محمد رياض اسماعيل : رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية معايشة حقيقية شخصية لتداعيات الانتفاضة الشعبانية عام ١٩٩١ الحلقة الثانية
#الحوار_المتمدن
#محمد_رياض_اسماعيل وصلنا قره هنجير وبدأ الدم يسري في العروق، ترى ماذا يخبئ لنا الأيام! وكيف هي الحياة في السليمانية وهل ستهدأ الأوضاع ونعود الى كركوك؟ وبدأنا بسرد أحاديث الناس في كركوك كيف وجدوا في احدى دور الأمن، سجناء وسجينات عراة، ومشاهد الشهداء في الشوارع التي مررنا بها، وصلنا جم جمال حيث مسقط راسي، قالت والدتي بأنه عند ولادتي أمطرت السماء ثلاثون يوما دون انقطاع وتعرض العراق الى أخطر فيضان عام ١٩٥٤، وحدثتنا على حال جم جمال في تلك الأيام، وكيف هرع اهلي الى القلعة حيث مسكن بعض الأقارب... وعدنا نتحدث عن بيوتنا التي تركناها دون امان واقفال، وكان الأهل قلقين على الحاجيات والاثاث والصور التذكارية والمقتنيات، وكنا نأمل في الجيران خيراً للحفاظ عليها، وأخيرا وصلنا السليمانية. وتعانق الأهل مع الاقارب والأحبة المتجمعين في بيت شقيقتي واشتدت عزيمتنا، وواصلنا تدبير امورنا وتهيئة مستلزمات الافطار واغلبهم كانوا صيام، وبعد يوم توالت لبيت شقيقتي اقارب من كركوك واربيل وأصبح المكان ضيقا وزادت اعبائنا المالية، حيث كنّا خمسة عوائل في دارهم، وخرجت مع نسيبي لشراء المؤن والحاجيات والنايلون تحسبًا للظروف السيئة التي قد تجبرنا الى افتراش الجبال، واستقرت نفسية الأطفال، حيث كانوا يخرجون الى اللعب في الساحات والمتنزهات وبدى للحياة ملمساً عندهم… ثم كنّا نستمع للأخبار ليلا، وتردنا صباحا الإشاعات، كأسر عزت الدوري وتارة قتل صدام حسين، وكنت اخلوا بنفسي لأسترجع شريط الذكريات والواقع الذي تكيفت له، والحياة التي ضاعت بلمحة بصر، تذكرت المحطة النفطية التي كنت اشرف على إنشاءها مع المهندسين الفرنسيين واليوغسلافيين آنذاك ، تذكرت أصدقائي في قسم الهندسة الكهربائية ، وطار بي رحلة الحزن الى كل من احببت وتذكرتهم شوقاً بحرقة قلب . في يوم الاثنين سمعنا أصوات مدافع قرب منطقة طاسلوجة، كنا نسمعها من حي سرجنار حيث نسكن، قالوا في البداية انها تدريبات البيشمركة، ثم أدركت بانه الجيش مصر على اقتناص ما تبقى لنا من حياة! فإلى أين المصير؟ والى أين المسير؟ أردت إقناع الأهل بالبقاء في السليمانية والتحصن في قبوٍ ببيت شقيقتي، عارضتني والدتي بشدة ولَم استمر بالإقناع بعد المناقشات المستفيضة وسماعنا بان الجيش قد أعدم مئات الرجال في كركوك والتون كوبري، وصولاً الى الاعتداء على النساء! واتفقوا جميعاً للتوجه الى مدينة حلبجة، سلمت ارادتي لهم والحزن يشق صدري، في فجر يوم ٣نيسان ١٩٩١، توجهنا الى حلبجة بأربعة سيارات صالون مليئة بأربعين شخصاً من الأقارب ركبوا السيارات، وبعضهم تعلقوا بجوانبها ومقدمتها او خلفيتها، اعترضت سيطرة السليمانية على خروجنا وسط أربعة أرتال للسيارات الفارة من البلدة في شارع ضيق، ولَم يسمحوا للخروج الا لساكني القرى والنواحي والأقضية من المناطق التي تلي تلك السيطرة، وقد سمحوا لنا بالخروج بعد ان تأكدوا من هويات نسيبي (ح ف ) وأختي كونهم من سكنة مدينة حلبجة… وأتذكر شقيق نسيبي (ح ع ) الذي تلاسن مع افراد السيطرة وأشار الى ساقيه المشلولتين نتيجة إصابته في ثورة أيلول، حين كان آمراً لإحدى فصائل الپيشمركة عام ١٩٧٤، وقد جاء آمر السيطرة وقبل قدميه وأخذ له التحية تقديراً لتضحيته، فسمحوا لنا بالخروج جميعاً الى حلبجة مدينة الشهداء. أشرفنا على اسوار مدينة حلبجة، مدينة الاحزان، عز كوردستان، المدينة التي خنق فيها الأطفال والشيوخ والنساء الآمنين في دورهم، وتُرِكوا لأيام، ليجعل الفاشيون من أجساد افراد المدينة الطاهرة، طعما للفئران والجرذان قبل ان تنتشلهم ا ......
#رحلة
#وعذاب
#بحثاً
#الحرية
#معايشة
#حقيقية
#شخصية
#لتداعيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731625
#الحوار_المتمدن
#محمد_رياض_اسماعيل وصلنا قره هنجير وبدأ الدم يسري في العروق، ترى ماذا يخبئ لنا الأيام! وكيف هي الحياة في السليمانية وهل ستهدأ الأوضاع ونعود الى كركوك؟ وبدأنا بسرد أحاديث الناس في كركوك كيف وجدوا في احدى دور الأمن، سجناء وسجينات عراة، ومشاهد الشهداء في الشوارع التي مررنا بها، وصلنا جم جمال حيث مسقط راسي، قالت والدتي بأنه عند ولادتي أمطرت السماء ثلاثون يوما دون انقطاع وتعرض العراق الى أخطر فيضان عام ١٩٥٤، وحدثتنا على حال جم جمال في تلك الأيام، وكيف هرع اهلي الى القلعة حيث مسكن بعض الأقارب... وعدنا نتحدث عن بيوتنا التي تركناها دون امان واقفال، وكان الأهل قلقين على الحاجيات والاثاث والصور التذكارية والمقتنيات، وكنا نأمل في الجيران خيراً للحفاظ عليها، وأخيرا وصلنا السليمانية. وتعانق الأهل مع الاقارب والأحبة المتجمعين في بيت شقيقتي واشتدت عزيمتنا، وواصلنا تدبير امورنا وتهيئة مستلزمات الافطار واغلبهم كانوا صيام، وبعد يوم توالت لبيت شقيقتي اقارب من كركوك واربيل وأصبح المكان ضيقا وزادت اعبائنا المالية، حيث كنّا خمسة عوائل في دارهم، وخرجت مع نسيبي لشراء المؤن والحاجيات والنايلون تحسبًا للظروف السيئة التي قد تجبرنا الى افتراش الجبال، واستقرت نفسية الأطفال، حيث كانوا يخرجون الى اللعب في الساحات والمتنزهات وبدى للحياة ملمساً عندهم… ثم كنّا نستمع للأخبار ليلا، وتردنا صباحا الإشاعات، كأسر عزت الدوري وتارة قتل صدام حسين، وكنت اخلوا بنفسي لأسترجع شريط الذكريات والواقع الذي تكيفت له، والحياة التي ضاعت بلمحة بصر، تذكرت المحطة النفطية التي كنت اشرف على إنشاءها مع المهندسين الفرنسيين واليوغسلافيين آنذاك ، تذكرت أصدقائي في قسم الهندسة الكهربائية ، وطار بي رحلة الحزن الى كل من احببت وتذكرتهم شوقاً بحرقة قلب . في يوم الاثنين سمعنا أصوات مدافع قرب منطقة طاسلوجة، كنا نسمعها من حي سرجنار حيث نسكن، قالوا في البداية انها تدريبات البيشمركة، ثم أدركت بانه الجيش مصر على اقتناص ما تبقى لنا من حياة! فإلى أين المصير؟ والى أين المسير؟ أردت إقناع الأهل بالبقاء في السليمانية والتحصن في قبوٍ ببيت شقيقتي، عارضتني والدتي بشدة ولَم استمر بالإقناع بعد المناقشات المستفيضة وسماعنا بان الجيش قد أعدم مئات الرجال في كركوك والتون كوبري، وصولاً الى الاعتداء على النساء! واتفقوا جميعاً للتوجه الى مدينة حلبجة، سلمت ارادتي لهم والحزن يشق صدري، في فجر يوم ٣نيسان ١٩٩١، توجهنا الى حلبجة بأربعة سيارات صالون مليئة بأربعين شخصاً من الأقارب ركبوا السيارات، وبعضهم تعلقوا بجوانبها ومقدمتها او خلفيتها، اعترضت سيطرة السليمانية على خروجنا وسط أربعة أرتال للسيارات الفارة من البلدة في شارع ضيق، ولَم يسمحوا للخروج الا لساكني القرى والنواحي والأقضية من المناطق التي تلي تلك السيطرة، وقد سمحوا لنا بالخروج بعد ان تأكدوا من هويات نسيبي (ح ف ) وأختي كونهم من سكنة مدينة حلبجة… وأتذكر شقيق نسيبي (ح ع ) الذي تلاسن مع افراد السيطرة وأشار الى ساقيه المشلولتين نتيجة إصابته في ثورة أيلول، حين كان آمراً لإحدى فصائل الپيشمركة عام ١٩٧٤، وقد جاء آمر السيطرة وقبل قدميه وأخذ له التحية تقديراً لتضحيته، فسمحوا لنا بالخروج جميعاً الى حلبجة مدينة الشهداء. أشرفنا على اسوار مدينة حلبجة، مدينة الاحزان، عز كوردستان، المدينة التي خنق فيها الأطفال والشيوخ والنساء الآمنين في دورهم، وتُرِكوا لأيام، ليجعل الفاشيون من أجساد افراد المدينة الطاهرة، طعما للفئران والجرذان قبل ان تنتشلهم ا ......
#رحلة
#وعذاب
#بحثاً
#الحرية
#معايشة
#حقيقية
#شخصية
#لتداعيات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731625
الحوار المتمدن
محمد رياض اسماعيل - رحلة حزن وعذاب بحثاً عن الحرية/ معايشة حقيقية شخصية لتداعيات الانتفاضة الشعبانية عام ١٩٩١/ الحلقة الثانية