عصمت منصور : شيرين ابو عاقلة واختراق الجدار الحديدي
#الحوار_المتمدن
#عصمت_منصور عصمت منصور*ظاهرتان لافتتان للعيان، تعكسان الذهنية والسلوك الاسرائيلي، ترافقتا مع جريمة اغتيال الصحفية شيرين ابو عاقلة برصاص قوات الاحتلال في الحادي عشر من أيار على مدخل مخيم جنين شمال الضفة المحتلة أثناء قيامها بواجبها الصحفي.الأولى، تكمن في الاستخفاف الذي تعاملت به قوات الاحتلال، من خلال البيان الأول للناطق باسم جيش الاحتلال، والذي جاء بعد دقائق من إعلان استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، حينما حاول أن يلصق التهمة بالمقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا يتصدون للاجتياح الإسرائيلي في المخيم ، اما الثانية ففي التلاعب في الروايات، وتعديلها المرة تلو الأخرى بعد اتضاح حجم الحدث وضخامته وأبعاده الإنسانية والدولية.كلتا الظاهرتان متلازمتان وجذورهما عميقة في الثقافة السياسية والأمنية والايديولوجية لدى المؤسسة الاسرائيلية بغض النظر عن الاشخاص الموجودين في سدة الحكم ومواقع المسؤولية والقائمين عليها.الأولى تعكس النظرة المتعالية التي تنظر بدونية الى الآخر-غير اليهودي-الواقع تحت الاحتلال، و تعتبر ان قتله، سواء كان ذلك بشكل مقصود أو عن طريق الخطأ، لا يستدعي أكثر من بيان توضيحي يصوغه ضابط مبتدئ، ويلقي به في وجه الإعلام، على أنه هو الحقيقة. ينبع جذر هذه النظرة من عقلية المستوطن، الذي يغذي ذاته على خطابه، ولا يقيم أي وزن للآخر، ويفترض ان على كل العالم ان يصدقه.اما التلاعب في الروايات، والذي هدف الى تعويم الجريمة، وإلقاء ظلال من الشك حول الجهة التي تقف خلفها، وبخاصة بعد التغطية الهائلة التي اعقبتها، وردة الفعل المصدومة دولية من هولها، واتخاذها هذه الابعاد الدولية، فهو يعكس حالة الغطرسة والغرور، واستعداد اسرائيل إلى قول أي شيء سوى قول الحقيقة، بناء على فرضية ان وسائل الاعلام الناطقة باللغات الاجنبية الرئيسية، مردوعة مسبقا من إدانتها، وسوف تظل تبحث عن صيغة محايدة تحقق شكلا من اتوازن بين المجرم والضحية.بهذا السلوك، وعلى مدار عقود، استطاعت اسرائيل ان تبني جدارا حديديا، وان تنصّبه سدا منيعا غير قابل للاختراق، أمام الإعلام العالمي والمنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية والرأي العام، وأن تكرس انطباعا قويا، أنها، ومن موقع احتكارها لدور الضحية، ومن واقع نفوذها، وقوة خطابها الإعلامي، وأدواتها، بما في ذلك وسائل الإعلام العالمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، واللوبيات امؤثر في العواصم العالمية الكبرى، كل ذلك يجعلها محصّنة من الإدانة، والمحاسبة، وأنه حتى في أسوأ الأحوال، لا يمكن تجاهل سرديتها (مظلوميتها التاريخية) التي ينبغي على العالم أخذها بعين الاعتبار والتعامل معها كخلفية مخفّفة ومبرّرة تسوِّغ بشاعة جرائمها.الجدار الحديديفكرة الجدار الحديدي، المستوحاة من فكر وتنظيرات زئيف جابوتنسكي، قائد التيار الإصلاحي في الحركة الصهيونية (المنبع الفكري والأيديولوجي لحزب الليكود)، والذي يتم تشييده بالقوة ومراكمة عوامل الردع، الى درجة تسليم الخصم مسبقا باستحالة إلحاق هزيمة عسكرية بإسرائيل، ما يمهد للاعتراف بوجودها وتقبله، امتد عبر ادوات الشيطنة للآخر، والترويع الاعلامي، والنفوذ الدولي، وشركات العلاقات العامة، الى مجالي الاعلام وتهيُّبه من إدانة اسرائيل على جرائمها، مهما بدت واضحة وحتى لو كانت ضد الصحفيين أو المواطنين العزل من نساء وأطفال وسائر فئات المدنيين ، وتوخّي الحذر عند الحديث عنها، وتبني مصطلحاتها وروايتها، وهو ما قادها الى هذا الاستخفاف وتأليف روايات والتراجع عنها، او تعديلها، دون أدنى رقابة.هذا الجدار ينتصب أمامنا، ونلمس أثره، في التعامل الدولي، ومحاول ......
#شيرين
#عاقلة
#واختراق
#الجدار
#الحديدي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756764
#الحوار_المتمدن
#عصمت_منصور عصمت منصور*ظاهرتان لافتتان للعيان، تعكسان الذهنية والسلوك الاسرائيلي، ترافقتا مع جريمة اغتيال الصحفية شيرين ابو عاقلة برصاص قوات الاحتلال في الحادي عشر من أيار على مدخل مخيم جنين شمال الضفة المحتلة أثناء قيامها بواجبها الصحفي.الأولى، تكمن في الاستخفاف الذي تعاملت به قوات الاحتلال، من خلال البيان الأول للناطق باسم جيش الاحتلال، والذي جاء بعد دقائق من إعلان استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، حينما حاول أن يلصق التهمة بالمقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا يتصدون للاجتياح الإسرائيلي في المخيم ، اما الثانية ففي التلاعب في الروايات، وتعديلها المرة تلو الأخرى بعد اتضاح حجم الحدث وضخامته وأبعاده الإنسانية والدولية.كلتا الظاهرتان متلازمتان وجذورهما عميقة في الثقافة السياسية والأمنية والايديولوجية لدى المؤسسة الاسرائيلية بغض النظر عن الاشخاص الموجودين في سدة الحكم ومواقع المسؤولية والقائمين عليها.الأولى تعكس النظرة المتعالية التي تنظر بدونية الى الآخر-غير اليهودي-الواقع تحت الاحتلال، و تعتبر ان قتله، سواء كان ذلك بشكل مقصود أو عن طريق الخطأ، لا يستدعي أكثر من بيان توضيحي يصوغه ضابط مبتدئ، ويلقي به في وجه الإعلام، على أنه هو الحقيقة. ينبع جذر هذه النظرة من عقلية المستوطن، الذي يغذي ذاته على خطابه، ولا يقيم أي وزن للآخر، ويفترض ان على كل العالم ان يصدقه.اما التلاعب في الروايات، والذي هدف الى تعويم الجريمة، وإلقاء ظلال من الشك حول الجهة التي تقف خلفها، وبخاصة بعد التغطية الهائلة التي اعقبتها، وردة الفعل المصدومة دولية من هولها، واتخاذها هذه الابعاد الدولية، فهو يعكس حالة الغطرسة والغرور، واستعداد اسرائيل إلى قول أي شيء سوى قول الحقيقة، بناء على فرضية ان وسائل الاعلام الناطقة باللغات الاجنبية الرئيسية، مردوعة مسبقا من إدانتها، وسوف تظل تبحث عن صيغة محايدة تحقق شكلا من اتوازن بين المجرم والضحية.بهذا السلوك، وعلى مدار عقود، استطاعت اسرائيل ان تبني جدارا حديديا، وان تنصّبه سدا منيعا غير قابل للاختراق، أمام الإعلام العالمي والمنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية والرأي العام، وأن تكرس انطباعا قويا، أنها، ومن موقع احتكارها لدور الضحية، ومن واقع نفوذها، وقوة خطابها الإعلامي، وأدواتها، بما في ذلك وسائل الإعلام العالمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، واللوبيات امؤثر في العواصم العالمية الكبرى، كل ذلك يجعلها محصّنة من الإدانة، والمحاسبة، وأنه حتى في أسوأ الأحوال، لا يمكن تجاهل سرديتها (مظلوميتها التاريخية) التي ينبغي على العالم أخذها بعين الاعتبار والتعامل معها كخلفية مخفّفة ومبرّرة تسوِّغ بشاعة جرائمها.الجدار الحديديفكرة الجدار الحديدي، المستوحاة من فكر وتنظيرات زئيف جابوتنسكي، قائد التيار الإصلاحي في الحركة الصهيونية (المنبع الفكري والأيديولوجي لحزب الليكود)، والذي يتم تشييده بالقوة ومراكمة عوامل الردع، الى درجة تسليم الخصم مسبقا باستحالة إلحاق هزيمة عسكرية بإسرائيل، ما يمهد للاعتراف بوجودها وتقبله، امتد عبر ادوات الشيطنة للآخر، والترويع الاعلامي، والنفوذ الدولي، وشركات العلاقات العامة، الى مجالي الاعلام وتهيُّبه من إدانة اسرائيل على جرائمها، مهما بدت واضحة وحتى لو كانت ضد الصحفيين أو المواطنين العزل من نساء وأطفال وسائر فئات المدنيين ، وتوخّي الحذر عند الحديث عنها، وتبني مصطلحاتها وروايتها، وهو ما قادها الى هذا الاستخفاف وتأليف روايات والتراجع عنها، او تعديلها، دون أدنى رقابة.هذا الجدار ينتصب أمامنا، ونلمس أثره، في التعامل الدولي، ومحاول ......
#شيرين
#عاقلة
#واختراق
#الجدار
#الحديدي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756764
الحوار المتمدن
عصمت منصور - شيرين ابو عاقلة واختراق الجدار الحديدي