الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبد الغني سلامه : سأعتزل الفن
#الحوار_المتمدن
#عبد_الغني_سلامه بداية، لا أحد يجادل في حق كل إنسان في اختيار مهنته، أو تغييرها، أو ممارسة أي هواية يحبها، أو التوقف عنها.. تلك أبسط حقوق الإنسان.. وهذا يحدث كل يوم، وبشكل طبيعي، ولا يثير اهتمام أحد. ففي كافة مجالات الحياة ستجد أناسا ملتصقين بمهنهم وهواياتهم حتى الممات، وآخرين اختاروا وقتا معينا للتوقف والاعتزال..فمثلا يختار لاعب كرة قدم وقتا للاعتزال، قد يكون وهو في ذروة عطائه، حتى يظل بطلا في ذاكرة محبيه، وقد يؤجله حتى الرمق الأخير من شبابه.. وقد يتقاعد الإعلامي، أو المدير التنفيذي، أو الأديب، أو القاضي، أو السياسي.. لكن لا أحد من هؤلاء يقول إنه كان مذنبا في اختيار مهنته؛ فالمهندس لا يقول: اعتزلت الهندسة لأن المهندسين يغشون، والمحامي لا يقول: اعتزلت المحاماة لأنها مهنة فاسدة تدافع عن الأشرار والمجرمين، ولا الملاكم يقول: اعتزلت الملاكمة لأنها رياضة عنيفة.. لا أحد منهم يقرن اعتزاله بالتوبة.حتى في مجال الفنون قد يعتزل النحات، أو الرسام، أو الملحن، أو المخرج، أو المصمم، أو المصور.. لكنهم يعتزلون بصمت وهدوء.. فالاعتزال ظاهرة طبيعية لا تثير ضجة ولا صخبا إعلاميا إلا في مجالي الغناء والتمثيل.. والسبب أنها مهن ذات طابع شعبي، وجمهورها كبير، ومن كافة الشرائح والطبقات الاجتماعية، وصاحبها يظل في مركز الضوء، وحديث الإعلام، ويكتسب شهرة واسعة.. والسبب الثاني (وهو مرتبط بالسبب الأول): تركيز رجال الدين عليها، وإصدار فتاوى بتحريمها. في سنوات الحرب الباردة بين مصر والسعودية، كانت مصر تقدم الأدب، والفن، والفكر، والسينما، والمسرح، والغناء.. وتمثل نموذجا ومركزا للثقافة المدنية العصرية والمنفتحة.. بينما كانت السعودية لا تقدم سوى الدعاة ورجال الدين، وظلت مساهماتها في مجالات الفنون والآداب محدودة، وذات طابع محافظ، ومقتصرة على الرجال.هذا الوضع أعطى مصر الأفضلية في سياق صراع البلدين السياسي والأيديولوجي، وعلى قيادة المنطقة، والتأثير فيها.. لذا سعت المؤسسة الدينية السعودية لكسب السباق، باستخدام آليات عدة، منها مثلا استقبال الملاحَقين من الإخوان المسلمين، وتمكينهم، وإعادة تصديرهم بعد شحنهم بالفكر الوهابي. وأيضا اختراق النموذج المصري، والعمل على تفريغه من مضامينه الفنية والإنسانية، وتشويهه.. فكان الدعاة وخطباء الجمعة لا يتوقفون عن ذم الفنانين والأدباء، ووصمهم بالفسق والفجور.. إلى جانب محاولات استقطاب الفنانين (والتركيز على الفنانات)، والاستقطاب المقصود هو حثهم على اعتزال الفن، وإعلان التوبة، وتقديم إغراءات مادية سخية لكل من يقبل بذلك..لذا شهدنا في العقود الثلاثة الأخيرة (وهي فترة تراجع دور مصر السياسي والثقافي) موجة من ظاهرة اعتزال الفنانات.. اليوم، يمكن القول إن هذه الظاهرة توقفت أو كادت، وصارت نادرة جدا، بسبب تحول السعودية إلى العهد الجديد، والانفتاح، وتوقفها عن ممارسة تصدير الفكر الوهابي.. وبالتالي اختفى الممولون.مرة ثانية، نعود للتأكيد على حق أي فنان بالاعتزال وتغيير نمط حياته بحرية، وتبني ما يؤمن به من أفكار ومعتقدات.. لكن المشكلة في التركيز والمبالغة على الجانب الشكلاني والظاهري للتدين، أي إطلاق اللحية أو ارتداء الحجاب، وكأنهما العلامة الفارقة للدخول في الدين! علما أن الدين أوسع وأشمل من ذلك بكثير.والمشكلة الثانية التي واكبت ظاهرة اعتزال الفن، هي تحول الفنان/ة إلى داعية.. هكذا، بين ليلة وضحاها يغدو داعية، وفقيها، وعالما بالدين، ومفتيا، وواعظا..وتفتح الإذاعات والفضائيات أبوابها لهم، ليصبحوا إعلاميين، يقدمون البرامج الدينية.<br ......
#سأعتزل
#الفن

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742757