الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبدالجبار الرفاعي : #علي_شريعتي وعلي الوردي
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي المثقّف النقدي غير المثقّف الأيديولوجي. علي شريعتي مثقّف أيديولوجي، أما علي الوردي فمثقّف نقدي. يبدو للوهلة الأولى أن شريعتي والوردي متشابهان في المنهجِ والتفكيرِ والرؤية للعالَم والمواقف، لكن ما يسود أعمالَ الوردي عقلانية نقدية لا تخلو من انطباعات ذاتية، ما يسود أعمالَ شريعتي التبشيرُ بأيديولوجيا الثورة، وتوظيفُ تراث الإسلام والنصوص الدّينية في التحريض على النضال والتضحية، عبر استلهام مواقف الشخصيات الثورية في الماضي والحاضر، في سياق انطباعات ذاتية. وإن كانت أعمالُ علي شريعتي لا تفتقر للنقد العقلاني، والتفسير والتحليل العلمي. عندما نقرأ آثارَ كلٍّ منهما، ونتعرف على مواقفه، نرى الاختلافَ بينهما واضحًا. لم يكن علي الوردي داعية، بل كان باحثًا يحاول أن يتحرى الحقيقةَ في آثاره، ويسعى لأن يكتشف شخصيةَ الفرد والمجتمع العراقي، في ضوء ما توصله إليه مناهجُ البحث الاجتماعي، وفهمُه وانطباعاتُه الخاصة. لم ينخرط الوردي في جماعةٍ سياسية، ولم يكن في يومٍ ما منظرًا أيديولوجيًا أو مبشرًا، أو خطيبًا حماسيًا، ونادرًا ما كان يحاضر في الجامعات والمنتديات والحسينيات، أو يشارك في ندوات ومؤتمرات، أو مقابلات ومقالات في الصحف والمجلات داخل العراق وخارجه. السبب في ذلك لم يكن مزاجُ الوردي وطبيعةُ شخصيته فقط، بل موقفُ النظام من تفكيره العقلاني الحرّ، ونقدُه الشجاع الذي لا يطيقة كلُّ نظام شمولي. لم يكن علي الوردي داعيةً لأيّةِ ثورةٍ جماهيرية، بالمعنى النضالي المتداول في أدبياتِ اليسار الأممي، واليسار القومي، وأدبياتِ الجماعات الأصولية، بخلاف علي شريعتي الذي كان أحدَ أبرز دعاة الثورة الدّينية في القرن العشرين في عالَم الإسلام، إلى الحدِّ الذي كانت فيه محاضراتُه وخطبُه وآثارُه المكتوبة أحد منابع إلهام الثورة الإسلامية في ايران من خارج الحوزة، وذلك ما دعا أتباعَه لخلع لقب "منظّر أيديولوجيا الثورة" عليه.كلُّ من يحاول التعرّفَ على هذه الثورة وما واكبها من مخاضاتٍ يرى بوضوحٍ أثرَ علي شريعتي في التمهيد لها، ودورَ خطاباته وكتاباته في تعبئةِ الشعب، وحضورِ الجماهير الاحتجاجي الواسع ضدَّ نظام الشاه.كانت جهودُ شريعتي شديدةُ الفاعلية والتأثير بوصفه منظرًا أيديولوجيًا، وأستاذًا جامعيًا، وداعيةً، وخطيبًا حماسيًا، تكتظ "حسينيةُ إرشاد" والشوارعُ المحيطة بها لحظة يعتلي المنبر. يشدّد شريعتي على التضحية بالنفس من أجل العقيدة، ويقدّم تفسيرًا للشهادة بوصفهًا هدفًا لا وسيلةً، بقوله: "الشهادة في قاموسنا درجة، فهي ليست وسيلة إنما هي هدف، إنها أصالة وتكامل وسمو، إنها مسؤولية كبرى وصعود من أقصر الطرق إلى معارج الإنسانية، إنها منهج. في جميع العصور إذا ما هددت عقيدة بالانهيار فإن أنصارها يدافعون عنها بالجهاد ويضمنون استمرارهم واستمرارها بقوة الدفاع والنضال، وإذا ما عجزوا عن النضال، ولم يمتلكوا وسائل الدفاع وضعفت لديهم الإمكانات، فإنهم سيحافظون على إيمانهم وعزتهم ومستقبل تاريخهم بالشهادة. الشهادة دعوة لكل الاجيال في كل العصور: إذا استطعت انتزع الحياة، وإلا فقدمها". أما علي الوردي فلم يتخذ من الحسينيات منبرًا، ولم يخطب فيها مثلما كان يفعلُ شريعتي. لم يكن الدّين حاضرًا في أعمال الوردي بكثافة حضوره في أعمال شريعتي، ولم يتخذ من الدين الركيزةَ الأساس في كتاباته، يتحدث الوردي عن الدّين بوصفه ظاهرةً مجتمعية تتأثر بكل أحوال المجتمع وظروفه. الدّينُ وتمثلاتُه أمس واليوم في حياة المجتمعات، والمجتمع الإيراني بالذات، هو المحورُ الذي تلتقي فيه محاضراتُ شريعتي وكتاباتُه،كلُّ ش ......
##علي_شريعتي
#وعلي
#الوردي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703703