الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
أثير علي السيد علي : العملاق الاناني
#الحوار_المتمدن
#أثير_علي_السيد_علي  عصرَ كلِ يوم وبعد أنتهاءِ ساعات الدراسة يذهبُ أطفال الحي للعبِ في الحديقــةِ الغَناء لقصرِ العملاق.كانت الحديقــةُ واسعةٌ جميلةٌ يغطيها عشبٌ أخضر ناعم تزينهُ الورود كما تزينُ النجومُ وجـــهَ السماءِ الصافيـــة وتحيطها أثنى عشر شجرة خوخ تزدانُ ربيعاً بحُلةٍ من الازهارِ اللامعــةِ كلؤلؤِ البحر وتضجُ خريفاً بأشهى الثمارِ . وأتخذت الطيور من أغصانها مسرحاً تصدحُ فيه بأعذب الألحان التي تنسي الاطفال متعـــة لعبهم وتشدهم لسماعها وهم يقولون لبعضهم البعض " لكم نَحْنُ سعداءَ في هذا المكان " .ذاتَ يومٍ وبعد غيابِ سبعِ سنواتٍ قضاها في زيارةٍ لصديقـــهِ الغول الاصفر عاد العملاق الى قصرهِ فوجــدَ الاطفال يلعبونَ في حديقتـــه كعادتهم فصاحَ بهم بصوتٍ مخيف " ماذا تفعلون هنا ؟ " فأرتعب الأطفال وفروا فزعينَ , فصاحَ بأعلى صوته " هذهِ الحديقةُ لي أنا فقط ولن أسمح لاي أحدٍ بالدخولِ اليها سواي "  ثم شيـــدَ سوراً عالياً أحاط  بالحديقة تماماً وعزلها عن العالم الخارجي وعلق لافتةً مكتوبٌ عليها : "سيطالُ عقابي كلُ من يحاولُ الدخول " .كان عملاقاً بمنتهى الانانيــــة .لم يكُ للأولادِ مكاناً آخر يلعبون فيــهِ فحاولوا اللعبَ في الشارعِ فما أستطاعوا من كثرةِ التراب وقساوة الصخرِ وكانوا كلما مروا بجانبِ السور بعـــد المدرســــة يقولون بحسرةٍ " كم كنا سعداءَ هنا " .أشرقَ فصلُ الربيعِ مجدداً في البلاد كلها وعادت الازهارُ الصغيرة للابتسامِ والطيور للغناءِ عدا حديقــةَ العملاق الاناني فالشتاءُ كان لايزالُ رابضاً هناك والطيور هجرت المكان  طالما خلا من الاطفال , أما الاشجارُ فنسيت بدورها كيف تزهرُ الا من زهرةٍ واحدةِ أطلت  بينِ العشبِ لترى اللافته هناك فعادت الى الارضِ مكسورةَ القلبِ حزناً على الاطفال وغطت في سباتها من جديد .لم يكن أحدٌ يشعرُ بالسعادة مما يجري في الحديقـــةِ سوا الثلج والصقيع " يبدوا أن الربيع قد نسي هذه الحديقة ولم يزرها وسنظلُ هنا طوال العام " .ففرش الثلجُ عبائتهُ وكسا بها العشب بغطاءٍ أبيض بينما طلى الصقيعُ أغصان الشجرِ بالفضـــةِ ودعى الاثنانِ ريحَ الشمالِ للمكوثِ معهما وجاءت تزمجرُ طوال اليوم في أركان الحديقة واتخذت أسفل أواني الزرعِ مستقراً لها . فقالت "لما لاندعوا حباتِ البردِ كي تزورنا هنا" , وجاءت , كل يومٍ لثلاثِ ساعات كانت تهطلُ على سقفِ المكان حتى ان الواحَ العريشةِ قد تكسرت من وقعها وهي تعصفُ برعونـــةٍ جيئةً وذهاباً في أرجاءِ المكان .ملتحفاً بردائهِ الرمادي وانفاسهُ الباردةُ كأنها الصقيعُ نفسهُ  قال العملاقُ وهو ينظرُ من النافذةِ الى حديقته وقد استحالت كشعرِ رجلٍ مسن من شدةِ البياض " لستُ أفهم لما تاخرَ الربيعُ هكذا أرجو أن يتغيرَ هذا الطقس "لكن الربيع لم يأتي وكذلك الصيف حذا حذوه وأهدى فصلُ الخريفِ ثماراً ذهبيةً الى كل الحدائق عدا هذهِ الحديقة لأن صاحبها أنانياً جداً لذا فالشتاءُ مستمرٌ هناك ولاشيء سوا الريح والبرد والصقيع يتراقصون بين أشجارِ الحديقةِ هذه .ذات صباحٍ وبينما هو مستلقٍ في فراشه تناهى الى مسامعِ العملاق صوتُ موسيقةٍ من أغذب ماسمع فظن أن الفرقـــة الملكيةَ تمر بجوار قصره لكنه أنتبه أنها زقزقة العصافير التي هجرت حديقتهُ منذ زمن فكان صوتها غايةً في الجمال وفجأة توقفَ هطولُ البَرد وسكنَ هيجان الريح وماعادت تزمجرُ فنهضَ من فراشهِ مسرعاً " وأخيراً حل الربيع هنا " .ونظر الى الخارج فماذا رأى ؟راى مالايمكنُ وصفَ روعتهِ بالكلمات فمن فتحةٍ صغيرةٍ في الجدار تسللَ الاطفالُ للعبِ في الحديقة متسلقينَ جذوع ......
#العملاق
#الاناني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745699