما تشرع الام بتمضيغ الطعام وتدس في فمهم بالتناوب حتى يشعر الجميع بالاكتفاء، ويملأ العش انسجام رائع. كنت اراقب سير العمل بشغف لامحدود لاكون شاهدا على استيعاب هذه العصفورة الصغيرة التي تخزن في جسدها الصغير فيض من الطاقة والصبر، يتجسد في قدرة اعضاءها على أداء هذه المهمة الشاقة، بل حبها فوق التصورات لأفراخها رغم انها تحمل قلبا ليس إلا بحجم حصوة صغيرة جدا. كنت سارحا بل مذهولا امام هذه القوة الخارقة. كنت أتساءل ما هي أحلامها وطموحاتها وكفاحها في سبيل ديمومة حياتها وأطفالها. تنثر الفرح والبهجة وتخلق جوا من الأمل. تبني لهم عشا أوسع بعد ان كبر حجم العائلة ومتطلباتها. بعد لحظات غادرت عشها وراحت تسبح في دنيا الفضاء مع صمت الريح المفاجيء، تتنفس نسائم الهواء، فتنعش زهرة الحياة بعيدةً، غارقةً في أحلامها. حدث ذلك بعد إتمام عملها وتوفير المستلزمات الضرورية من الراحة والأمان لصغارها. ما ان عادت العصفورة الى عشها، خيم صمت طويل وقاسٍ. أصابتها شرارة الحزن، فقد خُمِدتْ فجأة، جمرة الحياة. كان قد اقتحم طير جارح عشهم الهاديء في غيابها لتهدم تعب الزمان. لَمحتُ العصفورة وهي تغادر عشها نحو الشمس الساطعة، وإذا بأشعة الشمس تلفح عينيّ فتؤلمها، بحيث عجزتُ عن متابعة العصفورة التي كانت تحلق نحو المجهول. رحلة حياتها البهيجة تنتهي هناك. انتابني شعور غامض يُحوِّط هواجسي، دون ان تظهر معالمه على قسمات وجهي. عدت ادراجي الى البيت دون ان افهم ماذا حدث لي ......
#الاحزان
#اللا
#مرئية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684426
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - الاحزان اللا مرئية
كفاح الزهاوي : الحلم وقطار الوهم
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي من غور السحب القاتمة للدخان المتصاعد يتسلل الى العالم كائن من هذا العصر ذو رأس كبير أشبه بوعاء فارغ، ساذج وعقيم، وجهه ثقيل كامد تزينه لحية رثة، يترقب هبوط الليل عن كثب، كي لا يفوته قطار الحلم، تستثيره المغامرة، وتحثه شهوة السلطة. فهو عبارة عن صوت بليد وخادع، ولكنه ينذر بالشرور ، بينما صداه محملة بالرعد والبرق مشحونة بمواد سامة. يحاول ان يسبر قدراته الخرقاء في عالم الغيب، ليرى مدى عمق طموحاته، وإن كان بالإمكان تطبيق التجربة في عالم اليقظة، في ظل مخلوقات لا ترتقي عقولهم عن ادمغة المواشي. يعيش حياةً خاوية تطل من نافذتها عجائب الدنيا، يتميز بالقلق، لا يثبت على حالة، تجده في تأرجح دائم. فهو ينتمي الى حظيرة المزاجيات ويساق وفق هذه الرؤية الشديدة الخطورة، فهو يغامر على إشعال نار الموقد بحطب المعدومين والبسطاء. هكذا يجد نفسه في قلب الحدث، حيث تجري وقائعها منذ ان أسدل جفنيه وغاب عن الواقع. يعتمد في منهجه على الأفكار الروحية التي توهم الناس بأن الأقدار تحكمهم وتنشد لهم الانتظار، تنبثق من غور العتمة، ثمرة تهور، ورعونة، وبلاهة كائن شاذ يتصرف كطفل أحمق يعبث بأمور كبيرة وذات أوجه عديدة أكثر تعدادا من ان تستطيع طاقته استيعابها. فهو شخصية غريبة الأطوار، متقلب المزاج، تحركه الغرائز. الليل يزحف بهدوء غير مألوف، كأطياف مغروسة في حلمه الوهمي، مستسلما للمساته الهادئة، تتدفق من نهره الأفكار. أما الحلم، فهو نتاج الليل فيشرئب عالمه الغامض بكل تفاصيله ويتعالى كجبال مخيفة، تحيطه هواجس الاحتراس من كل شيء بما في ذلك ظله، فيقوم بعمليات التفتيش الدقيق كجزء مهم من مشروعه الاحترازي، وذلك من خلال تعقبه لكل عربات القطار، مدركاً ان لا يتسلل إليها دخيل قد يعبث بأركان العربة ويسبب التخلخل والاهتزاز في مسار القطار وينهار الحلم. كانت جدران العربات مطلية باللون الاخضر، كلون من ألوان الخداع البصري، بثت في حناياها إشراقة مضيئة ولاحت نورها كاليراعات تتلألأ كالنجوم في فضاء العربات، وتلمع كزمردة ترفل وتداعب سواد الليل. أصابه داء الجمود منذ الطفولة بعد ان قيد الأوهام أفكاره بسلاسل الهلوسة. التوغل في العمق يغدو نصلاً حاداً، يقطع شريان التواصل، ويسكب شلالات من الدم. الرماد الحار يخفي دقائق الجمرات الهادئة، التي قد تتوهج بنفحة ريح غير متوقعة، نافثه ألسنة من اللهب وتنشب الحرائق. عندما يحين الوقت كي يخلد الى النوم، يسلم جثته الضخمة للرقاد في فراشه كالعادة، يبقى حريصا على وضع غطاء الفراش مستقرا وإلا ينزلق عن جسمه وينحرف حلمه العظيم عن مساره. فهناك مَنْ يتربص من خارج السور، منتهزاً فرصة اختباء القمر لزعزعة قطار الحلم عن سكته الهادفة. لا يغفل لحظة عن التمسك بنفس الخطوات التي يخطوها بحذر واناة في كل ليلة: يمد ساقيه على امتداد الفراش على شكل خطين، ويسحب الغطاء بعناية وبقياس ثابت، يتأكد أن الوسادة لم تتحرك من مكانها، بل يتفحص ان رائحتها لم تتغير، وان لونها مازال بلا خدوش. تَعَوَّدَ ان ينام على ظهره مع بقاء رأسه الفارغ ووجهه الذي توحي ملامحه الدميمة بالدناءة، والخسة، مستقراً دون حراك، منتصباً باتجاه سقف الحجرة العالية، كي تبقى الصورة ثابتة لا تحيد عن خطوط الحلم. يسعى جاهدا على رسم الحدود داخل حجرته الكبيرة من خلال وضع قِطَع الكرتون، يصنع منها جدراناً وهمية لتبدو الحجرة صغيرة. ظنّاً منه: ان ذلك سوف يوهم الدخلاء ويساعده في حماية فضائه من العدوان غير المحتمل. وكذلك لصد تسرب الضوء من الخارج عبر النافذة الى داخل الغرفة بغية منع كشف اسرار الحلم. فه ......
#الحلم
#وقطار
#الوهم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693668
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي من غور السحب القاتمة للدخان المتصاعد يتسلل الى العالم كائن من هذا العصر ذو رأس كبير أشبه بوعاء فارغ، ساذج وعقيم، وجهه ثقيل كامد تزينه لحية رثة، يترقب هبوط الليل عن كثب، كي لا يفوته قطار الحلم، تستثيره المغامرة، وتحثه شهوة السلطة. فهو عبارة عن صوت بليد وخادع، ولكنه ينذر بالشرور ، بينما صداه محملة بالرعد والبرق مشحونة بمواد سامة. يحاول ان يسبر قدراته الخرقاء في عالم الغيب، ليرى مدى عمق طموحاته، وإن كان بالإمكان تطبيق التجربة في عالم اليقظة، في ظل مخلوقات لا ترتقي عقولهم عن ادمغة المواشي. يعيش حياةً خاوية تطل من نافذتها عجائب الدنيا، يتميز بالقلق، لا يثبت على حالة، تجده في تأرجح دائم. فهو ينتمي الى حظيرة المزاجيات ويساق وفق هذه الرؤية الشديدة الخطورة، فهو يغامر على إشعال نار الموقد بحطب المعدومين والبسطاء. هكذا يجد نفسه في قلب الحدث، حيث تجري وقائعها منذ ان أسدل جفنيه وغاب عن الواقع. يعتمد في منهجه على الأفكار الروحية التي توهم الناس بأن الأقدار تحكمهم وتنشد لهم الانتظار، تنبثق من غور العتمة، ثمرة تهور، ورعونة، وبلاهة كائن شاذ يتصرف كطفل أحمق يعبث بأمور كبيرة وذات أوجه عديدة أكثر تعدادا من ان تستطيع طاقته استيعابها. فهو شخصية غريبة الأطوار، متقلب المزاج، تحركه الغرائز. الليل يزحف بهدوء غير مألوف، كأطياف مغروسة في حلمه الوهمي، مستسلما للمساته الهادئة، تتدفق من نهره الأفكار. أما الحلم، فهو نتاج الليل فيشرئب عالمه الغامض بكل تفاصيله ويتعالى كجبال مخيفة، تحيطه هواجس الاحتراس من كل شيء بما في ذلك ظله، فيقوم بعمليات التفتيش الدقيق كجزء مهم من مشروعه الاحترازي، وذلك من خلال تعقبه لكل عربات القطار، مدركاً ان لا يتسلل إليها دخيل قد يعبث بأركان العربة ويسبب التخلخل والاهتزاز في مسار القطار وينهار الحلم. كانت جدران العربات مطلية باللون الاخضر، كلون من ألوان الخداع البصري، بثت في حناياها إشراقة مضيئة ولاحت نورها كاليراعات تتلألأ كالنجوم في فضاء العربات، وتلمع كزمردة ترفل وتداعب سواد الليل. أصابه داء الجمود منذ الطفولة بعد ان قيد الأوهام أفكاره بسلاسل الهلوسة. التوغل في العمق يغدو نصلاً حاداً، يقطع شريان التواصل، ويسكب شلالات من الدم. الرماد الحار يخفي دقائق الجمرات الهادئة، التي قد تتوهج بنفحة ريح غير متوقعة، نافثه ألسنة من اللهب وتنشب الحرائق. عندما يحين الوقت كي يخلد الى النوم، يسلم جثته الضخمة للرقاد في فراشه كالعادة، يبقى حريصا على وضع غطاء الفراش مستقرا وإلا ينزلق عن جسمه وينحرف حلمه العظيم عن مساره. فهناك مَنْ يتربص من خارج السور، منتهزاً فرصة اختباء القمر لزعزعة قطار الحلم عن سكته الهادفة. لا يغفل لحظة عن التمسك بنفس الخطوات التي يخطوها بحذر واناة في كل ليلة: يمد ساقيه على امتداد الفراش على شكل خطين، ويسحب الغطاء بعناية وبقياس ثابت، يتأكد أن الوسادة لم تتحرك من مكانها، بل يتفحص ان رائحتها لم تتغير، وان لونها مازال بلا خدوش. تَعَوَّدَ ان ينام على ظهره مع بقاء رأسه الفارغ ووجهه الذي توحي ملامحه الدميمة بالدناءة، والخسة، مستقراً دون حراك، منتصباً باتجاه سقف الحجرة العالية، كي تبقى الصورة ثابتة لا تحيد عن خطوط الحلم. يسعى جاهدا على رسم الحدود داخل حجرته الكبيرة من خلال وضع قِطَع الكرتون، يصنع منها جدراناً وهمية لتبدو الحجرة صغيرة. ظنّاً منه: ان ذلك سوف يوهم الدخلاء ويساعده في حماية فضائه من العدوان غير المحتمل. وكذلك لصد تسرب الضوء من الخارج عبر النافذة الى داخل الغرفة بغية منع كشف اسرار الحلم. فه ......
#الحلم
#وقطار
#الوهم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693668
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - الحلم وقطار الوهم
كفاح الزهاوي : آمال
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي لم تدم طويلا هذه الغلالة من الصفاء الوهمي حتى اكفهرَّتِ السماء من جديد على حين غرة، بعد ان عصفت الارض رياح صفراء، عاوية، فسَعَرَت النيران المدفونة من تحت بقايا الركام، ومنها تصاعدت أعمدة من الدخان الأسود، فأنتجت غيوم داكنة، فأدلهم الكون. ومن السُحب المثقلة بالظلمات نُسجتْ غلاف، صار عازلا بين الأرض وسقفها الأزرق حتى غدا لون البحر رمادياً واهناً متجهماً. وترامى الفضاء في غاية الاتساع، بلا هيئة، تخنق الحياة. ومن ضراوة الحدث، سرعان ما رحلت طيور النوارس مهاجرةً باحثةً داعيةً عن نقاوة الهواء. الأقلام البيضاء التي كانت تصوغ افكارها عكس اليمين، بعد ان كانت تنقش من الكلمات، صارت مشلولة الحروف، مما ضاعفت من شدة الظلام على الجموع. انتزعت عنهم الرؤية، فأضَلوا الطريق، حتى تبددت أحلامهم في الوصول إلى أبواب الأمل، فصاروا ثُمالة الكأس تفرغ سكرتها في جوف الموت. ......
#آمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696434
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي لم تدم طويلا هذه الغلالة من الصفاء الوهمي حتى اكفهرَّتِ السماء من جديد على حين غرة، بعد ان عصفت الارض رياح صفراء، عاوية، فسَعَرَت النيران المدفونة من تحت بقايا الركام، ومنها تصاعدت أعمدة من الدخان الأسود، فأنتجت غيوم داكنة، فأدلهم الكون. ومن السُحب المثقلة بالظلمات نُسجتْ غلاف، صار عازلا بين الأرض وسقفها الأزرق حتى غدا لون البحر رمادياً واهناً متجهماً. وترامى الفضاء في غاية الاتساع، بلا هيئة، تخنق الحياة. ومن ضراوة الحدث، سرعان ما رحلت طيور النوارس مهاجرةً باحثةً داعيةً عن نقاوة الهواء. الأقلام البيضاء التي كانت تصوغ افكارها عكس اليمين، بعد ان كانت تنقش من الكلمات، صارت مشلولة الحروف، مما ضاعفت من شدة الظلام على الجموع. انتزعت عنهم الرؤية، فأضَلوا الطريق، حتى تبددت أحلامهم في الوصول إلى أبواب الأمل، فصاروا ثُمالة الكأس تفرغ سكرتها في جوف الموت. ......
#آمال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696434
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - آمال
كفاح الزهاوي : سيدة الأكوان
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي اخلعي عنكِ ثوب السواد هَشمي بلا تردد زجاج الحداد وانجلي كالقمر في ساعة الاكتمال لتنثري شذرات النور في ديجور العقل توهبي سَدَفَة البصر فرصة التأمل فتنقشع الغشاوة عن بؤبؤ العين ينبلج شعاعك على مداد رؤيته تنسكب هيبتك في مخيلته منبثقة انتِ من عتمة الضباب كسارية السفينة التي من دونها لا قيمة للشراع في بحر هائج متلاطم الأمواج يستبد به الهلع من غيابك مستعطفا حرريني من محنتي فيهتف من عمق الاعصار منقذي الأكوان ليست سوى فرضيات اما انتِ.. فانتِ من دونك، لا أثر للوجود اعتلي بساط الأرض يا سيدة الأكوان استجمعي كل قواكِ ارفعي صوتك عاليا واصرخي صرخة الطفل الوليد شتتي الهزيع الأخير من خيلائه وانفضي عنك متاعب الزمان فالصمت أمام الهوان سيف قاتل ......
#سيدة
#الأكوان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699287
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي اخلعي عنكِ ثوب السواد هَشمي بلا تردد زجاج الحداد وانجلي كالقمر في ساعة الاكتمال لتنثري شذرات النور في ديجور العقل توهبي سَدَفَة البصر فرصة التأمل فتنقشع الغشاوة عن بؤبؤ العين ينبلج شعاعك على مداد رؤيته تنسكب هيبتك في مخيلته منبثقة انتِ من عتمة الضباب كسارية السفينة التي من دونها لا قيمة للشراع في بحر هائج متلاطم الأمواج يستبد به الهلع من غيابك مستعطفا حرريني من محنتي فيهتف من عمق الاعصار منقذي الأكوان ليست سوى فرضيات اما انتِ.. فانتِ من دونك، لا أثر للوجود اعتلي بساط الأرض يا سيدة الأكوان استجمعي كل قواكِ ارفعي صوتك عاليا واصرخي صرخة الطفل الوليد شتتي الهزيع الأخير من خيلائه وانفضي عنك متاعب الزمان فالصمت أمام الهوان سيف قاتل ......
#سيدة
#الأكوان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699287
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - سيدة الأكوان
كفاح الزهاوي : شارع ٥٢
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كانت الساعة السابعة والنصف مساءً عندما غادر المقهى الكبير الواقع في شارع ٥-;----٢-;----. زوجته داهمها قلق شديد وهي تنظر إلى الساعة المعلقة على الحائط في غرفة المعيشة، كانت قد تخطت العاشرة مساءً بقليل. ردت بعض الكلمات بصوت مسموع: - ماذا حدث؟ لماذا لم يعد الى البيت كعادته مبكراً؟ ران عليها الأسى. راحت تذرع الغرفة ذهابا وجيئةً وتترنح من شدة الصدمة. توقفت عن الحركة للحظة، وضعت يديها على صدرها المنقبض واخذت تضغط عليه بقوة. كانت عيناها محدقتين وكأن رموشهما تؤشران إلى توقف حركة الزمن. وبعد برهة سددت بصرها إلى النافذة المطلة على الشارع، أرسلت نظرات سريعة ومضطربة عبر الزجاج، حاملةً معها ثقل الحزن المتصاعد. اختلج جسدها، دوت رعدة متأججة في أوصالها، تلتلت بدنها من عدم معرفة أسباب تأخر زوجها. كانت تردد ناظريها ما بين امتداد الشارع وركون بعض السيارات على جانب الرصيف والنوافذ والشرفات المطلة من واجهات المباني التي تواجه نافذتها، وكأن عينيها تبحث في ذلك الفضاء، العديم الطعم عن حلقة ضائعة تعيد للسلسلة ترتيبها الصحيح. كانت ترى بعضها تشع منها ضياء خافت واخرى تلبث في ظلام دامس تدفع الى الاكتئاب. ذلك السكوت الجنائزي، لا ينم عن أي أثر لحياة. كل شيء في ذلك الموقف لم يكن سوى تعبير عن العدم. كان الخوف حاضرا في اروقة الغرفة يزحف في ارجاء المكان يترك آثاره هنا وهناك. قالت بصوت يكتنفه الشجن: - ماذا جرى لك يا حكمت؟ لم تتعود ان تتسكع خارج البيت هكذا. ثم مالت رأسها قليلا وكأنها تريد التأكد من صحة تصوراتها وقالت: - هل يصح ان ….. أطبقت فمها وذابت حروفها في طوفان لعابها فارتفع منسوب الوجع، حيث تجلت آلامها على شكل كآبة أفرزتها عصارة عينيها. تحولت عن النافذة بفؤاد مكلوم وعيناها كنهر جارف تتدفق منهما الدموع. اِدهمَّت الغرفة، صعد بصرها إلى السقف بقلب مهموم، وكأنما تتضرع الى السماء، بعد ان احست ان مكروها قد ألم بزوجها. كانت تُخامرها من شعور عدم الارتياح قد ينذر بمصيبة تعصف بالعائلة. فهل تلبث في مكانها طوال الليل في مواجهة القلق العارم؟ إلى أي مدى عليها احتمال هذا الجمود الراكد في صراعها مع الزمن؟ أفزعها رنين جرس الساعة فإذا به يعلن منتصف الليل. في تلك اللحظة استثارها بشدة غيابه، وعدم اتصاله بها قد ضاعفت من تأثيره جثوم الليل، هذا الليل الذي صار طويلا ليس كعادته والفجر بعيد عن الطلوع، حتى لم تعد تسمع تصاعد بكاء طفلها الذي استيقظ من النوم طلبا إلى ثدي أمه. كلما طال غيابه أصابها حالة من المد والجزر اغرقت حلمها على شاطئ الأمل، وانصهر الفرح في نار الحزن. بالرغم من انغماس الهدوء في نسيم الليل، إلا انه كان يضفي شعوراً مضطرباً. كان يُنيخُ على الشقة عبء كبير من جراء الصمت. فهي تكره الهدوء على هذا النحو، فهو أشبه بالسكون الذي يسبق العاصفة. كيف لها ان تكف عن هذا التفكير العقيم والإقلاع عنه وهي غارقة في حيرة من الفوضى الفكرية. كانت ليلة مروعة فظيعة، تدفقت في ذهنها أفكار مخيفة، تحمل التعاسة والشقاء. وعلى ضوء المصباح الخافت لاحت الصورة على المنضدة التي تجمعهم في إطارها الرشيق المذهب. رمشتها برفق وروية. بعد ان سحبت نفس عميق ملء رئتيها، امسكت الصورة بكلتا اليدين بحسرة مغمورة، وحدقت اليها طويلا بعيونها الحزينة. انكفأ وجهها على زجاج الصورة حتى لامسها فطبع عليها دمعات صغيرة. تسللت الى مخيلتها ذكريات الأيام الجميلة، أيام الحب والاحضان الدافئة، أيام الدراسة الجامعية، ولقاءات العشق والغرام. ذكري ......
#شارع
#٥٢
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703077
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كانت الساعة السابعة والنصف مساءً عندما غادر المقهى الكبير الواقع في شارع ٥-;----٢-;----. زوجته داهمها قلق شديد وهي تنظر إلى الساعة المعلقة على الحائط في غرفة المعيشة، كانت قد تخطت العاشرة مساءً بقليل. ردت بعض الكلمات بصوت مسموع: - ماذا حدث؟ لماذا لم يعد الى البيت كعادته مبكراً؟ ران عليها الأسى. راحت تذرع الغرفة ذهابا وجيئةً وتترنح من شدة الصدمة. توقفت عن الحركة للحظة، وضعت يديها على صدرها المنقبض واخذت تضغط عليه بقوة. كانت عيناها محدقتين وكأن رموشهما تؤشران إلى توقف حركة الزمن. وبعد برهة سددت بصرها إلى النافذة المطلة على الشارع، أرسلت نظرات سريعة ومضطربة عبر الزجاج، حاملةً معها ثقل الحزن المتصاعد. اختلج جسدها، دوت رعدة متأججة في أوصالها، تلتلت بدنها من عدم معرفة أسباب تأخر زوجها. كانت تردد ناظريها ما بين امتداد الشارع وركون بعض السيارات على جانب الرصيف والنوافذ والشرفات المطلة من واجهات المباني التي تواجه نافذتها، وكأن عينيها تبحث في ذلك الفضاء، العديم الطعم عن حلقة ضائعة تعيد للسلسلة ترتيبها الصحيح. كانت ترى بعضها تشع منها ضياء خافت واخرى تلبث في ظلام دامس تدفع الى الاكتئاب. ذلك السكوت الجنائزي، لا ينم عن أي أثر لحياة. كل شيء في ذلك الموقف لم يكن سوى تعبير عن العدم. كان الخوف حاضرا في اروقة الغرفة يزحف في ارجاء المكان يترك آثاره هنا وهناك. قالت بصوت يكتنفه الشجن: - ماذا جرى لك يا حكمت؟ لم تتعود ان تتسكع خارج البيت هكذا. ثم مالت رأسها قليلا وكأنها تريد التأكد من صحة تصوراتها وقالت: - هل يصح ان ….. أطبقت فمها وذابت حروفها في طوفان لعابها فارتفع منسوب الوجع، حيث تجلت آلامها على شكل كآبة أفرزتها عصارة عينيها. تحولت عن النافذة بفؤاد مكلوم وعيناها كنهر جارف تتدفق منهما الدموع. اِدهمَّت الغرفة، صعد بصرها إلى السقف بقلب مهموم، وكأنما تتضرع الى السماء، بعد ان احست ان مكروها قد ألم بزوجها. كانت تُخامرها من شعور عدم الارتياح قد ينذر بمصيبة تعصف بالعائلة. فهل تلبث في مكانها طوال الليل في مواجهة القلق العارم؟ إلى أي مدى عليها احتمال هذا الجمود الراكد في صراعها مع الزمن؟ أفزعها رنين جرس الساعة فإذا به يعلن منتصف الليل. في تلك اللحظة استثارها بشدة غيابه، وعدم اتصاله بها قد ضاعفت من تأثيره جثوم الليل، هذا الليل الذي صار طويلا ليس كعادته والفجر بعيد عن الطلوع، حتى لم تعد تسمع تصاعد بكاء طفلها الذي استيقظ من النوم طلبا إلى ثدي أمه. كلما طال غيابه أصابها حالة من المد والجزر اغرقت حلمها على شاطئ الأمل، وانصهر الفرح في نار الحزن. بالرغم من انغماس الهدوء في نسيم الليل، إلا انه كان يضفي شعوراً مضطرباً. كان يُنيخُ على الشقة عبء كبير من جراء الصمت. فهي تكره الهدوء على هذا النحو، فهو أشبه بالسكون الذي يسبق العاصفة. كيف لها ان تكف عن هذا التفكير العقيم والإقلاع عنه وهي غارقة في حيرة من الفوضى الفكرية. كانت ليلة مروعة فظيعة، تدفقت في ذهنها أفكار مخيفة، تحمل التعاسة والشقاء. وعلى ضوء المصباح الخافت لاحت الصورة على المنضدة التي تجمعهم في إطارها الرشيق المذهب. رمشتها برفق وروية. بعد ان سحبت نفس عميق ملء رئتيها، امسكت الصورة بكلتا اليدين بحسرة مغمورة، وحدقت اليها طويلا بعيونها الحزينة. انكفأ وجهها على زجاج الصورة حتى لامسها فطبع عليها دمعات صغيرة. تسللت الى مخيلتها ذكريات الأيام الجميلة، أيام الحب والاحضان الدافئة، أيام الدراسة الجامعية، ولقاءات العشق والغرام. ذكري ......
#شارع
#٥٢
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703077
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - شارع ٥٢
كفاح الزهاوي : الهلوسة
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي في ركن الحجرة حيث هناك كان قابعا بلا حراك كشبح يختبئ في الظلال، مركزاً على نقطة غير مرئية، يحدق بعينين ثاقبتين خاويتين من الأحاسيس. منذ نعومة اظافره قد أُرسيَّت على مرافئ فكره يقيناً بأن عجلة الوقت توقفت عند ذلك الحين. تساوره مشاعر مبهمة، وكأنه يرى سرابا ينتظر بهدوء ليعاكسه في الجهة الأخرى، يمارس لعبة الموت. ينهمك في تحديد زاوية رؤيته نحو تلك النقطة، التي تبدو كصورة مشوشة ترسل ذبذبات مترددة تفضي الى حالة الانكسار والتلاشي. ورغم ذلك لا يعتريه الشك ولكن عامل الخوف يرافقه كظله. فهو يرمق تلك النقطة دون غيرها. الغرفة غير مضاءة وليست كبيرة. يشعر بطوق يحاصره بالرغم من عدم وجود ما يشير الى اعلان عن حالة حصار مثبت. كل ما يشعر به ويتحسس بوجوده هو ظنون وتصورات خارجة عن نطاق العقل. كانت أرضية الحجرة العارية مفروشة في وسطها برداء أسود فحيم، الأمر الذي زاد من كثافة خناقها. عيناه ما زالتا مفتوحتين مثبتتين لا حركة فيهما البتة ويوحي ذلك المشهد- وكأن فنان يمارس مهنة النحت في صقل الحدث كالحقيقة - مسدّدتان على شاشة وهمية. تبث منها أصوات مُتلفةً لخلايا الرأس ومهدئة للنفس:- لا تفكر كثيرا، لا تجهد عقلك، فأنت فانٍ لا محال، فطريقك سراج منير. تلك الكلمات المشجعة التي تحمل في جوهرها رسائل محبطة، كانت كدوامات مياه البحر تغرق قارب الوعي وتحبس الأنفاس وتجنب رؤية الضوء الساطع تحت سماء صافية، فيغوص في العمق كائنا معدوماً. يقاوم بشدة عالم النزوات، ولكن الرغبة العميقة لامتصاص تلك النزوات، لم يكن بوسعه الاستسلام تماماً امامها. فالشهوات ومغريات العصر أشد ثقلاً وتأثيرا من وزن المقاومة. يتمعن بنظرات متناهية من الارباك، وكأنه يبحث عن مكونات الهواء الهائمة في الضباب، عن معانٍ لم يجد طريقا في حل لغزها، ملامح قاسية تحتاج الغور في عمق طياتها والكشف عن معالمها المستفيضة، بعد ان ظلت ساكنة كصخرة منسية منذ آلاف السنين في باطن بحر التوارث. انتابه الشعور بأن الحائط يتقوس وتتقارب الزوايا وبضغط مجهول الدفع يثقل ظهره. ظل رأسه منتصبا متطلعاً الى الامام. يتخيل النافذة المفتوحة طريقا يؤدي الى عالم غامض، عالم غير محسوس لا نهاية له. يسمع صوتاً قادما من النافذة، لا يشبه اي صوت، يدوي في اجواء الحجرة، كموجات في وسط الهواء تحمل جزيئات مخدرة. يستنشق رائحة ثقيلة خانقة تفوح من مكان ما مجهول لا يعرف حقيقة مصدرها، فهو ليس مؤهلا لمعرفة ذلك. ينساب في ذهنه شعوراً كمن يعيش حلماً رهيباً مفزعاً، وسط فوضى عارمة ينداح صداها من أتون الزمن السحيق، زمن يلاحقه رغماً عنه دون ان يدرك الأسباب الحقيقية الكامنة من وراء ذلك. راحت الأسئلة تنهمر عليه كمطر الصيف:- لماذا لا يشبه احلامي؟ لماذا يتصادم مع طموحاتي؟ أليس من حقي الفوز برغباتي؟ لماذا لا يميز الأشياء بوضوح؟ لماذا يعتقد انه على طريق الصح وكل ما يراه هو مطلق؟ لماذا لا يعترف بأنه في ازمة خانقة؟ كانت الاسئلة تتبدد كرماد الورق في مهب الريح، دون ان يكلف نفسه جهداً اضافياً كي يحرك عقله الخامد للبحث عن الأجوبة. وهناك اسئلة اخرى يخشى البوح بها او يرخي الاذن لسماعها. منذ ان فتح عينيه على الحياة، وهو يخزن في دهاليز مخه ذات الأفكار والنصوص التي تضفي عليها ألوان القدسية، تُفَسَرُ بطرق مختلفة تخالف منطق العقل. يرى نفسه في نهاية القافلة ويخال له انه المنتصر لأنه يستطيع ان يخدع ذاته وأن يقطع الطريق المعاكس ويرمي بسنارته المحمولة برواسب الزمن العتيق عبر أجياله وتستمر لمسافات بعيدة وكأن الزمن القديم يعيش معنا. وبسب ......
#الهلوسة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708046
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي في ركن الحجرة حيث هناك كان قابعا بلا حراك كشبح يختبئ في الظلال، مركزاً على نقطة غير مرئية، يحدق بعينين ثاقبتين خاويتين من الأحاسيس. منذ نعومة اظافره قد أُرسيَّت على مرافئ فكره يقيناً بأن عجلة الوقت توقفت عند ذلك الحين. تساوره مشاعر مبهمة، وكأنه يرى سرابا ينتظر بهدوء ليعاكسه في الجهة الأخرى، يمارس لعبة الموت. ينهمك في تحديد زاوية رؤيته نحو تلك النقطة، التي تبدو كصورة مشوشة ترسل ذبذبات مترددة تفضي الى حالة الانكسار والتلاشي. ورغم ذلك لا يعتريه الشك ولكن عامل الخوف يرافقه كظله. فهو يرمق تلك النقطة دون غيرها. الغرفة غير مضاءة وليست كبيرة. يشعر بطوق يحاصره بالرغم من عدم وجود ما يشير الى اعلان عن حالة حصار مثبت. كل ما يشعر به ويتحسس بوجوده هو ظنون وتصورات خارجة عن نطاق العقل. كانت أرضية الحجرة العارية مفروشة في وسطها برداء أسود فحيم، الأمر الذي زاد من كثافة خناقها. عيناه ما زالتا مفتوحتين مثبتتين لا حركة فيهما البتة ويوحي ذلك المشهد- وكأن فنان يمارس مهنة النحت في صقل الحدث كالحقيقة - مسدّدتان على شاشة وهمية. تبث منها أصوات مُتلفةً لخلايا الرأس ومهدئة للنفس:- لا تفكر كثيرا، لا تجهد عقلك، فأنت فانٍ لا محال، فطريقك سراج منير. تلك الكلمات المشجعة التي تحمل في جوهرها رسائل محبطة، كانت كدوامات مياه البحر تغرق قارب الوعي وتحبس الأنفاس وتجنب رؤية الضوء الساطع تحت سماء صافية، فيغوص في العمق كائنا معدوماً. يقاوم بشدة عالم النزوات، ولكن الرغبة العميقة لامتصاص تلك النزوات، لم يكن بوسعه الاستسلام تماماً امامها. فالشهوات ومغريات العصر أشد ثقلاً وتأثيرا من وزن المقاومة. يتمعن بنظرات متناهية من الارباك، وكأنه يبحث عن مكونات الهواء الهائمة في الضباب، عن معانٍ لم يجد طريقا في حل لغزها، ملامح قاسية تحتاج الغور في عمق طياتها والكشف عن معالمها المستفيضة، بعد ان ظلت ساكنة كصخرة منسية منذ آلاف السنين في باطن بحر التوارث. انتابه الشعور بأن الحائط يتقوس وتتقارب الزوايا وبضغط مجهول الدفع يثقل ظهره. ظل رأسه منتصبا متطلعاً الى الامام. يتخيل النافذة المفتوحة طريقا يؤدي الى عالم غامض، عالم غير محسوس لا نهاية له. يسمع صوتاً قادما من النافذة، لا يشبه اي صوت، يدوي في اجواء الحجرة، كموجات في وسط الهواء تحمل جزيئات مخدرة. يستنشق رائحة ثقيلة خانقة تفوح من مكان ما مجهول لا يعرف حقيقة مصدرها، فهو ليس مؤهلا لمعرفة ذلك. ينساب في ذهنه شعوراً كمن يعيش حلماً رهيباً مفزعاً، وسط فوضى عارمة ينداح صداها من أتون الزمن السحيق، زمن يلاحقه رغماً عنه دون ان يدرك الأسباب الحقيقية الكامنة من وراء ذلك. راحت الأسئلة تنهمر عليه كمطر الصيف:- لماذا لا يشبه احلامي؟ لماذا يتصادم مع طموحاتي؟ أليس من حقي الفوز برغباتي؟ لماذا لا يميز الأشياء بوضوح؟ لماذا يعتقد انه على طريق الصح وكل ما يراه هو مطلق؟ لماذا لا يعترف بأنه في ازمة خانقة؟ كانت الاسئلة تتبدد كرماد الورق في مهب الريح، دون ان يكلف نفسه جهداً اضافياً كي يحرك عقله الخامد للبحث عن الأجوبة. وهناك اسئلة اخرى يخشى البوح بها او يرخي الاذن لسماعها. منذ ان فتح عينيه على الحياة، وهو يخزن في دهاليز مخه ذات الأفكار والنصوص التي تضفي عليها ألوان القدسية، تُفَسَرُ بطرق مختلفة تخالف منطق العقل. يرى نفسه في نهاية القافلة ويخال له انه المنتصر لأنه يستطيع ان يخدع ذاته وأن يقطع الطريق المعاكس ويرمي بسنارته المحمولة برواسب الزمن العتيق عبر أجياله وتستمر لمسافات بعيدة وكأن الزمن القديم يعيش معنا. وبسب ......
#الهلوسة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708046
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - الهلوسة
كفاح الزهاوي : قنديل لم ينطفيء
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كانت الأصوات المتداخلة وضحكات الرجال ترتفع بوتيرة عالية في جوٍ من المرح والانسجام قد ملأت صخبها غرفة الضيوف، هكذا تناهت الى سمعي عند دخولي المنزل. اختلست النظر من فتحة باب غرفة الضيوف، فانساب بريق رؤيتي على جمهرة من الرجال يبدو عليهم في غاية الاناقة، ببدلاتهم الرسمية، و منهم مَنْ كان يرتدي نظارات طبية. ومن ضمن تلك الجمهرة الواسعة لمحت أبي وأخي الكبير زاهر. دلفت الى الغرفة المجاورة حيث كانت امي لوحدها جالسة على وشك انتهائها من حياكة الليفة التي وعدتني بها، سألتها:من هم هؤلاء؟. قالت امي:انهم هنا من اجل خطوبة أختك سهاد. لأول مرة ارى وميض الرضا يشع من وجه اخي زاهر الذي كان دوما من أشد الرافضين لزواج سهاد كلما تقدم رجل من أجل طلب يدها. وعند خروجهم إلى فناء المنزل ألقيت التحية على الجميع، وإذا بحازم يتوجه نحوي ويمدّ يده للمصافحة وانا بدوري قمت بالمثل. عندها شعرت بقبضته تشد راحتيَّ بكلتا يديه والضحكة العريضة على وجهه وقال:انت نضال مو. اكتفيت من الجواب عليه بإيماءة وابتسامة. كنت خجلا او اقدر اقول محرجاً. ولكن لاحظت من إمارات وجهه قطعة مبهجة طافحة بالحياة والانشراح. كان قوي البنية ثقيل الجسم، متوسط القامة، باسم الثغر، شعره يميل الى اللون الذهبي، ذو وجه جاد وعينين واسعتين ذكيتين تشعان منهما انوار الصدق. كان في الخامسة والثلاثين من عمره. بالرغم من صفته المرحة الى حد الكوميديا، إلا انه كان عصبي المزاج نوعا ما. كان من نوع الأشخاص الذين يحسنون ايجاد كلماتهم، كما انه يتمتع بسرعة البديهة، ويسمح لنفسه بإطلاق نكات ساخرة في اوقات غير ملائمة، هذا ما كان سببا في إيقاعه بعض الأحيان في مشاكل وهو في غنى عنها. قررت هيئتهم على عقد اجتماع حزبي في بيت رفيقة اسمها عالية. بينما كانت الرفيقة على وشك تقديمه الى والدتها، التي كانت هائمة في المطبخ منغمسة في تنظيف السمك. دخلا معا ووقفتا لبرهة. ما أن رفعت الوالدة رأسها حتى بادرت عالية بالقول : ماما اقدملج حازم. مدّ حازم يده مصافحا. الوالدة سحبت يدها واعتذرت وقالت:اسفة ايدي زفرة. التفت حازم إلى الرفيقة وقال لها بسرعة:لعد هاي انتِ طلعتِ بنت الزفرة؟ مع ضحكته المعتادة. أغضبت الأم بشدة. بينما حاولت الرفيقة ان توضح لوالدتها بان حازم له روح فكاهية ولا يقصد الاساءة. وانتهى الأمر هذه المرة بسلام.أصبح حازم نسيبي ونَمتْ بيننا علاقة متينة. كان يتمتع بشعبية كبيرة في وسط عائلتنا بفضل ما تحمله تلك الشخصية من قدرات مؤثرة في خلق جو من البشاشة والابتهاج مع الجميع. كان منزلهم في نفس منطقتنا يبعد عن منزلنا حوالي 300 متر مشياً على الأقدام. كنت دوما ازوره. وكنا نتبادل النكات والأحاديث الشيقة. احيانا كان يطلب مني ان اتركهم لوحدهم عندما تزوره بعض الضيوف طالبا مني ان اعود الى البيت. لم افهم في البداية ولكن علمت لاحقا بانها اجتماعات حزبية. مع مرور الزمن عرفت عنه معلومات اخرى، بانه مناضل عنيد وكان من الضباط الأحرار. وخلال الانقلاب شباط الاسود، اقتيد حازم إلى سجن نكرة السلمان مع رفاقه الآخرين بما يسمى قطار الموت. هذا السجن كان عبارة عن منفى يقع في منطقة نائية صحراوية على الحدود العراقية السعودية في ناحية السلمان التابعة الى مدينة السماوة. كان حازم المسؤول العسكري داخل الحزب و ساهم بشكل فعلي في دعم وتطوير هذا القسم المهم من خلال نقل خبراته السابقة كضابط في الجيش. كما كان له مساهمات كبيرة في الحركة الطلابية. ......
#قنديل
#ينطفيء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713502
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كانت الأصوات المتداخلة وضحكات الرجال ترتفع بوتيرة عالية في جوٍ من المرح والانسجام قد ملأت صخبها غرفة الضيوف، هكذا تناهت الى سمعي عند دخولي المنزل. اختلست النظر من فتحة باب غرفة الضيوف، فانساب بريق رؤيتي على جمهرة من الرجال يبدو عليهم في غاية الاناقة، ببدلاتهم الرسمية، و منهم مَنْ كان يرتدي نظارات طبية. ومن ضمن تلك الجمهرة الواسعة لمحت أبي وأخي الكبير زاهر. دلفت الى الغرفة المجاورة حيث كانت امي لوحدها جالسة على وشك انتهائها من حياكة الليفة التي وعدتني بها، سألتها:من هم هؤلاء؟. قالت امي:انهم هنا من اجل خطوبة أختك سهاد. لأول مرة ارى وميض الرضا يشع من وجه اخي زاهر الذي كان دوما من أشد الرافضين لزواج سهاد كلما تقدم رجل من أجل طلب يدها. وعند خروجهم إلى فناء المنزل ألقيت التحية على الجميع، وإذا بحازم يتوجه نحوي ويمدّ يده للمصافحة وانا بدوري قمت بالمثل. عندها شعرت بقبضته تشد راحتيَّ بكلتا يديه والضحكة العريضة على وجهه وقال:انت نضال مو. اكتفيت من الجواب عليه بإيماءة وابتسامة. كنت خجلا او اقدر اقول محرجاً. ولكن لاحظت من إمارات وجهه قطعة مبهجة طافحة بالحياة والانشراح. كان قوي البنية ثقيل الجسم، متوسط القامة، باسم الثغر، شعره يميل الى اللون الذهبي، ذو وجه جاد وعينين واسعتين ذكيتين تشعان منهما انوار الصدق. كان في الخامسة والثلاثين من عمره. بالرغم من صفته المرحة الى حد الكوميديا، إلا انه كان عصبي المزاج نوعا ما. كان من نوع الأشخاص الذين يحسنون ايجاد كلماتهم، كما انه يتمتع بسرعة البديهة، ويسمح لنفسه بإطلاق نكات ساخرة في اوقات غير ملائمة، هذا ما كان سببا في إيقاعه بعض الأحيان في مشاكل وهو في غنى عنها. قررت هيئتهم على عقد اجتماع حزبي في بيت رفيقة اسمها عالية. بينما كانت الرفيقة على وشك تقديمه الى والدتها، التي كانت هائمة في المطبخ منغمسة في تنظيف السمك. دخلا معا ووقفتا لبرهة. ما أن رفعت الوالدة رأسها حتى بادرت عالية بالقول : ماما اقدملج حازم. مدّ حازم يده مصافحا. الوالدة سحبت يدها واعتذرت وقالت:اسفة ايدي زفرة. التفت حازم إلى الرفيقة وقال لها بسرعة:لعد هاي انتِ طلعتِ بنت الزفرة؟ مع ضحكته المعتادة. أغضبت الأم بشدة. بينما حاولت الرفيقة ان توضح لوالدتها بان حازم له روح فكاهية ولا يقصد الاساءة. وانتهى الأمر هذه المرة بسلام.أصبح حازم نسيبي ونَمتْ بيننا علاقة متينة. كان يتمتع بشعبية كبيرة في وسط عائلتنا بفضل ما تحمله تلك الشخصية من قدرات مؤثرة في خلق جو من البشاشة والابتهاج مع الجميع. كان منزلهم في نفس منطقتنا يبعد عن منزلنا حوالي 300 متر مشياً على الأقدام. كنت دوما ازوره. وكنا نتبادل النكات والأحاديث الشيقة. احيانا كان يطلب مني ان اتركهم لوحدهم عندما تزوره بعض الضيوف طالبا مني ان اعود الى البيت. لم افهم في البداية ولكن علمت لاحقا بانها اجتماعات حزبية. مع مرور الزمن عرفت عنه معلومات اخرى، بانه مناضل عنيد وكان من الضباط الأحرار. وخلال الانقلاب شباط الاسود، اقتيد حازم إلى سجن نكرة السلمان مع رفاقه الآخرين بما يسمى قطار الموت. هذا السجن كان عبارة عن منفى يقع في منطقة نائية صحراوية على الحدود العراقية السعودية في ناحية السلمان التابعة الى مدينة السماوة. كان حازم المسؤول العسكري داخل الحزب و ساهم بشكل فعلي في دعم وتطوير هذا القسم المهم من خلال نقل خبراته السابقة كضابط في الجيش. كما كان له مساهمات كبيرة في الحركة الطلابية. ......
#قنديل
#ينطفيء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713502
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - قنديل لم ينطفيء
كفاح الزهاوي : صُنان الشرنقة
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي لا يزال يجتر مرارة اسمال الزمن ويغوص في علقم الحياة، ويحترق في جذوة السيجارة فيتناثر في الدخان الكثيف المتصاعد، سابحا في بركة من الفوضى والنفاق. كيف له ان يترك هذه الشرنقة بعد ان تعفن في كنفها. يزداد يوما بعد يوم عَطناً وفسادا. ومن جدرانها تفوح، روائح كريهة تنتشر في الفضاء و تختلط مع الهواء فتنتج من علٍ طبقة صفراء، صانعة سُحب مخيفة تكسو أجواء الشرنقة، يستنشق ملء الرئتين سمومها، ومن شدة الإدمان يخال له أريج الطبيعة الخضراء. يحوم في جوفها وحيدا كطائر تائه في سماء ملبدة بالغيوم الداكنة. رغم ضياعه في هذا الخناق المميت المشحون بالدخان الأسود، إلا أن التفاؤل ورغبة الخلاص تخفيهما غمامة من الضعف والتشظي. ومع كامل اليقين ان ضربات السوط مؤلمة، تترك جروحا قيحياً مزمناً، يئن من هولها جميع أعضاء الجسد، وتتدفق من الامها امواج الموت والرعب القاتم، وعلى بُعد أمتار قليلة من جدار الشرنقة تصدح أصوات هادرة، وتطفح بامواجها العاتية في سبيل هدم ذلك الجدار العازل، ومع ذلك يبقى ذلك الدماغ خامدا داخل الجمجمة بلا حراك، نائما في كهف مظلم، لا يبالي إن كان يمطر حتى الطوفان او تشرق الشمس فوق قمم الجبال الشماء. ولا يعتريه أي شعور بالحماس والمبادرة ولا يثير في نفسه انقطاع النفس. لا يستطيع التركيز على الهدف. عيناه تنظران دون ان تدرك معالم الأشياء وكأنهما ثقبان خاليان لعينين مقتلعتين. فَبؤبؤ العين مغطاة بطبقة من غشاء الخدر، بحيث يصعب عليه إيجاد الطريق، بالرغم من أن هناك مَنْ عَبَدَ الطريق وترك اثراً. تنثال عليه المصائب، فتجده يرمي بِتبعاتها على سوء الحظ والقدر المحتوم. غرفتهُ خالية من الحروف، فلا يعرف شيئا من أبجديات الحياة سوى ما يسمعه من أفواه الواعظين. رغم انه محبوس في سجن كبير محاط باسلاك شائكة غير مرئية ولكن موجعة لا تترك سوى ندبات مؤلمة، ومع ذلك لا يفكر بكسر ذلك القيد والخروج إلى النور كي يرى الحياة على حقيقتها. فاجنحة الذعر والنحيب تحوم في حيرة واضطراب يقلق هواجسه، ولكن خروجه من تلك الشرنقة الى عالم الرحيب يعتبرها جريمة بحق ذاته. وفي ذات الوقت يلتمس شفقة الاخرين، ويتراءى له بأن الضفة الأخرى لا تمتلك الجرأة والشجاعة الكافية في إنقاذ السفينة من انتفاضة الاعصار وقيادتها نحو شاطئ الأمان. رغم شكواه المستمرة بسبب معاناته في ذلك الحبس المقيت إلا انه يعتقد بأن قضيته التي لا يدرك شيئا من محتواها بانها في طي النسيان. فهو ينتظر دوما من ينوب عنه في التضحية ويخوض بدلا منه هذه المعركة. أضحت حياته في هذا الجو الدبق والمتجهم، مثقلا مثل كابوس كئيب زاره في الحلم، يرى نفسه كالمسخ، قلبه يخفق بسرعة، وصدره يهبط ويعلو، كما لو ان يدا ثقيلة وقاسية تقبض على صدره بعنف، تمنع عنه التنفس، تكبح جماح حركته بل تعيقه من الصراخ وتثقل خطاه. وفي هذا المكان قد قضى و يقضي جل حياته رغم انه صعب ومظلم وطافح بالمعاناة والكوارث التي تلتهم عمره مع سرعة دوران عقارب الساعة. مع كل آلام السنوات الماضية و السحيقة التي مرت كسحابة سوداء ثقيلة على سموات حياته إلا انه لم يفق من نومه الطويل العاجز. فهو يرى ويتألم من ذلك الوضع المعتم، ولكن لا يبعث في نفسه رؤية واضحة، بل يصعب عليه وضع تلك المعاناة في كلمات، تمكنه في التعبير عنها. لا يشعر بطعم الحياة. فديجور العقل قد أعمى بصيرته وأضعف من ضربات أقدامه في آفاق الأرض. من حيث لا يدري انه يعيش مذلولاً، منكساً في مكانه. فهو في هذا القفص قد أدمن على ايقاعاته وقوانينه. وتلك الأفكار الناعسة المتراكمة في حلقات واسعة والراكدة كالمياه الآ ......
#صُنان
#الشرنقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717975
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي لا يزال يجتر مرارة اسمال الزمن ويغوص في علقم الحياة، ويحترق في جذوة السيجارة فيتناثر في الدخان الكثيف المتصاعد، سابحا في بركة من الفوضى والنفاق. كيف له ان يترك هذه الشرنقة بعد ان تعفن في كنفها. يزداد يوما بعد يوم عَطناً وفسادا. ومن جدرانها تفوح، روائح كريهة تنتشر في الفضاء و تختلط مع الهواء فتنتج من علٍ طبقة صفراء، صانعة سُحب مخيفة تكسو أجواء الشرنقة، يستنشق ملء الرئتين سمومها، ومن شدة الإدمان يخال له أريج الطبيعة الخضراء. يحوم في جوفها وحيدا كطائر تائه في سماء ملبدة بالغيوم الداكنة. رغم ضياعه في هذا الخناق المميت المشحون بالدخان الأسود، إلا أن التفاؤل ورغبة الخلاص تخفيهما غمامة من الضعف والتشظي. ومع كامل اليقين ان ضربات السوط مؤلمة، تترك جروحا قيحياً مزمناً، يئن من هولها جميع أعضاء الجسد، وتتدفق من الامها امواج الموت والرعب القاتم، وعلى بُعد أمتار قليلة من جدار الشرنقة تصدح أصوات هادرة، وتطفح بامواجها العاتية في سبيل هدم ذلك الجدار العازل، ومع ذلك يبقى ذلك الدماغ خامدا داخل الجمجمة بلا حراك، نائما في كهف مظلم، لا يبالي إن كان يمطر حتى الطوفان او تشرق الشمس فوق قمم الجبال الشماء. ولا يعتريه أي شعور بالحماس والمبادرة ولا يثير في نفسه انقطاع النفس. لا يستطيع التركيز على الهدف. عيناه تنظران دون ان تدرك معالم الأشياء وكأنهما ثقبان خاليان لعينين مقتلعتين. فَبؤبؤ العين مغطاة بطبقة من غشاء الخدر، بحيث يصعب عليه إيجاد الطريق، بالرغم من أن هناك مَنْ عَبَدَ الطريق وترك اثراً. تنثال عليه المصائب، فتجده يرمي بِتبعاتها على سوء الحظ والقدر المحتوم. غرفتهُ خالية من الحروف، فلا يعرف شيئا من أبجديات الحياة سوى ما يسمعه من أفواه الواعظين. رغم انه محبوس في سجن كبير محاط باسلاك شائكة غير مرئية ولكن موجعة لا تترك سوى ندبات مؤلمة، ومع ذلك لا يفكر بكسر ذلك القيد والخروج إلى النور كي يرى الحياة على حقيقتها. فاجنحة الذعر والنحيب تحوم في حيرة واضطراب يقلق هواجسه، ولكن خروجه من تلك الشرنقة الى عالم الرحيب يعتبرها جريمة بحق ذاته. وفي ذات الوقت يلتمس شفقة الاخرين، ويتراءى له بأن الضفة الأخرى لا تمتلك الجرأة والشجاعة الكافية في إنقاذ السفينة من انتفاضة الاعصار وقيادتها نحو شاطئ الأمان. رغم شكواه المستمرة بسبب معاناته في ذلك الحبس المقيت إلا انه يعتقد بأن قضيته التي لا يدرك شيئا من محتواها بانها في طي النسيان. فهو ينتظر دوما من ينوب عنه في التضحية ويخوض بدلا منه هذه المعركة. أضحت حياته في هذا الجو الدبق والمتجهم، مثقلا مثل كابوس كئيب زاره في الحلم، يرى نفسه كالمسخ، قلبه يخفق بسرعة، وصدره يهبط ويعلو، كما لو ان يدا ثقيلة وقاسية تقبض على صدره بعنف، تمنع عنه التنفس، تكبح جماح حركته بل تعيقه من الصراخ وتثقل خطاه. وفي هذا المكان قد قضى و يقضي جل حياته رغم انه صعب ومظلم وطافح بالمعاناة والكوارث التي تلتهم عمره مع سرعة دوران عقارب الساعة. مع كل آلام السنوات الماضية و السحيقة التي مرت كسحابة سوداء ثقيلة على سموات حياته إلا انه لم يفق من نومه الطويل العاجز. فهو يرى ويتألم من ذلك الوضع المعتم، ولكن لا يبعث في نفسه رؤية واضحة، بل يصعب عليه وضع تلك المعاناة في كلمات، تمكنه في التعبير عنها. لا يشعر بطعم الحياة. فديجور العقل قد أعمى بصيرته وأضعف من ضربات أقدامه في آفاق الأرض. من حيث لا يدري انه يعيش مذلولاً، منكساً في مكانه. فهو في هذا القفص قد أدمن على ايقاعاته وقوانينه. وتلك الأفكار الناعسة المتراكمة في حلقات واسعة والراكدة كالمياه الآ ......
#صُنان
#الشرنقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717975
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - صُنان الشرنقة
كفاح الزهاوي : عندما يذوب الصمت
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي استيقظت من النوم ولازلت اشعر بالنعاس. قفزت من الفراش بتنهيدة وتثاؤب بصوت مرتفع مع إصدار نغمات نشاز كلما صفقت على فمي بأصابع يدي المتراصة. كان صادق الفلاح القروي في الخمسينيات من عمره قد أرسل ابنته الصغيرة ذات عشر سنوات الى مقرنا في وقت الظهيرة، طالبا المساعدة الطبية، لأن زوجته كانت تشعر بوعكة صحية. اتخذت استعداداتي وتوجهت الى منزلهم المتواضع، كان قد بناه بنفسه من الصخور والطين على الهضبة المطلة على مقرنا. المنزل يتكون من غرفة واحدة يتوسطها موقد. وإلى جانب الغرفة، كوخ صغير كان يؤدي وظيفة المطبخ. بعد ان انتهيت من فحص زوجته. قدموا لي قدحا من الشاي. وفي هذا الاثناء دخل شاب وهو بيشمرگة ينتمي الى احدى الاحزاب الكردية التي كانت تتواجد قواتها في نفس الوادي. كان نحيل الجسد، عيناه غائصتين في محجريهما، ضامر الوجه، يخفي تحت بشرته حزن عميق. يلبس معطف غامق اللون. رحب صادق به وقال: اهلا بك يا دكتور. تفضل بالجلوس . أجاب بصوت خفيض :تعيش. ثم جلس قبالتي وعيناه تحومان الغرفة بتفحص كمن يلقي على أجوائها نظرة الوداع. ثم ارخى نظره إلى الأرض، كاد اليشماغ ان يسقط من فوق رأسه. ورغم ذلك لم يرفع عينيه نحوي. بينما صادق طلب من ابنته تقديم الشاي إلى الضيف. واردف صادق وهو يوجه كلامه الى الضيف:زوجتي كانت تشعر بالتعب منذ يوم امس، الشكر موصول للدكتور مهند من بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي الذي لبى الطلب واعتنى بالأمر. عندها رفع رأسه والقى نظرة سريعة نحوي مع هزة رأس خفيفة بطريقة كمن يقول مفهوم. ثم أضاف صادق كمن لا ينسى خدمات الاخرين ايضا:دكتور بهزاد كلما يأتي الى هنا يساعدنا اذا احتجنا الى المساعدة. بهزاد كان رجل في الثلاثينيات من عمره. وهو معاون صحي. جاء مع مفرزة الى المقر التابع لحزبهم في مهمة عمل. وفي تلك الجلسة القصيرة ترك في نفسي انطباع انه انسان غامض وغير ودود، لذلك حاولت التجنب وعدم الخوض في أي نقاش ودي معه. بعد ان احتسيتُ الشاي، غادرت المنزل. وفي اليوم الثاني في الساعة الثانية ظهراً وبينما كنت في زيارة لمقر حزبهم تناهى إليّ أصوات تشي بالشجار، عرفت فيما بعد ان بهزاد هو احد اقطاب التناحر في هذا التراشق الكلامي مع بعض من رفاقه داخل المقر واستولت عليه بغتة رغبة جامحة في ان يغادر المقر عائدا إلى مكان إقامته في مقر آخر، رغم مناشدات البعض لايقافه عن اتخاذ خطوة قد يندم عليها وأخبروه بمخاطر الطريق. عند خروجه من الغرفة، كان سلاحه من نوع الكلاشينكوف الروسية قد علا كتفه والغضب يغمر عينيه، ووجهه متجهم حد الانفجار. كان يوما ثلجياً عاصفاً. رحل وحيدا في هذا الطقس المُهلك، رافضاً الاذعان الى النصائح، بل أصرَّ على العودة بعناد مستميت الى مقرهم والذي كان يبعد بحوالي أربع ساعات سيرا على الاقدام في الأيام المشمسة. اعتراني قشعريرة في جسدي وانا التمس قراره الخاطئ بمغادرة المكان في ظل هذا الجو العابس الكئيب والمغبر، في شق طريق غير واضحة المعالم وهو يعاني من حالة نفسية حادة، وقد تراءى لي كمن يفكر بالانتحار. كنت ابحث عن تفسير مقنع لغضبه الذي اشتدَّ في لحظة، وقدرته الذهنية في مواصلة المسيرة لوحده في تلك الوديان العميقة التي تغدو خطرة عندما السماء لا تنقطع ثلوجها عن السقوط. لابد وأن تركيزه منخفض ورؤيته شائبة وفكره مُضْطَرِب. كل تلك العوامل بمجملها كانت كافية في ان تلقي به في متاهة شاقة. وفي صباح اليوم الثاني توقفت الثلوج عن الهطول والسماء كانت صافية كالزجاج، والشمس ت ......
#عندما
#يذوب
#الصمت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722029
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي استيقظت من النوم ولازلت اشعر بالنعاس. قفزت من الفراش بتنهيدة وتثاؤب بصوت مرتفع مع إصدار نغمات نشاز كلما صفقت على فمي بأصابع يدي المتراصة. كان صادق الفلاح القروي في الخمسينيات من عمره قد أرسل ابنته الصغيرة ذات عشر سنوات الى مقرنا في وقت الظهيرة، طالبا المساعدة الطبية، لأن زوجته كانت تشعر بوعكة صحية. اتخذت استعداداتي وتوجهت الى منزلهم المتواضع، كان قد بناه بنفسه من الصخور والطين على الهضبة المطلة على مقرنا. المنزل يتكون من غرفة واحدة يتوسطها موقد. وإلى جانب الغرفة، كوخ صغير كان يؤدي وظيفة المطبخ. بعد ان انتهيت من فحص زوجته. قدموا لي قدحا من الشاي. وفي هذا الاثناء دخل شاب وهو بيشمرگة ينتمي الى احدى الاحزاب الكردية التي كانت تتواجد قواتها في نفس الوادي. كان نحيل الجسد، عيناه غائصتين في محجريهما، ضامر الوجه، يخفي تحت بشرته حزن عميق. يلبس معطف غامق اللون. رحب صادق به وقال: اهلا بك يا دكتور. تفضل بالجلوس . أجاب بصوت خفيض :تعيش. ثم جلس قبالتي وعيناه تحومان الغرفة بتفحص كمن يلقي على أجوائها نظرة الوداع. ثم ارخى نظره إلى الأرض، كاد اليشماغ ان يسقط من فوق رأسه. ورغم ذلك لم يرفع عينيه نحوي. بينما صادق طلب من ابنته تقديم الشاي إلى الضيف. واردف صادق وهو يوجه كلامه الى الضيف:زوجتي كانت تشعر بالتعب منذ يوم امس، الشكر موصول للدكتور مهند من بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي الذي لبى الطلب واعتنى بالأمر. عندها رفع رأسه والقى نظرة سريعة نحوي مع هزة رأس خفيفة بطريقة كمن يقول مفهوم. ثم أضاف صادق كمن لا ينسى خدمات الاخرين ايضا:دكتور بهزاد كلما يأتي الى هنا يساعدنا اذا احتجنا الى المساعدة. بهزاد كان رجل في الثلاثينيات من عمره. وهو معاون صحي. جاء مع مفرزة الى المقر التابع لحزبهم في مهمة عمل. وفي تلك الجلسة القصيرة ترك في نفسي انطباع انه انسان غامض وغير ودود، لذلك حاولت التجنب وعدم الخوض في أي نقاش ودي معه. بعد ان احتسيتُ الشاي، غادرت المنزل. وفي اليوم الثاني في الساعة الثانية ظهراً وبينما كنت في زيارة لمقر حزبهم تناهى إليّ أصوات تشي بالشجار، عرفت فيما بعد ان بهزاد هو احد اقطاب التناحر في هذا التراشق الكلامي مع بعض من رفاقه داخل المقر واستولت عليه بغتة رغبة جامحة في ان يغادر المقر عائدا إلى مكان إقامته في مقر آخر، رغم مناشدات البعض لايقافه عن اتخاذ خطوة قد يندم عليها وأخبروه بمخاطر الطريق. عند خروجه من الغرفة، كان سلاحه من نوع الكلاشينكوف الروسية قد علا كتفه والغضب يغمر عينيه، ووجهه متجهم حد الانفجار. كان يوما ثلجياً عاصفاً. رحل وحيدا في هذا الطقس المُهلك، رافضاً الاذعان الى النصائح، بل أصرَّ على العودة بعناد مستميت الى مقرهم والذي كان يبعد بحوالي أربع ساعات سيرا على الاقدام في الأيام المشمسة. اعتراني قشعريرة في جسدي وانا التمس قراره الخاطئ بمغادرة المكان في ظل هذا الجو العابس الكئيب والمغبر، في شق طريق غير واضحة المعالم وهو يعاني من حالة نفسية حادة، وقد تراءى لي كمن يفكر بالانتحار. كنت ابحث عن تفسير مقنع لغضبه الذي اشتدَّ في لحظة، وقدرته الذهنية في مواصلة المسيرة لوحده في تلك الوديان العميقة التي تغدو خطرة عندما السماء لا تنقطع ثلوجها عن السقوط. لابد وأن تركيزه منخفض ورؤيته شائبة وفكره مُضْطَرِب. كل تلك العوامل بمجملها كانت كافية في ان تلقي به في متاهة شاقة. وفي صباح اليوم الثاني توقفت الثلوج عن الهطول والسماء كانت صافية كالزجاج، والشمس ت ......
#عندما
#يذوب
#الصمت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722029
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - عندما يذوب الصمت