محمود سعيد طه : تذكرة القطار
#الحوار_المتمدن
#محمود_سعيد_طه كنت متوترا في تلك اللحظة .. إنها لحظات الصخب والانفعالات المكتومة التي يعرفها كل من يتردد على محطات القطار خاصة محطة مصر .. اشتريت تذكرتين، لي ولزميلي الذي اعتذر في آخر لحظة ولم أجد مشتري لهذه التذكرة .. ونظرت حولي مرارا ملتمسا من يبحث عن تذكرة في الدرجة الأولى ولكن الجميع. يتقاتل علي الدرجة الثانية كالعادة ونظرت خلفي محدقا في ذلك القادم من بعيد تجاه شباك التذاكر ناديت عليه سريعا ..قابلته بابتسامته الهادئة الجذابة التي منحته نورا .. علي وجهه وهيبة ووقار شيخ كبير .. كنت على رصيف محطة مصر منتظرا القطار المتجه إلي أسوان .. أسرعت اليه الخطى بابتسامة تحمل المزيج من الشوق والحب والود وأمل اللقاء صافحته وعانقته كأخ لم اره منذ زمن بعيد .. سألته سريعا عن احواله واهله وعمله .. انه صديقي المخلص بحق .. لم يطلب مني من قبل شيئا أبدا لغرض مخفي ولم اطلب منه شيا الا وفعله بحب مهما كان ثقيلا لم أره او افترق بعيدا عنه إلا ولمعة الحب في عينيه ولم أحدثه اشكو همي إلا ونصيحة الاخ المحب كانت السكينة، لا اتذكر انه طلب مني شئ من قبل من الأساس وعندما اعتذر منه من كثرة طلبي يتبسم تلك الابتسامة الجميلة ويقول جملته الشهيرة من الله وإلى الله . لا يتحدث في أموره وأمور الآخرين إلا بحب وكان الكون حوله هو مدينة فضيلة جميلة ...دعابته غير متكلفة هادئ النبرات كعصفور يزقزق كل صباح فيعطي اعذب الالحان .. كم اقدر هذا الرجل .. سفري الي اقصي الصعيد بعيد .. لكنني لن اشعر بالملل هذه المرة ولا بالضيق فريقي هذه المرة هو ذلك الوقور الباسم . اهتز القطار برتابة واخذنا من محطة الي الاخري إلى أن وصلنا الي الاقصر وبدأت اشعر بتلك النوبة المتكررة لي مغص شديد في المعدة وقئ مع شلل في قدماي وتنميل ثم افعل كما يفعل الاطفال الرضع بلا توقيت .... يعلم رفيقي جيدا ما بي واني قد اغرق بنطالي امام الناس ... قام سريعا من علي كرسيه الملاصق لي .. ومع صوت أنيني ونظرات الناس المتوترة حملني علي كتفه وسط ذهول وشفقة راكبي القطار .. وتساؤلهم ماله يا شيخ فيه ايه !؟"لا اله الا الله شاب صغير" .. نطقتها بغمغمة مشفقة تلك السيدة الجالسة عند باب العربة فزادت أوجاعي ألف مرة وعضضت شفتاي وبكيت فعلا منتحبا على حالي ... هدأني بصوته الرخيم "متقلقش يا حبيبي خير تماسك انت بس خلاص اهه احنا عند باب الحمام" .. كنت قد اغرقت فعلا جسده بفضلاتي .. لم يبالي وهو يعلم اني سأفعلها فقد رآني من قبل في مثل هذه الحالة ... انزلني في الحمام سريعا وعاد إلى مقعده في القطار وأخرج من شنطته الهاند باج كيسا به أدواته الشخصية والمناديل وزجاجة المسك التي يستعملها وبيجامته التي يرتديها للنوم وجلابية له ايضا ... عاد سريعا مكررا اعتذاراته لكل من يمر به علي الرائحة والحدث .. وصل الي وانا استند براحتي علي جدار الحمام جالسا علي قاعدة التواليت نزع عني بنطالي سريعا بحياء وشهامة واضحة وكأنني ابيه المقعد الذي يبره في اواخر عمره راغبا في الجنان !!اي رجل هذا !! تعجبت منه رغم معرفتي له ... تبسم في وجهي قائلا "يلا عشان اغيرك هدومك يا واد" .. ابتسمت رغم دمعي وبذل ثم البسني بيجامته المخصصة للنوم الي كانت فضفاضة ولبس هو جلابيته الاخري .. امتزجت بابتسامته الهادئة فخففت من آلامي الدفينة .وأن كانت عيناي الدمعتان تقاوم الرغبة في البكاء وهو ينظر إلي وانا أتخاشى نظراته ويبتسم لي قائلا .. ايه يا عم قال يعني كل اللي قاعدين دول مش متبهدلين زيك ريحة وقرف ..ده ربنا ساتر علينا بس !! لا ادري لماذا تقبلت المعني وان كان عميقا باطنيا ! اخرج الكيس الذي كان يحوي مل ......
#تذكرة
#القطار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688940
#الحوار_المتمدن
#محمود_سعيد_طه كنت متوترا في تلك اللحظة .. إنها لحظات الصخب والانفعالات المكتومة التي يعرفها كل من يتردد على محطات القطار خاصة محطة مصر .. اشتريت تذكرتين، لي ولزميلي الذي اعتذر في آخر لحظة ولم أجد مشتري لهذه التذكرة .. ونظرت حولي مرارا ملتمسا من يبحث عن تذكرة في الدرجة الأولى ولكن الجميع. يتقاتل علي الدرجة الثانية كالعادة ونظرت خلفي محدقا في ذلك القادم من بعيد تجاه شباك التذاكر ناديت عليه سريعا ..قابلته بابتسامته الهادئة الجذابة التي منحته نورا .. علي وجهه وهيبة ووقار شيخ كبير .. كنت على رصيف محطة مصر منتظرا القطار المتجه إلي أسوان .. أسرعت اليه الخطى بابتسامة تحمل المزيج من الشوق والحب والود وأمل اللقاء صافحته وعانقته كأخ لم اره منذ زمن بعيد .. سألته سريعا عن احواله واهله وعمله .. انه صديقي المخلص بحق .. لم يطلب مني من قبل شيئا أبدا لغرض مخفي ولم اطلب منه شيا الا وفعله بحب مهما كان ثقيلا لم أره او افترق بعيدا عنه إلا ولمعة الحب في عينيه ولم أحدثه اشكو همي إلا ونصيحة الاخ المحب كانت السكينة، لا اتذكر انه طلب مني شئ من قبل من الأساس وعندما اعتذر منه من كثرة طلبي يتبسم تلك الابتسامة الجميلة ويقول جملته الشهيرة من الله وإلى الله . لا يتحدث في أموره وأمور الآخرين إلا بحب وكان الكون حوله هو مدينة فضيلة جميلة ...دعابته غير متكلفة هادئ النبرات كعصفور يزقزق كل صباح فيعطي اعذب الالحان .. كم اقدر هذا الرجل .. سفري الي اقصي الصعيد بعيد .. لكنني لن اشعر بالملل هذه المرة ولا بالضيق فريقي هذه المرة هو ذلك الوقور الباسم . اهتز القطار برتابة واخذنا من محطة الي الاخري إلى أن وصلنا الي الاقصر وبدأت اشعر بتلك النوبة المتكررة لي مغص شديد في المعدة وقئ مع شلل في قدماي وتنميل ثم افعل كما يفعل الاطفال الرضع بلا توقيت .... يعلم رفيقي جيدا ما بي واني قد اغرق بنطالي امام الناس ... قام سريعا من علي كرسيه الملاصق لي .. ومع صوت أنيني ونظرات الناس المتوترة حملني علي كتفه وسط ذهول وشفقة راكبي القطار .. وتساؤلهم ماله يا شيخ فيه ايه !؟"لا اله الا الله شاب صغير" .. نطقتها بغمغمة مشفقة تلك السيدة الجالسة عند باب العربة فزادت أوجاعي ألف مرة وعضضت شفتاي وبكيت فعلا منتحبا على حالي ... هدأني بصوته الرخيم "متقلقش يا حبيبي خير تماسك انت بس خلاص اهه احنا عند باب الحمام" .. كنت قد اغرقت فعلا جسده بفضلاتي .. لم يبالي وهو يعلم اني سأفعلها فقد رآني من قبل في مثل هذه الحالة ... انزلني في الحمام سريعا وعاد إلى مقعده في القطار وأخرج من شنطته الهاند باج كيسا به أدواته الشخصية والمناديل وزجاجة المسك التي يستعملها وبيجامته التي يرتديها للنوم وجلابية له ايضا ... عاد سريعا مكررا اعتذاراته لكل من يمر به علي الرائحة والحدث .. وصل الي وانا استند براحتي علي جدار الحمام جالسا علي قاعدة التواليت نزع عني بنطالي سريعا بحياء وشهامة واضحة وكأنني ابيه المقعد الذي يبره في اواخر عمره راغبا في الجنان !!اي رجل هذا !! تعجبت منه رغم معرفتي له ... تبسم في وجهي قائلا "يلا عشان اغيرك هدومك يا واد" .. ابتسمت رغم دمعي وبذل ثم البسني بيجامته المخصصة للنوم الي كانت فضفاضة ولبس هو جلابيته الاخري .. امتزجت بابتسامته الهادئة فخففت من آلامي الدفينة .وأن كانت عيناي الدمعتان تقاوم الرغبة في البكاء وهو ينظر إلي وانا أتخاشى نظراته ويبتسم لي قائلا .. ايه يا عم قال يعني كل اللي قاعدين دول مش متبهدلين زيك ريحة وقرف ..ده ربنا ساتر علينا بس !! لا ادري لماذا تقبلت المعني وان كان عميقا باطنيا ! اخرج الكيس الذي كان يحوي مل ......
#تذكرة
#القطار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688940
الحوار المتمدن
محمود سعيد طه - تذكرة القطار