الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
صلاح زنكنه : دوستويفسكي عاشقا مغرما
#الحوار_المتمدن
#صلاح_زنكنه ما من أحدٍ من المعنييـن بـالأدب والروايـة, لا يعـرف الروائي الروسي العمـلاق (فيدور دوستويفسـكي) ورواياته العظيمة التـي شـغلت القراء واغنـت الأدب العـالمي برمته, بعمقها وثرائها وحيويتها, مثـل الجريمـة والعقـاب والأخـوة كرامـازوف والأبلـه, وهو يغور عميقا في النفس البشرية بكل فضائلها ورذائلها وتموجاتها بين الخير والشر, حتى قال عنه عالم التحليل النفسي (فرويد) إن دستوفسكي هو أول من اشتغل في مجال النفس ببراعة وخبرة مدهشة. محبـو دستوفسكي يعرفون بعض أوجه سيرته الذاتية, كونه كان مقـامرا مـن الطـراز الأول, ومصابـا بمرض الصرع, ومستدينا أبديـا للنقود, ومحكوم عليه بـالإعدام ضمن حركة الديسمـبريين, ونجـا من موت محقق بأعجوبة في اللحظات الأخـيرة بعفو قيصري.لكن قلـة قليلـة يعرفون حبه وعشـقه وهيامـه بتلك المرأة الشابة التي عملـت كمختزلة لكتاباته ثم سكرتيرته الشخصية, وسـرعان مـا تحولت الى صديقة وفية ومخلصة, فهام بها حبا وعشقا, وصارت حياتـه دونها جحيما لا يطاق تلك هـي (آنـا غريغوريفنا) ذات العشـرين ربيعا, وعشرات الأثمار اليانعـة في قامتها الرشيقة, وعشرات النجوم المتوهجة في عينيها الرماديتين, وكـل الصبابـة فـي وجـهـها البيضوي المتـألق بابتسـامتها العذبة, فاعجب بها دستوفسـكي أيما اعجاب, وهو في الخامسـة والأربعين من عمره, حيث ماتت زوجته (ماريا ايسافيا) قبل عامين ونصـف, فبقـي وحيـداً كئيبـاً مستوحشاً, يلفه الحـزن والـهم والغم, وما أن اشرقت (آنـا) في حلكة حياته, حتى تغير كـل شيء فيه وراح يشعر بـالدفء الانثوي في صقيع روسيا, ودب فيه النشاط وهذه (آنا) الخلابـة تمنحـه دفقـاً مـن العاطفـة الجياشة وتوفـر لـه الألفـة والرفقة والطمأنينة, بما تمتلـك من قوة الشخصية, فضـلاً عن خفة الـروح, وحـلاوة اللسـان, وطراوة الانوثة, حتى بات يدللها ويناديها بـ (الحمامـة العزيـزة) تلك الحمامة التي ابتنت عشـها في عرش قلبه الفسيح. وذات يوم سألها بخجل العشاق الكهول, إن كان من اللائق أن يتزوج وهو في هذا العمر؟ وهـل يختـار الزوجـة البارعـة, أم الزوجـة الحنون؟ فأجابت طبعـا الزوجـة البارعة, لكنه أردف قائلا لها .. كلا أنـا أريـد الزوجة الحنون, وكـان يعنيهـا هي تحديدا, وهي كانت تدرك ذلـك بحسها الأنثوي. لقد أحب دستويفسكي أكثر مـن امرأة في حياته, لكنـه لـم يجـد المرأة الحقيقية إلا في شـخصية (آنا) المختزلة لكتاباته, والتـي اختزلت قلبه وعواطفه, فـاهتمت به وبصحتـه ومأكلـه وملبسـه ومنامـه وكل تفاصيل حياته بتفانٍ وإخلاص, وقد حار حيرة لذيذة بـهذه الرعاية الأنثوية الباذخة التـي افتقدهـا بعـد حنـان أمـه وزوجته, ليهبط عليه هذه الملاك بعذوبة وشفافية وحيوية الشـباب وحماسته. والأهم من كل هـذا وذاك, هو أن هذه المرأة امنـت ايمانا مطلقا, بعبقرية وعظمـة هذا الروائي المدهـش, وبمـا يمتلكه من موهبة خارقة فـي السرد الرائع ووصف بواطـن وكوامن الشخوص, وما يتمتع به من حس مرهف وخيال خصـب وثقافة عالية ودرايـة عميقـة, ولهذا كله, حين طلب منها الزواج كان جوابها (أجل أوافق لأننـي أحبـك وسـأحبك طوال عمري) وهذا ما حدث فعـلا, فأصبحت حبيبة وصديقة وزوجة وأمـا ورفيقـة درب, وصار اسمها (آنا دوستويفسكيا) وفـي أول رسالة كتبها لها قال (أحبك بـلا حدود, وأؤمن بك بلا حدود, أنـت مسـتقبلي وأملـي وسـعادتي وهناءاتي) وقد وجدت (آنا) في البدايـة صعوبـة بالغة في التكيـف مـع طبعـه ومزاجه, لكنها بمـرور الوقت استوعبت شخصية هذا الرجل المدهش, وقدرها ان تصبح زوجة كاتب عظيم, كونها كانت عدة نسـاء فـي امـرأة واحدة, ولها قلب من ذهب, حسب تعب&#1 ......
#دوستويفسكي
#عاشقا
#مغرما

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736181