الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سامي الكيلاني : تحليق عابر لطيور الذاكرة 4: داوِ جرحك
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني من فنون النثر في الأدب العربي القديم، كما تعلمنا ذلك من كتاب النصوص، فن اسمه التوقيعات. التوقيع أو "التوقيعة"، حتى ينسجم اسم هذا الفن مع القصة والقصيدة والخاطرة والمقالة والرسالة إذ إن جميعها مؤنثة، عبارة عن رد مختصر يختزل في جملة مكثفة المحتوى والدلالة يوقع بها القائد أو الأمير أو الخليفة رداً على كتاب يصله من أحد مرؤوسيه أو من أي شخص يتوجه إليه بأمر ما. هذا الفن أفرد له كتاب النصوص للصف الثاني الإعدادي (الثامن حالياً)، إن لم تخني الذاكرة، حيزاً مستقلاً عند الحديث عن فنون النثر العربي القديم، وقد أعجبت بتلك التوقيعات التي ضربها الكتاب أمثلة على ذلك الفن أيما إعجاب. أتذكر هذه التوقيعات الإبداعية بالخير حين أرى التوقيعات الدارجة في العمل الإداري والتي تخلو من أي إبداع أو حكمة، أو حتى تعجز عن قول شيء ذي بال. لا بأس هنا بالاستطراد قليلاً بعيداً عن مخزون الذاكرة البعيد. في المراسلات الإدارية للكثير من المؤسسات الرسمية، وشبه الرسمية، خاصة التي فيها سلطة بارزة للدرجة الإدارية العليا على الدرجة أو الدرجات الأدنى منها، سلطة حاضرة لا تغيب ولا تنسى. عندما ترفع درجة دنيا للدرجة العليا كتاباً من مرؤوس صغير أو حول شأن معين فإنها توقّع الدرجة على المراسلة بالجملة المشهورة "لاطلاع حضرتكم وتوجيهاتكم" يلحقها الموقع بتوقيعه والتاريخ. هذه التوقيعة تعبير عن الخوف من أخذ موقف يزعج الأعلى مرتبة، وخوف من ممارسة الصلاحية المفترضة التي قد تقود ممارستها، ككل اجتهاد، إلى خطأ أو نتيجة لا تعجب "الكبير". حتى نكون موضوعيين تنبغي الإشارة إلى أن التوقيعات القديمة التي وصلتنا قد تكون لأصحاب سلطة عليا، وأن أية توقيعات لسلطات أدنى قد ضاعت، حتى لا ننحاز إلى القديمة ضد المعاصرة.ولا بأس من استطراد آخر يفرض نفسه، ربما ذكرته في مناسبات سابقة كتابة أو قولاً لأنه ترك أثراً في نفسي، عتباً على معلمينا الذين تعلمنا على أياديهم وفعلوا ما استطاعوا ليعطونا من علمهم بأفضل ما وسعهم الظرف التربوي السائد، فكانوا بغالبيتهم مصدر معرفة، مخزن معرفة، يريدون نقل ما اختزنوه لنا لنضعه في عقولنا حتى نمسك بناصية المعرفة إيما إمساك ونفرغه في امتحانات تؤهلنا للمستقبل، تلك كانت نيتهم الحسنة، ولكنها كانت على حساب التفكير الحر وتطوير مهارات حل المشكلة، وكما قيل فإن جهنم مبلطة بالنوايا الحسنة. أقصد هنا "كتاب النصوص"، إذ بقيت لسنوات المدرسة محتاراً في هذا الاسم، والذي على وزن "اللصوص"، ولم أجرؤ على سؤال "ما معنى نصوص يا أستاذ؟"، ولم يتطوع أي أستاذ ليقول لي ولنا تلاميذه أنها جمع نصٍّ، والنصُّ هو….، ويربطها بالفعل نصَّ، وربما يجدها فرصة لربط الفعل بالاسم ويسألنا لنفكر ونصل معه لاستنتاج بأن النصُّ هو ما نصّته القريحة على الأديب أو الكاتب أو الشاعر فخرج بهذا الشكل الذي يسمى نصّاً.عودة إلى التوقيعات، لم يثبت في ذاكرتي من التوقيعات غير "داوِ جرحك لا يتسع"، وهي التي جاءت تحلّق طيراً من طيور الذاكرة لتطرق النافذة. الجرح هنا طبعاً ليس فقط القطع في أنسجة الجسم وجعلها تنزف، مع أن القول ينطبق على ذلك، ولكن الجرح يمكن أن يكون مشكلة تترك دون حلٍّ لتتفاقم وتؤدي إلى سلسلة من الأضرار المتعاقبة التي تصل إلى "ما لا تحمد عقباه" كما يقال. نبش طائر الذاكرة "التوقيعي" هذا تراكمات جراح لم تداوَ، تركت آثاراً متدرجة، تركناها على حالها خوفاً من آلام العلاج الآني ونسينا الآلام التي سيأتي بها اتساع الجروح. ولكن الجراح بعد إهمالها أصبحت مزعجة ومؤلمة ننظر إليها وكأنها ليست جراحنا، فتحضر التوقيعة التي صمدت في الذاكرة ونسأل أنفسنا "لماذا ل ......
#تحليق
#عابر
#لطيور
#الذاكرة
#داوِ
#جرحك

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757442