محمد علي سليمان : أو كما يسمونهم عادة قصة للذكرى
#الحوار_المتمدن
#محمد_علي_سليمان نالت هذه القصة الجائزة الأولى في مهرجان القصة الجامعي الأول، ونشرت في مجلة الموقف الأدبي العدد 10 /11 عام 1973، بمبادرة من الأستاذ زكريا تامر، وكان يرأس لجنة تحكيم القصة. ولأنها قصة للذكرى، فإنني آمل أن يتقبل الأستاذ زكريا إهدائي القصة له: لعله لم يعد يذكر، لكنني لن أنسى.زمن الكراسي المثقوبة مدينة ملاهي فراغ رجل يحب الركض في الشوارع، وخاصة عند الغروب. يحب رحلات.. يحب مغامرات.. كان يملك رغبات بدائية..قال عنه سعيد الطبيب في مستشفى المدينة: كان يحن دائماً إلى جسد مجهول، كان يحلم به دائماً. وقال في مقابلة أخرى: كان يصرخ كالمجانين، كان أغنية حزينة. في ملف الشرطة يرقد هذا التقرير الذي كتبه شرطي رفض الإدلاء بأية معلومات أخرى: " في الأيام الحالكة، وتحت المطر الحار، كان يزور القبور حاملاً وردة بيضاء. يزرعها، ثم يعود إلى الشوارع المزدحمة بالغبار وبالحجارة والأغنيات الصفراء ويقضي ليلته حزيناً "..قال رجل: زوجته ماتت منتحرة._ : لماذا؟!_ : لا أعرف، لكن.. 1965 الأرض حقيبة رجل ساديالرياح ترقص على أنغام أغنية شرقية الأرض امرأة عاهرة الموتى خزانات سوداء، تلقى فيها الأوساخ. الموتى لا يرقصون. في يوم رقص رجل ميت، وفي اليوم الثاني وجد مقتولاً، وفي اليوم الثالث ضاجع الأحياء نساء الموتى في المستنقعات، تحت المطر، في كل الحانات "..قلت لصديقه مصطفى: متى؟قال سليم: المسافات تموت.قلت: زوجته؟!قال جورج: نحن نموت.الكؤوس مزروعة بفوضى مرضية على الطاولات، الأيدي تشكل متوازيات متشابكة، العيون ترتجف، تبحث عن جسد..قال رجل يجلس على طاولة مجاورة: أصبحنا مجموعة ألوان باهتة.قال الذي على يساره: إنه لا يرتوي أبداً.بحر..شمس..ضباب..قال الذي على يساره: العالم مزرعة مقابر.قال رجل مجهول: لا. قلت: لنذهب.عدنا إلى الليل..الجدار الأصفر عليه مجموعة صور، أعجبت بالصورة التي تحوي امرأة عارية ترقص تحت المطر..قال مصطفى: مدينة مهجورة، فراغ أسود.حين خرجنا كان البحر نقطة بداية والعالم الأسود متوار خلف الغيوم الحالكة.. اللقطة الأولى شوارع شتائية اللقطة الثانية شوارع صحراوية اللقطة الثالثة شوارع بدائية قال أخوه: إنه طفل.قال مصطفى: غرفته.من مجموعة الأوراق، تناولت ورقة خريفية فوجدت على وجهها الأصفر: كانت صوتاً أبيض. في ليلة شتائية استقبلنا تابوت فارغ القبر كله تراب أسود، العظام متناثرة على الأرض اللزجة. بحثت عن أشياء زرعتها في جسدها الأبيض. الظلام. شعرت بالخوف. القبور. لا أريد أن أموت.. بقعة في منتصف الطريقحمامةطفل قال سليم: نفايات غيوم سوداء.الشارع يكاد يكون خالياً. بعض الغرباء يضاجعونه مجاناً. في بقع متفرقة ترقد مصابيح حالمة.. _ : الباص.الشارع مصاب بالجدري. السيارات تركض بسرعة خيالية. وصلنا الموقف. صعدنا الباص، كان مزدحماً بتماثيل بشرية تحب الثرثرة..القسم الأول للنساءالقسم الثاني للرجال قال رجل: لماذا تموت الرغبة؟قالت امرأة: لم تمت.قال سليم: للإعلان في الجرائد " مطلوب مدينة تجيد التحرك في عالم الأجساد ". ضحكشعرت بالدوار، بأشياء كثيرة مبهمة. نسيت كل شيء. كنت أود أن أحلق بعيداً، بعيداً..قال جورج: مدينتكم صحراء.قال جورج: قديماً.قال جورج: وحديثاً.قال جورج: زحفت عناكب سوداء حفرت في قاع المدينة " الغريب المجهول وجد في عربات الموتى ". قلت: من؟!قال ......
#يسمونهم
#عادة
#للذكرى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705292
#الحوار_المتمدن
#محمد_علي_سليمان نالت هذه القصة الجائزة الأولى في مهرجان القصة الجامعي الأول، ونشرت في مجلة الموقف الأدبي العدد 10 /11 عام 1973، بمبادرة من الأستاذ زكريا تامر، وكان يرأس لجنة تحكيم القصة. ولأنها قصة للذكرى، فإنني آمل أن يتقبل الأستاذ زكريا إهدائي القصة له: لعله لم يعد يذكر، لكنني لن أنسى.زمن الكراسي المثقوبة مدينة ملاهي فراغ رجل يحب الركض في الشوارع، وخاصة عند الغروب. يحب رحلات.. يحب مغامرات.. كان يملك رغبات بدائية..قال عنه سعيد الطبيب في مستشفى المدينة: كان يحن دائماً إلى جسد مجهول، كان يحلم به دائماً. وقال في مقابلة أخرى: كان يصرخ كالمجانين، كان أغنية حزينة. في ملف الشرطة يرقد هذا التقرير الذي كتبه شرطي رفض الإدلاء بأية معلومات أخرى: " في الأيام الحالكة، وتحت المطر الحار، كان يزور القبور حاملاً وردة بيضاء. يزرعها، ثم يعود إلى الشوارع المزدحمة بالغبار وبالحجارة والأغنيات الصفراء ويقضي ليلته حزيناً "..قال رجل: زوجته ماتت منتحرة._ : لماذا؟!_ : لا أعرف، لكن.. 1965 الأرض حقيبة رجل ساديالرياح ترقص على أنغام أغنية شرقية الأرض امرأة عاهرة الموتى خزانات سوداء، تلقى فيها الأوساخ. الموتى لا يرقصون. في يوم رقص رجل ميت، وفي اليوم الثاني وجد مقتولاً، وفي اليوم الثالث ضاجع الأحياء نساء الموتى في المستنقعات، تحت المطر، في كل الحانات "..قلت لصديقه مصطفى: متى؟قال سليم: المسافات تموت.قلت: زوجته؟!قال جورج: نحن نموت.الكؤوس مزروعة بفوضى مرضية على الطاولات، الأيدي تشكل متوازيات متشابكة، العيون ترتجف، تبحث عن جسد..قال رجل يجلس على طاولة مجاورة: أصبحنا مجموعة ألوان باهتة.قال الذي على يساره: إنه لا يرتوي أبداً.بحر..شمس..ضباب..قال الذي على يساره: العالم مزرعة مقابر.قال رجل مجهول: لا. قلت: لنذهب.عدنا إلى الليل..الجدار الأصفر عليه مجموعة صور، أعجبت بالصورة التي تحوي امرأة عارية ترقص تحت المطر..قال مصطفى: مدينة مهجورة، فراغ أسود.حين خرجنا كان البحر نقطة بداية والعالم الأسود متوار خلف الغيوم الحالكة.. اللقطة الأولى شوارع شتائية اللقطة الثانية شوارع صحراوية اللقطة الثالثة شوارع بدائية قال أخوه: إنه طفل.قال مصطفى: غرفته.من مجموعة الأوراق، تناولت ورقة خريفية فوجدت على وجهها الأصفر: كانت صوتاً أبيض. في ليلة شتائية استقبلنا تابوت فارغ القبر كله تراب أسود، العظام متناثرة على الأرض اللزجة. بحثت عن أشياء زرعتها في جسدها الأبيض. الظلام. شعرت بالخوف. القبور. لا أريد أن أموت.. بقعة في منتصف الطريقحمامةطفل قال سليم: نفايات غيوم سوداء.الشارع يكاد يكون خالياً. بعض الغرباء يضاجعونه مجاناً. في بقع متفرقة ترقد مصابيح حالمة.. _ : الباص.الشارع مصاب بالجدري. السيارات تركض بسرعة خيالية. وصلنا الموقف. صعدنا الباص، كان مزدحماً بتماثيل بشرية تحب الثرثرة..القسم الأول للنساءالقسم الثاني للرجال قال رجل: لماذا تموت الرغبة؟قالت امرأة: لم تمت.قال سليم: للإعلان في الجرائد " مطلوب مدينة تجيد التحرك في عالم الأجساد ". ضحكشعرت بالدوار، بأشياء كثيرة مبهمة. نسيت كل شيء. كنت أود أن أحلق بعيداً، بعيداً..قال جورج: مدينتكم صحراء.قال جورج: قديماً.قال جورج: وحديثاً.قال جورج: زحفت عناكب سوداء حفرت في قاع المدينة " الغريب المجهول وجد في عربات الموتى ". قلت: من؟!قال ......
#يسمونهم
#عادة
#للذكرى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705292
الحوار المتمدن
محمد علي سليمان - أو كما يسمونهم عادة قصة للذكرى