محمد فرحات : ليس ثمة مايدعو للبهجة...
#الحوار_المتمدن
#محمد_فرحات مثل لوحة سريالية...تتابع خطوطها المتداخلة...إلا أنك وفي لحظة ما تتورط بالولوج لخطوطها لتصير تفصيلة جديدة من تفاصيلها...ولكنك وبالرغم من وعيك الحاد تصير ذرة في حشد لايبالي أين وكيف ومتى تورط بمأساة لافكاك منها...تصير بطلا ينتظر نمو كبده ليلتقمه مخلب طائر مسلط من قبل قوة غيبية لاترحم…،هكذا كان انطباعي المترسخ حال اندهاشي بتلك المجموعة القصصية "ليس ثمة مايدعو للبهجة" إصدار دار الأدهم 2021...تلك المجموعة القصصية الفذة التي لم أطلع على مثلها من عشرات السنين. وتذكرك بأعمال خالدة لجوجول، وتشيكوف، وديستوفيسكي وغيرهم من عمالقة القصة القصيرة.من أين نبدأ إذن، لعل أول مايلفتك هي تلك اللغة الرصينة القوية، وما تملكه من انسيابية أخاذه، ووقع رشيق لا تخطئه الأذن حال ترديد بعض مقاطعها جهرا.مع ظاهرة ملفتة وهي النحت التوليدي لبعض الأفعال فتوحي باستخدام جديد "انقشعت حقيقة الزعيم، بلا سحرة تخصف على سوءاته أوراق التوت اليابسة…" "ولجت الصحيفة وأنا أحبه مؤمنا بشعاراته، وجشأت منها أكرهه، وأعرفه كطاغية…" "سطوا على البلاد، وأوقفوا تطورها، بما رفعه من أهازيج النصر، وتحليم الطبقات المهمشة، والذي لم يكن سوى وسيلة للتغييب، وقطع السبيل على تداول السلطة…".لغة منضبطة لأقصى حد تذكرك بحسرة حين كان التدقيق تدقيقا حقيقيا، علامات ترقيم صارمة، كضابط مرور يمرر أفكارك وتصوراتك بنقطة أو علامة استفهام، أو فاصلة منقوطة تشرح ما قبلها، وتعجب يبين التعجب، ويزيدك عجبا فوق عجبك…أما عن الاقتباسات الفلسفية والأدبية من مشاهير الفلاسفة والأدباء فبحر متلاطم زاخر، أكثر من خمسين اقتباسا، ما يمثل كتلة تناصية متينة، كلها يساعد على تطور الأحداث، وتكثيف المعنى بأقل مبنى ممكن، ينبأ عن ثقافة الكاتب وتبحره بالإنسانيات، فكاتبنا قد حصل على الماسترز بالفلسفة اليونانية عام 2002...ماعلينا الآن بعد الإطالة في ذلك التقديم إلا أن نغوص بالنص ولنبدأ بالعتبات النصية المتنوعة من غلاف معبر، إلى إهداء، لاقتباس، لتحذير، لتفسير للوحة الغلاف، ومنها إلى ثمان عناوين مكثفة لثمان قصص قصيرة...عنوان المجموعة كان واحدا من عناوين القصص الثمان؛ فيه حكما مسبقا على ماينبغي أن يخرج به المتلقي من انطباع وأثر تفرضه الذات المبدعة على المتلقي، تتضافر غيرها من عتبات متوالية تفرض ذات التوجه على المتلقي من إهداء جنائزي حزين عن موت الأم والأب وبينهما مسافة زمنية لم تتراوح الخمسة عشر يوما، ثم تنويه يشبه ما يتكلفه معلم مستبد يوجهه توجيها أحاديا أيضا فمن يبحث عن تسلية ما بين دفتي هذا الكتاب فلن يجدها، فهو لن يجد غير الفاجعة...فتوجيه انطباعات المتلقي من قبل المبدع يمثل نوعا من فرض الوصاية على النص والمتلقي معا. ولا يعطي المتلقي براحا للتأويل أو حتى تفاعلا حرا يؤدي في النهاية لتوالد النصوص الذهنية المتوازية مع النص الأصلي.القصة الأولى "هنا...وشغل السيما" فالبطل لا يملك يقينا بقضية ما إلا حبه للسينما! "هذا هو اليقين الوحيد، أو قل الأوحد، الذي حصلته بعد رحلة عسيرة مع الشك…" فالبطل أربعيني يأس من تحصيل أي يقين، فانزوى بأحد قرى شمال الدلتا النائية متوحدا مع نفسه، مجترا لذكرياته، منغمسا في عادات يومية لا يحيد عنها كالوساوس القهرية، وكانت السينما عشقه وديدنه المنتظم" ربما أثر تعلقي الزائد بالسينما، في بناء عزلة اجتماعية، تكونت شيئا فشيئا، وانتهت بي إلى غياب شبه تام عن المجتمع وقضايا…"...هل حبه للسينما يمثل معادلا موضوعيا لتعلقه الواضح بقضايا الميتافيزيقا التي يجترها من الحين للآخر في صورة تناصية مطردة، أم أن السينما هي عالم المثال الذ ......
#مايدعو
#للبهجة...
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721998
#الحوار_المتمدن
#محمد_فرحات مثل لوحة سريالية...تتابع خطوطها المتداخلة...إلا أنك وفي لحظة ما تتورط بالولوج لخطوطها لتصير تفصيلة جديدة من تفاصيلها...ولكنك وبالرغم من وعيك الحاد تصير ذرة في حشد لايبالي أين وكيف ومتى تورط بمأساة لافكاك منها...تصير بطلا ينتظر نمو كبده ليلتقمه مخلب طائر مسلط من قبل قوة غيبية لاترحم…،هكذا كان انطباعي المترسخ حال اندهاشي بتلك المجموعة القصصية "ليس ثمة مايدعو للبهجة" إصدار دار الأدهم 2021...تلك المجموعة القصصية الفذة التي لم أطلع على مثلها من عشرات السنين. وتذكرك بأعمال خالدة لجوجول، وتشيكوف، وديستوفيسكي وغيرهم من عمالقة القصة القصيرة.من أين نبدأ إذن، لعل أول مايلفتك هي تلك اللغة الرصينة القوية، وما تملكه من انسيابية أخاذه، ووقع رشيق لا تخطئه الأذن حال ترديد بعض مقاطعها جهرا.مع ظاهرة ملفتة وهي النحت التوليدي لبعض الأفعال فتوحي باستخدام جديد "انقشعت حقيقة الزعيم، بلا سحرة تخصف على سوءاته أوراق التوت اليابسة…" "ولجت الصحيفة وأنا أحبه مؤمنا بشعاراته، وجشأت منها أكرهه، وأعرفه كطاغية…" "سطوا على البلاد، وأوقفوا تطورها، بما رفعه من أهازيج النصر، وتحليم الطبقات المهمشة، والذي لم يكن سوى وسيلة للتغييب، وقطع السبيل على تداول السلطة…".لغة منضبطة لأقصى حد تذكرك بحسرة حين كان التدقيق تدقيقا حقيقيا، علامات ترقيم صارمة، كضابط مرور يمرر أفكارك وتصوراتك بنقطة أو علامة استفهام، أو فاصلة منقوطة تشرح ما قبلها، وتعجب يبين التعجب، ويزيدك عجبا فوق عجبك…أما عن الاقتباسات الفلسفية والأدبية من مشاهير الفلاسفة والأدباء فبحر متلاطم زاخر، أكثر من خمسين اقتباسا، ما يمثل كتلة تناصية متينة، كلها يساعد على تطور الأحداث، وتكثيف المعنى بأقل مبنى ممكن، ينبأ عن ثقافة الكاتب وتبحره بالإنسانيات، فكاتبنا قد حصل على الماسترز بالفلسفة اليونانية عام 2002...ماعلينا الآن بعد الإطالة في ذلك التقديم إلا أن نغوص بالنص ولنبدأ بالعتبات النصية المتنوعة من غلاف معبر، إلى إهداء، لاقتباس، لتحذير، لتفسير للوحة الغلاف، ومنها إلى ثمان عناوين مكثفة لثمان قصص قصيرة...عنوان المجموعة كان واحدا من عناوين القصص الثمان؛ فيه حكما مسبقا على ماينبغي أن يخرج به المتلقي من انطباع وأثر تفرضه الذات المبدعة على المتلقي، تتضافر غيرها من عتبات متوالية تفرض ذات التوجه على المتلقي من إهداء جنائزي حزين عن موت الأم والأب وبينهما مسافة زمنية لم تتراوح الخمسة عشر يوما، ثم تنويه يشبه ما يتكلفه معلم مستبد يوجهه توجيها أحاديا أيضا فمن يبحث عن تسلية ما بين دفتي هذا الكتاب فلن يجدها، فهو لن يجد غير الفاجعة...فتوجيه انطباعات المتلقي من قبل المبدع يمثل نوعا من فرض الوصاية على النص والمتلقي معا. ولا يعطي المتلقي براحا للتأويل أو حتى تفاعلا حرا يؤدي في النهاية لتوالد النصوص الذهنية المتوازية مع النص الأصلي.القصة الأولى "هنا...وشغل السيما" فالبطل لا يملك يقينا بقضية ما إلا حبه للسينما! "هذا هو اليقين الوحيد، أو قل الأوحد، الذي حصلته بعد رحلة عسيرة مع الشك…" فالبطل أربعيني يأس من تحصيل أي يقين، فانزوى بأحد قرى شمال الدلتا النائية متوحدا مع نفسه، مجترا لذكرياته، منغمسا في عادات يومية لا يحيد عنها كالوساوس القهرية، وكانت السينما عشقه وديدنه المنتظم" ربما أثر تعلقي الزائد بالسينما، في بناء عزلة اجتماعية، تكونت شيئا فشيئا، وانتهت بي إلى غياب شبه تام عن المجتمع وقضايا…"...هل حبه للسينما يمثل معادلا موضوعيا لتعلقه الواضح بقضايا الميتافيزيقا التي يجترها من الحين للآخر في صورة تناصية مطردة، أم أن السينما هي عالم المثال الذ ......
#مايدعو
#للبهجة...
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721998
الحوار المتمدن
محمد فرحات - ليس ثمة مايدعو للبهجة...