الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعاد درير : عصافير المشاعر تُشَيِّع جنازة القلب المقتول رَكْضا ولهاثا
#الحوار_المتمدن
#سعاد_درير دالية الفقر موحشة، وعناقيدها مُرٌّ عِنَبُها، لكنك أحيانا سَتَجِدُ يا صديقي مَن يُسْكِرُهُ العنب المرّ سُكْراً يبعث فيه النشوة الفنية حدّ أن تتفجر خلاياه بِعَرَق طيب تنبع منه العبقرية..فما بالك يا صديقي حين يَتَّحِدُ الفقر مع المرض لِيُدَمِّرَا هيكل إنسان كان، ومتى؟! بعد أن يؤهلاه لبِناء صَرح المجد الفني ذاك الذي لا يَبْلَى ولا يَموت، بل أكثر من ذلكَ فإن الزمن يصيِّرُه القُوت، إنه قوت من يملك أذنا فنية تُجيد الإصغاء بلذة من يتراقص ثمالة من كثرة التماهي مع النص السمعي..بين مَن كانت تضطره مطرقة واقع الفقر إلى أن يعزف على آلة الكمان في الشوارع طلبا لشيء من المال مِن فرط الحاجة والإهمال، ومَن كان يَفرض عليه خنجر البؤس أن يَنْدَسَّ تحت الفراش عاريا لتُجَرِّبَ زوجته المتعثرة في نُشارة قِلَّةِ حيلتها أن تَغسل القميص الوحيد الذي يملكه (وتَغسل بالْمِثل حُزنها القديم الذي لا تَطويه الأيام المقفِرة)، كان هناك صوت لا ينأى عن حقيقة النَّعيق..لِنَقُلْ إنه نَعيق غُراب الفقر ذاك الذي كان يُشكل القاسم المشترَك بين عدد من الفنانين الموسيقيين، ومَن هُم سِوى أولئك الذين عاشوا حياة موبوءة بطاعون الفقر الذي عرَّى آدميتهم وقَلَّصَ مسافةَ أقدامهم إلى مُدُن الحظ..لكن أمَا عَلِمُوا هُم أن الصدفة كانت تخبئ لهم وعدا مع الاعتراف؟!أما عَلِمُوا هُم أن القَدَرَ كان يُرَتِّبُ لهم نجاحا مدويا تحت الشمس؟!وأين كان هذا وذاك وذلك ليَتِمّ؟! لِنَقُلْ خلف قضبان الحياة..فولفغانغ أمادوز موزار Wolfgang Amadeus Mozart لم يكن غير واحد من هؤلاء الذين انْتَشَلَهُم منقارُ الفقر بعيدا عن حرير رَغَد الحياة التي كان يَحلم بها هؤلاء الذين يزرعون الإحساس في قلوب الناس، وكيف؟! بفضل ما يَبثونهم من عذب ألحانهم الشجية وموسيقاهم السخية تلك التي لا يخطئها الذوق..35 قطعة حطب باردة هي كل رصيد الموسيقي النمساوي الموهوب فولفغانغ أمادوز موزارت من كيس عمر ما كان ليُشجعه على التقدم إلى الأمام بعد أن استخسرته فيه الأيام..35 جمرة ما كانت إلا لتَجود على الملحِّن الطروب فولفغانغ أمادوز موزار بالكثير من الحصاد الفني الذي وعدت به أراضيه القاحلة، ومَن كان ليُصدق أن الموهبة الخلاقة ستخرج إلى النور لتعرف الحياة وعمر الفنان لم يتجاوز بعدُ ستّ سنوات؟!بين فولفغانغ أمادوز موزار ووالده المرهف الإحساس بالموسيقى قصةُ حُبّ قَلَّ نظيره، حُبّ كان يَعد بالكثير من أمطار الخير التي ستَعم الصغير موزار، يكفي أن هذا الأب قد غرس في ابنه بذور العطاء الفني في ريعان طفولته، وهو ما جعل موزار يتعلق بالموسيقى، وبالقَدْر نفسه كان يزداد تعلقه بوالده الذي مثَّلَ له الأب الروحي الذي تَبَنَّى موهبته المشتعلة..غير أن هذا التعلق الجامح كانت له آثار مؤلمة ومفجعة على موزار بعد أن توفي والده، ولا غرابة أن خسارة الأب خسارة كبرى قد تُرْبِك ترتيبَ كل الأوراق، بيد أنها من جانب آخر قد فَجَّرَتْ عالَم موزار الوجداني لينجح في تأليف أوبرا حزينة المعاني كان عنوانها «دون جيوفاني»..من المؤكد أن فولفغانغ أمادوز موزار لا يختلف اثنان في أنه كان بارعا في تأليف النصوص والمقطوعات الموسيقية، وأكثر من هذا فإنه كان سيِّدَ أجواء الحفلات، ناهيك عن أنه كان سَبَّاقاً إلى فرض وجوده على المستوى الأوبيرالي الناجح بامتياز..إبهار تجاوزَ الحدود عرفته موسيقى فولفغانغ أمادوز موزار، وهذا راجع بالدرجة الأولى إلى انتمائه إلى عائلة موسيقية، هي عائلة جعلته يرضع حليب الموسيقى ويصقل ذائقته الفنية منذ نعومة أظافره..لكن مَن يصدق أن المسكين ......
#عصافير
#المشاعر
ُشَيِّع
#جنازة
#القلب
#المقتول
َكْضا
#ولهاثا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682687