خالد صبيح : في أصل الدمج وفصله
#الحوار_المتمدن
#خالد_صبيح يسخر كثيرون - محقين- من ظاهرة الضباط الدمج في الجيش العراقي بعد عام 2003، وهي ظاهرة مدانة أي كانت مبرراتها، سواء المقبول منها، مثل حاجة المؤسسة العسكرية لكادر بعد حل الجيش القديم، أو غير المقبول. وهي في النهاية استغلال سياسي وحزبي للسلطة، وتشويه لبنية المؤسسة ولمفهوم التوظيف والاستحقاق الوظيفي في مؤسسات الدولة.لكن هل كانت حالات الدمج تلك هي الأولى في العراق منذ تاريخ تشكله؟ بالطبع لا، ولهذا حكاية سأرويها هنا، فقد يجهل حقائقها كثيرون، عراقيون وغير عراقيين. ولنبدأ بنظرة عامة على الماضي الذي سبق الظاهرة كي لا تبدو وكأنها مستلة من سياق عام، قد يولد عدم الدراية به نوع من الالتباس حول الشخص أو العهد الذي قام بخرق ما هو سائد وأسس لهذه الظاهرة السيئة. لم تسجل في تاريخ العراق المعاصر بعهديه الملكي والجمهوري الأول حوادث استغلال للنفوذ والمناصب للنفع الشخصي بشكل مفضوح وفاحش، مثلا: روى فؤاد عارف، زميل وصديق الملك غازي، أن الملك كان يدرس معه في المدرسة العسكرية، أيام كان وليا للعهد، وكان الأساتذة يطبقون عليه، بطلب من والده الملك فيصل الأول، قوانين وأعراف الضبط في المدرسة بحذافيرهما، بينما كانوا يتساهلون مع بقية التلاميذ، ومن أمثلة ذلك أن قواعد الضبط تمنع الطالب من أن يأتي بالطعام أو الحلويات معه من بيته، وعليه أن يكتفي بطعام المدرسة المحدود. وكان الاساتذة يفتشون دولاب غازي بشكل دائم بحثا عن مخالفات، بينما كانوا يغضون النظر عن بقية التلاميذ، وكان أصدقاؤه، مثل فؤاد عارف، يعطونه أو (يتصدقون) عليه ببعض مما يأتون به من بيوتهم من طعام. " خطية" كان يجوع. بهذه العبارة وصف الحالة فؤاد عارف.ولم يأخذ عبدالكريم قاسم، أنزه حكام العراق، أكثر من استحقاقه الوظيفي، فرُّفع نجمة واحدة نهاية عام 1962 حينما رقي الى رتبة لواء بعدما حان وقت استحقاقه الروتيني لها "أربع سنوات".أول مؤشر كان فيه شك على تلاعب بالقانون وسّلم الاستحقاق الوظيفي ارتكبه عبدالسلام عارف حينما رفّع نفسه الى رتبة مشير. وفي كل الأحوال هو لم يترقى لأكثر من رتبة واحدة أو اثنتان. وفي النهاية هو ضابط حقيقي وليس مزورا.ولم يرتكب عبدالرحمن عارف، عفيف اليد والضمير، هكذا موبقات أو خروقات. ربما يكون قد سرّع في سلم استحقاقه الوظيفي، مثل شقيقه، حينما نال رتبة مشير، لكنه لم يسلب أي استحقاق آخر. فقد كان قبل رئاسته للجمهورية رئيسا لأركان الجيش بالوكالة لأنه لم يكن يحمل شهادة الأركان. ولم يسلب هذه الصفة أو "الرتبة" حينما صار رئيسا للجمهورية، وبقي عنوانه الوظيفي ضابطا عاديا. كما أن أبنه، قيس، وهو ضابط حقيقي وخريج كلية عسكرية، وأبوه ضابط ورئيس جمهورية، وكذلك عمه، لم ينل أكثر من استحقاقه الوظيفي الروتيني، وتقاعد برتبة عميد. والأكثر من هذا أنه حين اندلعت حرب حزيران عام 67 أُرسل مع القوات العراقية التي ذهبت الى مصر للمشاركة بالقتال هناك، دون تمييز، لأنه كان أحد منتسبي هذه القوة، وتعرض، بحسب مارواه، الى قصف طيران هدد حياته.لم يكن البكر، الذي أسقط حكم عارف بمؤامرة انقلابية مريبة، نزيها تماما، لكنه كان متواضعا في سلوكه وحياته، كما روى عنه من يعرفه.لكن خلفه، صدام حسين، هو أول من حول الدولة ومؤسساتها الى اقطاعة خاصة يلعب وأبناء عشيرته بها كما يشاؤون، واستأثروا بالاستحقاقات الوظيفية الكبرى وتلاعبوا بها وانتهكوها بخفة لانظير لها.وانتشر في عهده الفساد والاستهتار بالدولة وبمقدراتها في كل مجال وحيز. لكن الأكثر فضا ......
#الدمج
#وفصله
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680147
#الحوار_المتمدن
#خالد_صبيح يسخر كثيرون - محقين- من ظاهرة الضباط الدمج في الجيش العراقي بعد عام 2003، وهي ظاهرة مدانة أي كانت مبرراتها، سواء المقبول منها، مثل حاجة المؤسسة العسكرية لكادر بعد حل الجيش القديم، أو غير المقبول. وهي في النهاية استغلال سياسي وحزبي للسلطة، وتشويه لبنية المؤسسة ولمفهوم التوظيف والاستحقاق الوظيفي في مؤسسات الدولة.لكن هل كانت حالات الدمج تلك هي الأولى في العراق منذ تاريخ تشكله؟ بالطبع لا، ولهذا حكاية سأرويها هنا، فقد يجهل حقائقها كثيرون، عراقيون وغير عراقيين. ولنبدأ بنظرة عامة على الماضي الذي سبق الظاهرة كي لا تبدو وكأنها مستلة من سياق عام، قد يولد عدم الدراية به نوع من الالتباس حول الشخص أو العهد الذي قام بخرق ما هو سائد وأسس لهذه الظاهرة السيئة. لم تسجل في تاريخ العراق المعاصر بعهديه الملكي والجمهوري الأول حوادث استغلال للنفوذ والمناصب للنفع الشخصي بشكل مفضوح وفاحش، مثلا: روى فؤاد عارف، زميل وصديق الملك غازي، أن الملك كان يدرس معه في المدرسة العسكرية، أيام كان وليا للعهد، وكان الأساتذة يطبقون عليه، بطلب من والده الملك فيصل الأول، قوانين وأعراف الضبط في المدرسة بحذافيرهما، بينما كانوا يتساهلون مع بقية التلاميذ، ومن أمثلة ذلك أن قواعد الضبط تمنع الطالب من أن يأتي بالطعام أو الحلويات معه من بيته، وعليه أن يكتفي بطعام المدرسة المحدود. وكان الاساتذة يفتشون دولاب غازي بشكل دائم بحثا عن مخالفات، بينما كانوا يغضون النظر عن بقية التلاميذ، وكان أصدقاؤه، مثل فؤاد عارف، يعطونه أو (يتصدقون) عليه ببعض مما يأتون به من بيوتهم من طعام. " خطية" كان يجوع. بهذه العبارة وصف الحالة فؤاد عارف.ولم يأخذ عبدالكريم قاسم، أنزه حكام العراق، أكثر من استحقاقه الوظيفي، فرُّفع نجمة واحدة نهاية عام 1962 حينما رقي الى رتبة لواء بعدما حان وقت استحقاقه الروتيني لها "أربع سنوات".أول مؤشر كان فيه شك على تلاعب بالقانون وسّلم الاستحقاق الوظيفي ارتكبه عبدالسلام عارف حينما رفّع نفسه الى رتبة مشير. وفي كل الأحوال هو لم يترقى لأكثر من رتبة واحدة أو اثنتان. وفي النهاية هو ضابط حقيقي وليس مزورا.ولم يرتكب عبدالرحمن عارف، عفيف اليد والضمير، هكذا موبقات أو خروقات. ربما يكون قد سرّع في سلم استحقاقه الوظيفي، مثل شقيقه، حينما نال رتبة مشير، لكنه لم يسلب أي استحقاق آخر. فقد كان قبل رئاسته للجمهورية رئيسا لأركان الجيش بالوكالة لأنه لم يكن يحمل شهادة الأركان. ولم يسلب هذه الصفة أو "الرتبة" حينما صار رئيسا للجمهورية، وبقي عنوانه الوظيفي ضابطا عاديا. كما أن أبنه، قيس، وهو ضابط حقيقي وخريج كلية عسكرية، وأبوه ضابط ورئيس جمهورية، وكذلك عمه، لم ينل أكثر من استحقاقه الوظيفي الروتيني، وتقاعد برتبة عميد. والأكثر من هذا أنه حين اندلعت حرب حزيران عام 67 أُرسل مع القوات العراقية التي ذهبت الى مصر للمشاركة بالقتال هناك، دون تمييز، لأنه كان أحد منتسبي هذه القوة، وتعرض، بحسب مارواه، الى قصف طيران هدد حياته.لم يكن البكر، الذي أسقط حكم عارف بمؤامرة انقلابية مريبة، نزيها تماما، لكنه كان متواضعا في سلوكه وحياته، كما روى عنه من يعرفه.لكن خلفه، صدام حسين، هو أول من حول الدولة ومؤسساتها الى اقطاعة خاصة يلعب وأبناء عشيرته بها كما يشاؤون، واستأثروا بالاستحقاقات الوظيفية الكبرى وتلاعبوا بها وانتهكوها بخفة لانظير لها.وانتشر في عهده الفساد والاستهتار بالدولة وبمقدراتها في كل مجال وحيز. لكن الأكثر فضا ......
#الدمج
#وفصله
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680147
الحوار المتمدن
خالد صبيح - في أصل الدمج وفصله