الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
مهاد حيدر : فلسفة الرائحة
#الحوار_المتمدن
#مهاد_حيدر لعلّ الحديث عن فلسفة الرائحة من أندر المواضيع التي قد يفكر البعض بالتطرق إليها، وقد كانت الفكرة قيد الاختمار في رأسي قبل أن أقرأ مقال عن كتاب صدر حديثا تحت عنوان “ Smellosophy:What the Nose Tells the Mind ”"فلسفة الرائحة: ما يقوله للأنف للدماغ" تأليف آن صوفي بارويتش، تتحدث فيه عن سبب اهتمام البشر بالإدراك البصري والسمعي بشكل أكبر من الاهتمام بالإدراك الشمّي مفصّلة في دراستها الحديث عن هذه الحاسّة. لم أقرأ الكتاب بعد لتوفره باللغة الانكليزية فقط وجهلي بهذه الأخيرة، ولكن جراء الملاحظة سابقا كنت اكتشفت الغياب الفعلي لحاستي الشم واللمس سأتحدث عنها لاحقا بشكل مفصّل، أو كما اعتبر فرويد العلاقة الطرديّة بين تراجع حاسة الشم ونمو الحضارة، بمعنى كيف أن الإنسان بانتصابه عاموديّا بدأ بالتخلص من تبعيته لحاسة الشّم، ليتميّز عن مملكة الحيوان. لذا فنحن الآن ندفع ثمن الحضارة بإقصاء أنوفنا وجلودنا، بإقصاء للدالات الأموميّة اذا ما صح التعبير، مقابل الدالات الصوريّة التي سعت المجتمعات البطريركيّة على إبراز هيمنتها. هذا فإن عمليّة بتر الأنف حوّلت المجال الطبيعي للتواصل عن طريق الشّم إلى وضع سنن للروائح الانسانيّة اعتمادا على المعرفة الاجتماعية وليس المعرفة المعيشية للشّم، وذلك من خلال مراقبة الروائح باسم الأيديولوجيا المانويّة manichéene للجيّد والرديء، منذ الأفلاطونيّة القديمة الى الديانات اليهوديّة والمسيحيّة، وذلك عبر تصنيف الجيد بالاصل النباتي ( الخشب، الورود...) والرديء ذو الأصل الحيواني أو الجسدي، من هنا رفض الروائح الأصلية للإنسان باسم التصنيف الثقافي للها، برفض الروائح الافرازية، كالعرق وغيره أي طرد للطبيعة البشرية الإنسانية، أو كما اعتبرت المنظّرة النسويّة الفرنسية جوليا كريستيفا في كتابها Abjection: Powers of Horror، أن المقزّز يلفت النظر إلى عدم ثبات الهوية، وتذكّر الذات بانّها لا يمكن أن تفلت من الدوافع البيولوجية الأساسيّة التي لا سلطان عليها. لذا تمّ اللجوء لحجبها بواسطة قناع ثقافي شمّي أي من خلال العطور الجميلة. والتعاطي مع الأنف كعضو شمّي أخذ منحى العناصر العضويّة المحظورة، فالأمخطة على سبيل المثال منفرة أكثر من الافرازات البرازيّة على اعتبار أنّه ليس لدينا مراحيض مخصصة لها، فيتم التعامل مع الأنف على أنه بديل قضيبي بالرغم من الأيديولوجيا المعاصرة للتحرر الجنسي، لذا فإن التواصل الشمي| الأنفي مخصيّ، حتى في الأمثلة الشعبية التي تكون على نسق احتقار الأنف واعتباره أداة للحشريّة أو التدخّل فيما لا يعنينا. ولا يفوتنا الحديث عن إزالة الشعر عن الجسد، في مختلف المناطق سواء الحساسة وغيرها الذي يكثر الحديث عن دلالته الجماليّة لدى المرأة، في حين هو تمييع لحقيقة جسدها الجنساني أوّلًا وأخذه نحو المنحى اللاجنساني بالقضاء على المثيرات الشميّة التي يفرزها الجسد في حالة الرغبة، أو نوع من إعادتها للمرحلة الطفوليّة التي يعرف الجسد فيها بالحالة الحياديّة أو عدم الفعاليّة الجنسية. هذا وإن الرائحة لا تشكّل فقط هوية الفرد بل تمتد لخارج الذات لتصبح مسار ارتباط بالآخر، أو بتعبير مختلف كل فرد منغلق داخل فقاعته الشميّة التي لا يحسّ هو نفسه بها، بل الآخرين فهم الذين يشمونها، وعملية محوها تعني الصمت الشمي أو الكبت التي تؤثر على علاقتنا بالآخر. ولعلّ رواية العطر من أكثر الروايات التي أظهرت مدى ارتباط هوية الطفل برائحة أمّه أوّلا، وبالمجتمع الذي نشأ فيه، فمن لا أم له لا رائحة ولا هويّة له، وكأن رائحة الأم حتى التي تخلفها على جسد الطفل تحلّ رمزيّا محلّ حضورها أيضا. أما بالنسبة للأ ......
#فلسفة
#الرائحة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727978