الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
أكرم شلغين : أنت موجود وغيرك موجود
#الحوار_المتمدن
#أكرم_شلغين كانت فرحة الأب والأم كبيرة فقد نجح الولدان ذلك العام في الثانوية العامة بعد أن رسب الكبير في العام الذي سبق. لم يضع الأب وقتاً ولم يأل جهدا دون القيام بشيء يضمن مستقبلهما فسأل وفكر وتحرك وقرر أن يرسلهما للدراسة في فرعين، وبلدين، مختلفين. راح يوميا يتنقل بين قريته والبلدة الأقرب إليها ليستفسر هناك عما عليه عمله لإنجاز المطلوب وبالفعل بعد أيام قليلة عرف بقية التفاصيل وما هي إلا فترة قصيرة نسبيا حتى أنبأه أحدهم بخبر قبولهما ـ وكما رغب ـ في بلدين مختلفين ولدراسة ما أرادهما دراسته. بعد ذلك بفترة لا تتجاوز الأشهر القليلة كانا يحزمان حقائبهما للسفر حيث الكبير سيدرس الشريعة في بلد عربي والآخر سيدرس الفلسفة في بلد غربي. قبل أن يغادرا وقف والدهما يعطي نصائحه لابنيه موضحا أنه ينتظرهما ليعودا حاملين لطرفي العلم الديني والدنيوي وأنهما سيساهمان في إعلاء اسميهما واسم العائلة وسيفرح جميع أهل القرية بأنهما تعلما في بلدان بعيدة وأحضرا العلوم منها ليعلماها للجيل القادم من أبناء القرية، ولم ينس أن يذكرهما بأن مصادر التمويل محدودة وهي مخصصة فقط للدراسة لذلك عليهما ألا يفكرا بشيء اسمه التنقل أو زيارة لهما، أي للأهل، قبل انتهاء الدراسة، أي بعبارة أخرى يجب أن يكون تفكير كل منهما منصبا فقط على الدراسة...ووقفت الأم أيضا تعطي نصائحها لهما بأن يتخذا الحذر ويركزان على دراستهما ليعودا فور تحصيل العلم ونيل الشهادة الجامعية. يوم السفر، كان عليهما أن يذهبا ما زمنه حوالي الساعة بواسطة عربة خيل رثة الشكل يمتلكها أحد أبناء القرية إلى بلدة هي الأقرب ومنها سينتقلان باستخدام "سيارة بوسطة" ذهابا من تلك البلدة إلى بلدة أخرى أكبر ومنها سيذهبان بباص كبير إلى العاصمة ومن العاصمة سيذهب كل منهما إلى البلد الذي يقصده. وهناك تفرقا وذهب كل منهما إلى بلد مختلف وليدرس فرع مختلف من العلوم.فور الوصول إلى البلد الذي قصده شرع كل منهما بالدراسة بجد وبرأس كل منهما برأسه فكرة أن ينتهي ويعود لينقل العلم والمعرفة للأجيال القادمة مع نشوة التفكير كيف أن الجميع سيفرح به وقد نال درجة عليا من الخارج. دراس الدين راح يتعمق أكثر فأكثر في زخم النصوص التي يتعلمها ويستمع لمحاضريه بشغف لينهل المعرفة التي يريدها...وكذلك كان دارس الفلسفة يفعل فقد كان يدرس ويتعلم ويتعرف بأسماء كبيرة وماذا تقول تلك الشخصيات وما هو فكرها في هذه الحياة. مضى عام وكل منهما على حاله منهمكا فيما يتعلمه.. ثم مضى عام آخر وثالث ورابع ومن ثم تخرج كل منهما بدون تأخير...وأراد كل منهما العودة بكل فخر وزهو لمكانه في بلده الأصل ليفرح وتفرح به جموع الناس.كانت قصيرة هي الفترة التي تفصل عودة كل منهما على حدة للبلد الأم فقد وصل الأخ الأكبر، والذي درس الدين و الشريعة، للعاصمة أولا وعرف هناك أن أمور التنقل أصبحت أيسر خلال الأعوام التي مضت وأنه بالإمكان استخدام حافلة تقل المسافرين من العاصمة إلى جنوب البلاد وتمر بمدن رئيسة وبالكثير من البلدات والقرى على الطريق ومن بينها قريته. كان عليه الانتظار لكي تمتلئ الحافة بالركاب قبل أن تنطلق وهكذا بقي منتظرا حتى المساء وبعدها تحركت الحافلة ببطء وكانت تتوقف لتنزل هذا الراكب أو ذاك هنا أو هناك حسب الطلب...بعد مضي ساعات وبعيد منتصف الليل أعلن سائق الحافلة أنه ستوقف في المكان الذي وصلوا إليه للاستراحة لمدة نصف ساعة قبل أن يتابع الرحلة فمن يريد أن يحرك ساقيه بعد طول الجلوس أو من يريد قضاء حاجة فهناك أمكنة منشأة وسط تلك المنطقة لأغراض متعددة. استجاب الركاب لذلك ونزلوا وتفرقوا في كل الاتجاهات ومن بينهم الش ......
#موجود
#وغيرك
#موجود

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737745