الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
زاهد عزت حرش : عشرون عامًا على رحيل الفنان بطرس لوسيا
#الحوار_المتمدن
#زاهد_عزت_حرش شيخ الفنانين والمبدعين في شفاعمرو والجليل اللقاء الأولمَرَ قرابة خمسون عامًا على أول لقاء لي به ، كنتُ يومها أخط أول لمسات فرشاتي على ورق مقوى، بألوان لا أذكر كيف كنت أحصل عليها، كانت الرسومات التي حملتها معي تتشابك فيها مواضيع شتى، لا يربط بينها أي رابط أو اسلوب محدد، منها لوحة حملت عنوان "فقراء لكن نريد السلام"، هي خليط من الاشباح والرموز والتشبيهات المتداخلة بأسلوب بسيط وعفوي. ذهبت اليه برفقة قريب لي. استقبلنا طيب الذكر ابو جريس ببساطتهِ وعفويتهِ وابتسامتهِ الرقيقة، دخلنا بيته البسيط المتواضع المعتق بعبق الزمن والتاريخ، من باحة امامه تدخلها من زقاق ضيق يفصل بين بيته وكنيسة البروتستانت، والتي كان راعيها الأشم قدس القسيس طيب الذكر شحادة شحادة، في حين أن الباحة مرتفعة عن الطريق بدرجة أو درجتين، ومغلقة من الشمال بجدار وابنية أعلى منها، ومن الغرب لها مخرج غير متماسك الأقطاب، تمر من الباحة عبر عتبة باتجاه الشرق إلى غرفة متوسطة المساحة، لها شباك خشبي واحد من الجهة الجنوبية، وعلى حائطه اتكأت كنبة مرتبة بغطاء وردي مزركش مدعمة بمساند ظهر انيقة، وفي زاوية الملتقى بين الحائط الجنوبي والشرقي، عُلقت لوحة "النبي ايليا" وهو صاعد إلى السماء بمركبته النارية، والحائط الشرقي تزينه بضع لوحات بأحجام مختلفة، يلتصق به سرير بمساند لراحة من يجلس عليه. في الناحية الشمالية من الغرفة باب يفضي إلى ما تبقى من البيت، عُلِّق في وسطه أكثر من لوحة، أذكر منها لوحة بحجم كبير، يتوسطها غلام راعٍ يلبس ثوبًا مصنوعًا من جلد الخراف، وإلى جانبه الأيمن شَلّعة من الخراف متجهين إلى الامام، تحيط بهم اشجار وورود ونباتات مختلفة، وسماء ربيعية مضيئة ببهجة الحياة. اما تحت اللوحات المعلقة بثبات، فكان يربض دولابًا وضِعَت عليه عدة تماثل جصية وخشبية، منها تمثال ملون للموسيقار محمد عبد الوهاب. ليست ادري كيف ما زلت أذكر تلك الزيارة بأهم تفاصيلها، رغم اني لم ادخله إلا مرة واحدة يومها، لاني بعد ما اصبحت اتنقل بواسطة الكرسي الطبي صار من المتعذر عليّ دخوله. لقد استقبلنا ابو جريس بترحاب لطيف، وأخذ يُقلب الرسومات التي احضرتها ويتأملها على مهل.. ثم قال لي بما معناه: - اتركك من هذه المواضيع، وتعلم أن ترسم الاشياء المحيطة بك، اشياء من البيت، ارسم بصلة، مزهرية، وباقة ورد، وعندما تتقنها تمامًا تحوّل إلى المواضيع التي تحب.. عليك يا بُني أن تتمكن من إتقان الشكل المرسوم حتى يُعبر عن ذاته. من هناولد طيب الذكر بطرس لوسيا ابو جريس سنة 1914م، وقد توفى والده وهو بعد في عمر الطفولة، حيث كان وحيدًا بين أخواته البنات، وقد اضطرت والدته إلى الانتقال بالعائلة إلى حيفا، للعمل كمدبرة منزل في بيوت الآخرين لإعالة أسرتها، في حين كان ابنها يكاد يناهز العاشرة من عمره. وفي إحدى الأيام قامت أخته الكبرى باصطحابه معها إلى بيت القنصل الفرنسي في حيفا، حيث كانت تعمل هناك كمدبرة منزل، أخذ الصبي يتجول في ارجاء البيت المتعدد الغرف والباحات، إلى أن وقف امام لوحة كبيرة معلقة على جدار إحدى الباحات، فما كان منه إلا أن افترش المسطبة واخذ يرسمها على رقعة ورق بسيطة، وما أن بدأت تظهر ملامحها حتى فوجئ بالقنصل يقف خلفه، تناول القنصل رسمة الصبي وتأملها مليًا فأعجبته، فاخبره حينها أن هذه اللوحة تعود للثائرة الفرنسية "جان دارك".. ومن ثم قام القنصل بإهداء الفتى طقم ثياب بحري مع طاقية وعكاز، هو نفس الزي الرسمي الذي كان يرتديه البحارة الفرنسيين أنذاك، بل وأكثر من ذلك، فقد ارسل عامله ليشتري له مجموعة من ألوان ومواد للرسم وق ......
#عشرون
#عامًا
#رحيل
#الفنان
#بطرس
#لوسيا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710608