الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
كمال الجزولي : ضيف على الروزنامة: صديق امبده ما تغالط البوليس
#الحوار_المتمدن
#كمال_الجزولي كُنت وابن عمي عبد المنعم أحمد (الآن حاج عبد المنعم) أطال الله عمره، نسرح بالإبل ترعى حول «الضَّرا»، حيث الحوايا، ومشمَّعات للنوم، وربما لاستعمالات أخرى. حوايا جمع «حوِيَّه»، وهي كالسرْج توضع على ظهر الجمل لحمل العفش الذي هو عبارة عن جُربان الهدوم، وشَبَك العطرون، والزُّوادة و .. أشياء أخرى مفيدة!ـ «ستمطر»! قال عبد المنعم، وأصاب. كان الفصل خريفاً، وكان الوقت بعد الزوال تقريباً. تجمعت السحب، واسودَّت. هرع عبد المنعم يغطِّي محتويات «الضرا» بالمشمعات، وكان أهمها شَبَك العطرون الذي يصنع من لحاء الأشجار، فالبدائل مثل الجوالات لم تكن، حينها، متوفرة بسهولة. والعطرون قابل للذوبان إذا صُبَّ عليه الماء، وهو مهم لصحة الأبل عموماً، لزيادة مناعتها، ولفتح شهيتها، وبالتالي لضمان سِمنتها، كما لعلاج بعض أمراضها. والعطرون، في تقدير الكثيرين، إضافة، بالطبع، إلى المراعي الطبيعية، هو سبب الطعم الشَّهي الممًّيز للحوم السودانية. بدأ المطر بقطرات متفرقة، ثم ما لبث أن صار له دوي «شَووو» .. يصب «بخشُم خُرج» كما يقال. كنا قد هرعنا، قبل ذلك، للدخول تحت المشمع، مع «الحوايا» والعطرون. وتحت المشمع سمعت ليك صوت عبد المنعم يختلط بصوت المطر، يدعو، ويكرر: «اللَّهمَّ حوالينا ولا علينا .. اللَّهمَّ حوالينا ولا علينا». كان يومها شاباً حدَثاً أكمل الخلوة، وصار «مشروع» فكي، وهو ما تمَّ له بالفعل لاحقاً. وكنت أنا حينها صغيراً، ربما في حوالي الثامنة أو أقل، لا أذكر، ولكن تقدمت في قراءة القرآن في الخلوة. فاستطعت، في تلك اللَّحظة، أن أفهم، بصورة أو بأخرى، أو هكذا خيُّل إليَّ، أنه يتمنى أن ينزل المطر، فيروي الأرض، ويقوم القَش، وتخضر الأشجار، لترعاها إبلنا، لكن "تَبرا" ضرانا، أي تصب بعيداً عنه، وتترك مساحة صغيرة ناشفة، قُول زي تسعة أمتار مربعة، حتى لا «ينمًّاص العطرون»، وتغمر المياه باقي الارض. الانسان بصير على نفسه، أليس كذلك؟! أهم شئ عند البدوي بهائمه؛ وأنظر إلى دعاء البدوي الآخر، دعاء من القلب على قدر حاله، يقول بعد صلاته: «إنشالله الياكلنُّو ينفعهِن واليِلدنُّو يتبعهِن»، أي يطلب من ربه أن ينفع بهائمه بما تأكل، وألا تموت مواليدها.يحق لسكان الخرطوم أن يرددوا نفس الدعاء في الخريف بسبب طفح المجاري وتُرع الشوارع! ولولا خشية الأنانية التي تدفع الأمريكان، مثلاً، للدعاء: «اللهم أرفق بأمريكا God Bless America»، ما يعني «أمريكا فقط»، لقلنا للكرونا: «اللهم حوالينا ولا علينا»!الثلاثاءمنذ سقوط الطاغية ونظامه كان هنالك إجماع على أهمية تفكيك التمكين، وإعادة الأموال المنهوبة. لكن تحقيقات النائب العام تطاولت دون أن يعرف أغلبنا ما هي اولوياتها، بل في أي قضايا هي، ومتى تكون محاكماتها. فإذا كان ما يهمنا ويهم السودان، أساساً، هو المستقبل، والإستفادة من دروس الماضي حتي لا تتكرر أنظمة دموية وشمولية مثل الإنقاذ، فإن هذا لا يتأتي، ولو جزئياً، إلا بمحاكمة المفسدين. وربما كان الأهم من كل هذا ملاحقة ومعاقبة الذين اتخذوا القرارات المالية والإدارية، وعبَّدوا طرق الفساد، ودمروا الإقتصاد والمؤسسات بكفاءة يحسدهم عليها أعدى الأعداء. سيحاولون الدفع بأن التنظيم هو الذي أعطى التوجيهات. لكن، مهما يكن من شئ، سنصل في النهاية إلى أشخاص بعينهم علي مستويات مختلفة من المسؤولية، فنحاكمهم على جرائمهم، وهي، من بين أخريات، تدمير الإقتصاد، والخدمة المدنية، والقوات النظامية، وتشريد المواطنين، وقطع أرزاقهم، ولنأخذ أمثلة:(1) من الذين حلوا المؤسسات، والوحدات الحكومية التي كانت كابحا لاستغلال الأفراد لمواقعهم ......
#الروزنامة:
#صديق
#امبده
#تغالط
#البوليس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707798