فتحي الحبوبي : حديث عن العصاميّة والعصاميين.. حول المفاهيم 1
#الحوار_المتمدن
#فتحي_الحبوبي في يقظتهم يقولون: “أنتَ والعالَم الذي تعيش فيه حبَّةُ رملٍ على شاطىء غير متناهٍ لبحرٍ لا حدَّ له”.وفي حلمي أقول لهم: “أنا البحر الذي لا حدَّ له، والعالم كلُّه حبَّاتُ رمل على شاطئي ”.جبران خليل جبران بعيدا عن مفهوم فلسفة القوّة للفيلسوف "نيتشة"، ومفهوم الوجوديّة - الملحدة وغير الملحدة- خاصة لدى"جان بول سارتر" و"مارتن هايدغر، وفلسفة العبث لرائدها ألبير كامي. وبعيدا عن المفهوم الديني السطحي للقدر الذي يروّجه من يسمّونهم- تجاوزا- علماء الأمّة، فإنّ مقاربة جبران خليل جبران مطلع المقال، لمفهوم الإنسان الحقّ،المنسجمة مع مقولة أبو القاسم الشابّي الشعريّة "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر" تفيد أنّه ذو قدرات لا محدودة، كفيلة بتمكينه من نحت مستقبله ونيل ما يريد بقلب كلّ الاوضاع لفائدته، بما يتّفق مع مفهوم التنمية البشريّة حديثة الظهور. ولا يتسنّى ذلك للإنسان إلاّ إذا «عرف نفسه بنفسه» كما جاء على لسان سقراط، وتفطّن الى مواطن القوّة فيه ووجّهها الوجهة الصحيحة.ومن مفاعيل ذلك، أن بات اليوم من البديهيات التي لا يختلف فيها عاقلان ولا ينتطح فيها عنزان كما قالت العرب، أنّ الإنسان- أيّا كان سوء وضعه ومهما كانت الاكراهات والعقبات وقساوة المأساة التي يعانيها- لا تفيده، لا اللطميات والبكائيات، ولا الندبيات ولا حتّى المآتم على الحظ المنكود الذي قد يلازمه كظلّه في مرحلة ما من حياته، ولكن ما يفيده، بالتأكيد، ويثري تجربته الحياتيّة، إنّما هو النظر إلى الحياة من زاوية نظر جديدة غير التي كان ينظر من خلالها وأدّت إلى معاناته. ويترتّب عن ذلك -حتما- رسم غاية وتكريس كلّ الجهود لبلوغها وفق منهج مرسوم بدقّة لا يخضع للصدف، في إطار زاوية النظر الجديدة، بدل التعلّق بالأوهام الكاذبة وتنبّؤات الدجاجلة الهلاميّة أو بالأماني التي لا تتحقّق. وهنا يكتشف المرء أبعادا أخرى للحياة كان يجهلها وتظهر له صورتها شديدة الوضوح بتجلّياتها المختلفة، وما تنطوي عليه من تعدّد للرؤى، متجاوزة للأسوار الحاجبة لرؤية جمال الكون وورديّة المستقبل. ولكن- للأسف- السواد الأعظم من النّاس لا يغيّر زاوية نظره للحياة، ولو باتت شديدة الضيق، فيحكم على نفسه بالعيش في الضيق بما هو عيش ضنك. ولعلّ من نافلة القول، في هذا السياق، التأكيد على أنّ الحياة رغم أنّها فسيحة طولا وعرضا كما الأرض، إلّا أنّ آفاقها المضيئة، غير المتناهية في سعتها، لا يبصرها بوضوح وجلاء تامّ إلّا القليلون، الذين ينظرون إلى الحياة من الزاوية المناسبة بما ينسجم مع مقولة « إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ، فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ“ (1). ذلك أنّ الآفاق الرحبة لا تتجلّى إلّا لغير النمطيين ممّن أومأنا إليهم، الذين يرسمون الغايات، والمناهج لبلوغها ، فضلا عن توفّرهم على جذوة التعويل على النفس لصنع الذات الفاعلة، المؤثّرة، في المجتمع أو بالحدّ الأدنى، في محيطها القريب. ما يعني أنّ هذا الصنف من النّاس، يدخل معترك الحياة ولا يبالي بالمتاعب و يركب البحر ولا يخشى الغرق. وهو لإثبات ذاته يروم امتطاء صهوة المصاعب مهما بلغت من الشدّة و القسوة، ومهما بلغ وخز الأشواك المحيطة به من كل جانب. وهو كذلك يقبل- ساعة الفصل- بنتيجة مواجهة متاعب الحياة، وحيدا، في حالتي النجاح و الإخفاق، رغم نزوعه الشديد إلى النجاح والتفوّق. لأنّ الفشل، بمعنى من المعاني، إنّما هو حافز للنجاح وأوّل خطوة على الطريق لبلوغه. بهذا المعنى، فهؤلاء لا يهزمهم الدهر، ولا يستسلمون للهزيمة، ولا يرفعون الراية البيضاء منذ أوّل فشل، لا ب ......
#حديث
#العصاميّة
#والعصاميين..
#المفاهيم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705576
#الحوار_المتمدن
#فتحي_الحبوبي في يقظتهم يقولون: “أنتَ والعالَم الذي تعيش فيه حبَّةُ رملٍ على شاطىء غير متناهٍ لبحرٍ لا حدَّ له”.وفي حلمي أقول لهم: “أنا البحر الذي لا حدَّ له، والعالم كلُّه حبَّاتُ رمل على شاطئي ”.جبران خليل جبران بعيدا عن مفهوم فلسفة القوّة للفيلسوف "نيتشة"، ومفهوم الوجوديّة - الملحدة وغير الملحدة- خاصة لدى"جان بول سارتر" و"مارتن هايدغر، وفلسفة العبث لرائدها ألبير كامي. وبعيدا عن المفهوم الديني السطحي للقدر الذي يروّجه من يسمّونهم- تجاوزا- علماء الأمّة، فإنّ مقاربة جبران خليل جبران مطلع المقال، لمفهوم الإنسان الحقّ،المنسجمة مع مقولة أبو القاسم الشابّي الشعريّة "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر" تفيد أنّه ذو قدرات لا محدودة، كفيلة بتمكينه من نحت مستقبله ونيل ما يريد بقلب كلّ الاوضاع لفائدته، بما يتّفق مع مفهوم التنمية البشريّة حديثة الظهور. ولا يتسنّى ذلك للإنسان إلاّ إذا «عرف نفسه بنفسه» كما جاء على لسان سقراط، وتفطّن الى مواطن القوّة فيه ووجّهها الوجهة الصحيحة.ومن مفاعيل ذلك، أن بات اليوم من البديهيات التي لا يختلف فيها عاقلان ولا ينتطح فيها عنزان كما قالت العرب، أنّ الإنسان- أيّا كان سوء وضعه ومهما كانت الاكراهات والعقبات وقساوة المأساة التي يعانيها- لا تفيده، لا اللطميات والبكائيات، ولا الندبيات ولا حتّى المآتم على الحظ المنكود الذي قد يلازمه كظلّه في مرحلة ما من حياته، ولكن ما يفيده، بالتأكيد، ويثري تجربته الحياتيّة، إنّما هو النظر إلى الحياة من زاوية نظر جديدة غير التي كان ينظر من خلالها وأدّت إلى معاناته. ويترتّب عن ذلك -حتما- رسم غاية وتكريس كلّ الجهود لبلوغها وفق منهج مرسوم بدقّة لا يخضع للصدف، في إطار زاوية النظر الجديدة، بدل التعلّق بالأوهام الكاذبة وتنبّؤات الدجاجلة الهلاميّة أو بالأماني التي لا تتحقّق. وهنا يكتشف المرء أبعادا أخرى للحياة كان يجهلها وتظهر له صورتها شديدة الوضوح بتجلّياتها المختلفة، وما تنطوي عليه من تعدّد للرؤى، متجاوزة للأسوار الحاجبة لرؤية جمال الكون وورديّة المستقبل. ولكن- للأسف- السواد الأعظم من النّاس لا يغيّر زاوية نظره للحياة، ولو باتت شديدة الضيق، فيحكم على نفسه بالعيش في الضيق بما هو عيش ضنك. ولعلّ من نافلة القول، في هذا السياق، التأكيد على أنّ الحياة رغم أنّها فسيحة طولا وعرضا كما الأرض، إلّا أنّ آفاقها المضيئة، غير المتناهية في سعتها، لا يبصرها بوضوح وجلاء تامّ إلّا القليلون، الذين ينظرون إلى الحياة من الزاوية المناسبة بما ينسجم مع مقولة « إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ، فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ“ (1). ذلك أنّ الآفاق الرحبة لا تتجلّى إلّا لغير النمطيين ممّن أومأنا إليهم، الذين يرسمون الغايات، والمناهج لبلوغها ، فضلا عن توفّرهم على جذوة التعويل على النفس لصنع الذات الفاعلة، المؤثّرة، في المجتمع أو بالحدّ الأدنى، في محيطها القريب. ما يعني أنّ هذا الصنف من النّاس، يدخل معترك الحياة ولا يبالي بالمتاعب و يركب البحر ولا يخشى الغرق. وهو لإثبات ذاته يروم امتطاء صهوة المصاعب مهما بلغت من الشدّة و القسوة، ومهما بلغ وخز الأشواك المحيطة به من كل جانب. وهو كذلك يقبل- ساعة الفصل- بنتيجة مواجهة متاعب الحياة، وحيدا، في حالتي النجاح و الإخفاق، رغم نزوعه الشديد إلى النجاح والتفوّق. لأنّ الفشل، بمعنى من المعاني، إنّما هو حافز للنجاح وأوّل خطوة على الطريق لبلوغه. بهذا المعنى، فهؤلاء لا يهزمهم الدهر، ولا يستسلمون للهزيمة، ولا يرفعون الراية البيضاء منذ أوّل فشل، لا ب ......
#حديث
#العصاميّة
#والعصاميين..
#المفاهيم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705576
الحوار المتمدن
فتحي الحبوبي - حديث عن العصاميّة والعصاميين.. حول المفاهيم (1)
فتحي الحبوبي : حديث عن العصاميّة والعصاميين 2 جرجي زيدان؛ نموذج قوة الإرادة ومضاء العزيمة
#الحوار_المتمدن
#فتحي_الحبوبي عندما تقلّب صفحات التاريخ التي تتحدّث عن العصاميين العرب، تعثر على عدد غير قليل من الذبن يستحقّون منّك إنحناءة إحترام. ولكنّ قلّة قليلة منهم لا يكفيهم ذلك. ولعلّ من أبرزهم في التاريخ الحديث العصامي جرجي زيدان الذي قال عنه بعض النقاد أنّه "من أوائل من كتبوا روايات تاريخية مستمدة في اطارها العام من التاريخ الإسلامي" بل واعتبره الكثير منهم "رائدا للقصّة التاريخية الإسلامية في عالمنا العربي." ولكن من هو العصامي جرجي زيدان؟ لقد وجد جرجي زيدان نفسه، منذ الصغر، أمام متاعب وعقبات لا حدّ ولا حصر لها، فقرّر شق طريقه الى إكتناه عمق المعارف وإلى المجد، بالاعتماد على جهوده الفرديّة فقط، دون الاستناد إلى أحد غيره - بما في ذلك السند العائلي-؛ فوالده أمّي لا يقدّر فضل العلم لأنّه لا يملك ناصيته، وفقير يعوزه تسديد نفقات تعليم إبنه. وبهذا التمشّي(الإعتماد على الذات) يكون جرجي زيدان تفاعل تلقائيّا مع مقولة إبن الوردي – دون علم بها- :"لا تقل أصلي وفصلي أبدا إنّما أصل الفتى ما قد حصل" وكذا مع القول المشهورالمختلف على قائله) 1: ( إنّ الفتى من يقول هأنذا ... ليس الفتى من يقول كان أبيفقد كانت نشأة هذا العصامي في أسرة لبنانيّة متواضعة سرعان ما تدحرجت، بعد غضب إحدى المتنفّذات على الأسرة، إلى مستوى الفقر، رغم كدحها المتواصل، وفي هذا يقول جرجي زيدان في مذكراته : "نشأت في صباي وأنا أرى والدي يخرج إلى دكانه في الفجر، ولا يعود إلّا في نحو منتصف الليل أو قبيله، وأرى والدتي لا تهدأ لحظة من الصباح إلى المساء ...لم تكن تذهب إلى الصلاة بالكنيسة إلّا نادرا، وإنّما همّها تدبير بيتها وتربية أولادها ... وقد شببت على ذلك والفته فغرس في ذهني أنّ الإنسان خلق ليشتغل وأن الجلوس بلا عمل عيب كبير"إلّا أنّ الطفل اللَّمَّاح جرجي زيدان، بوعيه المبكّر، لم يعتبر لا الفقر ولا الصعوبات، حائلا جدّيّا بينه وبين النجاح والنبوغ، إن في النهل من العلم أو في مسيرته العمليّة والعلميّة. فهو من طينة النوابغ القلائل الذين لا يهزمهم الدهر ولا يستسلمون مطلقا للهزيمة. لذلك وطّد العزم على أن يبذل كل ما يملك من قوة وإرادة في سبيل تحقيق ذاته كذات مؤثرة في محيطها.درس جرجي زيدان لمدة 6 سنوات بشكل متقطّع وفي ثلاث مدارس مختلفة، ورغم ذلك فقد تفتّحت شاهيته للمعرفة، كما لو كان على علم بمقولة الإمام الشافعي البليغة :"ومن لم يذق مرّ التعلّم ساعــة .. تجرّع ذلّ الجهل طول حياته"ولكن "تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن"، فقد اضطرّ لمساعدة والده في مطعمه الصغير في أحد أسواق بيروت. ولمّا كانت والدة جرجي زيدان تريد إعادته إلى المدرسة كان والده يردّ عليها "إنّه قد أتمّ دروسه ولا فائدة من كثرة الدروس، إلّا إذا كنت تنوين أن تجعليه كاتبا أو معلّما". و وعبارة كاتب في السياق الذي وردت فيه تفيد معناها التوظيفي لا الإبداعي بما هو التأليف والبحث. لذلك وجّهه والداه في سنّ الثانية عشرة إلى تعلّم صناعة الأحذية، إلّا أنّها سبّبت له متاعب صحيّة فتركها بعد سنتين فقط، ليعود مجدّدا إلى مطعم والده. وفي الأثناء، وكان سنّه لا يتجاوز خمس عشرة سنة، تعلّم الإنجليزية على مدى خمسة أشهر لدى معلّم، كان يتردّد على المطعم، لقاء ما يتناوله من مأكولات.ورغم تأكيد المعلّم لجرجي زيدان أنّه أصبح يجيد هذه اللغة، فإنّه واصل تعلّمه لها بالاعتماد على نفسه حتّى أجادها فعلا وسبر أغوارها وفكّ رموزها وفتح مغاليقها، إلى درجة أنّه حاول وضع قاموس انجليزي عربي وشرع في الإشتغال عليه لكنّه لم ينهه.ويروي جرجي زيدان أ ......
#حديث
#العصاميّة
#والعصاميين
#جرجي
#زيدان؛
#نموذج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705702
#الحوار_المتمدن
#فتحي_الحبوبي عندما تقلّب صفحات التاريخ التي تتحدّث عن العصاميين العرب، تعثر على عدد غير قليل من الذبن يستحقّون منّك إنحناءة إحترام. ولكنّ قلّة قليلة منهم لا يكفيهم ذلك. ولعلّ من أبرزهم في التاريخ الحديث العصامي جرجي زيدان الذي قال عنه بعض النقاد أنّه "من أوائل من كتبوا روايات تاريخية مستمدة في اطارها العام من التاريخ الإسلامي" بل واعتبره الكثير منهم "رائدا للقصّة التاريخية الإسلامية في عالمنا العربي." ولكن من هو العصامي جرجي زيدان؟ لقد وجد جرجي زيدان نفسه، منذ الصغر، أمام متاعب وعقبات لا حدّ ولا حصر لها، فقرّر شق طريقه الى إكتناه عمق المعارف وإلى المجد، بالاعتماد على جهوده الفرديّة فقط، دون الاستناد إلى أحد غيره - بما في ذلك السند العائلي-؛ فوالده أمّي لا يقدّر فضل العلم لأنّه لا يملك ناصيته، وفقير يعوزه تسديد نفقات تعليم إبنه. وبهذا التمشّي(الإعتماد على الذات) يكون جرجي زيدان تفاعل تلقائيّا مع مقولة إبن الوردي – دون علم بها- :"لا تقل أصلي وفصلي أبدا إنّما أصل الفتى ما قد حصل" وكذا مع القول المشهورالمختلف على قائله) 1: ( إنّ الفتى من يقول هأنذا ... ليس الفتى من يقول كان أبيفقد كانت نشأة هذا العصامي في أسرة لبنانيّة متواضعة سرعان ما تدحرجت، بعد غضب إحدى المتنفّذات على الأسرة، إلى مستوى الفقر، رغم كدحها المتواصل، وفي هذا يقول جرجي زيدان في مذكراته : "نشأت في صباي وأنا أرى والدي يخرج إلى دكانه في الفجر، ولا يعود إلّا في نحو منتصف الليل أو قبيله، وأرى والدتي لا تهدأ لحظة من الصباح إلى المساء ...لم تكن تذهب إلى الصلاة بالكنيسة إلّا نادرا، وإنّما همّها تدبير بيتها وتربية أولادها ... وقد شببت على ذلك والفته فغرس في ذهني أنّ الإنسان خلق ليشتغل وأن الجلوس بلا عمل عيب كبير"إلّا أنّ الطفل اللَّمَّاح جرجي زيدان، بوعيه المبكّر، لم يعتبر لا الفقر ولا الصعوبات، حائلا جدّيّا بينه وبين النجاح والنبوغ، إن في النهل من العلم أو في مسيرته العمليّة والعلميّة. فهو من طينة النوابغ القلائل الذين لا يهزمهم الدهر ولا يستسلمون مطلقا للهزيمة. لذلك وطّد العزم على أن يبذل كل ما يملك من قوة وإرادة في سبيل تحقيق ذاته كذات مؤثرة في محيطها.درس جرجي زيدان لمدة 6 سنوات بشكل متقطّع وفي ثلاث مدارس مختلفة، ورغم ذلك فقد تفتّحت شاهيته للمعرفة، كما لو كان على علم بمقولة الإمام الشافعي البليغة :"ومن لم يذق مرّ التعلّم ساعــة .. تجرّع ذلّ الجهل طول حياته"ولكن "تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن"، فقد اضطرّ لمساعدة والده في مطعمه الصغير في أحد أسواق بيروت. ولمّا كانت والدة جرجي زيدان تريد إعادته إلى المدرسة كان والده يردّ عليها "إنّه قد أتمّ دروسه ولا فائدة من كثرة الدروس، إلّا إذا كنت تنوين أن تجعليه كاتبا أو معلّما". و وعبارة كاتب في السياق الذي وردت فيه تفيد معناها التوظيفي لا الإبداعي بما هو التأليف والبحث. لذلك وجّهه والداه في سنّ الثانية عشرة إلى تعلّم صناعة الأحذية، إلّا أنّها سبّبت له متاعب صحيّة فتركها بعد سنتين فقط، ليعود مجدّدا إلى مطعم والده. وفي الأثناء، وكان سنّه لا يتجاوز خمس عشرة سنة، تعلّم الإنجليزية على مدى خمسة أشهر لدى معلّم، كان يتردّد على المطعم، لقاء ما يتناوله من مأكولات.ورغم تأكيد المعلّم لجرجي زيدان أنّه أصبح يجيد هذه اللغة، فإنّه واصل تعلّمه لها بالاعتماد على نفسه حتّى أجادها فعلا وسبر أغوارها وفكّ رموزها وفتح مغاليقها، إلى درجة أنّه حاول وضع قاموس انجليزي عربي وشرع في الإشتغال عليه لكنّه لم ينهه.ويروي جرجي زيدان أ ......
#حديث
#العصاميّة
#والعصاميين
#جرجي
#زيدان؛
#نموذج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705702
الحوار المتمدن
فتحي الحبوبي - حديث عن العصاميّة والعصاميين (2) جرجي زيدان؛ نموذج قوة الإرادة ومضاء العزيمة
فتحي الحبوبي : حديث عن العصامية والعصاميين 3 الشاعر منوّر صمادح.. بين سطوة الشعر الثائر وسطوة الحاكم الجائر
#الحوار_المتمدن
#فتحي_الحبوبي الشاعر منوّر صمادح.. بين سطوة الشعر الثائر وسطوةالحاكم الجائر المهندس فتحي الحبّوبيمنذ شبابي المبكّر، أواسط ستّينات القرن الماضي، في مدينة باجة التي همّشتها دولة الاستقلال، وجعلتها قفرا بلقعا على كلّ الصعد، ولا سيّما على الصعيد الثقافي، كانت تبلغ إلى مسمعي رغما عن ذلك عبارات الثناء والإعجاب بالشاعر منوّر صمادح الملقّب بشاعر الحريّة والثورة، لنزوعه الدائم إلى تجاهل المحاذير والقفز على حصون المحظور السياسي التي شيّدتها سلطة "الزعيم الأوحد آنذاك، للتقليص من مساحة حريّة التفكير كما التعبير قولا وكتابة. بما جلب انتباهي إلى اسمه ليستقرّ في الذاكرة. وذلك بحكم إنجذاب الشباب إلى فعل التمرّد على السلطة أكثر من انجذابه إلى موالاتها. لا سيّما في تلك الفترة التي شهدت انتشارا سريعا للفكر الشيوعي التروتسكي (Trotski) الثوري بين الشباب. ولم أكن في تلك المرحلة أتذوّق الشعر، ولا أتوفّر على أدوات فهمه لتخطّي عتباته والولوج إلى مضامينه، فضلا عن تحليله وفتح مغاليقه وتقييم جماليته بأدوات نقد وتحليل الخطاب الشعري سيميائيّا، انطلاقا من العنوان ثمّ الفاتحة النصّية والخاتمة، ودراسة الأضداد والتناص، وثنائيّة التشاكل والتباين(1)، لدراسة الصوت والمعنى بما هما رمزية تشاكل الصوت، ورمزية تشاكل الكلمة. ثمّ لمّا إنتقلت في مطلع السبعينات إلى تونس العاصمة للدراسة، ثمّ العمل والإقامة الدائمة، التقيت منوّر صمادح هائما متسكّعا في شوارعها محذثا نفسه بغمغمات لم أستطع فهم كنهها. وكنت أدعوه من حين لآخر- رغم فارق السنّ بيننا- ليشرّفني باحتساء فنجان قهوة بصحبتي، وتبادل أطراف الحديث حول كل شيء وأحيانا حول لا شيء. ولم يكن يرفض ذلك، لأنّه كان يعيش ضربا من ضروب الغربة النفسيّة والاجتماعية التي تفقد صاحبها لذّة الوجود، ما يجعله في قلق وجودي دائم. فضلا عن أنّ حالته الاجتماعية آنذاك كانت تدعو إلى التعاطف معه، لا بل و حتّى الشفقة عليه، بعد أن تجاهلته وزارة الثقافة وأرهبه الأمن وأرهقه نفسياًّ حدّ الاكتئاب الشديد والتعرّض إلى أزمات نفسيّة ونوبات عصبية متكرّرة، لا لذنب اقترفه، بل لأنّه كان يتوق إلى معانقة الحريّة - وهي وحدها ثورية (استعارة من مقولة لينين عن الحقيقة من أنّها وحدها ثورية)- ولأنّه كان متعفّفا عن المساهمة في مأسسة الاستعباد والاستبداد عبر المشاركة في عكاظيات جوقة المطبّلين ومدّاحي الرئيس صاحب "الصفات العظيمة والألقاب الفخيمة" ،الذي اعتبر نفسه"المجاهد الأكبر" فيما ذهب شاعرنا إلى أنّ المجاهد الأكبر الحقيقي إنّما هو الشهيد:الباب فتحه الذين استشهدوا فلمن ترى سلّم المفتاحا؟ ومن منطلق هذه القناعة، لم يقبل صمادح أن يكون شاعر البلاط، مهادنا للسلطة ومؤتمرا بأوامرها. فقد اختار مناكفتها والتصدّي لانحرافاتها بشراسة معارضي النظام -غير "الكرتونيين"- متّسقا في ذلك مع حسّه الوطني المرهف، ودوره كمثقّف حرّ في مواجهة السلطة أملا في تقليم" أظافرها ومخالبها" الطويلة. بما يتّفق مع المصطلح الأصلي للمثقّف -لا مع التعريف المعجمي العربي السطحي- وهو أن يكون منتقدا ومعارضا للسلطة أو لا يكون(2) لذلك سيظلّ منوّر صمادح باصالة معالجته الشعرية وبخطه الإبداعي ذي الأفق المفارق، الموسوم بالتحديث في قرض الشعر، نقطة مضيئة ومتوهّجة في مدوّنة الشعر التونسي رغم التعتيم عليه في العهد البورقيبي. ولعلّ منوّر صمادح قد استشعر ذلك في قوله :رغم الظلام أشعّ من نفسي وأشرق كالصباح ورغم تعدّد المدارس الشعرية واختلاف مقارباتها، التي ميّزت وتميّز الحراك الشعري التونسي قديمه و ......
#حديث
#العصامية
#والعصاميين
#الشاعر
#منوّر
#صمادح..
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728680
#الحوار_المتمدن
#فتحي_الحبوبي الشاعر منوّر صمادح.. بين سطوة الشعر الثائر وسطوةالحاكم الجائر المهندس فتحي الحبّوبيمنذ شبابي المبكّر، أواسط ستّينات القرن الماضي، في مدينة باجة التي همّشتها دولة الاستقلال، وجعلتها قفرا بلقعا على كلّ الصعد، ولا سيّما على الصعيد الثقافي، كانت تبلغ إلى مسمعي رغما عن ذلك عبارات الثناء والإعجاب بالشاعر منوّر صمادح الملقّب بشاعر الحريّة والثورة، لنزوعه الدائم إلى تجاهل المحاذير والقفز على حصون المحظور السياسي التي شيّدتها سلطة "الزعيم الأوحد آنذاك، للتقليص من مساحة حريّة التفكير كما التعبير قولا وكتابة. بما جلب انتباهي إلى اسمه ليستقرّ في الذاكرة. وذلك بحكم إنجذاب الشباب إلى فعل التمرّد على السلطة أكثر من انجذابه إلى موالاتها. لا سيّما في تلك الفترة التي شهدت انتشارا سريعا للفكر الشيوعي التروتسكي (Trotski) الثوري بين الشباب. ولم أكن في تلك المرحلة أتذوّق الشعر، ولا أتوفّر على أدوات فهمه لتخطّي عتباته والولوج إلى مضامينه، فضلا عن تحليله وفتح مغاليقه وتقييم جماليته بأدوات نقد وتحليل الخطاب الشعري سيميائيّا، انطلاقا من العنوان ثمّ الفاتحة النصّية والخاتمة، ودراسة الأضداد والتناص، وثنائيّة التشاكل والتباين(1)، لدراسة الصوت والمعنى بما هما رمزية تشاكل الصوت، ورمزية تشاكل الكلمة. ثمّ لمّا إنتقلت في مطلع السبعينات إلى تونس العاصمة للدراسة، ثمّ العمل والإقامة الدائمة، التقيت منوّر صمادح هائما متسكّعا في شوارعها محذثا نفسه بغمغمات لم أستطع فهم كنهها. وكنت أدعوه من حين لآخر- رغم فارق السنّ بيننا- ليشرّفني باحتساء فنجان قهوة بصحبتي، وتبادل أطراف الحديث حول كل شيء وأحيانا حول لا شيء. ولم يكن يرفض ذلك، لأنّه كان يعيش ضربا من ضروب الغربة النفسيّة والاجتماعية التي تفقد صاحبها لذّة الوجود، ما يجعله في قلق وجودي دائم. فضلا عن أنّ حالته الاجتماعية آنذاك كانت تدعو إلى التعاطف معه، لا بل و حتّى الشفقة عليه، بعد أن تجاهلته وزارة الثقافة وأرهبه الأمن وأرهقه نفسياًّ حدّ الاكتئاب الشديد والتعرّض إلى أزمات نفسيّة ونوبات عصبية متكرّرة، لا لذنب اقترفه، بل لأنّه كان يتوق إلى معانقة الحريّة - وهي وحدها ثورية (استعارة من مقولة لينين عن الحقيقة من أنّها وحدها ثورية)- ولأنّه كان متعفّفا عن المساهمة في مأسسة الاستعباد والاستبداد عبر المشاركة في عكاظيات جوقة المطبّلين ومدّاحي الرئيس صاحب "الصفات العظيمة والألقاب الفخيمة" ،الذي اعتبر نفسه"المجاهد الأكبر" فيما ذهب شاعرنا إلى أنّ المجاهد الأكبر الحقيقي إنّما هو الشهيد:الباب فتحه الذين استشهدوا فلمن ترى سلّم المفتاحا؟ ومن منطلق هذه القناعة، لم يقبل صمادح أن يكون شاعر البلاط، مهادنا للسلطة ومؤتمرا بأوامرها. فقد اختار مناكفتها والتصدّي لانحرافاتها بشراسة معارضي النظام -غير "الكرتونيين"- متّسقا في ذلك مع حسّه الوطني المرهف، ودوره كمثقّف حرّ في مواجهة السلطة أملا في تقليم" أظافرها ومخالبها" الطويلة. بما يتّفق مع المصطلح الأصلي للمثقّف -لا مع التعريف المعجمي العربي السطحي- وهو أن يكون منتقدا ومعارضا للسلطة أو لا يكون(2) لذلك سيظلّ منوّر صمادح باصالة معالجته الشعرية وبخطه الإبداعي ذي الأفق المفارق، الموسوم بالتحديث في قرض الشعر، نقطة مضيئة ومتوهّجة في مدوّنة الشعر التونسي رغم التعتيم عليه في العهد البورقيبي. ولعلّ منوّر صمادح قد استشعر ذلك في قوله :رغم الظلام أشعّ من نفسي وأشرق كالصباح ورغم تعدّد المدارس الشعرية واختلاف مقارباتها، التي ميّزت وتميّز الحراك الشعري التونسي قديمه و ......
#حديث
#العصامية
#والعصاميين
#الشاعر
#منوّر
#صمادح..
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728680
الحوار المتمدن
فتحي الحبوبي - حديث عن العصامية والعصاميين (3) الشاعر منوّر صمادح.. بين سطوة الشعر الثائر وسطوة الحاكم الجائر