الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبدالجبار الرفاعي : الترويض على الطاعة العمياء في #الاستبداد
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي الترويض على #الطاعة_العمياء في #الاستبداد في التربيةِ يكون الكائنُ البشري فاعلًا، في الترويضِ يكون الكائنُ البشري منفعلًا. التربيةُ تبتني على مسلّمةٍ ترى كلَّ إنسانٍ نسخةً ذاتَ تميّزٍ وفرادة، تمتلكُ طاقةً جوانيةً ينبغي أن تنبعث، كي تتشكّلَ شخصيتُه المستقلة. الترويضُ يبتني على مسلّمةٍ ترى الناسَ أشياءَ تأخذ شكلَ القالبِ الذي تنسكب فيه، لذلك ينبغي أن يصير الكلُّ نسخةً واحدةً، متماثلةً ملامحُها، متشابهةً مواصفاتُها، محاكيةً خصائصُها لغيرها.الترويضُ عمليةُ تدجين تنقضُ فلسفةَ التربية وأهدافَها في بناءِ الإنسان وتأمينِ سلامته النفسية، وتكريسِ سكينته الروحية، وإحياءِ ضميره الأخلاقي، وتحطيمِ أغلال عقله وفك قيود تفكيره. تنشد التربيةُ إيقاظَ الطاقة الكامنة في روح وقلب وعقل هذا الكائن، فيما ينشد الترويضُ تنميطَ شخصيته وسكبَها على شكلِ قالبٍ متحجّر لا يتبدل. تعمل السلطةُ في الاستبدادِ على أن تعتمد التربيةُ في العائلة والمدرسة والمجتمع التلقينَ. يشلّ التلقينُ العقلَ ويعطِّلُ التفكيرَ، ويطفئ الروحَ ويميتُ الإيمانَ الحرّ. بالتلقينِ والتكرار تظهر الأوهامُ والخرافات والأكاذيب كأنها حقائق. الحقيقةُ هي ما يظهره التكرارُ على أنه حقيقية، وما يحسبه الذهنُ حقيقية، وإن لم تكن كذلك في الواقع. معظمُ الصراعات والحروب والمجازر البشرية سبّبتها أوهامٌ وأكاذيب وسيناريوهات ومعتقدات افتعلتها أذهانٌ محترفة. لا تنشدُ التربيةُ والتعليمُ في الاستبدادِ تعليمَ التفكير، وترسيخَ مبادئ الحقِّ في الاختلاف، والحقِّ في الخطأ، والحقِّ في الاعتذار عن الخطأ، بل تنشدُ تكريسَ الطاعةِ العمياءِ والإذعانِ والرضوخِ والعبوديةِ الطوعية، عبر تنميطِ شخصية التلميذ، وإنتاجِ نسخٍ بشرية متماثلة، تفتقد ملامحَها الشخصية وبصمتَها الخاصة، فيتوالد الاستبدادُ بوصفه نتيجةً طبيعيةً لكلِّ ذلك. تشدّد كلُّ برامج وتعليمات وقرارات المستبدّ على ترويضِ الكائن البشري وتدجينِه على التكيّفِ الاجتماعي بالإكراه، ويعتمد في ذلك أداتين: التلقينَ الرتيب المتشابه المُمِل حدّ القرف، والتخويفَ والعقاب الأليم والبطش على أية مخالفة مهما كانت صغيرة، وأحيانًا يتمادى المستبدّ في ذلك فيحاسب حتى على النوايا المضمرة. تُهدَر في الاستبداد الكرامةُ، وبإهدارها تموت المسؤوليةُ وتختفي، ويتحول الكائنُ البشري إلى مسخ. يشدّد المستبدّ على طمس ِكلِّ أنواع الاختلاف، وإنتاجِ نسخٍ متشابهة لكلِّ البشر، وكأن كلَّ الناس في ظاهرهم نسخةً واحدة تكرّر نفسَها. العمل على تعطيل الاختلاف ينتج تعطيلَ الإبداع الخلّاق والابتكار والتطور. في المجتمعات التي يتوطن فيها الاستبدادُ طويلاً يتلاشى تقديرُ الكثير من الناس للذات، ويختفى معنى الفرد. المستبدّ يتعامل مع الكلِّ وكأنهم نسخةٌ واحدة، من دون اهتمامٍ بمكانتهم العلمية والأخلاقية والروحية. يعجز الشخصُ المهدور الكرامة عن تقدير قيمة الكرامة، ويتعامل مع الغير من دون أن يهتمّ باحترام كرامتهم ومقامهم، إلا عندما يشعر بالخوف. الأنظمةُ الشمولية المستبدّة يقلقها استقلالُ الكائن البشري وفرديتُه، لأن استقلالَه وفرديتَه هو الطريق الوحيد لتقويض هذه الأنظمة. تخيف الأنظمةَ الشمولية حريةُ الكائن البشري في التفكير والتعبير واتخاذ المواقف المستقلة "بالاعتماد على فهمه خاصة"، كما هو شعارُ التنوير عند كانط. المجتمعُ في الاستبدادِ استبداديٌ، الثقافةُ في الاستبدادِ استبداديةٌ، الاقتصادُ في الاستبدادِ استبداديٌ، الأخلاقُ في الاستبدادِ استبداديةٌ، السياسةُ في الاستبدادِ استبداديةٌ، الحزبُ في الاستبداد ......
#الترويض
#الطاعة
#العمياء
##الاستبداد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694194