الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسين محمود التلاوي : الرجل الذي لَم يَنَمْ جيدًا 1 رواية قصيرة مسلسلة
#الحوار_المتمدن
#حسين_محمود_التلاوي 1مع مقدم الليل، تزايدت حركة الناس والسيارات في شوارع وسط البلد؛ فافترش البائعون الجائلون الأرصفة ببضائعهم التي باتت تشمل كل السلع التي تقدمها المحال التجارية، بما في ذلك المشروبات، فيما راح المارة يتدفقون على الشوارع بحثًا عن تمشية رخيصة ومسلية في الوقت نفسه بعيدًا عن جدران البيوت التي تضيق بأهلها صيفًا؛ فينفلتون منها هاربين إلى الشوارع والطرقات، ولا توجد شوارع ولا طرقات في القاهرة أشهر من شوارع وسط البلد بأضوائها اللامعة. وبمرور الوقت، تتزايد الحركة... حركة السير، والبيع والشراء، والتنزه... فها هو رجل يصطحب زوجته وأطفاله ليتناولوا وجبة وسط ما بين الغداء والعشاء في أحد المطاعم المنتشرة في كل أركان وزوايا المنطقة، وهذه مجموعة من الفتيات اللواتي أنهين عملهن في أحد محال الملابس بشارع قريب، وقررن أن ينلن نصيبهن من المرح، وهذه مقاهي شارع البورصة بما تحويه من شباب يتلبسهم الحس الثوري فيشعرون أنهم يستطيعون تغيير العالم عبر شاشات حواسبهم المحمولة، وهذان شابان فرا من مدرستهما الإعدادية المسائية المجاورة ليشاهدا ذلك الكيان المسمى "وسط البلد". لكن كل هذا الجو من الحيوية والمرح والانطلاق والفرار والثورة لا يمكن أن يمر بدون ضجيج. وبالتالي، لا نستطيع أن نلوم "إسماعيل"، إذا رأيناه يحث الخطى مقطب الجبين في سعيه للوصول إلى محطة مترو العتبة الواقعة غير بعيد عن مكان عمله في شارع البورصة. لم يكن "إسماعيل" يستحق اللوم لعدم احتماله الضجيج؛ لأن الاستمرار في العمل داخل المقهى لمدة 24 ساعة في تقديم الطلبات للزبائن ليس بالأمر الهين.نعم...العمل لمدة 24 بما يعني أنه مستيقظ منذ أكثر من يوم كامل مما جعل جرس الإنذار يدق في جهازه العصبي؛ فقضاء كل هذه الفترة وسط صياح الزبائن بطلباتهم وضجيج مرحهم ولهوهم إلى جانب صوت التلفاز الذي لا ينام ليس بالأمر السهل، خاصة إذا ما أدركنا أنه بسبب قوة بنيته كان مكلفًا باستخلاص الحساب من الزبائن الليليين الذين يقضون الليل كله ساهرين في المقهى ولا يرغبون في دفع الحساب عند المغادرة. عندها، كان "إسماعيل" يتدخل للحصول على الحساب من هؤلاء الزبائن، وهو ما كان يصل في بعض الأحيان إلى حد الاشتباك البدني مع الزبون.ولم يخرج "إسماعيل" خاسرًا في أي من هذه "المعاملات".وبالتالي يمكننا أن نفهم السبب في أن "إسماعيل" صار على وشك الانهيار، وأنه كان يكاد يجري للوصول إلى محطة المترو متلهفًا لدرجة أنهم لو قالوا له إن الطريقة الوحيدة لركوب المترو هي "التسطيح"، لوافق بلا تردد.ولكن الجري في منطقة مزدحمة مثل وسط البلد له تكلفته كذلك؛ فقد اصطدم بالعديد من المارة أثناء سيره المسرع هذا، وهي الصدامات التي كانت في غير مصلحة المارة بكل تأكيد. لكن الأمر لم يقتصر على ذلك؛ فعند إحدى النواصي الرئيسية، اصطدمت قدم "إسماعيل" بحزمة من الكتب التي وضعها بائع كتب يفترش تلك الناصية؛ فسقطت حزمة الكتب وسط بركة صغيرة من الماء تكونت وسط الرصيف. انحنى "إسماعيل" محاولًا إنقاذ حزمة الكتب، وقد اكتسى وجهه بالسخط لهذا الموقف غير المتوقع، فيما قفز بائع الكتب من مقعده المجاور لفرشة الكتب، وهو يصيح في سخط:"يا نهارك اسود... مش تفتح يا اعمى القلب والنظر إنت؟!".واندفع محاولًا استخلاص حزمة الكتب من يد "إسماعيل" ليفصحها، ولكن يبدو أنه البائع تعامل مع يد "إسماعيل" بخشونة زائدة؛ فصاح فيه الأخير قائلًا في حنق: "جرى إيه يعني؟! شوية كتب واتبلت مية، ودلوقت تنشف".ولوح بيده في استهانة متابعًا: "سبهم في الهوا شوية ينشفو". زادت الاستهانة من حنق البائ ......
#الرجل
#الذي
َنَمْ
#جيدًا
#رواية
#قصيرة
#مسلسلة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744119