سلام إبراهيم : المعلم والشاعر -عباس المهجة.
#الحوار_المتمدن
#سلام_إبراهيم وجوه غابت عن الديوانيةتعود معرفتي بعباس إلى فترة مبكرة من حياتي فهو يكبرني بعدة سنوات وعائلته "بيت المهجة" من أعرق وأقدم عائلات الديوانية ومحلة الجديدة، وبيتهم وسط المحلة وامتداده باتجاه الشط بيت جدي عبود يعقوب النجار "أبو صبري" والد أمي، وكنت اسلك في طفولتي هذا الطريق كل يوم في ذهابي وإيابي من وإلى عمي خليل الحلاق، سأسكن الجديدة في مراهقتي مسحوراً بشوارعها وصباياها الفاتنات، فأتعلق كل موسم بواحدة، ومنذ ذلك الوقت نهاية ستينيات القرن المنصرم، نشأت بيننا مودة بالسلام وسؤاله عن أحوالي من باب الأخ الكبير المتابع، وكنت جريئاً غير هياب أقيم علاقات مع من يكبرونني سناً، وأفضي لهم بأحلامي وأفكاري ومغامراتي الغرامية، وعباس كان ينصت لي بعينين مندهشين وقسمات مضرجة وأنا اسرد عليه تفاصيل علاقات جسدية أغلبها من نسج مخيلتي، فإذا أمسكت بكف حبيبتي خطفاً طورتها إلى خلوة وجحيم من القبل في الغرف والدهاليز المظلمة في عز الظهيرة ، وأحياناً اتخيل وأنا أطور ما أقص إلى تسلل لغرفة الحبيبة لأجوب عري الجسد بأصابعي تحت الثوب المنزلي الفضفاض، وكان عباس ينهمر في الضحك مرددًا:- معقولة..معقولة، اشتعل بليسك!بقيت العلاقة شفافة متباعدة مقتصرة على هذه اللقاءات الخاطفة وأنا أمخر عالم الجديدة العجيب فيلقطني عباس صدفة ويلح كي أقص عليه أخر مغامرة فأفعل منوعاً بالقصص والنساء ومنتشياً بانفعالاته وتضجر بشرته التي يكاد يطفر الدم منها كلما أفضتُ في وصفي هههههههههه، إلى أن أنغمرتُ في العمل السياسي سراً بتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي فاعتقلت أول أعتقال في 1971، فتغير وضعي تماماً ووجدت نفسي تحت الضوء والمدينة كلها تتحدث عني وعن المجموعة التي اعتقلت ناظرين إلينا وكأننا آلهة منقذة فيها الأمل والمستقبل وهذا ما صورته بدقة وتفصيل بالقسم الأول من روايتي "حياة ثقيلة" وفي حقيقة الأمر لم نكن سوى ذوات مكسورة ذاقت الذل الجسدي والنفسي تحت التعذيب، فخرجت من السجن لترفعها نظرة سكان المدينة إلى مصاف التقديس وتدفعها نحو الكفاح كذوات منذورة للتضحية.يضاف إلى ذلك دخولي إلى الوسط الأدبي في المدينة، وعلاقة الصداقة المبكرة التي ربطتني بالشاعر علي الشباني والشاعر عزيز السماوي التي عادت علاقة يومية لصيقة،وكان عزيز يزور الديوانية بين الحين والحين ويشعل لياليها وجوهًا الأدبي، وبعد سهر الليل في نادي الموظفين حيث يتجمع مثقفو وفنانو المدينة، يصحبني في الصباح في جولاته في سوق المدينة حيث تربطه علاقة بشخصياتها الشعبية، وكان يحرص جداً على اللقاء بصديقنا "عباس المهجة" فكان يسر إيما سرور ويستمع إلى نكات عزيز التي يبدعها ساخراً من كل شيء، وفي هذه الجولات كنت اجد عزيز شخصا مختلفا عن شخصية جلساتنا الثقافية في النادي وفي بيوت الأصدقاء حيث كان يخوض في مواضيع فلسفية وجمالية تتعلق بالشعر والفن والحياة والمواقف والإنسانية، وكان يختلف تماماً عن عزلة علي الشباني وعالمه ، ومن عزيز اكتسبت هذه الصفة والسلوك بالغوص في بشر مدينتي وأرواحهم.هذه العلاقة الإنسانية الثلاثية عباس عزيز وأنا توطدت،في زيارة عزيز السماوي الأخيرة إلى الديوانية 1978، وكنتَ وقتها قد أكملت دراستي الجامعية وخدمة العلم، وعملت موظفًا في دائرة الزراعة سلمني عزيز مخطوطة ديوانه الشعري الثاني "لون الثلج والورد بالليل"كي أطلع عليه ونتحاور في زيارته التي لم تتحقق أبدا فقد هرب من حملة السلطة الدكتاتورية إلى الجزائر ليموت في منفاه بلندن 2001، وحينما صادفنا عباس في سوق التجار وخضنا أطراف الحديث طلب مني عزيز:- سلام خلي عباس يقره الديوان!وفعلاً ......
#المعلم
#والشاعر
#-عباس
#المهجة.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712109
#الحوار_المتمدن
#سلام_إبراهيم وجوه غابت عن الديوانيةتعود معرفتي بعباس إلى فترة مبكرة من حياتي فهو يكبرني بعدة سنوات وعائلته "بيت المهجة" من أعرق وأقدم عائلات الديوانية ومحلة الجديدة، وبيتهم وسط المحلة وامتداده باتجاه الشط بيت جدي عبود يعقوب النجار "أبو صبري" والد أمي، وكنت اسلك في طفولتي هذا الطريق كل يوم في ذهابي وإيابي من وإلى عمي خليل الحلاق، سأسكن الجديدة في مراهقتي مسحوراً بشوارعها وصباياها الفاتنات، فأتعلق كل موسم بواحدة، ومنذ ذلك الوقت نهاية ستينيات القرن المنصرم، نشأت بيننا مودة بالسلام وسؤاله عن أحوالي من باب الأخ الكبير المتابع، وكنت جريئاً غير هياب أقيم علاقات مع من يكبرونني سناً، وأفضي لهم بأحلامي وأفكاري ومغامراتي الغرامية، وعباس كان ينصت لي بعينين مندهشين وقسمات مضرجة وأنا اسرد عليه تفاصيل علاقات جسدية أغلبها من نسج مخيلتي، فإذا أمسكت بكف حبيبتي خطفاً طورتها إلى خلوة وجحيم من القبل في الغرف والدهاليز المظلمة في عز الظهيرة ، وأحياناً اتخيل وأنا أطور ما أقص إلى تسلل لغرفة الحبيبة لأجوب عري الجسد بأصابعي تحت الثوب المنزلي الفضفاض، وكان عباس ينهمر في الضحك مرددًا:- معقولة..معقولة، اشتعل بليسك!بقيت العلاقة شفافة متباعدة مقتصرة على هذه اللقاءات الخاطفة وأنا أمخر عالم الجديدة العجيب فيلقطني عباس صدفة ويلح كي أقص عليه أخر مغامرة فأفعل منوعاً بالقصص والنساء ومنتشياً بانفعالاته وتضجر بشرته التي يكاد يطفر الدم منها كلما أفضتُ في وصفي هههههههههه، إلى أن أنغمرتُ في العمل السياسي سراً بتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي فاعتقلت أول أعتقال في 1971، فتغير وضعي تماماً ووجدت نفسي تحت الضوء والمدينة كلها تتحدث عني وعن المجموعة التي اعتقلت ناظرين إلينا وكأننا آلهة منقذة فيها الأمل والمستقبل وهذا ما صورته بدقة وتفصيل بالقسم الأول من روايتي "حياة ثقيلة" وفي حقيقة الأمر لم نكن سوى ذوات مكسورة ذاقت الذل الجسدي والنفسي تحت التعذيب، فخرجت من السجن لترفعها نظرة سكان المدينة إلى مصاف التقديس وتدفعها نحو الكفاح كذوات منذورة للتضحية.يضاف إلى ذلك دخولي إلى الوسط الأدبي في المدينة، وعلاقة الصداقة المبكرة التي ربطتني بالشاعر علي الشباني والشاعر عزيز السماوي التي عادت علاقة يومية لصيقة،وكان عزيز يزور الديوانية بين الحين والحين ويشعل لياليها وجوهًا الأدبي، وبعد سهر الليل في نادي الموظفين حيث يتجمع مثقفو وفنانو المدينة، يصحبني في الصباح في جولاته في سوق المدينة حيث تربطه علاقة بشخصياتها الشعبية، وكان يحرص جداً على اللقاء بصديقنا "عباس المهجة" فكان يسر إيما سرور ويستمع إلى نكات عزيز التي يبدعها ساخراً من كل شيء، وفي هذه الجولات كنت اجد عزيز شخصا مختلفا عن شخصية جلساتنا الثقافية في النادي وفي بيوت الأصدقاء حيث كان يخوض في مواضيع فلسفية وجمالية تتعلق بالشعر والفن والحياة والمواقف والإنسانية، وكان يختلف تماماً عن عزلة علي الشباني وعالمه ، ومن عزيز اكتسبت هذه الصفة والسلوك بالغوص في بشر مدينتي وأرواحهم.هذه العلاقة الإنسانية الثلاثية عباس عزيز وأنا توطدت،في زيارة عزيز السماوي الأخيرة إلى الديوانية 1978، وكنتَ وقتها قد أكملت دراستي الجامعية وخدمة العلم، وعملت موظفًا في دائرة الزراعة سلمني عزيز مخطوطة ديوانه الشعري الثاني "لون الثلج والورد بالليل"كي أطلع عليه ونتحاور في زيارته التي لم تتحقق أبدا فقد هرب من حملة السلطة الدكتاتورية إلى الجزائر ليموت في منفاه بلندن 2001، وحينما صادفنا عباس في سوق التجار وخضنا أطراف الحديث طلب مني عزيز:- سلام خلي عباس يقره الديوان!وفعلاً ......
#المعلم
#والشاعر
#-عباس
#المهجة.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712109
الحوار المتمدن
سلام إبراهيم - المعلم والشاعر -عباس المهجة.