غوث زرقي : حوار بين ثيسبس ومارك راندولف
#الحوار_المتمدن
#غوث_زرقي -ثيسبس: أنا بستاني في هذا الركح، أنا من زرع في هذا المكان شخصيات هملت، فاوست، أوديب وهرقل، قضيت وقتا لبأس به وأنا أعتني بها بكياني ووجداني، أهديتها ذاكرتي، تجاربي وحواسي. أراها تنمو هنا في ذاتي، فأسقيها من مخيلتي ومن ثم أضيف لها أفكارا عضوية لتشتد ملامحها ، أهديتها أشعة المصابيح المعلقة في السقف التقني، أهديتها روحا من آهاتي المتتالية، ساعدتها في القضاء على الكليشيهات المتطفلة التي تنمو حولها. لقد كانت سعادتي جنونية عندما تمكنت من تقمصها في التمارين النهائية قبل العرض بأيام !لقد ظهرت الثمار حية: أصواتها، حركتها، نظاراتها، صمتها، ابتساماتها، حزنها، غبطتها ودموعها، لقد تجلت ناضجة قابلة للجني، تناديني لقطفها وتقديمها للمستهلك.تعال أيها المتفرج لتتذوق فاكهة مسرحية لذيذة وطازجةتعال أيها المستهلك، اقترب، إنها ثمار خيالية من مسرح عدن.هيا أيتها الفتاة وأنت أيها الفتى، اقترب أيها الكهل، تعالي يا سيدتي العزيزة.اقتربوا كلكم، إنها خيرات العالم، إنها هدايا الخيال، إنها ثمار الموسمهيا يا سيداتي وسادتي، هلموا كلكم إلى غذاء الروح، إنه يحتوي على مكونات غذائية سحرية: فيتامينات للعقل، ومعادن للوجدان وسكر للخيال..منتجاتنا لن تجدوها عند أولئك المتطفلين في أسواق البلاستيك والخردة ! جربوا هذه الفاكهة الصغيرة، إنها شخصية مركبة لعالم ألماني مولع بالمعرفةأو ربما هذه الفاكهة، إنها شخصية محارب مغربي غيور قتل عشيقته أو تلك.. أجل.. إنها شخصية أمير دانماركي ملعون من ذاته ومن الآخر ، أو هذه، أجل إنها شخصية ملك يوناني تزوج بوالدته فحلّت اللعنة على أجيال تنتمي إلى جيناته.اكتشفوا معنا أروقة العالم عبر فضاءات درامية متعددة، سافروا معنا إلى أزمنة التاريخ والمستقبل، تعرفوا معنا إلى صراعات متنوعة، داخلية كانت أو خارجية. هل من مجيب ؟ أين أنتم؟ أين ذهبتم؟ هل تستمعون لي؟ هل تشعرون بي؟كم أنا متعب يا مارك !لقد أرهقتني الحقول المسرحية، وأنا أتجول بينها باحثا عن البذور الأصلية في بستان تشيكوف، مزرعة برشت، أرض سوفوكل، ضيعة غوته ومقاطعة شكسبير.لقد أرهقني البحث يا صديقي عن تلك البذور، لقد أرهقني هذا العمل، ولكنني أشعر بلذة غريبة عندما أجدها وأزرعها وأسقيها وأسهر على نموها ومن ثم أجنيهاولكن لا يوجد الآن من يستهلكها، أين الجمهور؟أين ذهبوا؟ هل يستمعون لي؟ هل يشعرون بي؟إنني أشعر بالخوف !-مارك راندولف: شعور طبيعي..إن لم يكن بوسعك إخباري ممّ تخاف.. فربما بوسعك أن تخبرني، أين تخاف؟ ما المكان الذي يُشعرك بالخوف أكثر من سواه؟ما هو أسوأ مكان؟شقة؟شارع؟مخزن ؟حديقة؟الاستماع إلى شخص ما ربما ؟-ثيسبس: المسرح..-مارك راندولف : المسرح ؟ كم هذا مضحك !ما الذي يرعبك في المسرح؟ما الذي يخيفك هناك؟-ثيسبس: كلّ شيء..-مارك راندولف: أخبرني.. ما الذي تظنه يفترض أن يحدث في المسرح ؟هيا.. هل من مسرح محدد؟-ثيسبس: مسرح عدن..-مارك راندولف: مسرح عدن !-ثيسبس: أجل..-مارك راندولف: تريث، تنفس..الآن أغمض عينيك.هل تشعر بالمقعد الذي تجلس فيه؟هل تشعر أنك تغرق فيه؟ إنه يبتلعك ..شعور جميل..ما تشعر به الآن هو دفء مريح وثقيل..تنفسك عميق، إنني أنظر إليك كيف تغرق إلى الأسفل..تخيل أنك في مسرح عدن !تخيل أنك وصلت إلى قاعة المسرح عبر شوارع أنت الذي ترسمها..أخبرني ماذا تشاهد؟-ثيسبس: أنا في الكواليس، الوقت ليل..ما من أصوات حولي..الظلام هنا حالك، أنا أتو ......
#حوار
#ثيسبس
#ومارك
#راندولف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735236
#الحوار_المتمدن
#غوث_زرقي -ثيسبس: أنا بستاني في هذا الركح، أنا من زرع في هذا المكان شخصيات هملت، فاوست، أوديب وهرقل، قضيت وقتا لبأس به وأنا أعتني بها بكياني ووجداني، أهديتها ذاكرتي، تجاربي وحواسي. أراها تنمو هنا في ذاتي، فأسقيها من مخيلتي ومن ثم أضيف لها أفكارا عضوية لتشتد ملامحها ، أهديتها أشعة المصابيح المعلقة في السقف التقني، أهديتها روحا من آهاتي المتتالية، ساعدتها في القضاء على الكليشيهات المتطفلة التي تنمو حولها. لقد كانت سعادتي جنونية عندما تمكنت من تقمصها في التمارين النهائية قبل العرض بأيام !لقد ظهرت الثمار حية: أصواتها، حركتها، نظاراتها، صمتها، ابتساماتها، حزنها، غبطتها ودموعها، لقد تجلت ناضجة قابلة للجني، تناديني لقطفها وتقديمها للمستهلك.تعال أيها المتفرج لتتذوق فاكهة مسرحية لذيذة وطازجةتعال أيها المستهلك، اقترب، إنها ثمار خيالية من مسرح عدن.هيا أيتها الفتاة وأنت أيها الفتى، اقترب أيها الكهل، تعالي يا سيدتي العزيزة.اقتربوا كلكم، إنها خيرات العالم، إنها هدايا الخيال، إنها ثمار الموسمهيا يا سيداتي وسادتي، هلموا كلكم إلى غذاء الروح، إنه يحتوي على مكونات غذائية سحرية: فيتامينات للعقل، ومعادن للوجدان وسكر للخيال..منتجاتنا لن تجدوها عند أولئك المتطفلين في أسواق البلاستيك والخردة ! جربوا هذه الفاكهة الصغيرة، إنها شخصية مركبة لعالم ألماني مولع بالمعرفةأو ربما هذه الفاكهة، إنها شخصية محارب مغربي غيور قتل عشيقته أو تلك.. أجل.. إنها شخصية أمير دانماركي ملعون من ذاته ومن الآخر ، أو هذه، أجل إنها شخصية ملك يوناني تزوج بوالدته فحلّت اللعنة على أجيال تنتمي إلى جيناته.اكتشفوا معنا أروقة العالم عبر فضاءات درامية متعددة، سافروا معنا إلى أزمنة التاريخ والمستقبل، تعرفوا معنا إلى صراعات متنوعة، داخلية كانت أو خارجية. هل من مجيب ؟ أين أنتم؟ أين ذهبتم؟ هل تستمعون لي؟ هل تشعرون بي؟كم أنا متعب يا مارك !لقد أرهقتني الحقول المسرحية، وأنا أتجول بينها باحثا عن البذور الأصلية في بستان تشيكوف، مزرعة برشت، أرض سوفوكل، ضيعة غوته ومقاطعة شكسبير.لقد أرهقني البحث يا صديقي عن تلك البذور، لقد أرهقني هذا العمل، ولكنني أشعر بلذة غريبة عندما أجدها وأزرعها وأسقيها وأسهر على نموها ومن ثم أجنيهاولكن لا يوجد الآن من يستهلكها، أين الجمهور؟أين ذهبوا؟ هل يستمعون لي؟ هل يشعرون بي؟إنني أشعر بالخوف !-مارك راندولف: شعور طبيعي..إن لم يكن بوسعك إخباري ممّ تخاف.. فربما بوسعك أن تخبرني، أين تخاف؟ ما المكان الذي يُشعرك بالخوف أكثر من سواه؟ما هو أسوأ مكان؟شقة؟شارع؟مخزن ؟حديقة؟الاستماع إلى شخص ما ربما ؟-ثيسبس: المسرح..-مارك راندولف : المسرح ؟ كم هذا مضحك !ما الذي يرعبك في المسرح؟ما الذي يخيفك هناك؟-ثيسبس: كلّ شيء..-مارك راندولف: أخبرني.. ما الذي تظنه يفترض أن يحدث في المسرح ؟هيا.. هل من مسرح محدد؟-ثيسبس: مسرح عدن..-مارك راندولف: مسرح عدن !-ثيسبس: أجل..-مارك راندولف: تريث، تنفس..الآن أغمض عينيك.هل تشعر بالمقعد الذي تجلس فيه؟هل تشعر أنك تغرق فيه؟ إنه يبتلعك ..شعور جميل..ما تشعر به الآن هو دفء مريح وثقيل..تنفسك عميق، إنني أنظر إليك كيف تغرق إلى الأسفل..تخيل أنك في مسرح عدن !تخيل أنك وصلت إلى قاعة المسرح عبر شوارع أنت الذي ترسمها..أخبرني ماذا تشاهد؟-ثيسبس: أنا في الكواليس، الوقت ليل..ما من أصوات حولي..الظلام هنا حالك، أنا أتو ......
#حوار
#ثيسبس
#ومارك
#راندولف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735236
الحوار المتمدن
غوث زرقي - حوار بين ثيسبس ومارك راندولف