مصطفى العباسي : الإنسان بين ماض دموي ومستقبل مجهول
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_العباسي عندما ننظر إلى وضع البشرية الراهن و ما يغلب عليه من حروب و صراعات، يبدو لنا اننا نتجه من سيئ لأسوأ، و أن وضعنا المستقبلي سيكون أكثر سواداً مما هو عليه اليوم، لكن إذا نظرنا إلى الأمور بشكل أعمق قد نكتشف أن هناك أملا في حدوث العكس، و في تجاوز هذه الصراعات التي طبعت التاريخ البشري منذ فجره.هل يستطيع الإنسان فعلا التخلي عن ماضيه الدموي؟ سؤال يظهر مجحفا لأول وهلة، نظراً لتعودنا على الطرح القائل بأن الأصل في طبع الإنسان التسامح و احترام بني جنسه، هذا الطرح تغذيه الأطروحات الدينية التي تقوم على أن الخالق خلق الإنسان بفطرة حسنة و أنه هو الذي يبتعد عن هذه الفطرة باقتراف الآثام، فأول الخلق بالنسبة للأديان الإبراهيمية الثلاث كان نبياً جبل على العبادة وحسن الخلق، إلا أن وقوعه في الخطأ تسبب في نزوله من الجنة، دار الخلود، إلى الدنيا، دار الفناء والمعاصي.هذا هو الطرح الديني، لكن بذكرنا له لا يجب أن نغفل الطرح الآخر و هو الطرح العلمي، الذي يعتبر أن للإنسان تطور من أصول حيوانية، و بالتالي فهو خاضع لهذا التطور، تطور في الشكل و الوظائف الحيوية، و تطور في الأفكار و العقلية العامة للبشرية، و هذا التطور الأخير هو الذي يمتاز به الإنسان عن باقي الكائنات الحية، و بتالي فالإنسان يتخلص مع مرور العصور من ارثه الحيواني هذا الإرث المتمثل أساساً في القاعدة الأساسية التي تقول بأن البقاء للأصلح و بأن الضعيف محكوم عليه بالفناء. أي أن التطور، بالنسبة للإنسان، سائر في اتجاه القضاء على أبرز محركاته، ذلك الشيء الذي جعله يتحكم في مسار الحياة على الأرض منذ مئات الملايين من السنين.لكن إذا نظرنا إلى أسباب هذه الدموية و الحروب التي طبعت التاريخ القديم أو الحديث على حد السواء، نجد أن السبب ليس رغبة الإنسان المباشرة فيها، ولكنها تلك الرغبة القوية في السيطرة، كما أن التنافس على الموارد المحدودة يؤدي به إليها، لذا فالإنسان و على مر العصور و رغم تطور الفكر الإنساني بالطريقة التي جعلت العديد من الأشياء التي تصب في هذا الإتجاه غير مقبولة و مستنكرة، إلا أنه طور أيضا سبلا أخرى للجوء إليها عند الضرورة، هذا التطور أدى ، كيفما كان الحال، إلى تناقص نسبي لمثل هذه السلوكات.هذه النظرة المتفائلة يمكن الوصول إليها إذا تعمقنا قليلاً في أسباب ومحركات الحروب، فرغم أن السبب الرئيسي لها هو رغبة القلة القليلة المسيطرة في مزيد من التحكم في العالم وفي ثرواته، إلا اننا إذا تمعنا أكثر وحاولنا دراسة التاريخ البشري، و بالأخص الحديث منه، يتبين لنا أنه لا يمكن ربح أي حرب دون مباركة و موافقة الشعوب، أي أنه لا يمكن لأي حاكم أن يربح حرباً لا يوافق عليها المحكوم مهما كان النظام ديكتاتوريا. لهذا تجد أن أغلب قادة العالم باختلاف انتمائاتهم ومذاهبهم لا يخوضون حرباً قبل تعبئة الشارع، ودفعه للتحمس لها بشتى الوسائل الممكنة.سيطرة الشارع هذه تزداد يوماً بعد يوم، كما يزداد في المقابل، إقتناع اللوبيات المتحكمة بضرورة إقناع العامة بكل خطوة مهمة قبل الإقدام عليها، الشيء الذي يجعلنا قريبين أكثر من أي وقت مضى من العصر الذي يصبح فيه الشارع أو الضمير المجتمعي العام هو المتحكم في مصير الأمم و البشرية ككل.لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة، و بفرض أن ما سبق و أشرنا إليه صحيح، هو هل هذا فعلا يصب في مصلحة البشرية؟ بمعنى آخر، لو افترضنا أننا إستطعنا بلوغ مرحلة متقدمة من سلطة الجمهور، حيث أن الشعوب صارت تتحكم بنسبة كبيرة في مصائرها. هل سنشهد حينئذٍ جنوحا إلى السلم ونبذا للحروب و العنف أكثر من ا ......
#الإنسان
#دموي
#ومستقبل
#مجهول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682140
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_العباسي عندما ننظر إلى وضع البشرية الراهن و ما يغلب عليه من حروب و صراعات، يبدو لنا اننا نتجه من سيئ لأسوأ، و أن وضعنا المستقبلي سيكون أكثر سواداً مما هو عليه اليوم، لكن إذا نظرنا إلى الأمور بشكل أعمق قد نكتشف أن هناك أملا في حدوث العكس، و في تجاوز هذه الصراعات التي طبعت التاريخ البشري منذ فجره.هل يستطيع الإنسان فعلا التخلي عن ماضيه الدموي؟ سؤال يظهر مجحفا لأول وهلة، نظراً لتعودنا على الطرح القائل بأن الأصل في طبع الإنسان التسامح و احترام بني جنسه، هذا الطرح تغذيه الأطروحات الدينية التي تقوم على أن الخالق خلق الإنسان بفطرة حسنة و أنه هو الذي يبتعد عن هذه الفطرة باقتراف الآثام، فأول الخلق بالنسبة للأديان الإبراهيمية الثلاث كان نبياً جبل على العبادة وحسن الخلق، إلا أن وقوعه في الخطأ تسبب في نزوله من الجنة، دار الخلود، إلى الدنيا، دار الفناء والمعاصي.هذا هو الطرح الديني، لكن بذكرنا له لا يجب أن نغفل الطرح الآخر و هو الطرح العلمي، الذي يعتبر أن للإنسان تطور من أصول حيوانية، و بالتالي فهو خاضع لهذا التطور، تطور في الشكل و الوظائف الحيوية، و تطور في الأفكار و العقلية العامة للبشرية، و هذا التطور الأخير هو الذي يمتاز به الإنسان عن باقي الكائنات الحية، و بتالي فالإنسان يتخلص مع مرور العصور من ارثه الحيواني هذا الإرث المتمثل أساساً في القاعدة الأساسية التي تقول بأن البقاء للأصلح و بأن الضعيف محكوم عليه بالفناء. أي أن التطور، بالنسبة للإنسان، سائر في اتجاه القضاء على أبرز محركاته، ذلك الشيء الذي جعله يتحكم في مسار الحياة على الأرض منذ مئات الملايين من السنين.لكن إذا نظرنا إلى أسباب هذه الدموية و الحروب التي طبعت التاريخ القديم أو الحديث على حد السواء، نجد أن السبب ليس رغبة الإنسان المباشرة فيها، ولكنها تلك الرغبة القوية في السيطرة، كما أن التنافس على الموارد المحدودة يؤدي به إليها، لذا فالإنسان و على مر العصور و رغم تطور الفكر الإنساني بالطريقة التي جعلت العديد من الأشياء التي تصب في هذا الإتجاه غير مقبولة و مستنكرة، إلا أنه طور أيضا سبلا أخرى للجوء إليها عند الضرورة، هذا التطور أدى ، كيفما كان الحال، إلى تناقص نسبي لمثل هذه السلوكات.هذه النظرة المتفائلة يمكن الوصول إليها إذا تعمقنا قليلاً في أسباب ومحركات الحروب، فرغم أن السبب الرئيسي لها هو رغبة القلة القليلة المسيطرة في مزيد من التحكم في العالم وفي ثرواته، إلا اننا إذا تمعنا أكثر وحاولنا دراسة التاريخ البشري، و بالأخص الحديث منه، يتبين لنا أنه لا يمكن ربح أي حرب دون مباركة و موافقة الشعوب، أي أنه لا يمكن لأي حاكم أن يربح حرباً لا يوافق عليها المحكوم مهما كان النظام ديكتاتوريا. لهذا تجد أن أغلب قادة العالم باختلاف انتمائاتهم ومذاهبهم لا يخوضون حرباً قبل تعبئة الشارع، ودفعه للتحمس لها بشتى الوسائل الممكنة.سيطرة الشارع هذه تزداد يوماً بعد يوم، كما يزداد في المقابل، إقتناع اللوبيات المتحكمة بضرورة إقناع العامة بكل خطوة مهمة قبل الإقدام عليها، الشيء الذي يجعلنا قريبين أكثر من أي وقت مضى من العصر الذي يصبح فيه الشارع أو الضمير المجتمعي العام هو المتحكم في مصير الأمم و البشرية ككل.لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة، و بفرض أن ما سبق و أشرنا إليه صحيح، هو هل هذا فعلا يصب في مصلحة البشرية؟ بمعنى آخر، لو افترضنا أننا إستطعنا بلوغ مرحلة متقدمة من سلطة الجمهور، حيث أن الشعوب صارت تتحكم بنسبة كبيرة في مصائرها. هل سنشهد حينئذٍ جنوحا إلى السلم ونبذا للحروب و العنف أكثر من ا ......
#الإنسان
#دموي
#ومستقبل
#مجهول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682140
الحوار المتمدن
مصطفى العباسي - الإنسان بين ماض دموي ومستقبل مجهول