الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ديار الساعدي : قصة قصيرة :خط أحمر
#الحوار_المتمدن
#ديار_الساعدي خط أحمرإن الفكرة تتجسد على شكل صاحبها...قبل إطلاقك لفكرتك يجب أن تُفكّر بجدواها، حولك، لأنها كرصاصة تخرج من فوهة بندقية، متجهة صوب هدفها، هكذا تكون فكرتك بمستوى الرصاصة، بصوتها وسرعتها وإصابتها التي تُحدث حدثا أعظم، هكذا أريدك أن تتحرر من كل القيود، تتمرد تثور تدوس بقدميك على خوفك، فاخرجْ كطائر حر نحو السماء من سجن عقلك، حتى تُحلّق عاليا، عندها ستفكّر في الأشياء بطريقة مختلفة، تعرّيها من أشكالها المزيفة، تخيل أولئك العظماء الذين واجهوا الظلم والقهر والقتل والحرمان؛ لكي يسعد أبناء جلدتهم بنعمة الحرية، كـ: المهاتما غاندي, عمر المختار, مارتن لوثر كنج, تشي جيفارا, أريدك بتلك الدماء التي تفور، وبذلك الغضب الثوري، لتمحو كلّ المعوقات وتدمّر كلّ الحواجز وتجتاز كلّ الخطوط الحمر...هكذا أريد أن تكتبوا موضوعاً بهذا المعنى...لم تفارق ذاكرتي تلكم الكلمات: تحرر، ثورة، غضب، حرمان، قهر، تمرد، قيد، حاجز...لطالما ردّدها على مسامعنا، متجوّلاً بيننا داخل الصف، بصوته الجهور. حتى أنّني إثر انفعالي معه، ذات يوم، أردت أن أصرخ بغضب: ثورة، ثورة. لقد حقّقت مرادي هذا بعدما خرج، مذكراً بإنجاز ذلك الموضوع، إذ انفجرت مع حنجرتي حناجر زملائي الطلاب كلّهم. فحين تحرروا من قيودهم، كما يريد، أطلقوا أصواتا عالية بالصفير والتهليل حدّ التهريج، كلٌّ يغني على ليلاه، بحيث حدث شجار بينهم.عدتُ إلى البيت، وكلمات مدرّسنا ترنّ في رأسي، أفكر في الموضوع الذي سأختاره، للكتابة، حيث مجموعة أفكار تحوم حولي كسرب طيور. أتذكّر قولاً، نسيت أين قرأته!، بأن "الكتابة محض جنون صرف يُشبه طيراناً بلا أجنحة". هذا يعني أنْ تُحلّق في السماء لتصبح نجماً أو تسقط، فينكسر عنقك وتموت، محض خيالك الجامح.فكرتُ أن أكتب عن الله، عزّ وجل، فأُخضع كلَّ قول في كتابه العزيز للعقل والمنطق. سيغدو موضوعاً جديراً بالاهتمام، حقّاً، لن يعترض عليه المدرّس، حتماً، وسيُثير جدلاً واسعاً بين الطلاب. لكنّ أبا أحدهم "رجل دين"، شيخ صاحب لحية طويلة مخضبة بحنّاء، قد يخبره ابنه عن فكرة موضوعي. سيحسبُني زنديقاً، أيْ ملحداً كافراً؟، فيُقيم عليّ حدّه: يقطع رأسي، بالسيف، ثم يرمي جثّتي في مكبّ النفايات!لا، لا، لن أكتب عن هذه الفكرة التي ستؤدي بي إلى الهلاك.دخلتُ في دوامة أفكاري، من جديد، لعلّي أجد موضوعا، أفضل من الأول، أكتبه متحرّرا من كلّ قيد، دون خوف، وفي الوقت ذاته أحمي نفسي من أيّ أذى قد يصيبني بسببه.لاحت لي فكرة عن مختار محلتنا، مثلاً لجميع مختاري المحلّات، حيث هو نسخة مصغّرة من الدكتاتور الكبير. لقد سخّر لخدمته كلّ طاقاته، بأيديولوجية و سيكولوجية، لذلك لم يدع كبيرة ولا صغيرة إلا حشر أنفه المفلطح فيها. لهُ قابليتان حرباويّتان، نسبةً إلى الحرباء، هما: التحوّل بالموقف و التأقلم للحدث!: حزبي ببزة زيتونية، تحديدا، يطارد فارّين من الجيش/ قوّاد لبائعات الهوى، أمام بيوتهن الداعرة، يُسلِّم كي يستلم/ وليٌّ ضمن الخط الأول للمصلّين في المسجد، خلف إمامه تماما، يصلّي "خاشعاً متصدّعا من خشية الله"/ متعفّف قبالة البقالين، يرمقهم بنظراته المعروفة لهم، ليزوّدوه بالخضار والفاكهة مجّانا.هذه الفكرة الحاضرة، أفضل من نظيرتها الماضية، مليئة بأحداث تعرّي دكتاتوراً صغيراً. سيكون موضوعها فريداً من نوعه، بالتأكيد، وسيحصل على درجة ممتازة من المدرّس بعد أن أقرأه أمام الطلاب. أكملت الموضوع مسروراً منتشياً، كفارس منتصر، لكنّ صاعقة دمّرت كلّ تعبي المرهق به، أي ضاع الانتصار، إذ تذكّرت أن ابن المختار معي في الصف! سيفشي موضوعي لأب ......
#قصيرة
#أحمر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741825