الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عباس منعثر : مونودراما.. حديقة اوفيليا.. عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر (اوفيليا جالسة تحت شجرة صفصاف، تقع على حافة نهر. بيدها باقة ورد ملونة. يبدو عليها أحياناً منتهى العقل وأحياناً أقصى الجنون) اوفيليا: يا وردةَ التفريط! في الحياة، أقسى ما لا يُحتمل أن يتحوّلَ المرءُ إلى شيء، شيءٍ قريبٍ إلى اليد، تستعملُهُ وتُسلّمُهُ إلى أنيابِ النسيان. ثُمَّ لا يعودُ يطرقُ اهتمامَكَ أبداً مثلَ دُميةٍ وطفل. هكذا كنتُ أنا: ابنة فلان، حبيبة فلان، وأخت فلان. لم أوجدْ إلا بالإضافة: مرّةً، حبيبة كي تذهبَ إلى الدّير، ومرّةً، إبنة كي تصبحَ مصيدة، ومرّةً، أُخت كي تنالَ نبالةُ أخيها المديح! لم أكنْ لذاتي ولا من أجلِ ذاتي، بل إكمالٌ للحبكة، وما كلماتي إلا ألفاظٌ لا تعبّرُ عنّي. قضَيّتُ سنواتٍ لا أقول سوى: نعم سيدي، حاضر مولاي، صحيح سيدتي. خضوعٌ يليهِ خضوعٌ متبوعٌ بخضوع! وحانَ زمنُ الكلام. سينطقُ فمي بالأغاني أو بالنّوح أو بالصّراخ. عُذري أنني مجنونة! هذهِ الحنجرةُ التي قُيدتْ بالأخلاقِ والحياءِ والاستكانةِ لن يُسكِتَها أحد: لا خالقٌ غائب، لا صانعٌ مغفّل، ولا أندادٌ أنانيون!(تلقي بالورود في النّهر)العادةُ تصبّ المرءَ في قوالب. صاحبُ المنصبِ الرّفيعِ عبدٌ لمنصبِه. كلّما خلا من المسئوليةِ؛ نبتتْ لهُ أجنحة. وما أنْ ترتفعَ المكانةُ حتى يهبطَ الاختيار. فالشّبكةُ تتفرعُ وتزدادُ تشعباً والحشرةُ الصغيرةُ عالقةٌ في بيتِ عنكبوت. (ترمي وردة في النّهر)بائعُ كلام! إذا كانت أقوالُهُ أطفالاً لا يُبالونَ بالنتائج؛ فمن يُحاكم الوعدَ إذا نكثَ! كيفَ نحرجُ الكلامَ بالاختبار قبلَ أن يذوبَ في الهواء ويختفي؟! النّاسُ يُنجبونَ الكلماتِ؛ ولا يكلّفونَ أنفسَهم عناءَ تربيتِها. بدافعِ مطاردةِ الإعجاب، إعجابِ الآخرين، أو دحضاً لأفكارِهم، أو دفعاً للإحراج، أو من بابِ المجاملة، يُلقي النّاسُ بأطنانٍ من الوعود، إرضاءً لنزوةٍ عابرة.. ذلكَ ما فَعَلْتَهُ أنتَ ثمّ تنصلّتَ وضميرُكَ نائم. (ترمي بباقة من الورد في النّهر)قالوا: الشّرفُ رهينٌ بالمرأة؛ فصارَ الرّجلُ يقترفُ ولا يعترف، وصارتِ الضحيةُ مشكوكاً فيها قبلَ أنْ تفعل. (تجمعُ وروداً مختلفة الألوان)تلكَ الوردةُ صادقة؛ وفي صدقِها تُخادعُ نفسَها مرّتين: مرّةً حينَ تُصدّقُ أنّها تُصدّق، ومرّةً حينَ توهمُ نفسَها أنّ الآخرَ صادقٌ فتصدّقُه. (تلقي وردة في النهر)هذهِ الوردةُ مسكينة. تتحكمُ فيها عواطفُها فتُصبحُ سهلةَ الانقياد، سهلةَ الإنخداع، سهلةً في إعطاءِ الرّحيق. النحلُ قراد. (تدوس وردة بقدميها)هذهِ الوردةُ لا تفهمُ نفسَها. ما معنى أن يفهمَ الإنسانُ نفسَهُ؟ كيف؟ هل عرفتُ هدفي، هل كانَ لي هدف، هل سعيتُ إليه؟ (تلقي وردة في النهر)مثلما قال حبيبي ذاتَ لقاء: النّساء تجعلُ من الرّجالِ بهائم مخدوعة. أتُرانا فعلاً نتزوجُ كي نمارسَ البغاءَ تحت غطاءِ الزّوجية؟ أليسَ حبيبي أحمق غبياً متعالماً؟! على نظرةٍ ضيقةٍ يُغلِقُ رموشَه! ألا تتزوج المرأةُ هرباً من جحيمِ الأبِ وأعباءِ العائلة؟ ألا تسعى إلى تغيير هواءِ المنزلِ الخانق؟ ألا تحلمُ بعضُ النّساء ببيتٍ أكثرَ دفئاً، حيثُ الأمومةُ تنتظرُ على الباب؟ ألا تتزوجُ لأنها أنثى؟ أنثى تحنّ إلى ذَكَر؟ ألا تغالبُها الشهوةُ، ويناديها الفراش؟ ألا تتزوجُ المرأةُ تغطيةً لغشاءِ البكارةِ حينما يزول، بالخطأ أو بالرغبة؟ ألا تتزوجُ النّساء لكلّ هذهِ الأسبابِ مجتمعةً أو متفرّقة؟ كم أنتَ غبيّ يا هملت! (تمسك وردة أخرى وترميها في النّهر)تبدينَ أيتها الوردةُ الذّابلةُ عمياءَ عن التّمييز، لذلك أنتِ نحلةٌ تتعثرُ بالعسل. المُفلسُ من المكرِ؛ ليس أذكى ......
#مونودراما..
#حديقة
#اوفيليا..
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732346