جبر جميل شعث : الشاعر المتصوف سامي أبو عون فرادة الحالة وتفرد اللغة
#الحوار_المتمدن
#جبر_جميل_شعث سيكون مدخلي للكتابة عن الشاعر المتصوف سامي أبو عون ، الحديث عن شاعر وفيلسوف الصداقة عند القرامطة وهو " الخبز رزي* " الذي صدرت معظم أشعاره عن معرفية حسية ، وتجربة جسدية ، وتأملية حد الغوص العميق في الوجود بوجهيه الميتافيزيقي والفيزيقي ، والذات والإنسان ، وليس عن منظومة معرفية ثقافية سائدة مألوفة . وحال شاعرنا "أبي عون " تتشابه وتتقاطع مع حال " الشاعر القرمطي " الخبز رزي " فكلاهما لا يعول كثيراً على القراءة من منابعها المصدرية والمرجعية ، ويستعيض عن ذلك بالشفاهي وبالتأملي في النفس وفي الكون . ولكن " أبا عون " يزيد عن شاعر القرامطة ؛في أنه ،أحياناً يقرأ ما تيسر له من كتب قديمة وحديثة ، كونه يعرف القراءة والكتابة ، وليس أمياً "كالخبزرزي" كما أخبرتنا المصادر عنه . فالشاعر أبو عون يعيش الحالة الصوفية ولا يتقمصها ، يسلكها سبيلا؛ ممارسة ولغة، ولا يتمحك بجدرانها، أو يتقحم لغتها. إنه حالة صوفية لها السبق، بل الفرادة في المشهد الشعري الفلسطيني الراهن. من سقيفته المتقشفة شكلا، العامرة حديثاً وصحبة وندامى، تنبلج قصائده، وتتسرب مفرداته الصوفية الخاصة به، مثقلة بالرؤيا ، ومتغربة مدهشة بالصور، وخفيفة مزركشة كالفراشات في نيسان، بالدلالات والاشارات والإحالات؛ لذا نرى عنده للغة قبعة لا يلبسها إلا الراسخون في الحب والعشق والتجليات، ونرى قمره " الاستثنائي " الذي لا يشبه القمر الليلي الذي نعرف، وهو يُحمِّر سعف النخيل، ونكاد نلمس رغبته التي تتقلب بين الحسي والغيبي، ونتلمس زغب سبيله الصوفي، ونمشي معه في فراغه اليتيم. ومن قصائده نسمع غناءه وهو في حالة الزهد، وصهيله وهو يمسح بآلام الزيت جسده.نكاد نشفق عليه؛ إذ يرتعش ويتخذ من البرد عصاً يتوكأ عليها، ولكننا نغبطه إذ نراه بمكر العارف الغائص المستنكر وهو يُعري الوقت، من أزباده العالقة، وقته هو الشاعر المتصوف الذي لا يطيق لها مكثا، ولا يستطيع معها / عليها صبرا. في كل نص من نصوصه التي يتلذذ بخربشتها على ورق أبيض تجيء لغته مشرقة متفردة، كحاله هو حين يأتينا بها مشرقاً متشوقاً لرأينا ولإضافاتنا ولإضاءتنا ولساديتنا المبررة فنياً حين نحذف كلمة أو نحل أخرى محلها، أو نحذف جل النص، مبقين منه بضعة أسطر، أو بضع كلمات.ولعل صوفية شاعرنا تفارق الصوفية التقليدية ؛ التي ذوّبت الملح الأرضي، في الماء السماوي، متقصدة ذلك عن عقيدة، بدت كمذهب مغاير للسائد في اللغة وكيفية التعبير بها، ومخلخل للإيمان الذي توطد عليه الناس وتشربوا تعاليمه، وبدا هذا المذهب كأنه توطئة لدين جديد، يعيد صياغة العلاقة الفردية بين الله والعباد؛ ما ترتب عليه خلق لغة تعبير جديدة بجماليات واجتراحات دلالية وإشارية، ونحوت لفظية غير مألوفة وغير مسبوقة كذلك، وقد كانت قولة الحلاج " الحلولية "الشهيرة" ما في الجبة إلا الله " أو " ما في الجبة إلاي" ومواقف عبد الجبار النفري ، بمثابة الحصوات المضيئة الهادية إلى طريق هذا المذهب الثوري المخلخل الجديد ولنعد إلى مفارقة شاعرنا، بعد هذا الاستطراد الذي فرضه السياق؛ التي تجلت لديه شعراً وممارسة حياتية، في أنه يسعى إلى أرضنة السماوي التي سبحت في " هلاميته " الصوفية التقليدية، وهو ما فتئ، بأناة وتؤدة وتجلٍ وتلذذ يسعى إلى فصل ملح الأرض عن ماء السماء.* الخُبز أَرزي أو" الخبزرزي" نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبوالقاسم توفي 317 هـ / 939 م.. وهو شاعر غزل عباسي،وكان أمياً يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله. وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع ......
#الشاعر
#المتصوف
#سامي
#فرادة
#الحالة
#وتفرد
#اللغة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728949
#الحوار_المتمدن
#جبر_جميل_شعث سيكون مدخلي للكتابة عن الشاعر المتصوف سامي أبو عون ، الحديث عن شاعر وفيلسوف الصداقة عند القرامطة وهو " الخبز رزي* " الذي صدرت معظم أشعاره عن معرفية حسية ، وتجربة جسدية ، وتأملية حد الغوص العميق في الوجود بوجهيه الميتافيزيقي والفيزيقي ، والذات والإنسان ، وليس عن منظومة معرفية ثقافية سائدة مألوفة . وحال شاعرنا "أبي عون " تتشابه وتتقاطع مع حال " الشاعر القرمطي " الخبز رزي " فكلاهما لا يعول كثيراً على القراءة من منابعها المصدرية والمرجعية ، ويستعيض عن ذلك بالشفاهي وبالتأملي في النفس وفي الكون . ولكن " أبا عون " يزيد عن شاعر القرامطة ؛في أنه ،أحياناً يقرأ ما تيسر له من كتب قديمة وحديثة ، كونه يعرف القراءة والكتابة ، وليس أمياً "كالخبزرزي" كما أخبرتنا المصادر عنه . فالشاعر أبو عون يعيش الحالة الصوفية ولا يتقمصها ، يسلكها سبيلا؛ ممارسة ولغة، ولا يتمحك بجدرانها، أو يتقحم لغتها. إنه حالة صوفية لها السبق، بل الفرادة في المشهد الشعري الفلسطيني الراهن. من سقيفته المتقشفة شكلا، العامرة حديثاً وصحبة وندامى، تنبلج قصائده، وتتسرب مفرداته الصوفية الخاصة به، مثقلة بالرؤيا ، ومتغربة مدهشة بالصور، وخفيفة مزركشة كالفراشات في نيسان، بالدلالات والاشارات والإحالات؛ لذا نرى عنده للغة قبعة لا يلبسها إلا الراسخون في الحب والعشق والتجليات، ونرى قمره " الاستثنائي " الذي لا يشبه القمر الليلي الذي نعرف، وهو يُحمِّر سعف النخيل، ونكاد نلمس رغبته التي تتقلب بين الحسي والغيبي، ونتلمس زغب سبيله الصوفي، ونمشي معه في فراغه اليتيم. ومن قصائده نسمع غناءه وهو في حالة الزهد، وصهيله وهو يمسح بآلام الزيت جسده.نكاد نشفق عليه؛ إذ يرتعش ويتخذ من البرد عصاً يتوكأ عليها، ولكننا نغبطه إذ نراه بمكر العارف الغائص المستنكر وهو يُعري الوقت، من أزباده العالقة، وقته هو الشاعر المتصوف الذي لا يطيق لها مكثا، ولا يستطيع معها / عليها صبرا. في كل نص من نصوصه التي يتلذذ بخربشتها على ورق أبيض تجيء لغته مشرقة متفردة، كحاله هو حين يأتينا بها مشرقاً متشوقاً لرأينا ولإضافاتنا ولإضاءتنا ولساديتنا المبررة فنياً حين نحذف كلمة أو نحل أخرى محلها، أو نحذف جل النص، مبقين منه بضعة أسطر، أو بضع كلمات.ولعل صوفية شاعرنا تفارق الصوفية التقليدية ؛ التي ذوّبت الملح الأرضي، في الماء السماوي، متقصدة ذلك عن عقيدة، بدت كمذهب مغاير للسائد في اللغة وكيفية التعبير بها، ومخلخل للإيمان الذي توطد عليه الناس وتشربوا تعاليمه، وبدا هذا المذهب كأنه توطئة لدين جديد، يعيد صياغة العلاقة الفردية بين الله والعباد؛ ما ترتب عليه خلق لغة تعبير جديدة بجماليات واجتراحات دلالية وإشارية، ونحوت لفظية غير مألوفة وغير مسبوقة كذلك، وقد كانت قولة الحلاج " الحلولية "الشهيرة" ما في الجبة إلا الله " أو " ما في الجبة إلاي" ومواقف عبد الجبار النفري ، بمثابة الحصوات المضيئة الهادية إلى طريق هذا المذهب الثوري المخلخل الجديد ولنعد إلى مفارقة شاعرنا، بعد هذا الاستطراد الذي فرضه السياق؛ التي تجلت لديه شعراً وممارسة حياتية، في أنه يسعى إلى أرضنة السماوي التي سبحت في " هلاميته " الصوفية التقليدية، وهو ما فتئ، بأناة وتؤدة وتجلٍ وتلذذ يسعى إلى فصل ملح الأرض عن ماء السماء.* الخُبز أَرزي أو" الخبزرزي" نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبوالقاسم توفي 317 هـ / 939 م.. وهو شاعر غزل عباسي،وكان أمياً يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله. وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع ......
#الشاعر
#المتصوف
#سامي
#فرادة
#الحالة
#وتفرد
#اللغة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728949
الحوار المتمدن
جبر جميل شعث - الشاعر المتصوف سامي أبو عون فرادة الحالة وتفرد اللغة