الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
صبري يوسف : مقارنة تحليليّة في قصيدتي الشّاعرين محمود درويش والقس جوزيف إيليا
#الحوار_المتمدن
#صبري_يوسف مقارنة تحليليّة في قصيدة الشّاعر محمود درويش: "ليس للكردي إلّا الريح"،وقصيدة الشّاعر السّوري القس جوزيف إيليا: "آن للكردي".صبري يوسف – ستوكهولم،أتوقَّفُ في هذه الورقة عند قصيدتَين، كتبَ الأولى الشَّاعر محمود درويش الّتي حملت عنوان: "ليس للكرديِّ إلَّا الرِّيح"، وأهداها، إلى الرِّوائي سليم بركات، والثَّانية للشاعر السُّوري القس جوزيف إيليا الّتي حملت عنوان: "آنَ للكرديِّ"، وقد أهداها إلى الكاتب والمفكَّر ابراهيم محمود. سأتوقّف مليَّاً عند القصيدتَين، وما جاء فيهما من ترميزاتٍ ومعاني شعريّة وإسقاطاتٍ في الفضاءِ الفنِّي للقصيدتَين، مسلِّطاً الضَّوء على الكثير ممّا جاء في مضمونِهما، كي نخرج ببعض النّتائج المتوخّاة من قراءتي. أبدأ قراءتي بقصيدة محمود درويش، حيث يبدو لي من عنوان القصيدة: "ليسَ للكرديِّ إلّا الرِّيح"، وكأنّه يوحي للقارئ أنَّ الكرديّ معلَّق ما بين الأرض والسَّماء ولا يملكُ إلّا الرِّيح، حتّى وإن كان تعبيره مجازيّاً. إنَّ العنوان هو العتبة الأولى للقصيدة، وقد جاء العنوان مقتطفاً من المقطع التَّالي من بنية القصيدة:"ليس للكرديِّ إلّا الرِّيح تسكنُهُ ويسكُنُها.وتُدْمِنُه ُويُدْمنُها، لينجوَ من صفاتِ الأرضِ والأشياء ..." .. لو أمعنّا النّظر في هذا المقطع لوجدنا أنَّ الشَّاعر يضع الكردي أو الكرد، سواء قصد سليم بركات كشاعر وأديب كردي أو قصد من خلاله الكرد ككل، فعندما يقول: "ليسَ للكرديِّ إلَّا الرِّيح تسكنُهُ ويسكُنُها./ وتُدْمِنُه ُويُدْمنُها، لينجوَ من/ صفات الأرض والأشياء ..."، كأنّه يعلنُ أو يصرّحُ أنَّ هذا الكردي تجرفه الرِّياح هنا وهناك، ولا مقرّ له إلّا الرِّيح أينما حلّ وأينما ذهب، فأصبح مسكوناً في فضاء الرّيح، إلى أن أدمن عليها وأدمنت الرِّيح على احتضانه بين أجنحتها، بعيداً عن كلِّ ما هو أرضي، وكأنَّه يريد أن يقول للقارئ عبر رؤيته هذه أنّه لا وجود للكردي على الأرض بقدر ما هو موجود أو معلَّق في الهواء، في الرِّيح بعيداً عن جغرافيّة الأرض! فهل هذه الصّورة دقيقة وموائمة لعوالم سليم بركات كحالة، وإن قصد عبر سليم بركات الكرد ككل؟ وكيفما كان قصد الشّاعر فإنَّ هذه الصُّورة الَّتي صاغها درويش تنمُّ عن عدم فهمه لعوالمِ الكرد وعدم فهمه لسليم بركات نفسه، مع أنّهما كانا صديقَين لفترة طويلة! لأنَّ الكرد لهم معقل لا يمكن الاقتراب منهم مهما اشتدَّتْ عليهم المؤامرات، فهم أبناء الجبال، ولهم باع كبير في عبور مرتفعات الجبال ولديهم سلسلة كبيرة من جبال كردستان وجبال بيخير وجبال جودي، وليسوا مسكونين بالرِّيح أو مسكونة بهم الرِّيح على حدِّ تصوُّره الشِّعري الفضفاض، وهذا ينمُّ على أنَّ الشَّاعر لم يستطِعْ أن يضعَ الكردي أو الكرد في مصافِّهم الصّحيح عبر معبر القصيدة، كما أنّه لم يترجم عوالم وفضاءات سليم بركات كما هو هذا الأديب الكردي المجنّح في فضاء الإبداع، بلغة رشيقة خلّاقة عميقة، ومطلسمة في بعض الأحيان بترميزات ليس من السَّهل العبور في منعرجات عوالمه وفضاءاته الخصبة. جاءت قصيدة محمود درويش سطحيّة ووصفيّة، بعيدة عن عوالم تجلِّيات سليم بركات الخلّاقة، وبعيداً عن عوالم الكرد وغنى موسيقاهم بألحانهم وملاحمهم الشّعريّة الرّاقية وثقافتهم وتعرّشهم في الأرضِ في أعماقِ ثغور الجبال والسّهول والوديان، وأين هي تجربتهم العريقة والطَّويلة في الحياة عبر فضاءات القصيدة؟! يقول درويش في مدخل القصيدة: يَتَذكّرُ الكرديُّ حين أزورُهُ، غَدَهُ ..فيُبعدُهُ بُمكْنسة الغبارِ: إليك عنّي!هل عندما يتذكّر سليم بركات غده، يقول إليكَ عنّي ......
#مقارنة
#تحليليّة
#قصيدتي
#الشّاعرين
#محمود
#درويش
#والقس
#جوزيف
#إيليا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704602