أحمد صبحى منصور : بين الخيبة والخسران
#الحوار_المتمدن
#أحمد_صبحى_منصور مقدمة : قال : ( هاجرت الى أمريكا ، وتركت فى مصر زوجتى وأولادى . بدأت فى أمريكا من الصفر ، ونجحت بعد معاناة شديدة من تكوين شركة ، وتمكنت من استقدام زوجتى وأولادى ، وقسّمت العمل بين اولادى ، منهم من عمل معى فى الشركة ، ومنهم من عمل فى شركات أخرى ، وكنا ولا زلنا نجتهد فى سداد قسط البيت والتكاليف الأخرى . كان هناك فى مصر أخ اصغر منى ،عاش على أمل أن يأتى الى امريكا ، وقمت باستقدامه على أنه يعمل فى الشركة ، واستغرق هذا وقتا ، وكان فى أثناء هذا قد تزوج وأنجب . جاء أولا بمفرده لأن استقدام زوجته وطفليه يستغرق وقتا أطول . كنا فى غاية السرور بمجيئه لأنه سيقوم بالعمل معنا ، ولكن فوجئنا به يقبع منكمشا فى البيت لا يخرج منه . نصحته بالخروج ليعمل معنا فى الشركة ، وبالعمل يتعامل مع الناس ويتعلم اللغة الانجليزية ، رفض بحجة إنه يريد أن يشترى مزرعة ويعمل فيها . قلت له إنه لا يستطيع أن يشترى مزرعة لأنه ليس معه ثمنها، قال سأقترض ثمنها ، قلت له لا يمكن أن يقترض لأنه ليس له ( كريدت ) أى تعاملات سابقة ، طلب من أن أقترض له قلت هذا مستحيل ، لأنى لا أضمن أن تنجح فى مشروعك ، وسأدفع أنا الثمن . قلت عليك أن تبدأ من الصفر ، تعمل فى أى عمل ، وخلال عشر سنوات على الأقل يمكن أن تقترض مبلغا وتشترى مزرعة ، وتكون ساعتها قادرا على التعامل مع الناس والدخول فى منافسة البيع لمنتجات مزرعتك ، وربما أكون شريكا لك أنا والآولاد . رفض ، وقال انه يريد مزرعة خاصة له . قعوده بلا عمل أسخط الأولاد ، وهم أصغر منه سنا ، ويعملون بارهاق شديد . قلت له : إن الملايين فى مصر يتمنون فرصة للسفر الى الى قبرص أو اليونان ، والملايين فى قبرص واليونان يتمنون المجىء لأمريكا ، والذى ينجح فى القدوم لأمريكا يبدأ من الصفر كما حدث لى ، والناس فى أمريكا فى تسابق على العيش مثل الذى يجرى دائما خلف أتوبيس لا يستطيع اللحاق به أو القفز اليه ، ولو تكاسل وعجز قد يصدمه أتوبيس قادم ، لذا عليه أن يظل فى جرى على معاشه ، وإذا ضاع منه عمله سيعجز عن سداد أقساط المنزل والسيارة وغيرها ، ولذلك تمتلىء شوارع المدن الكبرى فى أمريكا بمن يعيشون فى الشوارع ، منهم أمريكيون من سلالة اجداد عاشوا فى أمريكا من أجيال سابقة . وقلت له لا بد أن تتعلم اللغة ولا بد أن تحصل على عمل وعلى رخصة قيادة حتى تكون جاهزا عندما يأتى أولادك . ولم يفعل . وجاء أولاده فعاشوا معنا ، وهو عاجز حتى عن التقديم لهم فى المدرسة القريبة منا . طلبت منه بحزم أن يدفع ايجارا ومشاركة فى المعيشة مثل الأولاد ، وأن يتصرف خلال مدة شهرين . فى النهاية حصل له الأولاد على عمل فى مطعم ، وضمنوه فى استئجار شقة انتقل اليها بأولاده . ومرت 15 سنة وهو لا يزال يعمل فى هذا المطعم ، ويتهمنى بأننى السبب فى ضياع أحلامه فى المزرعة . حين أتفكر فى حاله أتذكر ما كانت تقوله والدتى عنه ، وهو الابن الأصغر ، كانت تقول : ( يات الخايب خيبة على خيبته ) . الله يرحمها هى المسئولة عن خيبته بسبب التدليل والخوف عليه ، فعاش معتمدا على اخوته الكبار معتقدا أنه حق مكتسب له ، وجاء بهذا الى أمريكا يظنها مصر . فوجى بوضع مختلف ، وبدلا من أن يلوم نفسه أخذ يلومنى . أسالك عن موضوع الخيبة ، هل مذكور فى القرآن ،وهل الخائب مثل الخاسر لأننا فى أمريكا نقول عن صاحب هذه الحالة إنه ( خاسر ) ؟ أقول : أولا : عن الخائب والخيبة :1 ـ جاء وصف الخيبة فى قوله جل وعلا : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْت ......
#الخيبة
#والخسران
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751479
#الحوار_المتمدن
#أحمد_صبحى_منصور مقدمة : قال : ( هاجرت الى أمريكا ، وتركت فى مصر زوجتى وأولادى . بدأت فى أمريكا من الصفر ، ونجحت بعد معاناة شديدة من تكوين شركة ، وتمكنت من استقدام زوجتى وأولادى ، وقسّمت العمل بين اولادى ، منهم من عمل معى فى الشركة ، ومنهم من عمل فى شركات أخرى ، وكنا ولا زلنا نجتهد فى سداد قسط البيت والتكاليف الأخرى . كان هناك فى مصر أخ اصغر منى ،عاش على أمل أن يأتى الى امريكا ، وقمت باستقدامه على أنه يعمل فى الشركة ، واستغرق هذا وقتا ، وكان فى أثناء هذا قد تزوج وأنجب . جاء أولا بمفرده لأن استقدام زوجته وطفليه يستغرق وقتا أطول . كنا فى غاية السرور بمجيئه لأنه سيقوم بالعمل معنا ، ولكن فوجئنا به يقبع منكمشا فى البيت لا يخرج منه . نصحته بالخروج ليعمل معنا فى الشركة ، وبالعمل يتعامل مع الناس ويتعلم اللغة الانجليزية ، رفض بحجة إنه يريد أن يشترى مزرعة ويعمل فيها . قلت له إنه لا يستطيع أن يشترى مزرعة لأنه ليس معه ثمنها، قال سأقترض ثمنها ، قلت له لا يمكن أن يقترض لأنه ليس له ( كريدت ) أى تعاملات سابقة ، طلب من أن أقترض له قلت هذا مستحيل ، لأنى لا أضمن أن تنجح فى مشروعك ، وسأدفع أنا الثمن . قلت عليك أن تبدأ من الصفر ، تعمل فى أى عمل ، وخلال عشر سنوات على الأقل يمكن أن تقترض مبلغا وتشترى مزرعة ، وتكون ساعتها قادرا على التعامل مع الناس والدخول فى منافسة البيع لمنتجات مزرعتك ، وربما أكون شريكا لك أنا والآولاد . رفض ، وقال انه يريد مزرعة خاصة له . قعوده بلا عمل أسخط الأولاد ، وهم أصغر منه سنا ، ويعملون بارهاق شديد . قلت له : إن الملايين فى مصر يتمنون فرصة للسفر الى الى قبرص أو اليونان ، والملايين فى قبرص واليونان يتمنون المجىء لأمريكا ، والذى ينجح فى القدوم لأمريكا يبدأ من الصفر كما حدث لى ، والناس فى أمريكا فى تسابق على العيش مثل الذى يجرى دائما خلف أتوبيس لا يستطيع اللحاق به أو القفز اليه ، ولو تكاسل وعجز قد يصدمه أتوبيس قادم ، لذا عليه أن يظل فى جرى على معاشه ، وإذا ضاع منه عمله سيعجز عن سداد أقساط المنزل والسيارة وغيرها ، ولذلك تمتلىء شوارع المدن الكبرى فى أمريكا بمن يعيشون فى الشوارع ، منهم أمريكيون من سلالة اجداد عاشوا فى أمريكا من أجيال سابقة . وقلت له لا بد أن تتعلم اللغة ولا بد أن تحصل على عمل وعلى رخصة قيادة حتى تكون جاهزا عندما يأتى أولادك . ولم يفعل . وجاء أولاده فعاشوا معنا ، وهو عاجز حتى عن التقديم لهم فى المدرسة القريبة منا . طلبت منه بحزم أن يدفع ايجارا ومشاركة فى المعيشة مثل الأولاد ، وأن يتصرف خلال مدة شهرين . فى النهاية حصل له الأولاد على عمل فى مطعم ، وضمنوه فى استئجار شقة انتقل اليها بأولاده . ومرت 15 سنة وهو لا يزال يعمل فى هذا المطعم ، ويتهمنى بأننى السبب فى ضياع أحلامه فى المزرعة . حين أتفكر فى حاله أتذكر ما كانت تقوله والدتى عنه ، وهو الابن الأصغر ، كانت تقول : ( يات الخايب خيبة على خيبته ) . الله يرحمها هى المسئولة عن خيبته بسبب التدليل والخوف عليه ، فعاش معتمدا على اخوته الكبار معتقدا أنه حق مكتسب له ، وجاء بهذا الى أمريكا يظنها مصر . فوجى بوضع مختلف ، وبدلا من أن يلوم نفسه أخذ يلومنى . أسالك عن موضوع الخيبة ، هل مذكور فى القرآن ،وهل الخائب مثل الخاسر لأننا فى أمريكا نقول عن صاحب هذه الحالة إنه ( خاسر ) ؟ أقول : أولا : عن الخائب والخيبة :1 ـ جاء وصف الخيبة فى قوله جل وعلا : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْت ......
#الخيبة
#والخسران
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751479
الحوار المتمدن
أحمد صبحى منصور - بين الخيبة والخسران