الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ساطع هاشم : الاختيار والاضطرار
#الحوار_المتمدن
#ساطع_هاشم يروى ان جوليان ابن اخت قسطنطين الامبراطور الروماني، كان قد تمرد على المسيحية التي جاء بها خاله، وحاول استرجاع الديانات اليونانية القديمة في أثينا التي رحل اليها لهذا الغرض، لكنه حورب هناك من قبل المؤمنين وقتل بعد سنتين على حكمه عندما أصيب بسهم في صدره، وقبل موته قال كلمته التي غالباً ما يستشهد بها الكتاب: لقد انتصرت أيها الجليلي - والمقصود هو المسيح.وبعد مقتله انتهت اخر الثورات ضد الديانة المسيحية وانتهت عمليا الوثنية في اوربا ودمرت اثارهم ومعابدهم وفنونهم، والغيت جامعات ومدارس الحكمة في الاسكندرية والغيت ودمرت أثينا وانتهت مهرجاناتهم والتي اشهرها الألعاب الأولمبية، وفر حكمائها وعقلائها الى كسرى بالعراق، ومنحهم اللجوء وقضى قسم منهم بقية حياته في تطوير لعبة الشطرنج، وعمت السفالات والتعصب وبدأت العصور الاوربية المظلمة.وهذا ما يحدث لنا الان بالضبط في الشرق الأوسط، من تهديد وجودي على يد الديانات الخمينية والوهابية وشعوذات الاخوان الشياطين بالعالم، وعموم الإسلاميين وقتلتهم وميليشياتهم، وذلك بتدمير كل ما بنته الأجيال الحديثة في تأسيس وبناء الدولة المدنية بالمئة سنة الأخيرة في زماننا هذا تداخلت الأفكار والعقائد والايديوجيات وصارت الأفكار الخاصة بهذا المبدأ اوذاك تدخل الى الأخرى بدون رقيب مع وجود هذا الكم الهائل من وسائل الاتصال والتأثير، والكتب العلمية والسياسية والاجتماعية والمقدسة والمئات من الأنواع الأخرى، التي تعج بها صفحات الانترنيت والمكتبات والشوارع والساحات في كل مكان، وهذا عكس ما جرى بالعالم في الفترة بين الحربين، عندما كان الاصطفاف الطبقي والأيديولوجي واضحاً بين الأنظمة السياسية والفكرية الأساسية الثلاثة النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالي الليبرالي والنظام النازي والفاشي، وقد فرض هذا التقسيم على الفرد او الجماعات بالعالم الاختيار القسري او الطوعي للانتماء الى واحدة من هذه الأنظمة، وكان من الصعب إن لم يكن من المستحيل عدم الاختيار او عدم الانتماء لاحداها، وكان هذا اصعب امتحان عرفته البشرية حتى ذلك الوقت، بمعنى العيش بين الاختيار والاضطرار.والغريب اننا نشهد في عالم اليوم الكثير من هذه الأفكار والعقائد المتداخلة التي لانستطيع وضعها في خانة او تقسيم مثل الماضي، لان الكثير منها تتودد للفقير وتدعو لنصرته وتجعل من الفقراء اخوة سيجتمع بني البشر ذات يوم حولهم، لانهم يشكلون ثمانية اعشار سكان العالم الان، وهذا التداخل ينعكس سياسياً وفكرياً بقبول معظم الأنظمة والايدلوجيات المختلفة المنتشرة بالعالم، بفكرة حقوق الانسان والديمقراطية والمساواة او ما تسمى بافكار عصر التنوير الأوربي للقرن الثامن عشر او الليبرالية السياسية على الأقل نظرياً، لان خطة القمع والاضطهاد التي مارستها السلطات بالعالم لم تجدي نفعاً، حيث الاستشهاد هو اخصب ارض لمضاعفة الحصاد واسرعها للمضطَهدين الضعفاء، وأولئك العازمين على انتزاع حقوقهم والتزامهم الفكري، فمقابل كل شهيد يتقدم عشرة لملأ فراغه، وهذه ظاهرة عالمية ولا تختص بدولة واحدة. اما الكتل الكونكريتية للفكر الماضوي ومسرحها الدموي الدرامي في الشرق، الخالي من الروح، فهي مثل مجموعة من الصخور على ساحل بحر متلاطم الأمواج، مخلوق مشوه عرفناه منذ ان فتحوا علينا نيران أسلحة التخلف والخرافات والخوارق والمعجزات الدينية المبتذلة، واستعملوا جمهور الغوغاء الهائج ناقص التربية كسلاح ضد الإنسان.نرفع غطاء هذا الفكر الهدام اليوم ولا نجد له وجهاً او محيا، ونحن نحاول الحياة والمقاومة مع هذا الارتداد الفكري الرجعي الشامل ......
#الاختيار
#والاضطرار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697233