خالد جمعة : ماذا كنت سترى يا ولد؟
#الحوار_المتمدن
#خالد_جمعة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعند بحيرةِ الجمال الذي يُفقِد الرائين قدرتهم على الكلام، فقدَ الولدُ إحدى عينيه، لم يكن السببُ جمالياً، كان يُسمّي المشهدَ وطنا أو شيئاً من هذا القبيل، ولم يفهم الولدُ كيفَ سيرى كل هذا الجمال بعينٍ واحدةٍ، فبكى.***أغمض عينه الثانية كي يرى كيف ترى العين المغمضة، لم يكن هناك شيئاً مما قاله الفلاسفة القدماء "لست أعمى كي أرى"، ولم يكن قد قرأ ذلك ليعرف، لكن العين المفقودة ــ كما عرف لاحقاً ــ تُستبدلُ بفيضٍ من الأسئلة والدمع الكثيف، ورأى في حُلمِهِ شجرةً بثمرٍ من عيونٍ زرقاء وخضراء وسوداء، لكن موسم قطافها لم يكن قد حان بعد، ولكن الحلم لا ينتظر، ولم يكن يستطيع النوم إلى الأبد كي ينتظر نضوج الثمر.***ماذا كنت سترى يا ولد؟أرتالاً من الخوف تسير جوار الملصقات الكثيرة في الشوارع الباردة؟ زعران ينزعون الإشارات عن الشوارع كي تتوه المدن ويتحيّرَ السيّاح الذاهبون إلى التاريخ الجالس خلف الجبال؟أطفالاً يلعبون بمخلفات الحروب؟أمّهات في حالة انتظار لا تنتهي، وأولاداً صاروا رجالاً في هذا الانتظار المصمت؟بائعاتٍ يقلقن الأرصفة؟ماذا كنت سترى يا ولد؟*** يتبدّل الأفق كحرباء، كلما مرّ مقاتلٌ قديمٌ جوار ساحة معركةٍ قديمةٍ، بكى الاثنان كأنهما فقدا وقتهما، وكأن الشواهد نسيت أسباب نصبها هناك، حتى الأمكنة الحديثة نسيت أسماءها، وحوّل الأولادُ لوحات أسماء الشوارع إلى معاول للثلج، ولا ثلج، فيما انتشرت السخرية في الأفق كشمسٍ صاخبة، وصارت الألوان بلا دلالاتٍ، والقطط خرجت من البيوت بكبرياءٍ برّيٍّ، وحدها الأشجار ما زالت تنصب بيوت العزاء على أغصانها، ووحدها تتذكر الشهداء.*** الولد الذي فقد عينه، مرةً أخرى، يعبئ الأسئلة في صناديق الهدايا، ولديه ما يكفي من الوقت ليبحث عن إجاباتٍ، ولم يصدق ــ ولن يصدق إلى النهاية ــ ذلك الصوت الصوفي الذي تردد في فضاء عينه الفارغة من الضوء، بأن كل الأسئلة لها إجابة واحدة. ......
#ماذا
#سترى
#ولد؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727623
#الحوار_المتمدن
#خالد_جمعة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعند بحيرةِ الجمال الذي يُفقِد الرائين قدرتهم على الكلام، فقدَ الولدُ إحدى عينيه، لم يكن السببُ جمالياً، كان يُسمّي المشهدَ وطنا أو شيئاً من هذا القبيل، ولم يفهم الولدُ كيفَ سيرى كل هذا الجمال بعينٍ واحدةٍ، فبكى.***أغمض عينه الثانية كي يرى كيف ترى العين المغمضة، لم يكن هناك شيئاً مما قاله الفلاسفة القدماء "لست أعمى كي أرى"، ولم يكن قد قرأ ذلك ليعرف، لكن العين المفقودة ــ كما عرف لاحقاً ــ تُستبدلُ بفيضٍ من الأسئلة والدمع الكثيف، ورأى في حُلمِهِ شجرةً بثمرٍ من عيونٍ زرقاء وخضراء وسوداء، لكن موسم قطافها لم يكن قد حان بعد، ولكن الحلم لا ينتظر، ولم يكن يستطيع النوم إلى الأبد كي ينتظر نضوج الثمر.***ماذا كنت سترى يا ولد؟أرتالاً من الخوف تسير جوار الملصقات الكثيرة في الشوارع الباردة؟ زعران ينزعون الإشارات عن الشوارع كي تتوه المدن ويتحيّرَ السيّاح الذاهبون إلى التاريخ الجالس خلف الجبال؟أطفالاً يلعبون بمخلفات الحروب؟أمّهات في حالة انتظار لا تنتهي، وأولاداً صاروا رجالاً في هذا الانتظار المصمت؟بائعاتٍ يقلقن الأرصفة؟ماذا كنت سترى يا ولد؟*** يتبدّل الأفق كحرباء، كلما مرّ مقاتلٌ قديمٌ جوار ساحة معركةٍ قديمةٍ، بكى الاثنان كأنهما فقدا وقتهما، وكأن الشواهد نسيت أسباب نصبها هناك، حتى الأمكنة الحديثة نسيت أسماءها، وحوّل الأولادُ لوحات أسماء الشوارع إلى معاول للثلج، ولا ثلج، فيما انتشرت السخرية في الأفق كشمسٍ صاخبة، وصارت الألوان بلا دلالاتٍ، والقطط خرجت من البيوت بكبرياءٍ برّيٍّ، وحدها الأشجار ما زالت تنصب بيوت العزاء على أغصانها، ووحدها تتذكر الشهداء.*** الولد الذي فقد عينه، مرةً أخرى، يعبئ الأسئلة في صناديق الهدايا، ولديه ما يكفي من الوقت ليبحث عن إجاباتٍ، ولم يصدق ــ ولن يصدق إلى النهاية ــ ذلك الصوت الصوفي الذي تردد في فضاء عينه الفارغة من الضوء، بأن كل الأسئلة لها إجابة واحدة. ......
#ماذا
#سترى
#ولد؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727623
الحوار المتمدن
خالد جمعة - ماذا كنت سترى يا ولد؟