الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد أبو قمر : هل يستوي الأعمي والبصير؟؟
#الحوار_المتمدن
#محمد_أبو_قمر يمكن يكون من ضمن أسباب تردي أوضاعنا الاجتماعية والأخلاقية والثقافية والعلمية عدم وضوح معاني بعض المصطلحات والمسميات والأوصاف الشائعة والتي لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بحياة الناس ، فضلا عن تشوش معانيها واختلاطها بمسائل أخري لا تمت لأصلها بصلة ، الأمر الذي يجعلنا مثلا نخلط بين النقد وهو علم وبين الهجاء الذي لا صلة له بأي علم ، وبالتالي نساوي تلقائيا بين الناقد والشتّام ، وهكذا تتوه منّا الحقائق وتتشوه معارفنا.ولنأخذ مثلا مصطلح الخبير ، فالخبير في المعاجم العربية هو من خبر الشيء ، أي علم الشيء وعرف حقيقته معرفة فائقة ووقف علي أسرار تكوينه ، لكنك تلاحظ أن كلمة خبير في مصر وربما في المنطقة العربية كلها هي مجرد وظيفة ، منصب ، وقد لا يكون لصاحب هذه الوظيفة أو هذا المنصب أي صلة بالشيء المفروض أن يكون خبيرا بشأنه، مجرد أنه ترقي في السلم الوظيفي إلي درجة خبير ، لكنه لا خبير ولا نيله ، والنتيجة هي أن معظم القضايا والمشاكل والمسائل التي تحتاج إلي خبير للفصل فيها قد لا تنتهي نهاية عادلة ، وإذا انتهت نهاية عادلة فإن ذلك يكون بالمصادفة وليس لأن الخبير كان خبيرا بالفعل.هذا الخلط ، وهذا التشوش يفسد حياة الناس ، فعلا تفسد حياة الناس ، فلا تستهين بوصف لا ينطبق تمام الانطباق علي الموصوف ، فإن تأثير ذلك علي المجتمع في العموم بالغ السوء إذ يخلق عداوات بين الناس ، ويفقد البعض ثقته في النظام القانوني والقضائي ، وقد يتطور ذلك إلي كراهية للنظام السياسي في مجمله ، ومن ثم ينشأ التناقض بين بعض الناس والدولة حيث تكون الكلمة الفاصلة في حقوق الناس وفي مسائل وقضايا كثيرة ومتنوعة في عهدة جاهل بالشيء لا يعرف حقائقه ولا يدرك أسراره ، وقد كنت أنا شخصيا شاهدا في قضية وقّع أحد أطرافها أمامي إيصال أمانة بمبلغ كبير جدا كضمان لدين عليه لأحد الأصدقاء ، وعندما تعقدت الأمور بينه وبين الدائن وذهبت القضية إلي المحاكم أنكر المدين أن التوقيع توقيعه ، فأحيل الإيصال إلي خبير ليدلي برأيه فيما إذا كان التوقيع لهذا الرجل أم لا ، والغريب أن خبيرين مختلفين أفتيا علي التوالي بعدم صحة التوقيع وضاعت حقوق الدائن المسكين .أخطر مصطلح أو توصيف يمثل خدعة ثقافية وعلمية وفكرية وأخلاقية ويؤدي بل أدي إلي انحطاط معارفنا وغياب وعينا بأنفسنا وبالزمن وبالحضارة الإنسانية هو مصطلح ( عالم ) ( بفتح العين وكسر اللام ) ، وجمعه ( عُلماء ) ، واستخدام هذا التوصيف في مصر يمثل إهانة بالغة للعلم واحتقارا للشعب ، فعلي سبيل المثال حين يعتبر أحد سمكرية السيارات نفسه مهندسا فإنه بذلك يهين الهندسة ويحتقر عملاءه ، والأكثر مأساوية هو أن الناس سوف يساوون بين المهندس والسمكري وحينذاك يخبو دور الهندسة أو تختلط الهندسة في أذهان الناس بالسمكرة وتسود في المجتمع مهنة مشوهة لا هي هندسة ولا هي سمكرة ، ولك أن تتخيل في هذه الحالة مدي تأثير ذلك علي مفاهيم الناس وعلي حياتهم وعلي مصالحهم.إن إسباغ وصف العالم علي من لا يستحقون هذا اللقب في مصر يمثل كارثة لا مثيل لها علي وعي المصريين ، إذ في هذه الحالة يختلط العلم بالدجل ، وبالاحتيال ، وبالنصب ، فيضيع العالم الحقيقي ، وتتوه سيرته ، وتتلاشي إنجازاته وسط بروز سيرة النصابين والدجالين وأباطرة الخرافة ، وهذا هو بالضبط المعني الحقيقي لانحطاط الواقع الثقافي وتفسخ المعارف وتدني درجة الوعي .المؤمن بضرورة تغيير وتطوير المعارف والانجازات التي سبقته غير المؤمن بضرورة الحفاظ علي المعارف التي أُنتجت في الماضي . الأول إذا واجهته معضلة يخلق أو قل يبدع حلا جديدا لها لم يكن موجودا من قبل . ......
#يستوي
#الأعمي
#والبصير؟؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679296