الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعد محمد موسى : أبوذية الغناء وصوفية العشق
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى لقد كان رواد الأغنية الريفية العراقية يتسمون بالعفوية والبساطة والتواضع، ولم يفكروا يوماً بالشهرة والثراء في توظيف أو استغلال غنائهم لأغراض تجارية، بقدر ما كانوا أقرب الى سدان الحزن في معابد الغناء السومري، وهم ينشدون عذابات الناس المقرونة بالقهر الاجتماعي والسياسي، وكذلك يرتلون ويصفون عذوبة وسحر الطبيعة وتلقائية الحياة، لا سيما في فراديس الاهوار حين يصدحون بهيامهم ولوعتهم وحبهم العذري لحبيباتهم بشدوهم الشجيّ وترانيمهم المرهفة، التي تتسلل من وراء أجمات القصب أو المنسابة من أعماق سكينة البساتين، ببوح قصائد الأبوذية والدارمي بقلوب مكلومة تناجي القمر في جلسات العشاق فوق مسنايات الانهار وعلى أطراف الاهوار وقد اقترن الحزن في وجودهم وفي فطرتهم منذ "نواعي انكيدو، ونواح كلكامش، وعذابات ديموزي" وحتى طقوس العشق لديهم كانت مجبولة بالاشجان واللوعة والحرمان والعتاب حتى بات الحزن ملح حياتهم وتعويذتهم الروحية، وصلصال خليقتهم، يهيمون به حد العبادة مثل المتصوفة والدراويش ويضربون عن تناول الطعام حتى توهن أجسادهم بسبب ضراوة العشق وفراق المحبوب، لا سيما حين تذوي أمنياتهم ويأفل حلم الاقتران بالحبيبة، فيكون العرس بعيد المنال بعد أن تساق الحبيبة قسراً الى وصايا وفرمانات الأهل والقبيلة، سواء بافضلية ووجوب زواجها بابن العم أو تزويجها الى أحد وجهاء وسادات العشيرة أو يكون الرفض بسبب الفروقات الطبقية وتفاوت الانساب وعداوات القبائل لوجود الثآرات أو الاختلافات الطائفية والدينية والعرقية وكذلك في استخدام النساء كقرابين مستعبدة في زيجات (الديّة والفصلية). وما أكثر حكايات الوجع وأسى الحب وسعير الفراق في حياة الشعراء والمطربين، التي تنتهي غالباً بموت العاشق مكلوماً أو أن يبقى بعضهم يعيش بأحزانه ومكابداته فتتجلى تلك الآلام بأسمى مراتبها في وجع وعذابات الغناء الذي يقترب من النحيب والنواح.لقد توارث مطربوا الجنوب الحزن المقدس من أسلافهم حين ينشد مغني (الگالا) منتحباً ومرتلاً "صراخو.. وزماروا.. وشير" الى شطحات منشد الوجع (حسن ناصرية) حين يشط عن مألوف وقواعد الأبوذية بنحيبه الذي أوصله بعفوية الشجن ونزيف الأسى الى غناء يشوبه النشيج سميّ بطور الشطيت!! (الأغنية الأخيرة فوق ناصية القلب)حين لمح (منشد الوجع- حسن ناصرية) عيون الفتاة الجميلة (ظبية) من وراءِ أطراف عباءتها وهي تهم بعبور ناصية الرصيف متجهة نحو الجسر، شعر حينها إن هنالك ثمة شوق ودهشة داهمته وتأججت في أعماقه وهو يتأمل خطواتها الفاتنة بخلخالها الفضي الذي يزين كاحلها، أثناء جلوسه في المقهى التي إعتاد إرتيادها. ثم إِستفاق من إغفاءته وحلمه القصير لدى عبور الفتاة، فنهض متعقباً خطاها، حتى عرف أين تقع دارها وعلم أيضاً إنها أبنة لأحد كبار موظفيّ الدولة في تلك الناحية.هام الفتى المتيم بعد أن أصابه داء العشق وبقيّ يجوب في سوق (سويج الدچة) ويحوم حول دار الفتاة وسعير الشوق يتعاظم مثل جمر يتشظى في حشاشة قلبه، وكان المبتلي يواسي ذاته بارتجال الشعر وينوح بوجع غناء الأبوذية.ذات صباح التقت عيون الولهان بعيون المليحة ظبية في سوق القماشين، فتماهت النظرات في حوار وتجاذب، تجرأ حينها العاشق متلعثماً بمفردات تعارف، ثم غادرت الفتاة خائفة ومسرعة خشية أن يراها أحد.وبعد اللقاء الأول والسريع علم العاشق أن الفتاة وأهلها عازمون على مغادرة الناحية خلال اليومين المقبلين والانتقال الى مركز مدينة الناصرية بعد أن نقل منصب الأب الاداري الى هناك.لم يطاوعه قلبه البقاء بعيداً عن معبودته فشد الرحال وودع أمه وتركها في سويج ......
#أبوذية
#الغناء
#وصوفية
#العشق

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747818