حمدى عبد العزيز : -يوتوبيا- الواقع الكولمبي ..
#الحوار_المتمدن
#حمدى_عبد_العزيز وأنا اتابع أحداث العالم .. دائماً مااتحسس المستقبل المرعب لمسألة تشييد المدن والتجمعات السكنية والإنشاءات المعمارية الفاخرة المخصصة لنخب الصفوة الطبقية كجزر وبقاع منعزلة الأسوار عن تكدسات سكنية فقيرة ومهملة يسكنها أصحاب الدخول محدودة من فقراء أحشاء المدن وأطرافها التي تتأرجح مابين الريف والمدينة وتحمل طابعاً مشوهاً من حيث البناء المعماري والبنيان الإجتماعي والأنماط الثقافية البائسة انعكاساً للإحباط الناتج عن حدة التناقض مابين حياة مغرقة في البذخ الترفي وانماط الاستهلاك الأوربية االأرستقراطية وراء أسوار مدن الأثرياء ، ومابين المعيشة الصعبة في تكدسات الفقراء ومحدودي الحال من المنضغطين والمقهورين إقتصادياً ومن ثم إجتماعياً ..دائماً اتذكر الأحداث التي تخيلها أحمد خالد توفيق في روايته التي تأخذ الطابع الفنتازي شكلاً ، رغم منطقيتها الشديدة ، ودلالاتها المغرقة في قراءة الواقع من أعمق أعماقه حيث تحليل طبيعة البني الإجتماعية لهذا الواقع المتناقض بحدة بين عالمين تفصل بينهما أسوار حجرية واسمنتية سرعان ما يكتشف هشاشتها وعدم صمودها تحت ضغط حدة التناقض وانفجار الصراع بين عالمين ..أتابع مايحدث في كولومبيا كجزء من جولتي اليومية لمتابعة الشأن العام بدوائره المحلية والإقليمية والدولية .. هناك موجات من التظاهر الإحتجاجي العارم علي الأوضاع في كولومبيا .. لفتت نظري حدث بعينه في ظل اندلاع هذه الإحتجاجات وهو يتلخص في أنه في مقاطعة كولومبية أسمها (فالي ديل كاوكا) قام حشد كبير من سكان الأحياء الفقيرة بالمقاطعة بالزحف علي عاصمة المقاطعة ، واجتاحوا حي (سيوداد خاردين) وهو حي تقع داخل أسواره قصور ومباني وفيلات وكاومباوندات الطبقة الراقية في المقاطعة ، عجزت شرطة الحي الراقي في التصدي لهم فانطلق سكان الحي الراقي مصوبين نيران أسلحتهم الشخصية ورصاصاتهم الحية علي جموع المتظاهرين .. أحد المواطنين الكولومبيين (وهو من سكان الحي الراقي يعمل كوكيل إعلانات لوكالة الصحافة الفرنسية) قال في شهادته علي أحداث المقاطعة لوكالة الصحافة الفرنسية واصفاً ماحدث كالتالي : " .. الأمر أشبه بحرب أهلية .. فقد كان الشرطيون والسكان الخائفون علي مقتناياتهم (سكان الحي الراقي) في معسكر ، وفي المعسكر الآخر كان المتظاهرون العازمون علي نشر (فوضاهم) في حينا" ثم أردف انه (هو نفسه) أشهر مسدسه الأوتوماتيكي (لإطلاق النار في الجو) ..(مع ملاحظة أن جميع الأقواس من عندي) .. بالطبع سقط الكثير من القتلي لدرجة أن الأمم المتحدة طالبت خلال الشهر الماضي بفتح تحقيق مستقل في القضية ..وبالطبع مثل هذه التحقيقات جنائية الطابع لاعلاقة لها بالعمق الحقيقي لمثل هذه القضايا وهو مايتمثل في ذلك الاختلال الحاد في البني الاجتماعية في المجتمعات التي تتبع أنظمتها وحكوماتها مثل هذه السياسات التي تسمح بتعميق الفوارق إلي هذا الحد المنحرف بين الطبقات والشرائح الإجتماعية ..بالطبع رجعت ذاكرتي إلي المحاذير التي أطلقتها رواية (يوتوبيا) المرحوم احمد خالد توفيق بغض النظر عن تقييمنا لقيمتها الفنية ، ومكانتها في عالم السرد .. لكن تظل مثل هذه الأحداث بدلالاتها العميقة جرس إنذار مرعب لتداعيات تأكيد وتعميق الفوارق والفوالق الطبقية في المجتمعات ..درس في حاجة ماسة ليدركه أولي البصائر والألباب قبل فوات الآوان . ......
#-يوتوبيا-
#الواقع
#الكولمبي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723467
#الحوار_المتمدن
#حمدى_عبد_العزيز وأنا اتابع أحداث العالم .. دائماً مااتحسس المستقبل المرعب لمسألة تشييد المدن والتجمعات السكنية والإنشاءات المعمارية الفاخرة المخصصة لنخب الصفوة الطبقية كجزر وبقاع منعزلة الأسوار عن تكدسات سكنية فقيرة ومهملة يسكنها أصحاب الدخول محدودة من فقراء أحشاء المدن وأطرافها التي تتأرجح مابين الريف والمدينة وتحمل طابعاً مشوهاً من حيث البناء المعماري والبنيان الإجتماعي والأنماط الثقافية البائسة انعكاساً للإحباط الناتج عن حدة التناقض مابين حياة مغرقة في البذخ الترفي وانماط الاستهلاك الأوربية االأرستقراطية وراء أسوار مدن الأثرياء ، ومابين المعيشة الصعبة في تكدسات الفقراء ومحدودي الحال من المنضغطين والمقهورين إقتصادياً ومن ثم إجتماعياً ..دائماً اتذكر الأحداث التي تخيلها أحمد خالد توفيق في روايته التي تأخذ الطابع الفنتازي شكلاً ، رغم منطقيتها الشديدة ، ودلالاتها المغرقة في قراءة الواقع من أعمق أعماقه حيث تحليل طبيعة البني الإجتماعية لهذا الواقع المتناقض بحدة بين عالمين تفصل بينهما أسوار حجرية واسمنتية سرعان ما يكتشف هشاشتها وعدم صمودها تحت ضغط حدة التناقض وانفجار الصراع بين عالمين ..أتابع مايحدث في كولومبيا كجزء من جولتي اليومية لمتابعة الشأن العام بدوائره المحلية والإقليمية والدولية .. هناك موجات من التظاهر الإحتجاجي العارم علي الأوضاع في كولومبيا .. لفتت نظري حدث بعينه في ظل اندلاع هذه الإحتجاجات وهو يتلخص في أنه في مقاطعة كولومبية أسمها (فالي ديل كاوكا) قام حشد كبير من سكان الأحياء الفقيرة بالمقاطعة بالزحف علي عاصمة المقاطعة ، واجتاحوا حي (سيوداد خاردين) وهو حي تقع داخل أسواره قصور ومباني وفيلات وكاومباوندات الطبقة الراقية في المقاطعة ، عجزت شرطة الحي الراقي في التصدي لهم فانطلق سكان الحي الراقي مصوبين نيران أسلحتهم الشخصية ورصاصاتهم الحية علي جموع المتظاهرين .. أحد المواطنين الكولومبيين (وهو من سكان الحي الراقي يعمل كوكيل إعلانات لوكالة الصحافة الفرنسية) قال في شهادته علي أحداث المقاطعة لوكالة الصحافة الفرنسية واصفاً ماحدث كالتالي : " .. الأمر أشبه بحرب أهلية .. فقد كان الشرطيون والسكان الخائفون علي مقتناياتهم (سكان الحي الراقي) في معسكر ، وفي المعسكر الآخر كان المتظاهرون العازمون علي نشر (فوضاهم) في حينا" ثم أردف انه (هو نفسه) أشهر مسدسه الأوتوماتيكي (لإطلاق النار في الجو) ..(مع ملاحظة أن جميع الأقواس من عندي) .. بالطبع سقط الكثير من القتلي لدرجة أن الأمم المتحدة طالبت خلال الشهر الماضي بفتح تحقيق مستقل في القضية ..وبالطبع مثل هذه التحقيقات جنائية الطابع لاعلاقة لها بالعمق الحقيقي لمثل هذه القضايا وهو مايتمثل في ذلك الاختلال الحاد في البني الاجتماعية في المجتمعات التي تتبع أنظمتها وحكوماتها مثل هذه السياسات التي تسمح بتعميق الفوارق إلي هذا الحد المنحرف بين الطبقات والشرائح الإجتماعية ..بالطبع رجعت ذاكرتي إلي المحاذير التي أطلقتها رواية (يوتوبيا) المرحوم احمد خالد توفيق بغض النظر عن تقييمنا لقيمتها الفنية ، ومكانتها في عالم السرد .. لكن تظل مثل هذه الأحداث بدلالاتها العميقة جرس إنذار مرعب لتداعيات تأكيد وتعميق الفوارق والفوالق الطبقية في المجتمعات ..درس في حاجة ماسة ليدركه أولي البصائر والألباب قبل فوات الآوان . ......
#-يوتوبيا-
#الواقع
#الكولمبي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723467
الحوار المتمدن
حمدى عبد العزيز - -يوتوبيا- الواقع الكولمبي ..