يحيى محمد : تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين (4)
#الحوار_المتمدن
#يحيى_محمد إن الحياة مرتع يكثر فيها الانزلاق نحو الفكر الغائي. فكلما اشتدت الدراسات البحثية كلما ازداد حضور هذا الافتراض، حتى وان حاول العلماء الابتعاد عنه بشتى الوسائل الممكنة. اذ تشير الدراسات الحديثة منذ حوالي سبعة عقود الى هذا المعنى باضطراد. فقد فرضت الطبيعة الهندسية والمعلوماتية للتركيب الخلوي الانزلاق المشار اليه..وقد تبدو فكرة الغائية جلية للعيان كما نشهدها في تكاثر الكائن الحي ونزعته نحو البقاء. وكلما اشتد البحث العلمي كلما تبين ان هذه الغائية متأصلة في ادق تفاصيلها، كما في الجزيئات الحيوية الضخمة والانظمة الخلوية المعقدة. فالكائن الحي ليس آلة او روبوت كما يُشبّه عادة. فسواء من حيث سلوكه، او وظائف اعضائه، وحتى جزيئاته الخلوية، نجدها كلها تبدي مظاهر غائية تختلف عن الآلة والروبوت. وعليه نجد الحديث عن الغايات بالتصريح او الايحاء أمراً شائعاً لدى علماء التطور، سواء من هم من الداروينيين او غيرهم، كالذي استعرضه فيلسوف العلم المعاصر ستيفن ماير لعدد من نصوص العلماء الدالة على ذلك في كتابه القيم (توقيع في الخلية)، منها قول مؤرخ البايولوجيا تيموثي لينوار: “لقد قاوم علم البايولوجيا الحديث باصرار التفكير الغائي، ولكن حتى الان يجد علماء البايولوجيا صعوبات جمة في كل مجالات هذا العلم تقريباً في ان يجدوا لغة لا ايحاء فيها بان الاشكال الحية لها غاية”. بل ان منهم من يقع في التناقض كما نصّ على ذلك فيلسوف العلم مايكل روس Michael Ruse، فكما ذكر ان “عالم علماء التطور مليء بشخصنة الغايات، ومن التناقض ان اشد منتقدي هذه اللغة التي تتحدث عن الغاية يقعون في فخ استخدام نفس اللغة التي ينتقدونها بهدف وصف الامور بسهولة”.لقد بدأت ثورة البايولوجيا الجزيئية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، وكان لها دلالتان متضادتان ازاء الصراع بين النزعتين الفيزيقية والحيوية. فقد اُعتبرت في البداية نصراً لوجهة نظر المذهب الفيزيقي في قبال المذهب الحيوي. اذ اكدت الاليات الجزيئية المكتشفة لتخزين المعلومات، ونقلها في الخلايا، ان الخصائص المميزة للحياة يمكن تفسيرها بلغة المفاهيم العادية للفيزياء والكيمياء او باضافات بسيطة لها، كالذي صرح به أحد مكتشفَي بنية الدنا (DNA) فرانسيس كريك عام 1966. وهذا ما جعل ريتشارد دوكينز يعتبر اكتشاف دور الدنا في الوراثة قد “سدد الضربة القاضية للاعتقاد بان المادة الحية مميزة للغاية عن المادة غير الحية”. وكانت الفكرة الموضوعة حول هذه الجزيئات الخلوية انها تمثل آلات ذات طابع لا يختلف عن الآلات المادية الصرفة. لكن بفضل الكثير من البحوث المتتالية إلى يومنا هذا اصبح من الواضح ان التعابير الاختزالية عن البايولوجيا الجزيئية غير دقيقة ولا تمت الى الحقيقة بصلة، فهي لا تشير الى الطابع المعلوماتي الذي تتميز به سلسلة الدنا مما يجعلها غير قابلة للاختزال وفق المفاهيم الفيزيائية والكيميائية. كذلك ان المشابهة بين الجزيئات الخلوية والالات المادية لا يلغي وجود عناصر فيهما لا تُفسر بمحض الفيزياء والكيمياء. بمعنى انه حتى الالات المادية المعقدة تمتلك من العناصر ما لا يمكن تفسيرها بمحض القوانين الطبيعية والمفاهيم الفيزيائية والكيميائية.واهم ما تم كشفه فيما نحن بصدده هو وجود تشابه مدهش للغاية بين النظم الخلوية والنظم الحاسوبية الناتجة بفعل الذكاء. لهذا وصف عالم البايولوجيا الخلوية جيمس شابيرو بان نظام البروتينات المتكامل والذي يؤلف نظام تخثر الدم لدى الثديات بانه “يشبه نظاماً حاسوبياً منتشراً وفعالاً ويعمل في الزمن الحقيقي”. كما نوّه الى ان العديد من الانظمة الكيمي ......
#تطورات
#الحجة
#الغائية:
#بالبوس
#الرواقي
#داروين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674434
#الحوار_المتمدن
#يحيى_محمد إن الحياة مرتع يكثر فيها الانزلاق نحو الفكر الغائي. فكلما اشتدت الدراسات البحثية كلما ازداد حضور هذا الافتراض، حتى وان حاول العلماء الابتعاد عنه بشتى الوسائل الممكنة. اذ تشير الدراسات الحديثة منذ حوالي سبعة عقود الى هذا المعنى باضطراد. فقد فرضت الطبيعة الهندسية والمعلوماتية للتركيب الخلوي الانزلاق المشار اليه..وقد تبدو فكرة الغائية جلية للعيان كما نشهدها في تكاثر الكائن الحي ونزعته نحو البقاء. وكلما اشتد البحث العلمي كلما تبين ان هذه الغائية متأصلة في ادق تفاصيلها، كما في الجزيئات الحيوية الضخمة والانظمة الخلوية المعقدة. فالكائن الحي ليس آلة او روبوت كما يُشبّه عادة. فسواء من حيث سلوكه، او وظائف اعضائه، وحتى جزيئاته الخلوية، نجدها كلها تبدي مظاهر غائية تختلف عن الآلة والروبوت. وعليه نجد الحديث عن الغايات بالتصريح او الايحاء أمراً شائعاً لدى علماء التطور، سواء من هم من الداروينيين او غيرهم، كالذي استعرضه فيلسوف العلم المعاصر ستيفن ماير لعدد من نصوص العلماء الدالة على ذلك في كتابه القيم (توقيع في الخلية)، منها قول مؤرخ البايولوجيا تيموثي لينوار: “لقد قاوم علم البايولوجيا الحديث باصرار التفكير الغائي، ولكن حتى الان يجد علماء البايولوجيا صعوبات جمة في كل مجالات هذا العلم تقريباً في ان يجدوا لغة لا ايحاء فيها بان الاشكال الحية لها غاية”. بل ان منهم من يقع في التناقض كما نصّ على ذلك فيلسوف العلم مايكل روس Michael Ruse، فكما ذكر ان “عالم علماء التطور مليء بشخصنة الغايات، ومن التناقض ان اشد منتقدي هذه اللغة التي تتحدث عن الغاية يقعون في فخ استخدام نفس اللغة التي ينتقدونها بهدف وصف الامور بسهولة”.لقد بدأت ثورة البايولوجيا الجزيئية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، وكان لها دلالتان متضادتان ازاء الصراع بين النزعتين الفيزيقية والحيوية. فقد اُعتبرت في البداية نصراً لوجهة نظر المذهب الفيزيقي في قبال المذهب الحيوي. اذ اكدت الاليات الجزيئية المكتشفة لتخزين المعلومات، ونقلها في الخلايا، ان الخصائص المميزة للحياة يمكن تفسيرها بلغة المفاهيم العادية للفيزياء والكيمياء او باضافات بسيطة لها، كالذي صرح به أحد مكتشفَي بنية الدنا (DNA) فرانسيس كريك عام 1966. وهذا ما جعل ريتشارد دوكينز يعتبر اكتشاف دور الدنا في الوراثة قد “سدد الضربة القاضية للاعتقاد بان المادة الحية مميزة للغاية عن المادة غير الحية”. وكانت الفكرة الموضوعة حول هذه الجزيئات الخلوية انها تمثل آلات ذات طابع لا يختلف عن الآلات المادية الصرفة. لكن بفضل الكثير من البحوث المتتالية إلى يومنا هذا اصبح من الواضح ان التعابير الاختزالية عن البايولوجيا الجزيئية غير دقيقة ولا تمت الى الحقيقة بصلة، فهي لا تشير الى الطابع المعلوماتي الذي تتميز به سلسلة الدنا مما يجعلها غير قابلة للاختزال وفق المفاهيم الفيزيائية والكيميائية. كذلك ان المشابهة بين الجزيئات الخلوية والالات المادية لا يلغي وجود عناصر فيهما لا تُفسر بمحض الفيزياء والكيمياء. بمعنى انه حتى الالات المادية المعقدة تمتلك من العناصر ما لا يمكن تفسيرها بمحض القوانين الطبيعية والمفاهيم الفيزيائية والكيميائية.واهم ما تم كشفه فيما نحن بصدده هو وجود تشابه مدهش للغاية بين النظم الخلوية والنظم الحاسوبية الناتجة بفعل الذكاء. لهذا وصف عالم البايولوجيا الخلوية جيمس شابيرو بان نظام البروتينات المتكامل والذي يؤلف نظام تخثر الدم لدى الثديات بانه “يشبه نظاماً حاسوبياً منتشراً وفعالاً ويعمل في الزمن الحقيقي”. كما نوّه الى ان العديد من الانظمة الكيمي ......
#تطورات
#الحجة
#الغائية:
#بالبوس
#الرواقي
#داروين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674434
الحوار المتمدن
يحيى محمد - تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين (4)
يحيى محمد : تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين 5
#الحوار_المتمدن
#يحيى_محمد حافة المنهج العلمي والغائيةلقد تحدثنا فيما سبق عن علاقة الغائية بالمنهج العلمي الحديث، وبقي علينا أن نتحدث عن علاقتها بحافة هذا المنهج. فقد ظهرت مناقشات تدور حول مسائل ميتافيزيقية لها علاقة بالنتائج العلمية المتولدة عبر هذا المنهج، ومنها مسألة الغائية التي نالت بعض الاهتمام من قبل علماء الطبيعة منذ بداية النهضة العلمية الحديثة وطيلة القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين، ثم توالت التطورات عليها بالدقة والضبط بفضل الجدل الدائر بين المؤيدين والمعارضين لها، بعيداً عن الاجواء الفلسفية الصرفة. وابرز من ظهر في هذا المجال اسحاق نيوتن وجون ري وريتشارد بنتلي ووليام ديرهام وغيرهم من الذين وظفوا الاكتشافات العلمية لاثبات هذه المسألة. فقد تساءل نيوتن في كتابه (البصريات The Opticks) عن العديد من الأسئلة المتعلقة بالحجة الغائية ليستدل منها على وجود كائن ذكي قادر وحكيم، ومن هذه الاسئلة: من أين نشأ ذلك النظام والجمال الذي نراه في العالم؟ وكيف أمكن للكواكب ان تتحرك جميعاً بالطريقة نفسها لدى الافلاك السماوية؟ ما الذي يمنع النجوم من ان يتساقط بعضها على البعض الاخر؟ كيف جاءت اجسام الحيوانات لتكون مبدعة بالكثير من الفن؟ ولأي غرض كانت اجزاؤها العديدة؟ فهل خُلقت العين من دون مهارة في البصريات، والأذن بدون معرفة بالصوتيات؟ وكيف تنبعث حركات الجسم باتباع الارادة؟ وكيف نشأت غريزة الحيوانات؟.. ألا يبدو من هذه الظواهر وجود كائن حي ذكي غير مخلوق وموجود في كل مكان؟! وفي خاتمة كتابه (المبادئ Principia) اشار نيوتن الى هيمنة الإله على الكون، فقال: «إن هذا النظام الأجمل للشمس والكواكب والمذنبات، لا يمكن أن ينبعث إلا بتوجيه وهيمنة كائن ذكي وقوي». كما رجّح ان تكون الجاذبية قوة مرتبطة بعامل ميتافيزيقي غير مادي. ففي رسالته الثالثة من رسائله الأربع الى صديقه بنتلي خلال العقد الاخير من القرن السابع عشر (عام 1693) صرح بانه لا يمكن تصور ان تؤثر المادة الجامدة على اخرى مثلها من دون احتكاك متبادل، في الوقت الذي نفى ان تكون العلاقة بينهما حتمية. بمعنى ان الجاذبية لا تعتبر متأصلة ذاتياً في المادة، لذلك افترض ان يكون سببها عائداً الى عامل آخر، سواء كان مادياً او غير مادي، تاركاً الامر الى نظر القارئ وتقديره. لكنه مع ذلك اقترح بمرور الوقت عدة انواع من الاثير التي يمكن ان تتوسط في العمل عن بعد، بعضها مادي ميكانيكي يتكون من جسيمات دقيقة بحيث ان كتلتها لا تكاد تذكر، وبعضها الاخر غير مادي. ورغم ان المحققين في فكره وجدوه متذبذباً بين هذين النوعين من الأثير، الا ان ما يبدو عليه هو ميله الى هذا الاخير كعنصر روحاني او الهي، خاصة وانه سبق ان نسبَ اليه التدخل المستمر لضبط حركات الكواكب. وبذلك فان نيوتن رغم انه من ابرز العلماء الميكانيكيين لكنه كان يميل الى الغائية بقوة، ليس فقط من حيث التنظيم، وانما ايضاً كقوة حياة كما نجدها لدى المذهب الحيوي.ومن مصاديق هذا المعنى انه افترض تدخل الإله باستمرار في تعديل مدارات كواكب المجموعة الشمسية عند الانحراف. اذ واجه مشكلة تتعلق بحساب الجاذبية الناتج عن تأثير اكثر من كوكبين على بعضها البعض، اذ ذلك يجعل من الحساب غير دقيق، وهذا ما جعله يفترض التدخل الإلهي على الدوام. لكن الوصف السابق للعلاقة بين الله والنظام الكوني وجد معارضة من قبل عدد من العلماء والفلاسفة، وكان ابرزهم معاصره الفيلسوف الالماني لايبنتز، والرياضي الفرنسي لابلاس. فقد اعترض الاخير على التدخل الالهي الذي حشره نيوتن في منظومته العلمية بغية اعادة الكواكب المضطربة الى مداراتها، ......
#تطورات
#الحجة
#الغائية:
#بالبوس
#الرواقي
#داروين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675655
#الحوار_المتمدن
#يحيى_محمد حافة المنهج العلمي والغائيةلقد تحدثنا فيما سبق عن علاقة الغائية بالمنهج العلمي الحديث، وبقي علينا أن نتحدث عن علاقتها بحافة هذا المنهج. فقد ظهرت مناقشات تدور حول مسائل ميتافيزيقية لها علاقة بالنتائج العلمية المتولدة عبر هذا المنهج، ومنها مسألة الغائية التي نالت بعض الاهتمام من قبل علماء الطبيعة منذ بداية النهضة العلمية الحديثة وطيلة القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين، ثم توالت التطورات عليها بالدقة والضبط بفضل الجدل الدائر بين المؤيدين والمعارضين لها، بعيداً عن الاجواء الفلسفية الصرفة. وابرز من ظهر في هذا المجال اسحاق نيوتن وجون ري وريتشارد بنتلي ووليام ديرهام وغيرهم من الذين وظفوا الاكتشافات العلمية لاثبات هذه المسألة. فقد تساءل نيوتن في كتابه (البصريات The Opticks) عن العديد من الأسئلة المتعلقة بالحجة الغائية ليستدل منها على وجود كائن ذكي قادر وحكيم، ومن هذه الاسئلة: من أين نشأ ذلك النظام والجمال الذي نراه في العالم؟ وكيف أمكن للكواكب ان تتحرك جميعاً بالطريقة نفسها لدى الافلاك السماوية؟ ما الذي يمنع النجوم من ان يتساقط بعضها على البعض الاخر؟ كيف جاءت اجسام الحيوانات لتكون مبدعة بالكثير من الفن؟ ولأي غرض كانت اجزاؤها العديدة؟ فهل خُلقت العين من دون مهارة في البصريات، والأذن بدون معرفة بالصوتيات؟ وكيف تنبعث حركات الجسم باتباع الارادة؟ وكيف نشأت غريزة الحيوانات؟.. ألا يبدو من هذه الظواهر وجود كائن حي ذكي غير مخلوق وموجود في كل مكان؟! وفي خاتمة كتابه (المبادئ Principia) اشار نيوتن الى هيمنة الإله على الكون، فقال: «إن هذا النظام الأجمل للشمس والكواكب والمذنبات، لا يمكن أن ينبعث إلا بتوجيه وهيمنة كائن ذكي وقوي». كما رجّح ان تكون الجاذبية قوة مرتبطة بعامل ميتافيزيقي غير مادي. ففي رسالته الثالثة من رسائله الأربع الى صديقه بنتلي خلال العقد الاخير من القرن السابع عشر (عام 1693) صرح بانه لا يمكن تصور ان تؤثر المادة الجامدة على اخرى مثلها من دون احتكاك متبادل، في الوقت الذي نفى ان تكون العلاقة بينهما حتمية. بمعنى ان الجاذبية لا تعتبر متأصلة ذاتياً في المادة، لذلك افترض ان يكون سببها عائداً الى عامل آخر، سواء كان مادياً او غير مادي، تاركاً الامر الى نظر القارئ وتقديره. لكنه مع ذلك اقترح بمرور الوقت عدة انواع من الاثير التي يمكن ان تتوسط في العمل عن بعد، بعضها مادي ميكانيكي يتكون من جسيمات دقيقة بحيث ان كتلتها لا تكاد تذكر، وبعضها الاخر غير مادي. ورغم ان المحققين في فكره وجدوه متذبذباً بين هذين النوعين من الأثير، الا ان ما يبدو عليه هو ميله الى هذا الاخير كعنصر روحاني او الهي، خاصة وانه سبق ان نسبَ اليه التدخل المستمر لضبط حركات الكواكب. وبذلك فان نيوتن رغم انه من ابرز العلماء الميكانيكيين لكنه كان يميل الى الغائية بقوة، ليس فقط من حيث التنظيم، وانما ايضاً كقوة حياة كما نجدها لدى المذهب الحيوي.ومن مصاديق هذا المعنى انه افترض تدخل الإله باستمرار في تعديل مدارات كواكب المجموعة الشمسية عند الانحراف. اذ واجه مشكلة تتعلق بحساب الجاذبية الناتج عن تأثير اكثر من كوكبين على بعضها البعض، اذ ذلك يجعل من الحساب غير دقيق، وهذا ما جعله يفترض التدخل الإلهي على الدوام. لكن الوصف السابق للعلاقة بين الله والنظام الكوني وجد معارضة من قبل عدد من العلماء والفلاسفة، وكان ابرزهم معاصره الفيلسوف الالماني لايبنتز، والرياضي الفرنسي لابلاس. فقد اعترض الاخير على التدخل الالهي الذي حشره نيوتن في منظومته العلمية بغية اعادة الكواكب المضطربة الى مداراتها، ......
#تطورات
#الحجة
#الغائية:
#بالبوس
#الرواقي
#داروين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675655
الحوار المتمدن
يحيى محمد - تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين (5)
يحيى محمد : تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين 6
#الحوار_المتمدن
#يحيى_محمد هيوم ونقد الحجة الغائيةمعلوم ان ديفيد هيوم لم يسلّم بالافكار العقلية المخبرة عن الواقع الموضوعي. وهو من هذا المنطلق اعترض على فكرة الصنع والتدبير، ومن ثم عموم الحجة الغائية، كما في كتابه (حوارات في الدين الطبيعي)، وذلك من خلال نقده للمبدأ العقلي القائل بأن «المعلولات المتماثلة تنشأ عن علل متماثلة»، وهو المبدأ الارسطي المعروف بالتناسب او الانسجام؛ والمستخدم لاثبات التعميمات الاستقرائية وفقاً للمذهب العقلي التقليدي. ومن تطبيقاته انه تم الاستدلال به على وجود الله، حيث الاعتقاد بان العالم الكوني قد انشأه صانع عاقل مدبر مثل صناعتنا للمنزل او الساعة او اي شكل من اشكال الفنون والاثار البشرية. فهذا هو المعنى الذي اعترض عليه هيوم، معتبراً انه لا دليل على وجود الله من دون التجربة، او انه لا دليل على الفكرة القائلة بان العالم اشبه باعمال الابداع البشري، وكذا علته تكون شبيهة ايضاً بعلة هذه الاعمال. فبحسب هيوم ان هذه الفكرة تنطوي على قياس التشبيه، فهي تقيس العالم كله على صنع الانسان وابداعاته رغم ضيق حجمها ومحدوديتها، الامر الذي يجعل مادة القياس مختلة التناسب بشكل فضيع. وبتعبير اخر، ان هناك تعميماً بغير حق، اذ كيف يجوز لنا ان نعمم عملاً محدوداً جداً للانسان على عالم غير محدود هو الطبيعة بضخامتها المشهودة، ومن ثم نعتبر الاخيرة مصنوعة من قبل كائن ذكي جداً مثلما نعتبر البيت والساعة وغيرهما من الفنون مصنوعة من قبل الانسان..؟!مع هذا لم يعترض هيوم على المبدأ العقلي الانف الذكر بشكل حاسم ونهائي، بل جعل المسألة مفتوحة للجدل، وطرح فكرة تجريبية لا تقل بنظره اقناعاً عن ذلك المبدأ إن لم تفوقه، وحددها كالتالي: «حيثما لوحظ تشابه بين ملابسات عديدة معروفة؛ لزم ان نجده ايضاً بين الملابسات المجهولة. فمثلاً عندما نرى اطراف بدن بشري نستخلص انها مصحوبة كذلك برأس بشرية وان كانت محجوبة عنا. كذلك اذا رأينا من فرجة في حائط جزءاً صغيراً من الشمس خلصنا بانه اذا انزاحت الحائط استطعنا ان نرى الجسم كله». على هذا استنتج ان هناك تشابهاً عظيماً بين العالم ككل وبين الحيوان او النبات، فالعالم مثار «بمبدأ مشابه للحياة والحركة، ودورة متصلة للمادة لا يتولد عنها خلل ما، وفساد متصل في كل جزء يعوض عنه دون انقطاع تعاون وثيق ندركه في جوانب النظام بتمامه. وكل جزء يعمل في انجاز وظائفه الخاصة لحفظ بقائه وحفظ بقاء الكل». وهو يعتبر العالم بمثابة كائن حي ازلي مؤلف من جسد ونفس، وان الإله هو ذات هذه النفس للكائن الحي تثيره وتثار به. وبلا شك ان هذه الفكرة لا تختلف عن مذهب المجسّمة لعدد من الفلاسفة القدماء الذين تصوروا ان العالم هو جسم الله الظاهر، كالذي اشار اليه هيوم ورجحه معتبراً انه ليس عليه اشكالات كبيرة، خاصة انه يستبعد وجود عقل بلا جسم.. وبالتالي فان العالم هو اشبه بجسم حيوان او بشر او نبات منه بالاعمال الفنية والابداعات الانسانية، كالساعة او المنزل او غيرهما من الفنون. واذا كانت علة الفنون والابداعات البشرية تتمثل بالعقل، فان علة وجود الكائن الحي تتمثل بالتوالد او الانبات. ويبدو ان هيوم – هنا - قد استحضر الحوار الدائر بين الابيقورية والرواقية كما في كتاب شيشرون (طبيعة الآلهة)، مع الانتصار للابيقورية.وبحسبه فان العقل والتوالد والانبات؛ كلها تدل على قوى وطاقات معينة في الطبيعة آثارها معلومة ولكن جوهرها غير مفهوم. وليس لواحد من هذه المبادئ ميزة على الاخر تجعل منه معياراً للطبيعة باسرها. فآثار هذه المبادئ معروفة لنا من التجربة، ولكن المبادئ عينها وطريقة عملها مجهولة تماماً. وليس ......
#تطورات
#الحجة
#الغائية:
#بالبوس
#الرواقي
#داروين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676404
#الحوار_المتمدن
#يحيى_محمد هيوم ونقد الحجة الغائيةمعلوم ان ديفيد هيوم لم يسلّم بالافكار العقلية المخبرة عن الواقع الموضوعي. وهو من هذا المنطلق اعترض على فكرة الصنع والتدبير، ومن ثم عموم الحجة الغائية، كما في كتابه (حوارات في الدين الطبيعي)، وذلك من خلال نقده للمبدأ العقلي القائل بأن «المعلولات المتماثلة تنشأ عن علل متماثلة»، وهو المبدأ الارسطي المعروف بالتناسب او الانسجام؛ والمستخدم لاثبات التعميمات الاستقرائية وفقاً للمذهب العقلي التقليدي. ومن تطبيقاته انه تم الاستدلال به على وجود الله، حيث الاعتقاد بان العالم الكوني قد انشأه صانع عاقل مدبر مثل صناعتنا للمنزل او الساعة او اي شكل من اشكال الفنون والاثار البشرية. فهذا هو المعنى الذي اعترض عليه هيوم، معتبراً انه لا دليل على وجود الله من دون التجربة، او انه لا دليل على الفكرة القائلة بان العالم اشبه باعمال الابداع البشري، وكذا علته تكون شبيهة ايضاً بعلة هذه الاعمال. فبحسب هيوم ان هذه الفكرة تنطوي على قياس التشبيه، فهي تقيس العالم كله على صنع الانسان وابداعاته رغم ضيق حجمها ومحدوديتها، الامر الذي يجعل مادة القياس مختلة التناسب بشكل فضيع. وبتعبير اخر، ان هناك تعميماً بغير حق، اذ كيف يجوز لنا ان نعمم عملاً محدوداً جداً للانسان على عالم غير محدود هو الطبيعة بضخامتها المشهودة، ومن ثم نعتبر الاخيرة مصنوعة من قبل كائن ذكي جداً مثلما نعتبر البيت والساعة وغيرهما من الفنون مصنوعة من قبل الانسان..؟!مع هذا لم يعترض هيوم على المبدأ العقلي الانف الذكر بشكل حاسم ونهائي، بل جعل المسألة مفتوحة للجدل، وطرح فكرة تجريبية لا تقل بنظره اقناعاً عن ذلك المبدأ إن لم تفوقه، وحددها كالتالي: «حيثما لوحظ تشابه بين ملابسات عديدة معروفة؛ لزم ان نجده ايضاً بين الملابسات المجهولة. فمثلاً عندما نرى اطراف بدن بشري نستخلص انها مصحوبة كذلك برأس بشرية وان كانت محجوبة عنا. كذلك اذا رأينا من فرجة في حائط جزءاً صغيراً من الشمس خلصنا بانه اذا انزاحت الحائط استطعنا ان نرى الجسم كله». على هذا استنتج ان هناك تشابهاً عظيماً بين العالم ككل وبين الحيوان او النبات، فالعالم مثار «بمبدأ مشابه للحياة والحركة، ودورة متصلة للمادة لا يتولد عنها خلل ما، وفساد متصل في كل جزء يعوض عنه دون انقطاع تعاون وثيق ندركه في جوانب النظام بتمامه. وكل جزء يعمل في انجاز وظائفه الخاصة لحفظ بقائه وحفظ بقاء الكل». وهو يعتبر العالم بمثابة كائن حي ازلي مؤلف من جسد ونفس، وان الإله هو ذات هذه النفس للكائن الحي تثيره وتثار به. وبلا شك ان هذه الفكرة لا تختلف عن مذهب المجسّمة لعدد من الفلاسفة القدماء الذين تصوروا ان العالم هو جسم الله الظاهر، كالذي اشار اليه هيوم ورجحه معتبراً انه ليس عليه اشكالات كبيرة، خاصة انه يستبعد وجود عقل بلا جسم.. وبالتالي فان العالم هو اشبه بجسم حيوان او بشر او نبات منه بالاعمال الفنية والابداعات الانسانية، كالساعة او المنزل او غيرهما من الفنون. واذا كانت علة الفنون والابداعات البشرية تتمثل بالعقل، فان علة وجود الكائن الحي تتمثل بالتوالد او الانبات. ويبدو ان هيوم – هنا - قد استحضر الحوار الدائر بين الابيقورية والرواقية كما في كتاب شيشرون (طبيعة الآلهة)، مع الانتصار للابيقورية.وبحسبه فان العقل والتوالد والانبات؛ كلها تدل على قوى وطاقات معينة في الطبيعة آثارها معلومة ولكن جوهرها غير مفهوم. وليس لواحد من هذه المبادئ ميزة على الاخر تجعل منه معياراً للطبيعة باسرها. فآثار هذه المبادئ معروفة لنا من التجربة، ولكن المبادئ عينها وطريقة عملها مجهولة تماماً. وليس ......
#تطورات
#الحجة
#الغائية:
#بالبوس
#الرواقي
#داروين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676404
الحوار المتمدن
يحيى محمد - تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين (6)
محمد كريم الساعدي : الغائية التاريخية والتمركز حول الذات
#الحوار_المتمدن
#محمد_كريم_الساعدي إنَّ المعرفة بالأشياء والاحداث والوقائع هي من اختصاص بني البشر ، تلك الحيوات الناطقة الذين يرتبطون بمفهوم الحيوانية جنساً والناطقية فصلاً ، والذي يحقق المفاهيم على مستوى الوعي وأدراكها ومن ثم تطبيقاتها في مجالات العمل في شتى المجالات في الحياة العامة ، والبحث عن المعرفة أعطت الاشتغالات المختلفة والادراكات في المجالات المتنوعة فهماً مختلفاً لدى عدد من المشتغلين في الحقل المعرفي على مستوى الافعال ، وكل حسب تصوراته المختلفة التي انتجت بالتالي تصورات متغايرة في الفهم متباعدة في التطبيق والانتاج والغائية المعرفية . فالفرد في الشرق مثلاً يختلف عن الفرد في الغرب على الرغم من التشابه في التكوينات الجسمانية والصورة الخارجية ، سواء أكانت على مستوى الجنس ،أو الفعل، لكن الاختلاف يكمن في آلية التصورات في ايجاد التطور والتعامل مع المواقف حتى على مستوى المرجعيات التاريخية ، أو البايولوجية ، أو حتى على مستوى الطبقات الاجتماعية وكيفية تصنيفها ليس على مستوى البيئة الوحدة فقط ، بل على مستوى البيئات الاكبر حجم، والمقصود بها على مستوى الاتجاهات الاربعة ،فالفرد في الشمال أكثر تطوراً من الفرد في الجنوب باعتقاد بعض الفلاسفة والمفكرين ومنهم الفيلسوف الألماني (يوهان جوتفريد هردر) الذي تأثر بعدد من الفلاسفة ومنهم (أرسطو) الذين جعلوا للطبيعة أثر في التغيرات التي تحدث للشعوب ، لذلك يرون بأن "الجنوب هو موطن الكسل بسبب الحرارة السائدة فيه ، وأن الشمال هو موطن العمل والنشاط بدافع البرودة ، وأنه قدر الشعوب الجنوبية أن تغزوها الشعوب الشمالية بإستمرار وأن من الطبيعي أن يكون العبيد من الجنوب والسادة من الشمال"(1)، والفرد في الغرب أكثر معرفة ونمو فكري وعقلي من الفرد في الشرق الذي يصفه بعض من المفكرين بأنه اقل تطوراً في الفكر والمعرفة بسبب الاستبداد الذي يمارس ضده ، بل البعض يعتقد بأن الفرد في الشرق هو راض بهذا الاستبداد كونه لا يسعى الى البحث عن تحقيق ذاته الا من خلال أيجاد وضع يكون فيه هو تابعاً لشخصية الملك المستبد الذي يصور نفسه إله ، أو نصف إله ، وهذا ما يؤكده الفيلسوف الألماني (هيغل) " الذي ركزه في مفهوم التاريخ ، وجعل عنصر التفوق في الحضارة الغربية من خلال مفهوم (الروح المطلقة) ، التي وصلت عند الشعوب الجرمانية الغربية الى أعلى درجات الحرية والتطور بعد أن كان يعبّر عنها بشكل رمزي في الحضارات الشرقية القديمة بسبب استبداد حكامها وشعوبها الذين لا يعلمون الروح ، أو أن الأنسان بوصفه إنساناً ، هو حر في ذاته ، ولأنهم لا يعرفون فأنهم ليسوا أحراراً ، أنهم يعلمون فقط أن الحاكم الوحيد هو حر ، ولهذا السبب فأن مثل هذه الحرية ليست سوى نزوة وبربرية ، لأنها بلا قوة عاطفية ،أو عذوبة عاطفية لا تعدو هي نفسها أن تكون حادثة طبيعية ،أو نزوة، وهذا الفرد الوحيد لم يكون سوى مستبد ، وليس رجلاً حراً"(2). هذا التصورات المختلفة جعلت من بوادر الاختلاف في مفهوم الفرد والجماعة تتوسع وتبنى فجوات عميقة في هذه التصورات بين الاتجاهات الاربعة ، بل وتتطور هذه الاختلافات في داخل المجتمعات ذاتها ، وهي انعكاس لتلك التصورات العامة ، التي اصبحت اكثر حدة في التطبيق وخاصة مع تطور المدنية في هذه المجتمعات. لذلك جاءت الغائية والتمركز حول الذات في بناء صورة عن طبيعة الحياة التي ينشأها من خلال هذا التطور بالذات وقابلية التمركز حوله ، وهذه الذات التي نعني بها هنا هي ليست ذات فردية ، بل هي ذات تعبر عن روح الأمة ، أي بما معنى أنها ذات أمة تتمركز حول نفسها في محاولة لإيجاد تصور عام لتطور روح أمة ما عبر الحفاظ على ذاتها وتقديسها ......
#الغائية
#التاريخية
#والتمركز
#الذات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742036
#الحوار_المتمدن
#محمد_كريم_الساعدي إنَّ المعرفة بالأشياء والاحداث والوقائع هي من اختصاص بني البشر ، تلك الحيوات الناطقة الذين يرتبطون بمفهوم الحيوانية جنساً والناطقية فصلاً ، والذي يحقق المفاهيم على مستوى الوعي وأدراكها ومن ثم تطبيقاتها في مجالات العمل في شتى المجالات في الحياة العامة ، والبحث عن المعرفة أعطت الاشتغالات المختلفة والادراكات في المجالات المتنوعة فهماً مختلفاً لدى عدد من المشتغلين في الحقل المعرفي على مستوى الافعال ، وكل حسب تصوراته المختلفة التي انتجت بالتالي تصورات متغايرة في الفهم متباعدة في التطبيق والانتاج والغائية المعرفية . فالفرد في الشرق مثلاً يختلف عن الفرد في الغرب على الرغم من التشابه في التكوينات الجسمانية والصورة الخارجية ، سواء أكانت على مستوى الجنس ،أو الفعل، لكن الاختلاف يكمن في آلية التصورات في ايجاد التطور والتعامل مع المواقف حتى على مستوى المرجعيات التاريخية ، أو البايولوجية ، أو حتى على مستوى الطبقات الاجتماعية وكيفية تصنيفها ليس على مستوى البيئة الوحدة فقط ، بل على مستوى البيئات الاكبر حجم، والمقصود بها على مستوى الاتجاهات الاربعة ،فالفرد في الشمال أكثر تطوراً من الفرد في الجنوب باعتقاد بعض الفلاسفة والمفكرين ومنهم الفيلسوف الألماني (يوهان جوتفريد هردر) الذي تأثر بعدد من الفلاسفة ومنهم (أرسطو) الذين جعلوا للطبيعة أثر في التغيرات التي تحدث للشعوب ، لذلك يرون بأن "الجنوب هو موطن الكسل بسبب الحرارة السائدة فيه ، وأن الشمال هو موطن العمل والنشاط بدافع البرودة ، وأنه قدر الشعوب الجنوبية أن تغزوها الشعوب الشمالية بإستمرار وأن من الطبيعي أن يكون العبيد من الجنوب والسادة من الشمال"(1)، والفرد في الغرب أكثر معرفة ونمو فكري وعقلي من الفرد في الشرق الذي يصفه بعض من المفكرين بأنه اقل تطوراً في الفكر والمعرفة بسبب الاستبداد الذي يمارس ضده ، بل البعض يعتقد بأن الفرد في الشرق هو راض بهذا الاستبداد كونه لا يسعى الى البحث عن تحقيق ذاته الا من خلال أيجاد وضع يكون فيه هو تابعاً لشخصية الملك المستبد الذي يصور نفسه إله ، أو نصف إله ، وهذا ما يؤكده الفيلسوف الألماني (هيغل) " الذي ركزه في مفهوم التاريخ ، وجعل عنصر التفوق في الحضارة الغربية من خلال مفهوم (الروح المطلقة) ، التي وصلت عند الشعوب الجرمانية الغربية الى أعلى درجات الحرية والتطور بعد أن كان يعبّر عنها بشكل رمزي في الحضارات الشرقية القديمة بسبب استبداد حكامها وشعوبها الذين لا يعلمون الروح ، أو أن الأنسان بوصفه إنساناً ، هو حر في ذاته ، ولأنهم لا يعرفون فأنهم ليسوا أحراراً ، أنهم يعلمون فقط أن الحاكم الوحيد هو حر ، ولهذا السبب فأن مثل هذه الحرية ليست سوى نزوة وبربرية ، لأنها بلا قوة عاطفية ،أو عذوبة عاطفية لا تعدو هي نفسها أن تكون حادثة طبيعية ،أو نزوة، وهذا الفرد الوحيد لم يكون سوى مستبد ، وليس رجلاً حراً"(2). هذا التصورات المختلفة جعلت من بوادر الاختلاف في مفهوم الفرد والجماعة تتوسع وتبنى فجوات عميقة في هذه التصورات بين الاتجاهات الاربعة ، بل وتتطور هذه الاختلافات في داخل المجتمعات ذاتها ، وهي انعكاس لتلك التصورات العامة ، التي اصبحت اكثر حدة في التطبيق وخاصة مع تطور المدنية في هذه المجتمعات. لذلك جاءت الغائية والتمركز حول الذات في بناء صورة عن طبيعة الحياة التي ينشأها من خلال هذا التطور بالذات وقابلية التمركز حوله ، وهذه الذات التي نعني بها هنا هي ليست ذات فردية ، بل هي ذات تعبر عن روح الأمة ، أي بما معنى أنها ذات أمة تتمركز حول نفسها في محاولة لإيجاد تصور عام لتطور روح أمة ما عبر الحفاظ على ذاتها وتقديسها ......
#الغائية
#التاريخية
#والتمركز
#الذات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742036
الحوار المتمدن
محمد كريم الساعدي - الغائية التاريخية والتمركز حول الذات