بشير الحامدي : في تونس انقلاب شق من منظومة الانتقال الديمقراطي أم تصحيح للمسار الثوري كما يتوهم بعض اليساريين
#الحوار_المتمدن
#بشير_الحامدي ـ 1 ـ سنة 1956 وحتى قبل ذلك بعقود كان الاستعمار حاسما في دعم الشق البورقيبي الحداثي وسلمه إدارة البلاد. في سبعينات القرن الماضي لما ظهرت بوادر الاستقلال عن هذا الشق بوهنها وضعفها وأخطائها دعم بورقيبة حركة الاتجاه الإسلامي وسهل لها الوجود والعمل لإضعاف هذا المشروع. وفي 2011 وبسقوط الديكتاتور بن علي خير شق من البرجوازية التونسية بتوافق مع القوى الاستعمارية المرتبط بها الانتقال الديمقراطي واسناد حركة النهضة حماية لمصالحه ومصالح المرتبطين به. وها هي الأوضاع بعد عشر سنوات تبين عجز حركة النهضة على أن تكون ممثل كل فئات البرجوازية التونسية التي لم تعد تتحمل تعدد مراكز النفوذ وتبحث عن صهر كل الوكلاء في مشروع واحد تدفع بقيس سعيد إلى الواجهة لتمرر عبره مشرعها السياسي الذي لم يعد أمامها من حلّ غيره. إنها نفس المواقف ونفس الارتباطات تتداول وتتكر على مدار قرن من الزمن وستتواصل في الفوق ما لم يتمكن التحت ـ الأغلبية ـ من التحرك على قاعدة مستقلة عن الشقين البرجوازيين والقوى المرتبطة بهما والصراع ضدهما وتغيير ساحة هذا الصراع وحملها إلى مربع الاقتصادي الاجتماعي. إنه وحده المنعطف الذي بمقدوره أن يطيح بكل ترتيبات الشقين "الشقيقان العدوان" ويوجه الصراع الوجهة التي ظلت منقلبا عليها على مدار قرن من الزمن وتتجدد في كل منعطف تاريخي حاسم.ـ 2 ـ الانقلاب على 17 ديسمبر مكن مجمعا سياسيا (إعلاميون ـ أحزاب ـ جمعيات ـ موظفون في الإدارة ـ جهاز البوليس ـ برلمانيون...) "جيلا أول" من كثير من الامتيازات ونصّبهم ناطقين باسمه وباسم ديمقراطيته. و25 جويلية بدوره سيمكن مجمعا سياسيا جديدا قديما ذاك الذي لم يحظ بامتيازات "الجيل الأول" وجزء من الجيل الأول الذي سيركب القطار الجديد من نفس الامتيازات باسم تصحيح المسار أو الثورة الثانية ولكن في الحقيقة لا شيء سيتغير على أرض الواقع فقط هوجة وغبار وهذيان ومحاولة بائسة لدفن 17 ديسمبر في موكب جنازة بائس. فالجماهير التي خرجت يوم 25 جويلية هي كتلة سعيد وكتلة من اللبراليين المتمسكين بالانتقال الديمقراطي وبديموقراطيته لكن دون هيمنة من قبل حزب النهضة. الجماهير التي بمستطاعها أن تغير هي التي تقع في مساحة أخرى لم نرها وقفزنا عنها وجرفنا الاصطفاف وراء وهم إسقاط النهضة من الحكم ... نعم قد تسقط النهضة من الحكم ولكن لن تزول لأنها صارت مكونا من مكونات السيستام لا تزول إلا بزواله. سعيد نفسه وتحت ضغط المانحين والأمريكان تحديدا سيكتفي بنهضة تقول نعم سيد الرئيس وواجبنا يدعونا لفضح كل ذلك ولكن ليس من داخل الهوجة بل باستقلال عنها. سعيد لم يلتجأ بشكل سافر للعسكر لأن النهضة خيرت المسايرة والحركة المستقلة غائبة وسنرى كيف سيواجه احتجاجات الناس عندما ينقشع الغبار ويرون أنهم ليسوا أفضل مما كانوا عليه.نحن لا ننصب أنفسنا فوق الصراع أو أننا نفهم أفضل من غيرنا ولكن ندعو للذي يجب القيام به ولما تحتاجه الحركة الاجتماعية اليوم: الاستقلالية التنظيمية والسياسية عن السيستام وقوى السيستام ومواصلة مقاومتها وليس دعم من يريد تغيير المنظومة من داخلها وبأجهزتها ولصالح شق منها ضد شق آخر.ـ 3 ـ الانقلابات لا تكون فقط على الأنظمة "الديمقراطية" بن علي قام بانقلاب والنظام الذي انقلب عليه لم يكن ديمقراطيا القذافي قام بانقلاب والنظام الذي انقلب عليه لم يكن ديمقراطيا عبد الناصر قام بانقلاب والنظام الذي انقلب عليه لم يكن ديمقراطيا الانقلاب لعبة حسم سياسي مع الخصوم السياسيين في الأنظمة لقلب موازين القوى في هرم السلطة لصالح شق من شقوق هذه الأنظمة.الانقلا ......
#تونس
#انقلاب
#منظومة
#الانتقال
#الديمقراطي
#تصحيح
#للمسار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727904
#الحوار_المتمدن
#بشير_الحامدي ـ 1 ـ سنة 1956 وحتى قبل ذلك بعقود كان الاستعمار حاسما في دعم الشق البورقيبي الحداثي وسلمه إدارة البلاد. في سبعينات القرن الماضي لما ظهرت بوادر الاستقلال عن هذا الشق بوهنها وضعفها وأخطائها دعم بورقيبة حركة الاتجاه الإسلامي وسهل لها الوجود والعمل لإضعاف هذا المشروع. وفي 2011 وبسقوط الديكتاتور بن علي خير شق من البرجوازية التونسية بتوافق مع القوى الاستعمارية المرتبط بها الانتقال الديمقراطي واسناد حركة النهضة حماية لمصالحه ومصالح المرتبطين به. وها هي الأوضاع بعد عشر سنوات تبين عجز حركة النهضة على أن تكون ممثل كل فئات البرجوازية التونسية التي لم تعد تتحمل تعدد مراكز النفوذ وتبحث عن صهر كل الوكلاء في مشروع واحد تدفع بقيس سعيد إلى الواجهة لتمرر عبره مشرعها السياسي الذي لم يعد أمامها من حلّ غيره. إنها نفس المواقف ونفس الارتباطات تتداول وتتكر على مدار قرن من الزمن وستتواصل في الفوق ما لم يتمكن التحت ـ الأغلبية ـ من التحرك على قاعدة مستقلة عن الشقين البرجوازيين والقوى المرتبطة بهما والصراع ضدهما وتغيير ساحة هذا الصراع وحملها إلى مربع الاقتصادي الاجتماعي. إنه وحده المنعطف الذي بمقدوره أن يطيح بكل ترتيبات الشقين "الشقيقان العدوان" ويوجه الصراع الوجهة التي ظلت منقلبا عليها على مدار قرن من الزمن وتتجدد في كل منعطف تاريخي حاسم.ـ 2 ـ الانقلاب على 17 ديسمبر مكن مجمعا سياسيا (إعلاميون ـ أحزاب ـ جمعيات ـ موظفون في الإدارة ـ جهاز البوليس ـ برلمانيون...) "جيلا أول" من كثير من الامتيازات ونصّبهم ناطقين باسمه وباسم ديمقراطيته. و25 جويلية بدوره سيمكن مجمعا سياسيا جديدا قديما ذاك الذي لم يحظ بامتيازات "الجيل الأول" وجزء من الجيل الأول الذي سيركب القطار الجديد من نفس الامتيازات باسم تصحيح المسار أو الثورة الثانية ولكن في الحقيقة لا شيء سيتغير على أرض الواقع فقط هوجة وغبار وهذيان ومحاولة بائسة لدفن 17 ديسمبر في موكب جنازة بائس. فالجماهير التي خرجت يوم 25 جويلية هي كتلة سعيد وكتلة من اللبراليين المتمسكين بالانتقال الديمقراطي وبديموقراطيته لكن دون هيمنة من قبل حزب النهضة. الجماهير التي بمستطاعها أن تغير هي التي تقع في مساحة أخرى لم نرها وقفزنا عنها وجرفنا الاصطفاف وراء وهم إسقاط النهضة من الحكم ... نعم قد تسقط النهضة من الحكم ولكن لن تزول لأنها صارت مكونا من مكونات السيستام لا تزول إلا بزواله. سعيد نفسه وتحت ضغط المانحين والأمريكان تحديدا سيكتفي بنهضة تقول نعم سيد الرئيس وواجبنا يدعونا لفضح كل ذلك ولكن ليس من داخل الهوجة بل باستقلال عنها. سعيد لم يلتجأ بشكل سافر للعسكر لأن النهضة خيرت المسايرة والحركة المستقلة غائبة وسنرى كيف سيواجه احتجاجات الناس عندما ينقشع الغبار ويرون أنهم ليسوا أفضل مما كانوا عليه.نحن لا ننصب أنفسنا فوق الصراع أو أننا نفهم أفضل من غيرنا ولكن ندعو للذي يجب القيام به ولما تحتاجه الحركة الاجتماعية اليوم: الاستقلالية التنظيمية والسياسية عن السيستام وقوى السيستام ومواصلة مقاومتها وليس دعم من يريد تغيير المنظومة من داخلها وبأجهزتها ولصالح شق منها ضد شق آخر.ـ 3 ـ الانقلابات لا تكون فقط على الأنظمة "الديمقراطية" بن علي قام بانقلاب والنظام الذي انقلب عليه لم يكن ديمقراطيا القذافي قام بانقلاب والنظام الذي انقلب عليه لم يكن ديمقراطيا عبد الناصر قام بانقلاب والنظام الذي انقلب عليه لم يكن ديمقراطيا الانقلاب لعبة حسم سياسي مع الخصوم السياسيين في الأنظمة لقلب موازين القوى في هرم السلطة لصالح شق من شقوق هذه الأنظمة.الانقلا ......
#تونس
#انقلاب
#منظومة
#الانتقال
#الديمقراطي
#تصحيح
#للمسار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727904
الحوار المتمدن
بشير الحامدي - في تونس انقلاب شق من منظومة الانتقال الديمقراطي أم تصحيح للمسار الثوري كما يتوهم بعض اليساريين