الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ادريس الواغيش : نوستالجيا: ذكرياتي مع مدينتي سبتة ومليلية
#الحوار_المتمدن
#ادريس_الواغيش لم تثبت الجغرافية أن مدينتي سبتة ومليلية وجزر أخرى قد انعزلت عن قارة أوربا بعد زلزال في فترة من الفترات الجيولوجية كالجوراسية أو الديفونية، ولا رمت بهما مظلة ضخمة من طائرة خرافية فوق تراب المغرب، وبالتالي ظلت علاقتنا بهما كمغاربة علاقة قرب وملامسة وحنين، لم ولن ينقطع منذ احتلالهما من طرف البرتغال ثم إسبانيا أو من مر قبلهما من أقوام أخرى، ولذلك على إسبانيا الرحيل وتسليم مفتاحيهما، فلنا فيهما ما نعمل ولنا المستقبل. وتعود علاقتي بالمدينتين إلى أكثر من خمسة وأربعين سنة، لم أزرهما ولكنني سأفعل يوما، أذكر أنني اقتربت منهما وراقبتهما في أسى عن بعد وقرب. اقتربت من سبتة ذات مراهقة أولى، حين نظمت إعدادية قريتنا رحلة مدرسية إليها مباشرة بعد المسيرة الخضراء ذات ربيع من 1976م، وظلت تذكرني دائما وأبدا بأستاذنا لمادة الجغرافيا السوري، شامي وخمسيني، قومي وعروبي، وفي نفس الوقت مغربي ووطني أكثر من بعض مواطني اليوم مقيمين ومهاجرين، الآكلون الشاربون، النائمون الناهبون، المغتصبون لخيرات البلاد والعباد، السابحون العائمون في نعم الله، الجاحدون الغير حامدين ولا شاكرين فضل هذا الوطن عليهم. كان هذا الأستاذ أشقر وسيم مثل باقي وسماء ووسيمات الشام واسمه النعمان، ولم نكن نعرفه بغير هذا الاسم، وإن كنا لا ندر إن كان "النعمان" اسما شخصيا أو عائليا، لم يكن يفوت فرصة وهو يرسم خريطة المغرب على السبورة دون أن يشير إلى مدينتي سبتة ومليلية بالطبشور الأحمر، ويذكرنا بمرارة القومي العروبي أنهما ثغران محتلتان من طرف الإسبان. وكنا نحن كمغاربة حتى في الأرياف، على فقرنا وتخلفنا، ننعتهم بأقبح النعوت وأبشع الصفات، ونضحك على حالهم، كما يصورهم ويرويه لنا عنهم المهاجرون العائدون في عودتهم الموسمية من حقول الجحيم في "الكورس" أو ضيعات أفينيون ومرسيليا الفلاحية وظلمات مناجم الفحم والمعادن في الشمال الفرنسي. كنا أفضل منهم وفق ما يرويه لنا هؤلاء الرواة، ولكن دخولهم الاتحاد الأوروبي بعد ذلك، وتنظيمهم كأس العالم كما أشياء أخرى غيرت المعادلة، وتلك حكايات أخرى.انطلقنا من مرنيسة مرورا بشفشاون الفاتنة، معشوقتي التي غاب عنها "المنبع" كأهم مرتكز جمالي كان فيها، ثم انتقلنا إلى تطوان حيث قضينا أجمل ليالينا في فندق بئيس، وفي صباح الموالي واصلنا الطريق نحو الفنيدق. لم تكن المدينة تعج بالأحياء والشوارع، لا مقاهي فيها ولا فنادق وعمارات أو طرق سيارة وأسواق، فيها دكاكين وحوانيت صغيرة مسقوفة بالقصدير، مرتبة بشكل أفقي أو عمودي غير منظم، وملامح سيول عبرت للتو بطميها وأحجارها من قمم الجبال المجاورة، وبعض الدور مشتتة على جنبات الطريق المؤدية إلى القصر الصغير. بدأ الوفد المرافق يبحث عن الأجهزة الإلكترونية وأبناء الموظفين الحكوميين ومعهم أبناء الأعيان والمهاجرين إلى الديار الأوربية يسألون عن سراويل الجينز وألبسة مع أحذية رياضية معروفة، فيما اكتفيت أنا بشراء شوكولاتة "ماروخا" وذهبت رأسا جهة مدينة سبتة السليبة. كانت الكيلومترات تنطوي طيا تحت أقدامنا ونعالنا الجلدية، ونحن شباب، وأسهل علينا من مضغ شوكولاتة "ماروخا" نفسها. بدأت أنتقل من كدية إلى أخرى في خفة غزالة وسط أحراش الغابة، وأنا أرى سبتة حبيبتي تقترب مني، حتى وصلت الأسلاك الشائكة، كانت سبتة تبدو على مرمى حجر من عيني. وقفت أمامها وقد كان بإمكاني تجاوزها بقفزة واحدة، لأنها كانت من دون حراسة، ولكن لم أعرف كيف انبعث معي رجل خمسيني من القوات المساعدة المغربية، قال لي بكل لطف:- ارجع آولدي، لا ثقة في هؤلاء... !!كنت بدوري قد بدأ التعب يتسلل إلى ركبتي، ......
#نوستالجيا:
#ذكرياتي
#مدينتي
#سبتة
#ومليلية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722015