حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 6
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني أجرى الأبيض مكالمة هاتفية ثانية مع رجاء، ليلة العيد، وبعد وقت قصير من بدئها، انقطعت أربعين دقيقة، بطلب منها، لم تحدد سببه، ولم يسألها عنه. وحين استأنفاها، ابتدأها بالحديث عن الزيارة المفاجئة التي قامت بها "الحبيبة" إليه، والتي انتهت قبل عودة المحادثة بينهما، بلحظات قليلة..كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساء، كان قد أتم عشاءه الخفيف سريعا؛ دقَّ جرس الباب. سأل نفسه بوجل: "أزائر في هذا الوقت؟!"؛ في ليل الشتاء هنا، التاسعة وقت متأخر جدا، وفي شارع منزله، تخمد الحركة بعد أن يسدل الليل عباءته الثقيلة. الناس هنا يسكنها الخوف في ظلام الليل، ففيه، وبقسوة وعدوانية فظيعة بشعة، تدوس دبابات واجتياحات جيش الاحتلال الإسرائيلي على أمن الأطفال والنساء والصغار والكبار والمرضى والأصحاء. على مهل وحذر، توجه إلى بابه الخارجي، نظر من فتحة في الباب، فلم يرَ أحدا. تراجع إلى الداخل، ثم عاد للباب وسأل: "مَن؟!".. شق صوت أنثوي الظلام: "أنا..".. فتح بابه ودون أن يعرف من خلفه، كانت على وشك أن تنصرف، اندفعت بسرعة حذرة ومرتجفة، إلى الممر الفاصل بين بابه الخارجي وبابه الداخلي، مدّت يدها، صافحها مذهولا من صدمة مفاجأة كان يتمناها ولم يكن يتوقع حصولها: "لا أصدق أنك أنتِ هي التي تقف أمامي الآن!".. دعاها للدخول.. جلسا على كرسيين متقابلين في الصالة الواسعة شبه العارية من الأثاث.. نظر إليها بعينين كانتا تشتهيان رؤيتها بعنف طفل يضطهده شبق نفسي للارتماء على صدر أمّ فقدها منذ دهور.. "هذا ليس وقت تسبيل العيون.. ما الذي جاء بك لتسكن في بيتنا؟!" سألت بلهجة داعبها الامتلاء بشعور سارّ عبَّرت عنه ابتسامة برقت في عينيها قبل أن ينهمر منها دموع من قلب يحترق لفراق طفلها الوحيد "شهاب لم يزل في أشد الحاجة لي"؛ قالت. قال في سريرته: "أنا مثل شهاب أو أشد حاجة منه إلى ثديي مكتنز بالحب والحنان والحليب والحياة والحرية!"..- "ألم أقل لك يا حبيبتي في المكالمة الأخيرة أنني سأرحل من الشقة التي كنت أسكنها حين تلقيت مكالمتك الهاتفية؟".- "قلتَ ذلك.. ولكن؛ أن ترحل إلي بيتنا؟!".- "هل تشكين في حبي لك؟!"... صمتتْ!- "أنا في طريقي للارتباط"...انفرجت أساريرها:- "مع مَنْ؟ هل أعرفها؟".- "اسمها رجاء..".- "ممتاز.. ممتاز!! كيف تجد الحياة هنا؟".- "غربة مرّة! كيف حالكِ؟ أين طفلك؟ وما الذي جاء بك ليلة العيد، وفي هذا الوقت المتأخر؟!".- "أنا أعيش في همّ وغمّ أسودين وفي نكد شديد ومتواصل! ضربني وشتمني قبل مجيئي إلى هنا، وطردني من البيت ومنعني من اصطحاب طفلي معي.. أنا تعيسة جدا في حياتي! زوجي ثور وحشي ويعاملني كأني بقرة!".- "ماذا جرى بينكما؟ هيأتك وطلّتك ليستا تلك التي عرفتها من قبل؛ كدت أن لا أعرفك! ماذا أصابك؟!".- "حياتي بؤس من تحته بؤس.. كنت أجلس إلى جواره، وأنا متزينة كما ينبغي أن تفعل الزوجات في ليلة العيد، أقلّب محطات التلفاز، أبحث عما يمنحنا شيئا من الفرح، وقفت عند أغنية يشدو بها مطرب يعجب البنات أداءه، فثار مثل ثور أهوج، ضربني وعضني وشد شعري وسبني ومزق ملابسي وطردني، ونزع طفلي من بين ذراعيّ ودفعني خارج باب بيتي شبه عارية، لم يرقَ لبكاء طفلي ورعبه ولا لعويلي ولا لبكاء أمه وشقيقاته ولا لتوسلات من اجتمعن من نساء الحي وبعض من حضر من رجاله! همجي وثور وابن ثور، ديب زوجي ثور متوحش ومجنون، من سلالة ثيران متوحشة ومجنونة!!".. قدمت لها امرأة ممن شهدن الطرد القبيح البغيض، ثوبا سترها، ومنحتها أخرى، نقودا تكفيها لدفع أجرة سيارة تنقلها إلى بيت أهلها.انحنى ظهرها وصمتت وطأطأت ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728116
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني أجرى الأبيض مكالمة هاتفية ثانية مع رجاء، ليلة العيد، وبعد وقت قصير من بدئها، انقطعت أربعين دقيقة، بطلب منها، لم تحدد سببه، ولم يسألها عنه. وحين استأنفاها، ابتدأها بالحديث عن الزيارة المفاجئة التي قامت بها "الحبيبة" إليه، والتي انتهت قبل عودة المحادثة بينهما، بلحظات قليلة..كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساء، كان قد أتم عشاءه الخفيف سريعا؛ دقَّ جرس الباب. سأل نفسه بوجل: "أزائر في هذا الوقت؟!"؛ في ليل الشتاء هنا، التاسعة وقت متأخر جدا، وفي شارع منزله، تخمد الحركة بعد أن يسدل الليل عباءته الثقيلة. الناس هنا يسكنها الخوف في ظلام الليل، ففيه، وبقسوة وعدوانية فظيعة بشعة، تدوس دبابات واجتياحات جيش الاحتلال الإسرائيلي على أمن الأطفال والنساء والصغار والكبار والمرضى والأصحاء. على مهل وحذر، توجه إلى بابه الخارجي، نظر من فتحة في الباب، فلم يرَ أحدا. تراجع إلى الداخل، ثم عاد للباب وسأل: "مَن؟!".. شق صوت أنثوي الظلام: "أنا..".. فتح بابه ودون أن يعرف من خلفه، كانت على وشك أن تنصرف، اندفعت بسرعة حذرة ومرتجفة، إلى الممر الفاصل بين بابه الخارجي وبابه الداخلي، مدّت يدها، صافحها مذهولا من صدمة مفاجأة كان يتمناها ولم يكن يتوقع حصولها: "لا أصدق أنك أنتِ هي التي تقف أمامي الآن!".. دعاها للدخول.. جلسا على كرسيين متقابلين في الصالة الواسعة شبه العارية من الأثاث.. نظر إليها بعينين كانتا تشتهيان رؤيتها بعنف طفل يضطهده شبق نفسي للارتماء على صدر أمّ فقدها منذ دهور.. "هذا ليس وقت تسبيل العيون.. ما الذي جاء بك لتسكن في بيتنا؟!" سألت بلهجة داعبها الامتلاء بشعور سارّ عبَّرت عنه ابتسامة برقت في عينيها قبل أن ينهمر منها دموع من قلب يحترق لفراق طفلها الوحيد "شهاب لم يزل في أشد الحاجة لي"؛ قالت. قال في سريرته: "أنا مثل شهاب أو أشد حاجة منه إلى ثديي مكتنز بالحب والحنان والحليب والحياة والحرية!"..- "ألم أقل لك يا حبيبتي في المكالمة الأخيرة أنني سأرحل من الشقة التي كنت أسكنها حين تلقيت مكالمتك الهاتفية؟".- "قلتَ ذلك.. ولكن؛ أن ترحل إلي بيتنا؟!".- "هل تشكين في حبي لك؟!"... صمتتْ!- "أنا في طريقي للارتباط"...انفرجت أساريرها:- "مع مَنْ؟ هل أعرفها؟".- "اسمها رجاء..".- "ممتاز.. ممتاز!! كيف تجد الحياة هنا؟".- "غربة مرّة! كيف حالكِ؟ أين طفلك؟ وما الذي جاء بك ليلة العيد، وفي هذا الوقت المتأخر؟!".- "أنا أعيش في همّ وغمّ أسودين وفي نكد شديد ومتواصل! ضربني وشتمني قبل مجيئي إلى هنا، وطردني من البيت ومنعني من اصطحاب طفلي معي.. أنا تعيسة جدا في حياتي! زوجي ثور وحشي ويعاملني كأني بقرة!".- "ماذا جرى بينكما؟ هيأتك وطلّتك ليستا تلك التي عرفتها من قبل؛ كدت أن لا أعرفك! ماذا أصابك؟!".- "حياتي بؤس من تحته بؤس.. كنت أجلس إلى جواره، وأنا متزينة كما ينبغي أن تفعل الزوجات في ليلة العيد، أقلّب محطات التلفاز، أبحث عما يمنحنا شيئا من الفرح، وقفت عند أغنية يشدو بها مطرب يعجب البنات أداءه، فثار مثل ثور أهوج، ضربني وعضني وشد شعري وسبني ومزق ملابسي وطردني، ونزع طفلي من بين ذراعيّ ودفعني خارج باب بيتي شبه عارية، لم يرقَ لبكاء طفلي ورعبه ولا لعويلي ولا لبكاء أمه وشقيقاته ولا لتوسلات من اجتمعن من نساء الحي وبعض من حضر من رجاله! همجي وثور وابن ثور، ديب زوجي ثور متوحش ومجنون، من سلالة ثيران متوحشة ومجنونة!!".. قدمت لها امرأة ممن شهدن الطرد القبيح البغيض، ثوبا سترها، ومنحتها أخرى، نقودا تكفيها لدفع أجرة سيارة تنقلها إلى بيت أهلها.انحنى ظهرها وصمتت وطأطأت ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728116
الحوار المتمدن
حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (6)
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 7
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني طلب من "الحبيبة" وهو يودعها أن تتصل به لطمأنته ولإخباره بما تؤول إليه مشكلتها الأسرية التي أجبرتها على ترك ابنها في بيت زوجها. سألته عن رقم هاتفه. أجاب: "مسجل على اللوحة" التي تحمل اسمه والمعلقة على بابه الخارجي بطريقة تسمح برؤيتها من الشرفة الملحقة بالغرفة التي كانت تشغلها قبل انتقالها إلى بيت الزوجية: "هل تعتقدين أن هناك هدفا من تعليق اللوحة سوى أنني أردت أن تعرفي منها وجودي هنا ورقم هاتفي؟! جئت إلى هذه البلدة لأنتظر زيارتك أو اتصالك بي من جديد"."لماذا كانت عاطفتي هادئة خلال اللقاء الذي انتظرته طويلا وبلهفة رعناء؟!" سأل نفسه بعد خروجها: "هل بدأت "الحبيبة" ترتسم في صورة امرأة أخرى؟!".. ألحَّت عليه الرغبة في معاودة الاتصال برجاء.. أوراق التينة جفَّت.. وتتساقط أمام عينيه!! وإذا فقد رجاء؛ فسيفقد امرأة لن يجدها مرة أخرى.. هكذا يتصور؛ وكل الذين تحدث معهم بشأن رغبته في الارتباط بها، شجعوه: "لكن؛ لماذا تبدو وكأنها لا تفسح للعاطفة مساحة في نفسها؟!" أكد ذلك له الرجل الذي عرفها عن طريقه: "هل يعود هذا الغياب للعاطفة من قلبها إلى زواجات فاشلة, كان قد سبقها، حب لم يتكلل بالزواج؟!"؛ سأل نفسه..ولم يبرحه السؤال عن أسباب برود لقائه بـ"الحبيبة"؟! هل كان مجرد اللقاء بها هو المطلوب لنفسه ولا أمل بعد ذلك يرتجى؟! هل ذهبت "الحبيبة" مع غيابها الذي طال؟! أم هل القنوط يقتل حرارة الشوق الذي ما بارحه لا قبل اللقاء ولا بعده؟! هل البرود طبيعته؟! استعاد لحظة دخولها الأول عليه: "هذه المرأة هي التي أتمناها"؛ قال لنفسه حينها.. تُرى؛ هل ما زالت هي التي يتمناها؟! "أنا لست تلك التي كنت تعرفها"؛ قالت له في اللقاء الذي انتظره طويلا.. "أنا هبطتُ إلى أسفل السافلين؛ هل تذكر ما كنت قد قلته لك: إما أن أصعد إلى فوق فوق؛ أو أهبط إلى تحت تحت!" أنا نزلت إلى تحت التحت!!".. يتقطع قلبه بعذابها على فراق طفلها.. "أتمنى أن أراه!!"؛ ولم يجاهر بما قاله في صدره: "شوقي لرؤيته يفوق شوقي لرؤيتك!! إنه طفلي؛ هو ابن "حبيبتي"؛ هل الأبوة أبوة الجينات؛ كلا!! نحن آباء للذين نودّ أن نكون لهم آباءا.. أود أن أكون أبا لأبنائي من "حبيبتي".. هذا هو الحب.. روح تتجسد في كائن من كيان الحب!!".. صباح يوم العيد، اتصل برجاء؛ قدم لها التهنئة.. تشي نبرتها بحزن يلون نفسها ويتّشح به ما حولها. ."هذا أول عيد يمر عليَّ بعد وفاة والديّ.. أشعر أن فقدانهما ترك شرخا عميقا في نفسي، لم ينمح، وأحسب أنه لن ينمحي فيما سيأتي من الزمن.. وفاة أبي، يتمتني نصف يتم؛ وفاة أمي أكملت يتمي!!". فقدت رجاء أمها وأبيها، بين العيدين؛ تُوفي أبوها بعد عيد الفطر بعشرين يوما، وقبل أن تنتهي مراسم العزاء، لحقت به أمها!- "التيتم من الأم هو التيتم التام.. قلبي معك.. أنا أُمك!!".- "بل أنتَ أبي!!".- "أمك وأبيك معا.. قبل سنوات زارتني امرأة لاستشارتي حول معاناة نفسية تعانيها، وفي آخر الجلسة سألتها: هل لك شقيقة؟ قالت: كان لي شقيقة واحدة؛ والآن لي شقيقتان؟ قلت: أرجوك توضيح ما تعنيه؟! قالت: أنتَ غدوت منذ الآن شقيقتي الأخرى.. أنت شقيقتي الكبرى!!.. أسعدني هذا الشعور جدا"؛ تساءل في نفسه: "هل أسعد رجاء أيضا ذكري لهذه الواقعة ؟ أم أستثرت غيرة النساء في صدرها؟! حماقة جديدة هذه مني قد تكون؟!!"..في بحر المهاتفة قالت رجاء: "منذ طلاقي، آسفة، منذ ترملي من زوجي الأخير، تقدم لخطبتي عشرات الرجال.. شعرت بتفوقي عليهم جميعا.. لكنني الآن أجد أنني مقابل رجل مختلف!!".."مختلف؟! هذا سرُّ شقائي!!" قال في صدر تخنقه قصة فشل مديد عاناها ولم يزل في حياته المتبعثرة ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728153
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني طلب من "الحبيبة" وهو يودعها أن تتصل به لطمأنته ولإخباره بما تؤول إليه مشكلتها الأسرية التي أجبرتها على ترك ابنها في بيت زوجها. سألته عن رقم هاتفه. أجاب: "مسجل على اللوحة" التي تحمل اسمه والمعلقة على بابه الخارجي بطريقة تسمح برؤيتها من الشرفة الملحقة بالغرفة التي كانت تشغلها قبل انتقالها إلى بيت الزوجية: "هل تعتقدين أن هناك هدفا من تعليق اللوحة سوى أنني أردت أن تعرفي منها وجودي هنا ورقم هاتفي؟! جئت إلى هذه البلدة لأنتظر زيارتك أو اتصالك بي من جديد"."لماذا كانت عاطفتي هادئة خلال اللقاء الذي انتظرته طويلا وبلهفة رعناء؟!" سأل نفسه بعد خروجها: "هل بدأت "الحبيبة" ترتسم في صورة امرأة أخرى؟!".. ألحَّت عليه الرغبة في معاودة الاتصال برجاء.. أوراق التينة جفَّت.. وتتساقط أمام عينيه!! وإذا فقد رجاء؛ فسيفقد امرأة لن يجدها مرة أخرى.. هكذا يتصور؛ وكل الذين تحدث معهم بشأن رغبته في الارتباط بها، شجعوه: "لكن؛ لماذا تبدو وكأنها لا تفسح للعاطفة مساحة في نفسها؟!" أكد ذلك له الرجل الذي عرفها عن طريقه: "هل يعود هذا الغياب للعاطفة من قلبها إلى زواجات فاشلة, كان قد سبقها، حب لم يتكلل بالزواج؟!"؛ سأل نفسه..ولم يبرحه السؤال عن أسباب برود لقائه بـ"الحبيبة"؟! هل كان مجرد اللقاء بها هو المطلوب لنفسه ولا أمل بعد ذلك يرتجى؟! هل ذهبت "الحبيبة" مع غيابها الذي طال؟! أم هل القنوط يقتل حرارة الشوق الذي ما بارحه لا قبل اللقاء ولا بعده؟! هل البرود طبيعته؟! استعاد لحظة دخولها الأول عليه: "هذه المرأة هي التي أتمناها"؛ قال لنفسه حينها.. تُرى؛ هل ما زالت هي التي يتمناها؟! "أنا لست تلك التي كنت تعرفها"؛ قالت له في اللقاء الذي انتظره طويلا.. "أنا هبطتُ إلى أسفل السافلين؛ هل تذكر ما كنت قد قلته لك: إما أن أصعد إلى فوق فوق؛ أو أهبط إلى تحت تحت!" أنا نزلت إلى تحت التحت!!".. يتقطع قلبه بعذابها على فراق طفلها.. "أتمنى أن أراه!!"؛ ولم يجاهر بما قاله في صدره: "شوقي لرؤيته يفوق شوقي لرؤيتك!! إنه طفلي؛ هو ابن "حبيبتي"؛ هل الأبوة أبوة الجينات؛ كلا!! نحن آباء للذين نودّ أن نكون لهم آباءا.. أود أن أكون أبا لأبنائي من "حبيبتي".. هذا هو الحب.. روح تتجسد في كائن من كيان الحب!!".. صباح يوم العيد، اتصل برجاء؛ قدم لها التهنئة.. تشي نبرتها بحزن يلون نفسها ويتّشح به ما حولها. ."هذا أول عيد يمر عليَّ بعد وفاة والديّ.. أشعر أن فقدانهما ترك شرخا عميقا في نفسي، لم ينمح، وأحسب أنه لن ينمحي فيما سيأتي من الزمن.. وفاة أبي، يتمتني نصف يتم؛ وفاة أمي أكملت يتمي!!". فقدت رجاء أمها وأبيها، بين العيدين؛ تُوفي أبوها بعد عيد الفطر بعشرين يوما، وقبل أن تنتهي مراسم العزاء، لحقت به أمها!- "التيتم من الأم هو التيتم التام.. قلبي معك.. أنا أُمك!!".- "بل أنتَ أبي!!".- "أمك وأبيك معا.. قبل سنوات زارتني امرأة لاستشارتي حول معاناة نفسية تعانيها، وفي آخر الجلسة سألتها: هل لك شقيقة؟ قالت: كان لي شقيقة واحدة؛ والآن لي شقيقتان؟ قلت: أرجوك توضيح ما تعنيه؟! قالت: أنتَ غدوت منذ الآن شقيقتي الأخرى.. أنت شقيقتي الكبرى!!.. أسعدني هذا الشعور جدا"؛ تساءل في نفسه: "هل أسعد رجاء أيضا ذكري لهذه الواقعة ؟ أم أستثرت غيرة النساء في صدرها؟! حماقة جديدة هذه مني قد تكون؟!!"..في بحر المهاتفة قالت رجاء: "منذ طلاقي، آسفة، منذ ترملي من زوجي الأخير، تقدم لخطبتي عشرات الرجال.. شعرت بتفوقي عليهم جميعا.. لكنني الآن أجد أنني مقابل رجل مختلف!!".."مختلف؟! هذا سرُّ شقائي!!" قال في صدر تخنقه قصة فشل مديد عاناها ولم يزل في حياته المتبعثرة ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728153
الحوار المتمدن
حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (7)
حسن ميّ النوراني : من رواية: هدى والتينة
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني وقال هو في سريرته: "سُعار نار الحياة، يشتدّ حين يشتد الحب وتشتد الحرية وتنطلق البهجة!".. لم يفصح لها حينذاك، عما يكنّه صدره: "الجنس صلاة محب وناره المتقدة.. الحب شعلة الروح، والروح نسيجه.. الروح هي حرية الجسد وعنفوانه. الصلاة علاقة عميقة بين العابد والرب.. التواصل الجنسي صلاة الحياة وحرية خلقنا الله منها وغرسها فينا ويرضا عنا ويجدد بعثنا كلما نهلنا من ماء رحيقها وزدنا فيها توغلا لا تغولا، فيمد المحبين كاسين أو عارين، بقوة منه، مبهجة واسعة عميقة متوهجة!!".. ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728223
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني وقال هو في سريرته: "سُعار نار الحياة، يشتدّ حين يشتد الحب وتشتد الحرية وتنطلق البهجة!".. لم يفصح لها حينذاك، عما يكنّه صدره: "الجنس صلاة محب وناره المتقدة.. الحب شعلة الروح، والروح نسيجه.. الروح هي حرية الجسد وعنفوانه. الصلاة علاقة عميقة بين العابد والرب.. التواصل الجنسي صلاة الحياة وحرية خلقنا الله منها وغرسها فينا ويرضا عنا ويجدد بعثنا كلما نهلنا من ماء رحيقها وزدنا فيها توغلا لا تغولا، فيمد المحبين كاسين أو عارين، بقوة منه، مبهجة واسعة عميقة متوهجة!!".. ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728223
الحوار المتمدن
حسن ميّ النوراني - من رواية: هدى والتينة
حسن ميّ النوراني : غَزَلِيّاتٌ نُوراحَسَنِيَّة
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (1)أَحْبَبْتُ اللهْفِيْ طَلْعَةِ قامَتِهاأَرْسَلَنيْ اللهْفِيْ سَطْوَةِ طَلْعَتِهايَزْرَعُنِي اللهشَوْقاً قامَ تَبَتَّلْوَاللهْفَوْقَكِ يَمْحُوْنِيْفِيْنَهْدَيْكِ وَيَجْمَعُنِيْفِيْ المِحْرابِ السُفْلِيِّ العاليْأَسْجُدُ يَا امْرأَتُنْقَبْلَكِ ما كانَ اللهْيَخْلِقُ أُنْثى إنْسانْكانَ اللهْيَعْجِنُ مِنْ طينٍ فاسِدْبَقَراتٍ شَوْهاءَ وَلَمْ تُطفئ ماءُ الأَرْضْناراً كانَتْ تَجْتَاحْقَلْباً كانَتْتَطْحَنُهُ النَارْيَبْحَثُ عَنْ جَسِدِ الْرُوحْعَنْ مَرْأَهْفِيْ طَلْعَتِهافِيْ قَلْبِيْيَأْتِيْ اللهْقَبْلَكِ كانَ اللهْيَعْجِنُ مِنْرِيْحِنْمَوْبُوءَهْأَجْساداً مِنْ قَرَفٍ تُدْعَى فِيْ قَامُوْسِ المَوْتْأَجْسادَ نِسَاءٍ يَحْشُوها المَوْتْقَبْلَكِ مَاكانَ اللهْيَخْلِقُ نِسْوَهْوَاللهْقال اللهْسِرَّاً قالْبَعْدَكِ لَنْيَخْلِقَ نِسْوَهْيَا امْرَأَتُنْإنِّيْمُنْذُ لَقَيْتُكْوَاللهْنَزْرَعُ فِيْحَقْليْوَرْداًوَرْدْأَنْتْيَارُوْحَ الْوَرْدْهَلْخَلَقَ اللهْقَبْلَكِ هاذا الوَرْدَ المَنْثُورْفِيْ شَفَتَيْكْوَصلاتِيْهاذا الوَرْدُ المَجْدُولْفِيْ لَيْلٍ مِنْ نُوْرٍ هُوَ أَنْتْأَنْتْوَحْدَكِ أَنْتْوَرْدُ الْوَرْدْوَحْدَكِ أَنْتْحَقْلُ الْوَرْد!!قَبْلَكِ مَا كانَ اللهْأَنْزَلَ وَحْياً أَنْ نُؤْمِنْأَنَّ اللهْيَقْدِرُ أَنْيُبْدعَ أُنْثَىيَارُوحَ النِسْوَهْهِيَ أَنْتْأَنْتْوَحْدَكِ أَنْتْفِيْ تاريخِ اللهْحَقْلُ الوَرْدْبَعْدَكِ أَنْتْسِرّاً قال اللهْلَنْيَخْلِقَ هاذا الوَرْدْأُحِبُّكِ إنِّيْقَبْلَكِ أُنْثَىمَاأَحْبَبْتْأُحِبُّكَ يَا اللهْأُحِبُّكِ يا نَبْضَ القَلْبْيَا رُوْحَ الرُّوْحْيَاجَسَدَ الرُوحْيَاعُرْسَ اللهْ(2)حاءٌ باءُ صَباحِيْحاءٌ باءُ سَماءْيَا وَطَنِيْ وَيَافَاوَرِمالُكِ غَزَّهْفي "الجُنْدِيْ الْمَجْهُولِ" وَبَحْرُكِ غَزَّهْتَزْرَعُ بَهْجَهْإنَّ الحُبْ يَا شَوْقُنُورُ وَهَناءْإنَّ الحُبْ يَا نَغَمَ القَلْبْبَهْجَةُ نُورِنْ وَإنَّ اللهْيَارَبَّةَ لَيْلِيْبَهْجَةُ حُبْ(3)إنِّيْأُحِبُّكِ أَنْتِ رَوائِيْ فابْعَثِينيْأَلِفَاً باءَاً ياءاً يَحْبُوْ وَابْعَثِينِيطُوفانَ فِسْقِنْ وَخَيْلَاً جامِحاً حاءاً باءَاً / حُبَّاً هُنا هُناكَهُناكَ هُنا أَنا فَوْقُنا فَتَعالَيْلا أَفُكُّ هُناكَ إِزارَناهُناكَ الْحُبُّ فَوْقُنْلا إِزارَ هُناكَ فَوْقِيْوَتَعَالِ نُغَنِّيْونَشُقُّ المَوْجَ نُغَنِّيْنُعانِقُ نَشْرَبْبَحْرَ الخَمْرِ وَنَرْقُصْ نَطِيْرُ وَنَغْرَقْوَالْأَسَى يُفارِقُ.. يَمْضِيْوَيَغْرَقْ(4)أُحِبُّكِ إنِّيْقَبْلَكِ مَاكُنْتُ أُحِبْقَبْلَكِ مَا كانَتْفِيْ الدُنْيابَهْجَةُ حُبْقَبْلَكِ مَا كانَ اللهْيَخْلِقُ حُبّاًقَبْلَكِ إنِّيْ كُنْتْمَفْجُوعَاً أَلْهَثْتَشْوِينِيْ الغُرْبَهْأَصْرُخْفِ الْبَرِّيَّهْماذا اقْتَرفَ الإنْسانْمِنْ عَمَلٍ يَذْبَحُناقُرْبانَنْللشَي ......
#غَزَلِيّاتٌ
#نُوراحَسَنِيَّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728257
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (1)أَحْبَبْتُ اللهْفِيْ طَلْعَةِ قامَتِهاأَرْسَلَنيْ اللهْفِيْ سَطْوَةِ طَلْعَتِهايَزْرَعُنِي اللهشَوْقاً قامَ تَبَتَّلْوَاللهْفَوْقَكِ يَمْحُوْنِيْفِيْنَهْدَيْكِ وَيَجْمَعُنِيْفِيْ المِحْرابِ السُفْلِيِّ العاليْأَسْجُدُ يَا امْرأَتُنْقَبْلَكِ ما كانَ اللهْيَخْلِقُ أُنْثى إنْسانْكانَ اللهْيَعْجِنُ مِنْ طينٍ فاسِدْبَقَراتٍ شَوْهاءَ وَلَمْ تُطفئ ماءُ الأَرْضْناراً كانَتْ تَجْتَاحْقَلْباً كانَتْتَطْحَنُهُ النَارْيَبْحَثُ عَنْ جَسِدِ الْرُوحْعَنْ مَرْأَهْفِيْ طَلْعَتِهافِيْ قَلْبِيْيَأْتِيْ اللهْقَبْلَكِ كانَ اللهْيَعْجِنُ مِنْرِيْحِنْمَوْبُوءَهْأَجْساداً مِنْ قَرَفٍ تُدْعَى فِيْ قَامُوْسِ المَوْتْأَجْسادَ نِسَاءٍ يَحْشُوها المَوْتْقَبْلَكِ مَاكانَ اللهْيَخْلِقُ نِسْوَهْوَاللهْقال اللهْسِرَّاً قالْبَعْدَكِ لَنْيَخْلِقَ نِسْوَهْيَا امْرَأَتُنْإنِّيْمُنْذُ لَقَيْتُكْوَاللهْنَزْرَعُ فِيْحَقْليْوَرْداًوَرْدْأَنْتْيَارُوْحَ الْوَرْدْهَلْخَلَقَ اللهْقَبْلَكِ هاذا الوَرْدَ المَنْثُورْفِيْ شَفَتَيْكْوَصلاتِيْهاذا الوَرْدُ المَجْدُولْفِيْ لَيْلٍ مِنْ نُوْرٍ هُوَ أَنْتْأَنْتْوَحْدَكِ أَنْتْوَرْدُ الْوَرْدْوَحْدَكِ أَنْتْحَقْلُ الْوَرْد!!قَبْلَكِ مَا كانَ اللهْأَنْزَلَ وَحْياً أَنْ نُؤْمِنْأَنَّ اللهْيَقْدِرُ أَنْيُبْدعَ أُنْثَىيَارُوحَ النِسْوَهْهِيَ أَنْتْأَنْتْوَحْدَكِ أَنْتْفِيْ تاريخِ اللهْحَقْلُ الوَرْدْبَعْدَكِ أَنْتْسِرّاً قال اللهْلَنْيَخْلِقَ هاذا الوَرْدْأُحِبُّكِ إنِّيْقَبْلَكِ أُنْثَىمَاأَحْبَبْتْأُحِبُّكَ يَا اللهْأُحِبُّكِ يا نَبْضَ القَلْبْيَا رُوْحَ الرُّوْحْيَاجَسَدَ الرُوحْيَاعُرْسَ اللهْ(2)حاءٌ باءُ صَباحِيْحاءٌ باءُ سَماءْيَا وَطَنِيْ وَيَافَاوَرِمالُكِ غَزَّهْفي "الجُنْدِيْ الْمَجْهُولِ" وَبَحْرُكِ غَزَّهْتَزْرَعُ بَهْجَهْإنَّ الحُبْ يَا شَوْقُنُورُ وَهَناءْإنَّ الحُبْ يَا نَغَمَ القَلْبْبَهْجَةُ نُورِنْ وَإنَّ اللهْيَارَبَّةَ لَيْلِيْبَهْجَةُ حُبْ(3)إنِّيْأُحِبُّكِ أَنْتِ رَوائِيْ فابْعَثِينيْأَلِفَاً باءَاً ياءاً يَحْبُوْ وَابْعَثِينِيطُوفانَ فِسْقِنْ وَخَيْلَاً جامِحاً حاءاً باءَاً / حُبَّاً هُنا هُناكَهُناكَ هُنا أَنا فَوْقُنا فَتَعالَيْلا أَفُكُّ هُناكَ إِزارَناهُناكَ الْحُبُّ فَوْقُنْلا إِزارَ هُناكَ فَوْقِيْوَتَعَالِ نُغَنِّيْونَشُقُّ المَوْجَ نُغَنِّيْنُعانِقُ نَشْرَبْبَحْرَ الخَمْرِ وَنَرْقُصْ نَطِيْرُ وَنَغْرَقْوَالْأَسَى يُفارِقُ.. يَمْضِيْوَيَغْرَقْ(4)أُحِبُّكِ إنِّيْقَبْلَكِ مَاكُنْتُ أُحِبْقَبْلَكِ مَا كانَتْفِيْ الدُنْيابَهْجَةُ حُبْقَبْلَكِ مَا كانَ اللهْيَخْلِقُ حُبّاًقَبْلَكِ إنِّيْ كُنْتْمَفْجُوعَاً أَلْهَثْتَشْوِينِيْ الغُرْبَهْأَصْرُخْفِ الْبَرِّيَّهْماذا اقْتَرفَ الإنْسانْمِنْ عَمَلٍ يَذْبَحُناقُرْبانَنْللشَي ......
#غَزَلِيّاتٌ
#نُوراحَسَنِيَّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728257
الحوار المتمدن
حسن ميّ النوراني - غَزَلِيّاتٌ نُوراحَسَنِيَّة
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 8
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني في ليلة العيد.. نام تحت سقف حجرة في بيته، كانت "الحبيبة" قبل زواجها، تنام فوقه. "أظنها الآن، تنام في الحجرة ذاتها.. إنها ظلت دائما، في مخيلتي، ومنذ عرفتها، تنام وتصحو معي وفوقي!".. لكنه، هذه الليلة، لم يشعر بما كان يشعر به، من حرارة الشوق إليها، كلما نام تحت سقف يحمل غرفتها قبل مغادرتها إلى بيت ديب!.. "ما هذا البرود العاطفي تجاهها، وهي لا يفصلها عني إلا هواء ليل نحيف، هي في أعلاه، وأنا في أسفله؟!".. لم يكن يتخيل أن الأقدار ستسوقه إلى هنا، فينام تحت نومها! لطالما تمنى لو أنها تصير فراشه أو يصير فراشها! ترى؛ هل مضى زمان شوق، ودخل زمان رجاء؟!.. "تالله إني شقي بِأَوهامي؛ أينزع "الحبيبة" من قلبي، صوت عبر أسلاك الهاتف، مازال ليس لي، فيطفئ نار شوقي، المقدس، لشوقي؟! أم تراني، أريد أن أكون "أنا" أعلى "الحبيبة"، لا أسفل منها؟! خُيَلاء ذكورة، لا زلت عبدا لها!!".. زواج شوق من ديب، هزيمة للأبيض في قعر داره. الليلة، شوق تنام فوقه، وهو في قعر داره؛ في جوّاه المشوّش بثقافة قاهرة، هو ذكر لا ينبغي أن تعلو أنثى عليه! مكان الأنثى، في الثقافة الغالبة، تحت لا فوق؛ في الثقافة الذكرية، إذا اعتلى الرجل أنثاه، غمره مشاعر الانتصار! في قديم الزمن، كانت الأنثى، فريسة يطاردها الذكر، فإذا غنمها، تمددت تحته، برغبة أو مرغمة، فيقفز فيعلوها بجسده! في يوم العيد سأل صديقة له: "ما الفرق بين أن تكوني تحت زوجك، أو تكوني فوقه؟". قالت: "عندما أكون تحته، أشعر بأنوثتي؛ وعندما أكون فوقه، فإني أشعر بأني أمتلك حرية أكبر من حريته".. علّق: "لا تزال جيناتنا الثقافية القديمة ناشطة فينا"؛ أضاف: "الحرية انتصار للحب!".. يحسب "الأبيض" أنه نبي الحب والحرية والبهجة!وهدى تصدق أن الحب هو الحرية الأكبر!" يؤمن "الأبيض" أن الله هو حريتنا وحبنا وبهجتنا! لكن الذكورة الظالمة، جعلت من الله ذكرا يمنح الحرية لها، ويحرم الأنوثة منها.. عاد يتساءل: "هل لذلك، بهت شعوري، حتى كاد يختفي، فيما أنا، وللمرة الأولى، أرقد و"الحبيبة شوقي"، ترقد في سمائي؟! أأريد أنا، أن أكون سماءها.. أليس الله، في ثقافتنا، فوق عرش، في السماء، فوقنا؟!"..قالت صديقته: "أنت كنت تريدها تحتك، لتسترد كرامة أنانية ضيقة قبيحة ومزعومة، وبظنك العليل، داستها أنثى، رفضتك بحريتها، وأسلمت نفسها إلى ديب!".. رفضت شوق الزواج منه، فهو فقير معدم، ويكبرها بسنين عديدة، جاوزت به مرحلة الشباب، إلى مرحلة الشيخوخة: "أحلم بزوج غني وبعلاقة جنسية ساخنة معه"؛ قالت له وهما يجلسان على مقعد في حديقة عامة، بداية تعارفهما.. أردفت في سريرتها: "الفقراء لن يشبعوا رغبتي في حياة مترفة، وكبار السن لا يأخذون المرأة إلى نار الجنة المستعرة في الأحضان!!" اغتمت نفسه من فقره، وقال في سريرته: "سُعار نار الحياة، يشتدّ حين يشتد الحب وتشتد الحرية وتنطلق البهجة!".. لم يفصح لها حينذاك، عما يكنّه صدره: "الجنس صلاة محب وناره المتقدة.. الحب شعلة الروح، والروح نسيجه.. الروح هي حرية الجسد وعنفوانه. الصلاة علاقة عميقة بين العابد والرب.. التواصل الجنسي صلاة الحياة وحرية خلقنا الله منها وغرسها فينا ويرضا عنا ويجدد بعثنا كلما نهلنا من ماء رحيقها وزدنا فيها توغلا لا تغولا، فيمد المحبين كاسين أو عارين، بقوة منه، مبهجة واسعة عميقة متوهجة!!".. وقال بنبرة المدافع الواثق: "المال لا يجلب السعادة، الحب وحده، يمنحنا بهجة لا تذبل ولا تنتهي!"..- "هل كنت تستمتعين بعلاقاتك الحميمة مع أزواجك يا رجاء؟!"- "أنا متدينة، لم أبالِ باستمتاعي من عدمه، كان المهم عندي، أن لا أغضب ربي، وأن أ ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728296
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني في ليلة العيد.. نام تحت سقف حجرة في بيته، كانت "الحبيبة" قبل زواجها، تنام فوقه. "أظنها الآن، تنام في الحجرة ذاتها.. إنها ظلت دائما، في مخيلتي، ومنذ عرفتها، تنام وتصحو معي وفوقي!".. لكنه، هذه الليلة، لم يشعر بما كان يشعر به، من حرارة الشوق إليها، كلما نام تحت سقف يحمل غرفتها قبل مغادرتها إلى بيت ديب!.. "ما هذا البرود العاطفي تجاهها، وهي لا يفصلها عني إلا هواء ليل نحيف، هي في أعلاه، وأنا في أسفله؟!".. لم يكن يتخيل أن الأقدار ستسوقه إلى هنا، فينام تحت نومها! لطالما تمنى لو أنها تصير فراشه أو يصير فراشها! ترى؛ هل مضى زمان شوق، ودخل زمان رجاء؟!.. "تالله إني شقي بِأَوهامي؛ أينزع "الحبيبة" من قلبي، صوت عبر أسلاك الهاتف، مازال ليس لي، فيطفئ نار شوقي، المقدس، لشوقي؟! أم تراني، أريد أن أكون "أنا" أعلى "الحبيبة"، لا أسفل منها؟! خُيَلاء ذكورة، لا زلت عبدا لها!!".. زواج شوق من ديب، هزيمة للأبيض في قعر داره. الليلة، شوق تنام فوقه، وهو في قعر داره؛ في جوّاه المشوّش بثقافة قاهرة، هو ذكر لا ينبغي أن تعلو أنثى عليه! مكان الأنثى، في الثقافة الغالبة، تحت لا فوق؛ في الثقافة الذكرية، إذا اعتلى الرجل أنثاه، غمره مشاعر الانتصار! في قديم الزمن، كانت الأنثى، فريسة يطاردها الذكر، فإذا غنمها، تمددت تحته، برغبة أو مرغمة، فيقفز فيعلوها بجسده! في يوم العيد سأل صديقة له: "ما الفرق بين أن تكوني تحت زوجك، أو تكوني فوقه؟". قالت: "عندما أكون تحته، أشعر بأنوثتي؛ وعندما أكون فوقه، فإني أشعر بأني أمتلك حرية أكبر من حريته".. علّق: "لا تزال جيناتنا الثقافية القديمة ناشطة فينا"؛ أضاف: "الحرية انتصار للحب!".. يحسب "الأبيض" أنه نبي الحب والحرية والبهجة!وهدى تصدق أن الحب هو الحرية الأكبر!" يؤمن "الأبيض" أن الله هو حريتنا وحبنا وبهجتنا! لكن الذكورة الظالمة، جعلت من الله ذكرا يمنح الحرية لها، ويحرم الأنوثة منها.. عاد يتساءل: "هل لذلك، بهت شعوري، حتى كاد يختفي، فيما أنا، وللمرة الأولى، أرقد و"الحبيبة شوقي"، ترقد في سمائي؟! أأريد أنا، أن أكون سماءها.. أليس الله، في ثقافتنا، فوق عرش، في السماء، فوقنا؟!"..قالت صديقته: "أنت كنت تريدها تحتك، لتسترد كرامة أنانية ضيقة قبيحة ومزعومة، وبظنك العليل، داستها أنثى، رفضتك بحريتها، وأسلمت نفسها إلى ديب!".. رفضت شوق الزواج منه، فهو فقير معدم، ويكبرها بسنين عديدة، جاوزت به مرحلة الشباب، إلى مرحلة الشيخوخة: "أحلم بزوج غني وبعلاقة جنسية ساخنة معه"؛ قالت له وهما يجلسان على مقعد في حديقة عامة، بداية تعارفهما.. أردفت في سريرتها: "الفقراء لن يشبعوا رغبتي في حياة مترفة، وكبار السن لا يأخذون المرأة إلى نار الجنة المستعرة في الأحضان!!" اغتمت نفسه من فقره، وقال في سريرته: "سُعار نار الحياة، يشتدّ حين يشتد الحب وتشتد الحرية وتنطلق البهجة!".. لم يفصح لها حينذاك، عما يكنّه صدره: "الجنس صلاة محب وناره المتقدة.. الحب شعلة الروح، والروح نسيجه.. الروح هي حرية الجسد وعنفوانه. الصلاة علاقة عميقة بين العابد والرب.. التواصل الجنسي صلاة الحياة وحرية خلقنا الله منها وغرسها فينا ويرضا عنا ويجدد بعثنا كلما نهلنا من ماء رحيقها وزدنا فيها توغلا لا تغولا، فيمد المحبين كاسين أو عارين، بقوة منه، مبهجة واسعة عميقة متوهجة!!".. وقال بنبرة المدافع الواثق: "المال لا يجلب السعادة، الحب وحده، يمنحنا بهجة لا تذبل ولا تنتهي!"..- "هل كنت تستمتعين بعلاقاتك الحميمة مع أزواجك يا رجاء؟!"- "أنا متدينة، لم أبالِ باستمتاعي من عدمه، كان المهم عندي، أن لا أغضب ربي، وأن أ ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728296
الحوار المتمدن
حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (8)
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 9
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني لماذا يشعر ببرود عاطفته نحو "الحبيبة"؟ سؤال لم يبرح عقله: "هل انطفأت جذوة حبي لها، وصارت حلقة من مسلسل قصص حب سابقة عديدة، خمدت نارها؟! أم إني أقلص مساحتها في نفسي، لأمنح رجاء مساحة ترضيها، وتقر بها عينها؟! هل ما زالت هنا؟! لماذا لم تعاود الإطلال من الشرفة كما فعلت صباح يوم العيد؟! هل تنتهي العلاقة بينها وبين زوجها؛ فتخلو طريقها أمامي من جديد؟! هل تقبل الزواج مني بعد أن تكون قد اكتشفت أنها لم تجد سعادتها، التي بحثت عنها مع زوج ثري شاب، بل وجدت سرابا وعذابا؛ ستجدها معي أنا المعْوَز الذي يكبرها بعقود كثيرة؟! أجل؛ ستجد سعادتها معي أنا الذي نبَض قلبي بحبها كما لم ينبض بحب امرأة من قبل؟! أحببتها لذات الأنثى التي فيها لا لشيء سوى ذلك؟!"..وتابع يسأل نفسه: "هل ما زلت أجرى وراء أوهامي؟! قضيت عمري كله في متاهات الصحارى ألهث وراء أوهام.. رجاء امرأة واقعية.. هل أتعلم منها كيف أصبح واقعيا؟ هل أقوم وأتحدث إليها وأعلن لها أنني قررت أن أختار منهجها، وأقسم لها أن منهجها سيصير منذ اللحظة منهجي؛ وأطلب منها تحديد موعد لزيارة بيت أهلها، والتقدم لخطبتها، وبالطريقة التقليدية المتعارف عليها بين الناس هنا؟! لكن، ماذا ستقول عني؟! هل تراني مهزوما يتخلى عن مبادئه بدل أن يدافع عما يؤمن به ويطلب الشهادة في سبيله؟! رجاء تريد رجلا قويا؛ هذا مهر المرأة الحقيقي. "الحبيبة" طلبت من ديب مهرا قويا، طلبت شبابه وماله؛ أنا لا أملك القوة التي طلبتها. يبدو أن رجاء لا تطلب ما طلبته "الحبيبة"!!".كانت هدى لا تزال تغرس رأسها في صدره.. بينما تنبعث موسيقى هادئة من المذياع: "أعشق الموسيقى؛ فهل تعشقها رجاء أيضا؟! وهدى حلمي.. هل تشاركني رجاء في هذي الهدى.. هذا الحلم؟! هل يحلم الواقعيون أيها الرأس المثقل بدوامة الأسئلة؟! أفنيت عمري وراء الأسئلة، فمتى تستقر روحي في مرفأ لا تقلقه الأسئلة؟!.. تُرى؛ هل أنت يا رجاء مدينتي التي ستستقر في أحضانها، سفينتي التائهة المتعبة؟!"..عندما هاتف صديقته، تحدث معها عن رجاء: "تناسبني؛ لكنها أقصر مني.. طولي يخلق لي مشكلة!".- "أمامك خياران: إما أن تقص ساقيك؛ أو أن تقص رأسك.. هكذا تحل مشكلتك!!".- "قص رأسي المثقل بما لا ينفع صاحبه، هو حل جذري لمشاكلي كلها أيتها الصديقة!! أقص رأسي وأحتفظ بساقيّ الطويلتين فأنا بحاجة إليهما ليساعداني على الحركة السريعة، حين يتحتم عليّ الهروب من جديد؛ أنا أدمنت الهروب يا صديقتي!".قال في صدره: "أتخلص من رأسي وأكتفي برأس رجاء.. إذا تزوجنا فمن الأصلح لنا أن نكون برأس واحدة هي رأسها.. رأسها واقعي ورأسي فاسد بالأحلام والأوهام.. سيكون من النافع لي أن أنتهج طريق رأس بريء من بؤسي، كرأس رجاء!!".قفزت هدى مفزوعة!! وقفت جامدة، صرخت: "أنا خائفة!! أنا خائفة!! غول يندفع نحوي.. الغول يهاجمني.. أنقذني.. أنقذني.. قلبي يفرّ من صدري!!".. قفز فوق عتبة باب البيت، يداها فوق عينيها متيبسات وترتجفان.. اصطدمتْ كتفها بحافة البيت، سقطت على الأرض.. ارتطم رأسها بالبلاط. قفز نحوها والفزع يزلزل قلبه.. صرخ في توسل: "هدى!! يا نور القلب.. أحبك.. أحبك يا حلمي.. أحبك!!".. أنهضها، ضمها بين ذراعيه.. حملها إلى سرير عيادته.. تمدد جنبها، تدثرا معا تحت لحاف ورثه عن أمه.. التصقا معا وهما في رجفة تهز السرير.. أحاطتها ذراعاه.. أنفاسها تعلو وتهبط في صخب.. والحزن يفتك بقلبه.. كم مضى من الوقت وهو يحضنها ويلثم وجهها بشفتيه ويذرف الدموع.. لا يدري.. حملهما نوم عميق.. استيقظ والمذياع لم يزل ينثر الموسيقى الناعمة تحت سقف يحمل حجرة "الحبيبة" فوقه.. النافذة التي تطل على ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728408
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني لماذا يشعر ببرود عاطفته نحو "الحبيبة"؟ سؤال لم يبرح عقله: "هل انطفأت جذوة حبي لها، وصارت حلقة من مسلسل قصص حب سابقة عديدة، خمدت نارها؟! أم إني أقلص مساحتها في نفسي، لأمنح رجاء مساحة ترضيها، وتقر بها عينها؟! هل ما زالت هنا؟! لماذا لم تعاود الإطلال من الشرفة كما فعلت صباح يوم العيد؟! هل تنتهي العلاقة بينها وبين زوجها؛ فتخلو طريقها أمامي من جديد؟! هل تقبل الزواج مني بعد أن تكون قد اكتشفت أنها لم تجد سعادتها، التي بحثت عنها مع زوج ثري شاب، بل وجدت سرابا وعذابا؛ ستجدها معي أنا المعْوَز الذي يكبرها بعقود كثيرة؟! أجل؛ ستجد سعادتها معي أنا الذي نبَض قلبي بحبها كما لم ينبض بحب امرأة من قبل؟! أحببتها لذات الأنثى التي فيها لا لشيء سوى ذلك؟!"..وتابع يسأل نفسه: "هل ما زلت أجرى وراء أوهامي؟! قضيت عمري كله في متاهات الصحارى ألهث وراء أوهام.. رجاء امرأة واقعية.. هل أتعلم منها كيف أصبح واقعيا؟ هل أقوم وأتحدث إليها وأعلن لها أنني قررت أن أختار منهجها، وأقسم لها أن منهجها سيصير منذ اللحظة منهجي؛ وأطلب منها تحديد موعد لزيارة بيت أهلها، والتقدم لخطبتها، وبالطريقة التقليدية المتعارف عليها بين الناس هنا؟! لكن، ماذا ستقول عني؟! هل تراني مهزوما يتخلى عن مبادئه بدل أن يدافع عما يؤمن به ويطلب الشهادة في سبيله؟! رجاء تريد رجلا قويا؛ هذا مهر المرأة الحقيقي. "الحبيبة" طلبت من ديب مهرا قويا، طلبت شبابه وماله؛ أنا لا أملك القوة التي طلبتها. يبدو أن رجاء لا تطلب ما طلبته "الحبيبة"!!".كانت هدى لا تزال تغرس رأسها في صدره.. بينما تنبعث موسيقى هادئة من المذياع: "أعشق الموسيقى؛ فهل تعشقها رجاء أيضا؟! وهدى حلمي.. هل تشاركني رجاء في هذي الهدى.. هذا الحلم؟! هل يحلم الواقعيون أيها الرأس المثقل بدوامة الأسئلة؟! أفنيت عمري وراء الأسئلة، فمتى تستقر روحي في مرفأ لا تقلقه الأسئلة؟!.. تُرى؛ هل أنت يا رجاء مدينتي التي ستستقر في أحضانها، سفينتي التائهة المتعبة؟!"..عندما هاتف صديقته، تحدث معها عن رجاء: "تناسبني؛ لكنها أقصر مني.. طولي يخلق لي مشكلة!".- "أمامك خياران: إما أن تقص ساقيك؛ أو أن تقص رأسك.. هكذا تحل مشكلتك!!".- "قص رأسي المثقل بما لا ينفع صاحبه، هو حل جذري لمشاكلي كلها أيتها الصديقة!! أقص رأسي وأحتفظ بساقيّ الطويلتين فأنا بحاجة إليهما ليساعداني على الحركة السريعة، حين يتحتم عليّ الهروب من جديد؛ أنا أدمنت الهروب يا صديقتي!".قال في صدره: "أتخلص من رأسي وأكتفي برأس رجاء.. إذا تزوجنا فمن الأصلح لنا أن نكون برأس واحدة هي رأسها.. رأسها واقعي ورأسي فاسد بالأحلام والأوهام.. سيكون من النافع لي أن أنتهج طريق رأس بريء من بؤسي، كرأس رجاء!!".قفزت هدى مفزوعة!! وقفت جامدة، صرخت: "أنا خائفة!! أنا خائفة!! غول يندفع نحوي.. الغول يهاجمني.. أنقذني.. أنقذني.. قلبي يفرّ من صدري!!".. قفز فوق عتبة باب البيت، يداها فوق عينيها متيبسات وترتجفان.. اصطدمتْ كتفها بحافة البيت، سقطت على الأرض.. ارتطم رأسها بالبلاط. قفز نحوها والفزع يزلزل قلبه.. صرخ في توسل: "هدى!! يا نور القلب.. أحبك.. أحبك يا حلمي.. أحبك!!".. أنهضها، ضمها بين ذراعيه.. حملها إلى سرير عيادته.. تمدد جنبها، تدثرا معا تحت لحاف ورثه عن أمه.. التصقا معا وهما في رجفة تهز السرير.. أحاطتها ذراعاه.. أنفاسها تعلو وتهبط في صخب.. والحزن يفتك بقلبه.. كم مضى من الوقت وهو يحضنها ويلثم وجهها بشفتيه ويذرف الدموع.. لا يدري.. حملهما نوم عميق.. استيقظ والمذياع لم يزل ينثر الموسيقى الناعمة تحت سقف يحمل حجرة "الحبيبة" فوقه.. النافذة التي تطل على ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728408
الحوار المتمدن
حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (9)
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 10
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني يظنّ، وبعض الظن إثم، وبعضه وهُم، أن زواجه من امرأة واقعية مثل رجاء، سيكون ناجحا، فهذا الزواج، لو وقع، فسيكون، كما يظن، مبنيا على أسس واقعية متينة.. لكن، ومن جديد، لم يكن الحظ حليفا له؛ فلاذ بالروح: "هدى.. أينك يا نور القلب!! يا حلمي!!؟"..يشغله القلق على مستقبل رجاء وأبنائها: "هل سيمنح الزوج القادم، الحب والحنان لها ولهم؟!"؛ سألها في المكالمة الأخيرة: "أليس هناك من سبيل لإصلاح ما فسد، بينك وبين والد أبنائك؟!".- "مستحيل؛ إجراءات الاحتلال تجعل من حصوله على تصريح دخول إلى قطاع غزة، أمرا مستحيلا.. أضاع فرصة ثمينة من قبل؛ كنت قد استخرجت له موافقة على لمّ شمله معي ومع أبنائنا، لكنه رفض المجيء إلى غزة، الأمور الآن صارت معقدة، إسرائيل تخشى على مستقبلها، من عودة الفلسطينيين إلى وطنهم؛ أنت تعلم جيدا، أن زيادة الفلسطينيين في أراضي وطنهم، هو الخطر الأكبر الذي يهدد وجودها الزائف.. قرأت لك أنك تتبنى هذا الرأي، وتقترحه حلّا، أعجبني ذلك، وزاد إعجابي بك، إذ قلت: دعونا نهزم العدوان في معارك نخوضها في الفراش، فنساءُنا ولّادات بعنفوان وزخم.. أنت مدهش ومثير !".راق له إطراءُها له، وانتعش قلبه بما ألمحت إليه، دون تصريح واضح، بأنها أحبته: "أنا إذن، أُدْهِشها وأُثِيرها وأعجِبها! هل للحب معنى غير ذلك؟!".. استرخى قليلا، ثم قال في سريرته: "ربما رفض أن يعود، لكي لا يدخل قفصا تقبض أنثى على مفتاحه! الوطن حرية لا ترابا! كل النساء سجّانات؛ فلماذا أبحث أنا، عن مرأة تحبسني في قفصها، وتغلق الأبواب والنوافذ بمداميك طوب ثقيل، فتختنق تحتها أنفاسي؟!" واصلت رجاء الحديث: "اضطررت إلى طلب الطلاق منه، لقد أمتّه في نفسي.. أتمنى لو يعود، من أجل أبنائنا، إنهم شديدو التعلق به، ولا أدري كيف سيكون الزوج القادم معهم؟! أرجو أن يكون عطوفا حنونا!!".- "هل يعرف صغارك أنك ستتزوجين؟ ما رأيهم؟".- "يعرفون، ويتمنون أن يكون الرجل الذي سأتزوج منه، أبا بديلا عطوفا حنونا!!". ثم سألَته عن ظروفه المعيشية وعن دخله المالي؟- "معتكف في وحدتي.. والدخل منخفض جدا، والحمد لله على كل حال". - "لماذا لا تشتغل في إحدى الجامعات هنا؟!".- "لا مكان لي في هذا البلد المنغلق على ذاته، الغارق في تاريخنا الذي ولّى!!".تذكّر قصته مع جامعة عمل فيها بعد عودته، بعد غربة طويله، إلى غزة.. أردف: "عقلي وقلبي المنفتحان بالحرية والحب، يا رجاء، منفتحان أيضا، على هلاكي في بلد يقتل الحرية والحب!!".****نهض من فراشه الأرضي، فتح نافذة غرفة نومه، وقعت عيناه على لباسين صغيرين داخليين، واحد أنثوي، يجاوره آخر ذكري، ومعهما منشفة حمّام، مشدودة جميعها، على حبل غسيل الجيران؛ قال بصوت خافت: "نمارس العلاقة الحميمة في الخفاء، وننشر الدليل عليها، في عين الشمس؛ لماذا نخجل من فعل المضاجعة؟ صديق قديم قال له: - "لأننا نخجل من أنفسنا!!".. - "نحن أبناء جماع بين ذكر وأنثى.. يخلقنا الله بعدما نصلي، عرايا، بين الزوايا"..تنهّد ثم حدّث نفسه: "أنا بحاجة ماسة لمرأة؛ هل كانت "الحبيبة" أو "رجاء" ستمنحانني ما أشتاقه؟! هل كانت أيّة منهما، ستكون المرفأ الآمن الدافئ، الذي كان سيستقر عنده مركبي، المجدّف التائه في بطن الموج وفوقه؟!".. كانت صديقة قديمة نشأت بينهما علاقة حب، وهما يدرسان العلوم الإسلامية في معهد بالقاهرة، قد قالت له، بعد وقت قصير من تعارفهما: - "الارتباط بك غير مُطَمئن!!".- "لا شيء في العالم يَثْبت على حال، غير قانون التغير.. تعلمتُ هذا من هيراقليطس، فيلسوف اليونان القديم، ومنه تعلمت أيضا: يتجدد الن ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728549
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني يظنّ، وبعض الظن إثم، وبعضه وهُم، أن زواجه من امرأة واقعية مثل رجاء، سيكون ناجحا، فهذا الزواج، لو وقع، فسيكون، كما يظن، مبنيا على أسس واقعية متينة.. لكن، ومن جديد، لم يكن الحظ حليفا له؛ فلاذ بالروح: "هدى.. أينك يا نور القلب!! يا حلمي!!؟"..يشغله القلق على مستقبل رجاء وأبنائها: "هل سيمنح الزوج القادم، الحب والحنان لها ولهم؟!"؛ سألها في المكالمة الأخيرة: "أليس هناك من سبيل لإصلاح ما فسد، بينك وبين والد أبنائك؟!".- "مستحيل؛ إجراءات الاحتلال تجعل من حصوله على تصريح دخول إلى قطاع غزة، أمرا مستحيلا.. أضاع فرصة ثمينة من قبل؛ كنت قد استخرجت له موافقة على لمّ شمله معي ومع أبنائنا، لكنه رفض المجيء إلى غزة، الأمور الآن صارت معقدة، إسرائيل تخشى على مستقبلها، من عودة الفلسطينيين إلى وطنهم؛ أنت تعلم جيدا، أن زيادة الفلسطينيين في أراضي وطنهم، هو الخطر الأكبر الذي يهدد وجودها الزائف.. قرأت لك أنك تتبنى هذا الرأي، وتقترحه حلّا، أعجبني ذلك، وزاد إعجابي بك، إذ قلت: دعونا نهزم العدوان في معارك نخوضها في الفراش، فنساءُنا ولّادات بعنفوان وزخم.. أنت مدهش ومثير !".راق له إطراءُها له، وانتعش قلبه بما ألمحت إليه، دون تصريح واضح، بأنها أحبته: "أنا إذن، أُدْهِشها وأُثِيرها وأعجِبها! هل للحب معنى غير ذلك؟!".. استرخى قليلا، ثم قال في سريرته: "ربما رفض أن يعود، لكي لا يدخل قفصا تقبض أنثى على مفتاحه! الوطن حرية لا ترابا! كل النساء سجّانات؛ فلماذا أبحث أنا، عن مرأة تحبسني في قفصها، وتغلق الأبواب والنوافذ بمداميك طوب ثقيل، فتختنق تحتها أنفاسي؟!" واصلت رجاء الحديث: "اضطررت إلى طلب الطلاق منه، لقد أمتّه في نفسي.. أتمنى لو يعود، من أجل أبنائنا، إنهم شديدو التعلق به، ولا أدري كيف سيكون الزوج القادم معهم؟! أرجو أن يكون عطوفا حنونا!!".- "هل يعرف صغارك أنك ستتزوجين؟ ما رأيهم؟".- "يعرفون، ويتمنون أن يكون الرجل الذي سأتزوج منه، أبا بديلا عطوفا حنونا!!". ثم سألَته عن ظروفه المعيشية وعن دخله المالي؟- "معتكف في وحدتي.. والدخل منخفض جدا، والحمد لله على كل حال". - "لماذا لا تشتغل في إحدى الجامعات هنا؟!".- "لا مكان لي في هذا البلد المنغلق على ذاته، الغارق في تاريخنا الذي ولّى!!".تذكّر قصته مع جامعة عمل فيها بعد عودته، بعد غربة طويله، إلى غزة.. أردف: "عقلي وقلبي المنفتحان بالحرية والحب، يا رجاء، منفتحان أيضا، على هلاكي في بلد يقتل الحرية والحب!!".****نهض من فراشه الأرضي، فتح نافذة غرفة نومه، وقعت عيناه على لباسين صغيرين داخليين، واحد أنثوي، يجاوره آخر ذكري، ومعهما منشفة حمّام، مشدودة جميعها، على حبل غسيل الجيران؛ قال بصوت خافت: "نمارس العلاقة الحميمة في الخفاء، وننشر الدليل عليها، في عين الشمس؛ لماذا نخجل من فعل المضاجعة؟ صديق قديم قال له: - "لأننا نخجل من أنفسنا!!".. - "نحن أبناء جماع بين ذكر وأنثى.. يخلقنا الله بعدما نصلي، عرايا، بين الزوايا"..تنهّد ثم حدّث نفسه: "أنا بحاجة ماسة لمرأة؛ هل كانت "الحبيبة" أو "رجاء" ستمنحانني ما أشتاقه؟! هل كانت أيّة منهما، ستكون المرفأ الآمن الدافئ، الذي كان سيستقر عنده مركبي، المجدّف التائه في بطن الموج وفوقه؟!".. كانت صديقة قديمة نشأت بينهما علاقة حب، وهما يدرسان العلوم الإسلامية في معهد بالقاهرة، قد قالت له، بعد وقت قصير من تعارفهما: - "الارتباط بك غير مُطَمئن!!".- "لا شيء في العالم يَثْبت على حال، غير قانون التغير.. تعلمتُ هذا من هيراقليطس، فيلسوف اليونان القديم، ومنه تعلمت أيضا: يتجدد الن ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728549
الحوار المتمدن
حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (10)
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 11
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني - "في بلادنا، يأتي الرجالُ النساء، كما تأتي ذكور من البهائم إناثها!".. - "في صباي، امتطيت ظهر حمارة أبي، وخرجت، لنزهة طفولية، وكنت آمنة مستمتعة، وأنا أنطلق، مبتهجة هانئة، في شوارع قريتنا القديمة، الصامتة الفارغة الضيقة المتربة الملتوية، المسيّجة بأشجار التين الشوكي، غير منتظمة التوزيع، الخضراء الشاهقة الكثيفة، المتداخل بعضها في بعض، المخيفة، فهي مأوى الثعابين؛ والصديقة، فهي مصدر رزق الفلاحين، حين يطيب منها الثمر.. قريتي وديعة هادئة وأهلها مزارعون بسطاء طيبون كرماء مسالمون. والحمير والنساء هنا، وديعة ايضا، وهزيلة لقلة ما تأكل؛ حمائر ونساء القرية، متشابهات الخصال والسمات، وذكور حميرنا، نسخة طبق الأصل، عن أصحابها، كذلك؛ ولكن، كان في القرية، حمار كبير الحجم منتفخا، شاذّ الطبع، وكان بهيئته، وفظاظته، وغريب لونه، وتثاقل حركته، وبلادته، وضيق ظهره، وترنحه في مشيته، وقبح وجهه، وقِصر أذنيه، وذيله، وآلته، وفجور نهيقه وقبيحِه، حمارا مختلفا عما ألفناه من الحمير، وصفاتها. نفرت منه حمائر القرية وحميرها وبهائمها وقوارضها وزواحفها وأناسها رجالا ونساءا.. لم يحبه أهل القرية، وكان الكره لا يعرف إلى قلوبهم سبيلا.. كان صاحبه، دون أهل القرية جميعا، يسكن في بيت من طابقين، الأسفل لحماره، والأعلى، لصاحب الحمار، واسرته. كان أهل القرية، يُسمّون بيت الحمار البشع الصفات، وصاحبه: "القصر"! وكانت حمارة أبي، ، هي الأخرى، استثناءا، بين الحمير: مدلّلة ناعمة سليمة نظيفة، لامعة ورصينة، وواثقة في مشيتها، بهية في طلعتها، وممتلئة الظهر والبطن والأرداف والسيقان والذيل، وما يغطّي الذيلُ بعضَه؛ كانت مثيرة لشبّان القرية الظمأى المحرومين، ولحميرها، معا! كان أبي يوليها اهتماما، يعادل اهتمامَه بعائلته، أو يزيد؛ ولا تحظى بمثله، ولا بنصفه ولا بربعه ولا بثمنه، كل حمير القرية الأخرى، وربما، كل حمير القرى والمدن في بلادي!".. - " الحمير صبورة حكيمة وقورة مجتهدة مخلصة طيبة مسالمة قنوعة، ولا تثرثر؛ أين منها الناس! الحمار صديق الفلاسفة القدامى، في وقت مضى، أسس أهل فكر وأدب، جمعية لهم، سموها "جمعية الحمير"!..- "حمار القصر كان مختلفا، كان شرسا: سقطتُ عن ظهر حمارتي فجأة، هجم علينا الحمار الشاذّ من الخلف، نعق قبل وصوله إلينا، نعيقا، بدا، وعلى غير ما ألفنا منه، كعزف قيثار حالم ينساب في هدأة الليل، كجدول يسقى ورودا جورية عاطرة ؛ لكنه عال أسمع البعيد وأيقظ النائم، لعله كان يدعو أهل القرية إلى عرسه! وأحسب أن صوت نهيقه الشجي، خدّر حمارتي، قبل أن يبلغها، وربما خدّر نسوة القرية، ممن لا عهد لهن، بالغزل الرقيق المهذب؛ ثم هجم بطبعه المعهود، فأسقطني من فوق ظهر حمارتي، فزِعة من نعيقه، وبعد أن نطحني، بقسوة، في ظهري، وكان يواصل نعيقه كما بدأه، منذ رأى حمارتي تحتي. كشّر لي عن أسنانه وأنيابه، ورفص الهواء.. وقفز.. وقضى شهوته؛ وعاد الهدوء إلى قريتنا، وإلى نفسي، وعدتُ أمتطي ظهر حمارتي، وواصلتُ نزهتي، واستعدتُ براءة طفولتي، واستمتاعي وبهجتي"!..- "ليت ذكور بلادنا، مثل حمار القصر، مع حمارتك!"..- "إناث بلادنا، بليدات!"..- "أنا الشيخ أبو العبد؛ فمن أنتِ يا صاحبة الحمارة؟!"..- "أنا حورية!"..- "حورية؟! حورية من حور الجنة، نزلت في قريتنا؟!".. - "كلا يا شيخ؛ أنا من نساء القرية، وتستطيع أن تقول إني من حمائرها أيضا.. حورية، ليس هو اسمي الحقيقي المدون في شهادة الميلاد، لم تكن أمي تعرف اسمي المدون في السجلات الرسمية، لم يخبرها أبي به، أظن أن أبي نسيه أيضا، لم يذكره أحد، ولا مرة واحدة، وبقيت وقتا طويلا ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728732
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني - "في بلادنا، يأتي الرجالُ النساء، كما تأتي ذكور من البهائم إناثها!".. - "في صباي، امتطيت ظهر حمارة أبي، وخرجت، لنزهة طفولية، وكنت آمنة مستمتعة، وأنا أنطلق، مبتهجة هانئة، في شوارع قريتنا القديمة، الصامتة الفارغة الضيقة المتربة الملتوية، المسيّجة بأشجار التين الشوكي، غير منتظمة التوزيع، الخضراء الشاهقة الكثيفة، المتداخل بعضها في بعض، المخيفة، فهي مأوى الثعابين؛ والصديقة، فهي مصدر رزق الفلاحين، حين يطيب منها الثمر.. قريتي وديعة هادئة وأهلها مزارعون بسطاء طيبون كرماء مسالمون. والحمير والنساء هنا، وديعة ايضا، وهزيلة لقلة ما تأكل؛ حمائر ونساء القرية، متشابهات الخصال والسمات، وذكور حميرنا، نسخة طبق الأصل، عن أصحابها، كذلك؛ ولكن، كان في القرية، حمار كبير الحجم منتفخا، شاذّ الطبع، وكان بهيئته، وفظاظته، وغريب لونه، وتثاقل حركته، وبلادته، وضيق ظهره، وترنحه في مشيته، وقبح وجهه، وقِصر أذنيه، وذيله، وآلته، وفجور نهيقه وقبيحِه، حمارا مختلفا عما ألفناه من الحمير، وصفاتها. نفرت منه حمائر القرية وحميرها وبهائمها وقوارضها وزواحفها وأناسها رجالا ونساءا.. لم يحبه أهل القرية، وكان الكره لا يعرف إلى قلوبهم سبيلا.. كان صاحبه، دون أهل القرية جميعا، يسكن في بيت من طابقين، الأسفل لحماره، والأعلى، لصاحب الحمار، واسرته. كان أهل القرية، يُسمّون بيت الحمار البشع الصفات، وصاحبه: "القصر"! وكانت حمارة أبي، ، هي الأخرى، استثناءا، بين الحمير: مدلّلة ناعمة سليمة نظيفة، لامعة ورصينة، وواثقة في مشيتها، بهية في طلعتها، وممتلئة الظهر والبطن والأرداف والسيقان والذيل، وما يغطّي الذيلُ بعضَه؛ كانت مثيرة لشبّان القرية الظمأى المحرومين، ولحميرها، معا! كان أبي يوليها اهتماما، يعادل اهتمامَه بعائلته، أو يزيد؛ ولا تحظى بمثله، ولا بنصفه ولا بربعه ولا بثمنه، كل حمير القرية الأخرى، وربما، كل حمير القرى والمدن في بلادي!".. - " الحمير صبورة حكيمة وقورة مجتهدة مخلصة طيبة مسالمة قنوعة، ولا تثرثر؛ أين منها الناس! الحمار صديق الفلاسفة القدامى، في وقت مضى، أسس أهل فكر وأدب، جمعية لهم، سموها "جمعية الحمير"!..- "حمار القصر كان مختلفا، كان شرسا: سقطتُ عن ظهر حمارتي فجأة، هجم علينا الحمار الشاذّ من الخلف، نعق قبل وصوله إلينا، نعيقا، بدا، وعلى غير ما ألفنا منه، كعزف قيثار حالم ينساب في هدأة الليل، كجدول يسقى ورودا جورية عاطرة ؛ لكنه عال أسمع البعيد وأيقظ النائم، لعله كان يدعو أهل القرية إلى عرسه! وأحسب أن صوت نهيقه الشجي، خدّر حمارتي، قبل أن يبلغها، وربما خدّر نسوة القرية، ممن لا عهد لهن، بالغزل الرقيق المهذب؛ ثم هجم بطبعه المعهود، فأسقطني من فوق ظهر حمارتي، فزِعة من نعيقه، وبعد أن نطحني، بقسوة، في ظهري، وكان يواصل نعيقه كما بدأه، منذ رأى حمارتي تحتي. كشّر لي عن أسنانه وأنيابه، ورفص الهواء.. وقفز.. وقضى شهوته؛ وعاد الهدوء إلى قريتنا، وإلى نفسي، وعدتُ أمتطي ظهر حمارتي، وواصلتُ نزهتي، واستعدتُ براءة طفولتي، واستمتاعي وبهجتي"!..- "ليت ذكور بلادنا، مثل حمار القصر، مع حمارتك!"..- "إناث بلادنا، بليدات!"..- "أنا الشيخ أبو العبد؛ فمن أنتِ يا صاحبة الحمارة؟!"..- "أنا حورية!"..- "حورية؟! حورية من حور الجنة، نزلت في قريتنا؟!".. - "كلا يا شيخ؛ أنا من نساء القرية، وتستطيع أن تقول إني من حمائرها أيضا.. حورية، ليس هو اسمي الحقيقي المدون في شهادة الميلاد، لم تكن أمي تعرف اسمي المدون في السجلات الرسمية، لم يخبرها أبي به، أظن أن أبي نسيه أيضا، لم يذكره أحد، ولا مرة واحدة، وبقيت وقتا طويلا ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728732
الحوار المتمدن
حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (11)
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 12
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (حكاية رجل يشتهي الحبّ ولا يناله!)قال لرجاء، وبعد اتفاقهما على أن يصيرا صديقين: "الحبيبة"، من الأسرة التي تقيم فوق رأسي".- "حاذرْ من التصرف بطريقة غير ملائمة".- "أحرص على التعامل معها، كامرأة متزوجة وأمّ لطفل!".. وعد رجاء، أنه لن يرتكب أية حماقة قد تضر بـ"الحبيبة". ولكنه، أخفى عنها، أن هذا الموقف، لا يعكس أن حبه لـ"الحبيبة"، لم يعد قائما، أو أنه لم يعد يتمنى الزواج منها. "الحبيبة" لم تبرح قلبه، ورجاء رفضته؛ فباتت فكرة زواجهما، مثل بذرة ألقُيت، فوق سطح أرض جافة قاحلة، فلم تنبت منها أوراق، ولا جذور، فجفّت، وماتت !.. قال لـ"الحبيبة"، في وقت لاحق، وهو يقترب معها، تحت جناح الليل، من بيت زوجها: "انفصلي عنه؛ إنه لا يستحقّك، أنت تستحقين إنسانا يرفعك إلى مقام إنسانيتك الرفيع الكريم!!".- "وأبنائي؟!".. وكانت قد أنجبت طفلا ثانيا..- "أنت وأبناؤك في قلبي؛ سنعيش معا أنا وأنت وهما أيضا!!".- " لن يتركهما لي زوجي لو انفصلت عنه؛ هو يعلم أن نقطة ضعفي في تعلقي بأولادي، ويستغل هذه النقطة ضدي.. أنا مستعدة لتحمل كل شيء في سبيل أن أبقى مع أبنائي!!".همس، وهما يدنوان من باب بيت زوجها: "أنا أحبك؛ والمحب لا يؤذي حبيبه!!".. امتد ظلام الليل إلى نفسه.. - "ألقيت مرساتي، يا صديقتي، عند صوت رجاء، وأنا لا أعرفها ولم ارها!". - "أنت تخوض في لُجّيّ مجهول!"- "وأعرف أن "الحبيبة" لُجِيّ موهوم!"- "رباه.. ما دهاك؟! إلى متى هذا الضياع؟! تقفز من سراب في الصحراء إلى سراب؟! فمتى تعود إلى رشدك؛ هل أنت مسحور؟!"؛ قالت صديقته القديمة الأثيرة..انتهت محادثته مع رجاء. أحزنه اتجاهها نحو الزواج من رجل غيره، لكن حزنه لم يدم طويلا.. قام فنام.. استيقظ صباح اليوم التالي، مبكرا، أعد كوبا من الشاي، وجلس في الفناء الخارجي لبيته، يرمق الشرفة الصامتة: "يبدو أنها عادت لابنها!".. لفّه صمت، ثم غاب عن نفسه، سقط عليه شيء من براز العصافير التي تعشعش فوق التينة، انتبه: "أوهامي تبددني.. أينك يا هدى.. أينك يا حلمي؟!"..حكى لرجاء، في مستهل علاقة الصداقة بينهما، قصة انتقاله إلى البيت الذي يقيم فيه الآن: "طال انتظاري لها. وعدتني في المكالمة الأخيرة قبل زواجها أن تعود لزيارتي في البيت الذي شهد أول لقاءاتنا، حين اقتحَمَتْ وحدتي، فغزت قلبي بجيش مدجج، لا قوة لمثلي، على التصدي له، باغتني بهجوم كاسح، فانهارت حصوني كلها، أمام طلعتها، واستولت علَي، دون مقاومة مني، ومنذ تلك اللحظة، التي لم تفارقني، بتفاصيلها، وبحرارتها، وانبهاري بها، وانفعالاتها، اجتاحت كياني كله، ماضيه وحاضره ومستقبله، ولم تبرحني صورتها الأولى، ولا أول كلماتها، ولا أول سهام عيونها! أحببتها كما لو أني، لم أحب امرأة من قبل، وكنت قبلها، قد أحببت من النساء كثيرات، لا أحصيهنّ عددا.. أحببتها، ولم أزل أحبها.. وظللت انتظر وفاءها بالوعد مدة سنتين.. لا أريد فراق أول مكان جمعنا.. حملت نفسي على الصبر، واخترعت ألف عذر وعذر لها، لأُقنع نفسي، أنها لا بد ستفي بوعدها! لكني، كنت أنتظر الوهم؛ لم تأتْ! فتملكني اليأس من مجيئها، فقلت لنفسي: فلأرحل من هنا، وأذهب أنا إليها! فما عاد بيت، جفاه نور "الحبيبة"، بيتي! بيت لا يشرق الحب فبه، ليس بيتا! بيت بلا حب، هو جُبّ نهوي إلى قاعه، فنموت، قبل أن نموت!.. جئت إلى البلد الذي ترعرعت فيه "الحبيبة".. الذي كنت أحجّ إليها، فيه، للقائها.. اهتديت إلى شقة، في بناية قريبة، من مكان عمل سابق لها، كنا التقينا فيه؛ وقّعت عقد الاستئجار، دفعت إيجار شهرين مقدما، واستلمت مفتاح الشقة، من مالكها، واتفقنا ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729012
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (حكاية رجل يشتهي الحبّ ولا يناله!)قال لرجاء، وبعد اتفاقهما على أن يصيرا صديقين: "الحبيبة"، من الأسرة التي تقيم فوق رأسي".- "حاذرْ من التصرف بطريقة غير ملائمة".- "أحرص على التعامل معها، كامرأة متزوجة وأمّ لطفل!".. وعد رجاء، أنه لن يرتكب أية حماقة قد تضر بـ"الحبيبة". ولكنه، أخفى عنها، أن هذا الموقف، لا يعكس أن حبه لـ"الحبيبة"، لم يعد قائما، أو أنه لم يعد يتمنى الزواج منها. "الحبيبة" لم تبرح قلبه، ورجاء رفضته؛ فباتت فكرة زواجهما، مثل بذرة ألقُيت، فوق سطح أرض جافة قاحلة، فلم تنبت منها أوراق، ولا جذور، فجفّت، وماتت !.. قال لـ"الحبيبة"، في وقت لاحق، وهو يقترب معها، تحت جناح الليل، من بيت زوجها: "انفصلي عنه؛ إنه لا يستحقّك، أنت تستحقين إنسانا يرفعك إلى مقام إنسانيتك الرفيع الكريم!!".- "وأبنائي؟!".. وكانت قد أنجبت طفلا ثانيا..- "أنت وأبناؤك في قلبي؛ سنعيش معا أنا وأنت وهما أيضا!!".- " لن يتركهما لي زوجي لو انفصلت عنه؛ هو يعلم أن نقطة ضعفي في تعلقي بأولادي، ويستغل هذه النقطة ضدي.. أنا مستعدة لتحمل كل شيء في سبيل أن أبقى مع أبنائي!!".همس، وهما يدنوان من باب بيت زوجها: "أنا أحبك؛ والمحب لا يؤذي حبيبه!!".. امتد ظلام الليل إلى نفسه.. - "ألقيت مرساتي، يا صديقتي، عند صوت رجاء، وأنا لا أعرفها ولم ارها!". - "أنت تخوض في لُجّيّ مجهول!"- "وأعرف أن "الحبيبة" لُجِيّ موهوم!"- "رباه.. ما دهاك؟! إلى متى هذا الضياع؟! تقفز من سراب في الصحراء إلى سراب؟! فمتى تعود إلى رشدك؛ هل أنت مسحور؟!"؛ قالت صديقته القديمة الأثيرة..انتهت محادثته مع رجاء. أحزنه اتجاهها نحو الزواج من رجل غيره، لكن حزنه لم يدم طويلا.. قام فنام.. استيقظ صباح اليوم التالي، مبكرا، أعد كوبا من الشاي، وجلس في الفناء الخارجي لبيته، يرمق الشرفة الصامتة: "يبدو أنها عادت لابنها!".. لفّه صمت، ثم غاب عن نفسه، سقط عليه شيء من براز العصافير التي تعشعش فوق التينة، انتبه: "أوهامي تبددني.. أينك يا هدى.. أينك يا حلمي؟!"..حكى لرجاء، في مستهل علاقة الصداقة بينهما، قصة انتقاله إلى البيت الذي يقيم فيه الآن: "طال انتظاري لها. وعدتني في المكالمة الأخيرة قبل زواجها أن تعود لزيارتي في البيت الذي شهد أول لقاءاتنا، حين اقتحَمَتْ وحدتي، فغزت قلبي بجيش مدجج، لا قوة لمثلي، على التصدي له، باغتني بهجوم كاسح، فانهارت حصوني كلها، أمام طلعتها، واستولت علَي، دون مقاومة مني، ومنذ تلك اللحظة، التي لم تفارقني، بتفاصيلها، وبحرارتها، وانبهاري بها، وانفعالاتها، اجتاحت كياني كله، ماضيه وحاضره ومستقبله، ولم تبرحني صورتها الأولى، ولا أول كلماتها، ولا أول سهام عيونها! أحببتها كما لو أني، لم أحب امرأة من قبل، وكنت قبلها، قد أحببت من النساء كثيرات، لا أحصيهنّ عددا.. أحببتها، ولم أزل أحبها.. وظللت انتظر وفاءها بالوعد مدة سنتين.. لا أريد فراق أول مكان جمعنا.. حملت نفسي على الصبر، واخترعت ألف عذر وعذر لها، لأُقنع نفسي، أنها لا بد ستفي بوعدها! لكني، كنت أنتظر الوهم؛ لم تأتْ! فتملكني اليأس من مجيئها، فقلت لنفسي: فلأرحل من هنا، وأذهب أنا إليها! فما عاد بيت، جفاه نور "الحبيبة"، بيتي! بيت لا يشرق الحب فبه، ليس بيتا! بيت بلا حب، هو جُبّ نهوي إلى قاعه، فنموت، قبل أن نموت!.. جئت إلى البلد الذي ترعرعت فيه "الحبيبة".. الذي كنت أحجّ إليها، فيه، للقائها.. اهتديت إلى شقة، في بناية قريبة، من مكان عمل سابق لها، كنا التقينا فيه؛ وقّعت عقد الاستئجار، دفعت إيجار شهرين مقدما، واستلمت مفتاح الشقة، من مالكها، واتفقنا ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729012
الحوار المتمدن
حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (12)
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 13
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (حِكايةُ رَجلٍ يشْتهي الحُبَّ ولا يَنالُه!)عاد من حجّه الأول، إلى هواء "الحبيبة"، في الشمال البعيد، منهك الجسد، مشوّش الفكر مضطرب النفس.. وصل إلى بيته، بعد رحلة استغرقت ثلاث ساعات، في الواقع، فالرحلة، في ظروف اعتيادية، لا تستغرق أكثر من ثلاثين دقيقة، لكن السيارة التي أقلّته، اضطرت للتوقف عدة مرات، ولمدد طويلة، خضعت فيها للتفتيش، والتحقق من هوية ركابها، أمام حواجز قوات الاحتلال الإسرائيلي، المنصوبة في عدة نقاط، على طريق صلاح الدين، التي تمتد من أقصى شمال قطاع عزة، إلى أقصى جنوبها. طوال الرحلة، كان نائما، وكان الجنود الإسرائيليون، المدججون بالسلاح، المستنفَرون، عند الحواجز، يتحققون من هوية السائق، ويكتفون بتسليط ضوء مصابيحهم اليدوية، على وجهه الشاحب والشائب.. قبل أن يغادر مقعده في السيارة، لدى وصوله إلى بيته، قال له السائق: "كان نومك مقلقلا، وانتفض جسمك أكثر من مرة، وامتقع وجهك مرات، واكفهرّ مرّات، وفغرتَ فاهك، كأنت كنت تحاول التقيؤ، وضاقت أنفاسك، وبدوتَ كأنك تختنق، وشهقت بقوة وزفرت بقوة، وكنت تبكي حينا، وتضحك حينا، كنت مرتعبا أحيانا، وهادئا احيانا، وحين نتوقف قسرا وقهرا، عند الحواجز الإسرائيلية، كانت يداك، وأنت غارق في نومك، وفي نوبات أحلامك، أو كوابيسك، تندفعان بحركة قوية خاطفة، نحو جانبيك، كأنك تسحب مسدسين من جرابهما، وبسرعة البرق، تفتح كفّيك، وتشدهما، كأنهما متشنجتان، ضامّا إلى راحتيك، اصبعيك الوسطيين والخنصرين والبنصرين، وإبهاماك مرفوعتان، وسبَّابتاك مشدودتان ثابتتان موجّهتان نحو رأس الجندي الإسرائيلي، فيغتاظ ويجفل ويرتعد، فتبتسم أنت، وأبتسم أنا، فلا أداري بسمتي، وأنْفُث غِلّ صدري، ثم أتنفَّس الصُّعَدَاء!رمى جسده المرهق على فراشه الأرضي، تذكّر نصيحة أسدتها له صديقته، حين طلبت إليه أن يتروّى، قبل الانتقال إلى بلد "الحبيبة"، المستهدَف من قوات الاحتلال الإسرائيلي، باجتياحات ليلية مرعبة، تتكر مرتين على الأقل، من كل أسبوع، وتتوزع بين الأحياء، وتجري، في أوقات متأخرة من الليل، ويسقط فيها الضحايا، أمواتا وجرحى؛ أضافت ناصحته أو محذِّرته: - "أنت تقيم الآن في منطقة، هي الأهدأ والأشدّ أمنا، في قطاع غزة كله!".- "دعيني اسقط شهيدا للحب!".قال في سرِّه: "بل شهيد الأوهام!". أضافت، بحسرة: " تريد أن تكون شهيد حب في زمن لا يعرف الحبّ ولا يقيم له وزنا؟!, - "أنا نبيُّ الحب ولا أبالي!!"..- "يا لِبؤسك وضياعك؟!".تمتم، وقد بدأ النومُ يجتاحه: "الحقّ أنا شهيد تيَهاني القديم عن أمّي؛ فمنذئذ، لا أزال أبحث عنها، في صحراء نفسي، الراكدة الباردة المتجمدة القاحلة الموحشة، الغائرة في ظلامي!"..بعد دقائق قليله، هبّ من النوم فزِعا يترنّح، قرعٌ على الباب بقبضة غليظة الضربات، وجرس يدوّي حادا، وبإصرار متصل، ومكبِّر صوت، يهدد ويتوعّد ويكرر: "أخرج يا دكتور، لا تحاول الهرب، المكان محاصر بإحكام ، اهبط الآن، وإلا سندمر عليك بيتك!"؛ فتح الباب: رجل صارم الملامح مكفهر الوجه مرعوب مرتبك منهك مضطرب: "الجيش يطلب منك، الخروج فورا، إلى الشارع!".- "أي جيش؟!".- "جيش الاحتلال، يحاصر بنايتنا، ويستعد لاقتحامها؛ خرج الجميع من بيوتهم، سألني قائدهم: مَن تبقّى؟ قلت: الدكتور؛ الأمر متروك لك!".- "سأغلق الباب، وأتبعك!".الرجل جار له، لم يكن يعرفه من قبل. مدخل البناية الضخمة الواسع، غاصٌّ بالنساء المرتجفات، وأطفال يصرخون مذعورين بعضهم على صدور أمهاتهم، أو على أكتافهن، وبعضهم ملتصقون بأبدان أمهاتهم، وبعضهم يختبئون وراءهن، وبعضهم نائمون فوق الأرض الجرداء الخ ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729230
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني (حِكايةُ رَجلٍ يشْتهي الحُبَّ ولا يَنالُه!)عاد من حجّه الأول، إلى هواء "الحبيبة"، في الشمال البعيد، منهك الجسد، مشوّش الفكر مضطرب النفس.. وصل إلى بيته، بعد رحلة استغرقت ثلاث ساعات، في الواقع، فالرحلة، في ظروف اعتيادية، لا تستغرق أكثر من ثلاثين دقيقة، لكن السيارة التي أقلّته، اضطرت للتوقف عدة مرات، ولمدد طويلة، خضعت فيها للتفتيش، والتحقق من هوية ركابها، أمام حواجز قوات الاحتلال الإسرائيلي، المنصوبة في عدة نقاط، على طريق صلاح الدين، التي تمتد من أقصى شمال قطاع عزة، إلى أقصى جنوبها. طوال الرحلة، كان نائما، وكان الجنود الإسرائيليون، المدججون بالسلاح، المستنفَرون، عند الحواجز، يتحققون من هوية السائق، ويكتفون بتسليط ضوء مصابيحهم اليدوية، على وجهه الشاحب والشائب.. قبل أن يغادر مقعده في السيارة، لدى وصوله إلى بيته، قال له السائق: "كان نومك مقلقلا، وانتفض جسمك أكثر من مرة، وامتقع وجهك مرات، واكفهرّ مرّات، وفغرتَ فاهك، كأنت كنت تحاول التقيؤ، وضاقت أنفاسك، وبدوتَ كأنك تختنق، وشهقت بقوة وزفرت بقوة، وكنت تبكي حينا، وتضحك حينا، كنت مرتعبا أحيانا، وهادئا احيانا، وحين نتوقف قسرا وقهرا، عند الحواجز الإسرائيلية، كانت يداك، وأنت غارق في نومك، وفي نوبات أحلامك، أو كوابيسك، تندفعان بحركة قوية خاطفة، نحو جانبيك، كأنك تسحب مسدسين من جرابهما، وبسرعة البرق، تفتح كفّيك، وتشدهما، كأنهما متشنجتان، ضامّا إلى راحتيك، اصبعيك الوسطيين والخنصرين والبنصرين، وإبهاماك مرفوعتان، وسبَّابتاك مشدودتان ثابتتان موجّهتان نحو رأس الجندي الإسرائيلي، فيغتاظ ويجفل ويرتعد، فتبتسم أنت، وأبتسم أنا، فلا أداري بسمتي، وأنْفُث غِلّ صدري، ثم أتنفَّس الصُّعَدَاء!رمى جسده المرهق على فراشه الأرضي، تذكّر نصيحة أسدتها له صديقته، حين طلبت إليه أن يتروّى، قبل الانتقال إلى بلد "الحبيبة"، المستهدَف من قوات الاحتلال الإسرائيلي، باجتياحات ليلية مرعبة، تتكر مرتين على الأقل، من كل أسبوع، وتتوزع بين الأحياء، وتجري، في أوقات متأخرة من الليل، ويسقط فيها الضحايا، أمواتا وجرحى؛ أضافت ناصحته أو محذِّرته: - "أنت تقيم الآن في منطقة، هي الأهدأ والأشدّ أمنا، في قطاع غزة كله!".- "دعيني اسقط شهيدا للحب!".قال في سرِّه: "بل شهيد الأوهام!". أضافت، بحسرة: " تريد أن تكون شهيد حب في زمن لا يعرف الحبّ ولا يقيم له وزنا؟!, - "أنا نبيُّ الحب ولا أبالي!!"..- "يا لِبؤسك وضياعك؟!".تمتم، وقد بدأ النومُ يجتاحه: "الحقّ أنا شهيد تيَهاني القديم عن أمّي؛ فمنذئذ، لا أزال أبحث عنها، في صحراء نفسي، الراكدة الباردة المتجمدة القاحلة الموحشة، الغائرة في ظلامي!"..بعد دقائق قليله، هبّ من النوم فزِعا يترنّح، قرعٌ على الباب بقبضة غليظة الضربات، وجرس يدوّي حادا، وبإصرار متصل، ومكبِّر صوت، يهدد ويتوعّد ويكرر: "أخرج يا دكتور، لا تحاول الهرب، المكان محاصر بإحكام ، اهبط الآن، وإلا سندمر عليك بيتك!"؛ فتح الباب: رجل صارم الملامح مكفهر الوجه مرعوب مرتبك منهك مضطرب: "الجيش يطلب منك، الخروج فورا، إلى الشارع!".- "أي جيش؟!".- "جيش الاحتلال، يحاصر بنايتنا، ويستعد لاقتحامها؛ خرج الجميع من بيوتهم، سألني قائدهم: مَن تبقّى؟ قلت: الدكتور؛ الأمر متروك لك!".- "سأغلق الباب، وأتبعك!".الرجل جار له، لم يكن يعرفه من قبل. مدخل البناية الضخمة الواسع، غاصٌّ بالنساء المرتجفات، وأطفال يصرخون مذعورين بعضهم على صدور أمهاتهم، أو على أكتافهن، وبعضهم ملتصقون بأبدان أمهاتهم، وبعضهم يختبئون وراءهن، وبعضهم نائمون فوق الأرض الجرداء الخ ......
#رواية:
#والتينة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729230
الحوار المتمدن
حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (13)