الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمود شقير : ظل آخر للمدينة36
#الحوار_المتمدن
#محمود_شقير واصلت الاهتمام بالقراءة. جذبتني روايات نجيب محفوظ فقرأتها تباعاً، وصرت أذهب إلى مركز المعلومات الأمريكي بالقرب من مبنى جريدة الجهاد لاستعارة الكتب. عثرت هناك على بعض روايات أرنست هيمنجواي، جون شتاينبك، وأرسكين كالدويل، فقرأتها، ثم قرأت بعض الكتب المناوئة للشيوعية التي كان هذا المركز معنياً بالترويج لها، ومن أبرزها رواية "ظلام في النهار" لآرثر كوستلر، ثم قرأت كتاب "هذه هي الشيوعية في الوطن العربي" لعبد الحفيظ محمد، الذي وزعته وزارة التربية والتعليم الأردنية على المدارس، فوجدت فيه، رغم سذاجته، بعض المعلومات التي جعلتني ممعناً في معاداتي للشيوعية، غير مستعد تحت أي ظرف لتقبلها. فيما بعد، أصبحت مهتماً بمتابعة مجلة "الآداب" البيروتية، وحققت فائدة كبيرة من متابعة الآراء النقدية التي كانت تنشر على صفحاتها لنقاد معروفين من مصر وسوريا ولبنان. وقد فتحت الآداب ذهني كذلك على الأدب الوجودي الذي كان د. سهيل إدريس ، صاحب دار الآداب ورئيس تحرير مجلتها، مواظباً على ترجمته، فقرأت لجان بول سارتر، ألبير كامو، سيمون دي بوفوار، وفرانسواز ساغان، وقرأت كذلك لكولن ولسون. وقد تأثر بعض أبناء جيلي بكتابه "اللامنتمي" ووجد فيه متكأ فكرياً يتكئ عليه. ***تسير حياتي الاجتماعية سيراً عادياً، وكنت مغتبطاً بذلك خصوصاً وأنا أتعرف إلى قطاع المعلمين الذي انتميت إليه، وكذلك وأنا أتعرف إلى أناس جدد من فلاحين ومتعلمين في القرية التي عينت معلماً فيها، بما لديهم من عادات اجتماعية ولهجة محلية وطقوس تختلف نوعاً ما عما لدي. بعد ثلاثة أشهر من تعييني في الوظيفة، ذهبت إلى فرع البنك العربي في البناية المحاذية لكلية شميدت في القدس، وقبضت راتبي الشهري، وكان مقداره تسعة عشر ديناراً أردنياً. كان للمبلغ الأول الذي أقبضه من الوظيفة رونق لا ينسى، وكان لا بد من التقيد ببعض مستلزمات الوظيفة، أقصد المظهر اللائق بموظف لديه دخل شهري ثابت، في قرية يندر فيها الموظفون. ولم يكن هذا الأمر غائباً عن بال أبي، الذي بدا مرتاحاً لأن ابنه البكر أصبح موظفاً.ذهبنا معاً إلى مخيطة إسحق الشرفا في شارع صلاح الدين، وانتقينا قماشاً ملائماً لبدلتين. فصّلهما الخياط طبقاً لمواصفات الموضة الشائعة آنذاك، الجاكيت واسع، ينطبق طرفه الأيسر على طرفه الأيمن بعد أن يشبك بزرين، ويبقى على الطرف الأيسر زران آخران للزينة وللتوازن مع الزرين اللذين على اليمين. وأما البنطال فهو فضفاض، لكنه ليس عريضاً عند القدمين، وله من أسفله ثنيتان. واشتريت ربطة عنق للمرة الأولى في حياتي، ثم ذهبت أنا وأبي إلى محل الكندرجي أبو داود في أول سوق الحدادين، الذي فصّل لي حذاء من الجلد، استلمته منه بعد أسبوعين. وكنت في أيام الجمع، أذهب إلى مطعم العائلات أو مطعم السلام في باب خان الزيت، أو مطعم شعيب في سوق العطارين، لتناول وجبة الغداء التي تتكون في العادة من اللحم المشوي واللبن والسلطة والخبز، وبعد ذلك أتوجه إلى محلات جعفر في أول باب خان الزيت لتناول الكنافة. كان الذهاب إلى مثل هذه الأماكن في ذلك الزمن يعتبر امتيازاً لا يقدر عليه إلا من يملك دخلاً ثابتاً، وكان فيه تعبير عن علاقة حميمة مع المدينة، تتوثق مع الأيام. وكان لا بد لي من مغادرة القدس إلى رام الله بعد عصر الجمعة، حيث يصطف باص خربثا بني حارث الذي يوصلني مساء إلى القرية، استعداداً لبدء الدوام المدرسي صبيحة السبت (كان من الصعب الوصول إلى القرية صباح السبت لندرة المواصلات آنذاك، حيث يتحرك الباص صباح كل يوم من القرية ويعود إليها في المساء). ولم يكن الاحتفاء بوظيفتي وقفاً على أبي ......
#للمدينة36

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725941