داود السلمان : تجارة الدين بديل لجشع آخر
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان منذ تأسيس الإسلام السياسي، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، والعالم يئن تحت سطوة هذا النظام القديم – الجديد، قديم بأيديولوجيته، جديد بلعبته للوصول إلى الحكم والسلطة؛ وما زال العنف والفساد والقتل منتشر، وبشكل يثير الاشمئزاز والحنق معًا. ففي معظم الدول العربية والاسلامية، صار رجل الدين هو الحاكم الشرعي، وإن تجد الرئيس يرتدي الملبس الانيق وربطة العنق الحديثة، المنتقاة من أحدث الاسواق العالمية للأزياء. وهذه هي فرصة ثمينة، لرفع صوت رجل الدين بالحديث لما يحلو له أن يتحدث فيه، بصفته مخوّلًا من قبل الله!، فيرفع من نشأن إنسان وينزل من آخر، أو يروّج إلى فكرة ما أو إلى نظرية ما، ويحطّ من أخرى؛ المهم هو حصوله على المال أو على المنصب، وعلى المنزلة المرموقة في الدولة، وكذلك لدى الشارع والجمهور، على اعتبارهما الجانب المدافع، عنه وعن الأفكار، التي يروم ترويجها باسم الدين أو الملة، أو المذهب المنتمي إليه. المسميات التي تدخّل فيها رجل الدين، وحشر أنفه، لكي يصل إلى الارتقاء للمنصب السياسي، مسميات كثيرة، غير خافية على المطلّع الضليع، في أفكار هؤلاء الفئة التي اتخذت الدين ذريعة لتسنم السلطة، والحكم بالبلاد والعباد؛ ومن هذا الذريعة قولهم: "إن الإسلام دين ودولة"، أو كقولهم: إنّ العلمانية والليبرالية والديمقراطية لم تحقق طموحات الشعوب المسلمة، و"الاسلام هو الحل!!"، وبهذا الشعارات استطاع رجل الدين أن ينصّب نفسه كحاكم وكنائب مفوّه عن الله. والطامة الكبرى إنّه بدأ يفتي ويكفّر كلُّ من يخالفه بالرأي أو بالحكم أو حتى ينتقده على رؤوس الاشهاد، فتصدر الفتوى بقتله. وتحت هذه الذريعة زُهقت أرواح وسالت دماء، وليس هذا فحسب، بل صار يحلل السّرقة والغش، والاحتيال على الناس، على اعتبار أن هؤلاء هم كفرة، أو لا "يؤمنون بثوابت الدين"، وعليه يخرج المفتي من جيبه فتاوى جاهزة، تخدم مصلحته وبقائه، ويروم فيها القضاء على خصمه وقتما شاء، بما شاء في سبيل دفاعه عن مصيره، والبقاء للشاطر. في صحيفة "الرأي" كتبت الكاتبة د. أريج السنان مقالاّ تحت عنوان "إلّا التجارة بالدين" قالت فيه: "التجارة بالدين مصطلح لا يختلف عن طلب الدنيا بالدين، ويطلق غالباً على بعض الوعاظ أو العلماء الذين ليس لهم غرض من وعظهم أو علمهم إلا تحصيل حطام الدنيا الفاني، وتبوؤ المناصب العلمية أو السياسية؛ فكم تاجر بالدين قــد تـــقلد منصباً، وكم حاكم حكم باسم الدين وهو لا يفقه شيئاً في دينه، وكم من مروّجين لشعارات وهم لا يطبقون، كما في قول الفقيه ابن رشد: «التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل». فهذه تجارة رائجة منبوذة؛ لأن الدين ليس وسيلة إلى حطام الدنيا الفاني، فلا تكون الرفعة والتجارة الناجحة بالتنازل عن مبادئ أو ليقال عنك عالم، أو لتنتصر في جدال، ولا لشهرة أو مال وجاه فهذا هو الربح المذموم". ويبقى السؤال في خيال كثير من الناس: هل سيبقى رجل الدين في رهان هذا التسابق نحو السيطرة على الشعوب، تارة باسم الديمقراطية، وأخرى باسم "الدين هو الحلّ؟".ولنا عودة للموضوع ذاته.. ......
#تجارة
#الدين
#بديل
#لجشع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768458
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان منذ تأسيس الإسلام السياسي، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، والعالم يئن تحت سطوة هذا النظام القديم – الجديد، قديم بأيديولوجيته، جديد بلعبته للوصول إلى الحكم والسلطة؛ وما زال العنف والفساد والقتل منتشر، وبشكل يثير الاشمئزاز والحنق معًا. ففي معظم الدول العربية والاسلامية، صار رجل الدين هو الحاكم الشرعي، وإن تجد الرئيس يرتدي الملبس الانيق وربطة العنق الحديثة، المنتقاة من أحدث الاسواق العالمية للأزياء. وهذه هي فرصة ثمينة، لرفع صوت رجل الدين بالحديث لما يحلو له أن يتحدث فيه، بصفته مخوّلًا من قبل الله!، فيرفع من نشأن إنسان وينزل من آخر، أو يروّج إلى فكرة ما أو إلى نظرية ما، ويحطّ من أخرى؛ المهم هو حصوله على المال أو على المنصب، وعلى المنزلة المرموقة في الدولة، وكذلك لدى الشارع والجمهور، على اعتبارهما الجانب المدافع، عنه وعن الأفكار، التي يروم ترويجها باسم الدين أو الملة، أو المذهب المنتمي إليه. المسميات التي تدخّل فيها رجل الدين، وحشر أنفه، لكي يصل إلى الارتقاء للمنصب السياسي، مسميات كثيرة، غير خافية على المطلّع الضليع، في أفكار هؤلاء الفئة التي اتخذت الدين ذريعة لتسنم السلطة، والحكم بالبلاد والعباد؛ ومن هذا الذريعة قولهم: "إن الإسلام دين ودولة"، أو كقولهم: إنّ العلمانية والليبرالية والديمقراطية لم تحقق طموحات الشعوب المسلمة، و"الاسلام هو الحل!!"، وبهذا الشعارات استطاع رجل الدين أن ينصّب نفسه كحاكم وكنائب مفوّه عن الله. والطامة الكبرى إنّه بدأ يفتي ويكفّر كلُّ من يخالفه بالرأي أو بالحكم أو حتى ينتقده على رؤوس الاشهاد، فتصدر الفتوى بقتله. وتحت هذه الذريعة زُهقت أرواح وسالت دماء، وليس هذا فحسب، بل صار يحلل السّرقة والغش، والاحتيال على الناس، على اعتبار أن هؤلاء هم كفرة، أو لا "يؤمنون بثوابت الدين"، وعليه يخرج المفتي من جيبه فتاوى جاهزة، تخدم مصلحته وبقائه، ويروم فيها القضاء على خصمه وقتما شاء، بما شاء في سبيل دفاعه عن مصيره، والبقاء للشاطر. في صحيفة "الرأي" كتبت الكاتبة د. أريج السنان مقالاّ تحت عنوان "إلّا التجارة بالدين" قالت فيه: "التجارة بالدين مصطلح لا يختلف عن طلب الدنيا بالدين، ويطلق غالباً على بعض الوعاظ أو العلماء الذين ليس لهم غرض من وعظهم أو علمهم إلا تحصيل حطام الدنيا الفاني، وتبوؤ المناصب العلمية أو السياسية؛ فكم تاجر بالدين قــد تـــقلد منصباً، وكم حاكم حكم باسم الدين وهو لا يفقه شيئاً في دينه، وكم من مروّجين لشعارات وهم لا يطبقون، كما في قول الفقيه ابن رشد: «التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل». فهذه تجارة رائجة منبوذة؛ لأن الدين ليس وسيلة إلى حطام الدنيا الفاني، فلا تكون الرفعة والتجارة الناجحة بالتنازل عن مبادئ أو ليقال عنك عالم، أو لتنتصر في جدال، ولا لشهرة أو مال وجاه فهذا هو الربح المذموم". ويبقى السؤال في خيال كثير من الناس: هل سيبقى رجل الدين في رهان هذا التسابق نحو السيطرة على الشعوب، تارة باسم الديمقراطية، وأخرى باسم "الدين هو الحلّ؟".ولنا عودة للموضوع ذاته.. ......
#تجارة
#الدين
#بديل
#لجشع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768458
الحوار المتمدن
داود السلمان - تجارة الدين بديل لجشع آخر