الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
هاني عبيد : نظرات في علم الهندسة عند الأغريق
#الحوار_المتمدن
#هاني_عبيد الهندسة هي أحد فروع العلم الرياضي الحديث وتتعلق بدراسة النقاط والخطوط والأشكال على السطوح المستوية. إن ترجمة كلمة "هندسة" من الأغريقية تعني "مساحة الأرض". ففي الأزمنة الغابرة كانت هذه الترجمة تطابق الواقع، فالهندسة وقوانينها الأولية ظهرت وتطورت في حضارات الفراعنة والبابلين والأغريق والهنود والصينين. ففي زمن المصريين القدماء ظهرت الحاجة الملحة إلى استخدام المفاهيم الهندسية لإعادة قسمة الأرض بعد فيضان النيل، فالنيل يحمل الطمي والغرّين للأرض بعد فيضانه فيكسبها خصباً، وبذلك اكتسبت حدود الأراضي بعداً خاصاً ومساحتها قيمة عالية. لقد لعبت هذه المفاهيم دوراً كبيراً في بناء المعابد الكبيرة والقصور الفخمة وأخيراً الاهرامات التي ما زالت من أعظم الشواهد على عظمة الفراعنة وتقدمهم. كانت المفاهيم الهندسية في بداياتها الأولى سراً من الأسرار تتوارثها الأجيال ولا يباح بهذا السر اطلاقاً، وهذا من أهم الاسباب التي حدّت من انتشار هذه المفاهيم وحصرها في جماعة معينة، كما أن ذلك أدى في العصور اللاحقة إلى تبعثر هذه المعلومات وعدم تجميعها أو تبويبها. وفي هذا المجال تكمن عظمة الحضارة الأغريقية مما حدا بالفيلسوف بتراند راسل أن يكتب " فالفلسفة والعلم كما نعرفهما اختراعان يونانيان".ولا بد من الاشارة هنا إلى أن الشعوب المختلفة قبل الأغريق لم تكن تستعمل كلمات مثل " الفرضية" أو " النظرية" في علم الهندسة، ولم يحتاج العلماء إلى علم المنطق في برهنة هذه المفاهيم، فكانت الأخيرة تتوارث كحقائق ثابتة لا تحتاج الى برهان. وهنا أيضاً يكمن سر ابداع الأغريق في علم الهندسة. فإذا كان البابليون وقدماء المصريين قد صاغوا المفاهيم الأولية في علم الهندسة كمسائل وقضايا مسلم بها فإن الأغريق قد حولوا ذلك وصاغوه في نظريات مبرهنة.أسس البحث العلمي عند الأغريقإن العلاقة بين العبد والسيد في المجتمع الأغريقي، واحتقار السيد للعمل اليدوي لانه من صلب عمل الرقيق والعبيد، قد أدت إلى بروز أهم أسس البحث العلمي الذي كان نظرياً ويعتمد على الملاحظة دون التحقق العملي في صحة الفرضية أو النظرية. فالفكر الأغريقي عندما كان يقدم الفرضيات فإنه يلاحظ النتيجة التي كان يعتقد إنها نتاج لسبب معين (مشكلة) فيبحث عن السبب، ومن البديهي أن النتيجة الواحدة تولّد في فكر مجموعة من العلماء أسباب عدة، ولذلك وجدت عدة فرضيات مختلفة حول نفس الظاهرة الطبيعية. فلتحديد مفهوم جديد فإننا ننطلق ونستخدم مفاهيماً أخرى معروفة لدينا، وهذه بدورها تعتمد على مفاهيم أخرى وهكذا دواليك حتى نصل إلى نقطة البداية أو المفهوم "الأصل" الذي لا يمكن تحديده باستخدام مفاهيم أخرى لأنه الأساس وبالتالي لا تنطبق عليه أسس البحث السابقة. ولإيضاح ذلك دعونا ننظر إلى المسألة الرئيسية في الفكر الأغريقي وهي كيف تولد الأشياء وتفنى؟ لقد كان كل مفكر إغريقي يفسر ذلك بإعتماده على مفهوم أصلي لا يخضع حسب اعتقاده للبحث والتمحيص بل يعطيه خصائص معينة يجب أن تؤخذ كمسلمات، وبعد ذلك يبدأ بالجواب على السؤال الرئيسي وينطلق في تفسير الطبيعة والكون. إن هذه الطريقة المتدرجة في البحث والتي تعتمد على التدرج والتسلسل من الصعب إلى الأسهل حتى نصل إلى نقطة البداية، أو بعبارة أخرى التدرج في ملاحظة النتيجة لبحث السبب الذي بدوره يكون نتيجة لسبب آخر، وهكذا حتى نصل إلى سبب الأسباب كما يقال. ولكن الهندسة والعلم الرياضي عند الأغريق قد شذّا عن هذه القاعدة قليلاً والتي تتلخص بالاعتماد على الملاحظة وخاصة النظر وذلك لعدة أسباب منها أن برهان المسائل الرياضية والهندسية لا تحتاج إلى عمل يدوي كعمل العبد و ......
#نظرات
#الهندسة
#الأغريق

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741278