عماد الحمدي : طوفان من الحلوى في معبد الجماجم : ذبائح بشريّة على عتبات السرد
#الحوار_المتمدن
#عماد_الحمدي رواية >>طوفان من الحلوى في معبد الجماجم >ضباب يهمّ بشطب سماء قديمة وزوبعة ثكلى تسرق الله من قلوبهم ... غيمات تتجمّل من أجل استقبال ربيع آخر ...جماجم منثورة على طول الطريق المؤدّية إلى أطفالهم ... كلّ المشهد يوحي بنوع من اليُتم السّعيد > فالطّريق إلى الذّاكرة مخضّب بالدماء << .وأنت تتجوّل بين منعرجات السرد ومسالكه وفيافيه فإنّك لا تقدر إلاّ على أن تستعمل تجربة الألم فتدرك عالما من الفنّ يتعلّق بالحياة وبالماضي والمستقبل ، وبما أنّ غابة السّرد في الرواية هي ملك للجميع فمن حق القارئ أن يلج عالما من الوقائع تستفزّه وتوقظ فيه مشاعر هي تارة تنحو به باتّجاه اليأس من هذا العالم وطورا تسمو به سموّا ملائكيّا من أجل غد افضل ومن أجل حلم جميل لأنّ ما يبقى يؤسّسه الشعراء ، إذ ليس هناك ما يمنع من استعمال النص الذي بين أيدينا من أجل الحلم،فالأعين لازالت مفتوحة في رؤوس قد جزّها قتلة وإرهابيون . إنّ القارئ يتجوّل داخل هذه الغابة السّردية كما لو كانت حديقته الخاصّة ، فكم يكون جميلا الولوج إلى الحياة الخاصّة لأشخاص حقيقيين يصنعون الحلوى وصوت آت من المستقبل : لا حرج عليك ... لا يزال اللاعالم ممكنا ، فمن يقرأ رواية طوفان من الحلوى في معبد الجماجم سيلتقي بحسب عبارة لإمبرتو ايكو بأثر مفتوح وهو ما توحي به عبارة الطوفان ذاتها فهو متحرر وله ملامح الهيجان وقدرة فائقة على السرعة وشدّة الإندفاع ، طوفان من الحلوى متسارع الأحداث ومسترسل في السيلان الجارف وهو أيضا من جنس الكتابات المتحرّرة من كل القيود الأسلوبية والمفاهيم المتغطرسة على النص التي تلوي عنقه بحجّة الذهاب بعيدا باتّجاه الأعماق، فملفوظ الرواية قد صُنع من دمنا وقُدّ من لحمنا ، والرواية أيضا نصّ مفتوح من جهة النهاية فيُوحي بحالة من النقص واللاإكتمال وليس أدلّ على ذلك سوى إحدى لوحات كوشمار وقد سمّاها : حلم ينزف ، على القارئ أن يُكمل النّهاية ، وعدم الإكتمال تدلّ عليه لوحات كوشمار في رواية الطوفان فهو لا يتردد في العودة إلى رسوماته بالإضافة أو الحذف أو الإتلاف ، وعندما تقرأ الرواية تواجهك هذه التأويلات للأثر المفتوح فعندما تسأل ياسمين :>> كيف لرسّام أن يُتلف لوحته بهذا الشكل الفظيع ؟<< ثمّ تضيف >> كيف ينقطع رسّام عن فنّ الرّسم ... وكيف لا يخجل أن يبدأ روايته بمشهد إتلاف لوحته بضربات سكّين حوّلتها إلى مزق ؟<<. إذن مفهوم الإنفتاح له صلة بمن يستقبل الأثر أو النص أو اللوحة إستقبال المؤوّل ، وبهكذا تأويل فإنّ رواية طوفان من الحلوى في معبد الجماجم هي موضوع جماليّ ينفتح على لعب تأويليّ وكلّ قارئ للرواية يعيد خلقها وابتكارها تخييليّا متفاعلا مع أحداثها وطاقتها الإبداعيّة التي تنكشف لنا نحن القرّاء فلا نتمتّع بالنص إلاّ لكوننا نتأوّله ونعيد ابتكاره في سياق يعضد فيه الواقع أحلامنا .إنّ الرواية وقد توزّعت بين مشاهد القتل المعمّم تحت راية الدولة وبين رسومات كوشمار التي تحكي في لغة الفجيعة صور الدّمار تمتلك مقوّمات الأثر المفتوح لأنّها تمنح متلقّيها نفس القدر من الحريّة ليتمكّن من التّموقع وسط شبكة من الأحداث والصور والمشاهد : مشاهد جزّ الرؤوس وصور الجثث الموبوؤة والموت الجماعي بفعل جائحة كورونا وميتات متنوّعة للفلّاحات والرضّع وكلّ الّذين همّشتهم الدولة . إنّ عالم طوفان من الحلوى تنشّطه حياة معقّدة ولامنتهية فيكشفه القارئ بحواسه وعقله ومخيّلته وجوارحه وكأنّه وطن نعود إليه دوما فنلقى وجوها لم تعد كما ألفناها ونستوطن جغرافيا لم تعد صالحة للسكن بل صارت حفرا ومقابر يقطنها ارهابيّون ، لقد قدّمت الراوية عالمنا المعولم بتقنية عالية ......
#طوفان
#الحلوى
#معبد
#الجماجم
#ذبائح
#بشريّة
#عتبات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710163
#الحوار_المتمدن
#عماد_الحمدي رواية >>طوفان من الحلوى في معبد الجماجم >ضباب يهمّ بشطب سماء قديمة وزوبعة ثكلى تسرق الله من قلوبهم ... غيمات تتجمّل من أجل استقبال ربيع آخر ...جماجم منثورة على طول الطريق المؤدّية إلى أطفالهم ... كلّ المشهد يوحي بنوع من اليُتم السّعيد > فالطّريق إلى الذّاكرة مخضّب بالدماء << .وأنت تتجوّل بين منعرجات السرد ومسالكه وفيافيه فإنّك لا تقدر إلاّ على أن تستعمل تجربة الألم فتدرك عالما من الفنّ يتعلّق بالحياة وبالماضي والمستقبل ، وبما أنّ غابة السّرد في الرواية هي ملك للجميع فمن حق القارئ أن يلج عالما من الوقائع تستفزّه وتوقظ فيه مشاعر هي تارة تنحو به باتّجاه اليأس من هذا العالم وطورا تسمو به سموّا ملائكيّا من أجل غد افضل ومن أجل حلم جميل لأنّ ما يبقى يؤسّسه الشعراء ، إذ ليس هناك ما يمنع من استعمال النص الذي بين أيدينا من أجل الحلم،فالأعين لازالت مفتوحة في رؤوس قد جزّها قتلة وإرهابيون . إنّ القارئ يتجوّل داخل هذه الغابة السّردية كما لو كانت حديقته الخاصّة ، فكم يكون جميلا الولوج إلى الحياة الخاصّة لأشخاص حقيقيين يصنعون الحلوى وصوت آت من المستقبل : لا حرج عليك ... لا يزال اللاعالم ممكنا ، فمن يقرأ رواية طوفان من الحلوى في معبد الجماجم سيلتقي بحسب عبارة لإمبرتو ايكو بأثر مفتوح وهو ما توحي به عبارة الطوفان ذاتها فهو متحرر وله ملامح الهيجان وقدرة فائقة على السرعة وشدّة الإندفاع ، طوفان من الحلوى متسارع الأحداث ومسترسل في السيلان الجارف وهو أيضا من جنس الكتابات المتحرّرة من كل القيود الأسلوبية والمفاهيم المتغطرسة على النص التي تلوي عنقه بحجّة الذهاب بعيدا باتّجاه الأعماق، فملفوظ الرواية قد صُنع من دمنا وقُدّ من لحمنا ، والرواية أيضا نصّ مفتوح من جهة النهاية فيُوحي بحالة من النقص واللاإكتمال وليس أدلّ على ذلك سوى إحدى لوحات كوشمار وقد سمّاها : حلم ينزف ، على القارئ أن يُكمل النّهاية ، وعدم الإكتمال تدلّ عليه لوحات كوشمار في رواية الطوفان فهو لا يتردد في العودة إلى رسوماته بالإضافة أو الحذف أو الإتلاف ، وعندما تقرأ الرواية تواجهك هذه التأويلات للأثر المفتوح فعندما تسأل ياسمين :>> كيف لرسّام أن يُتلف لوحته بهذا الشكل الفظيع ؟<< ثمّ تضيف >> كيف ينقطع رسّام عن فنّ الرّسم ... وكيف لا يخجل أن يبدأ روايته بمشهد إتلاف لوحته بضربات سكّين حوّلتها إلى مزق ؟<<. إذن مفهوم الإنفتاح له صلة بمن يستقبل الأثر أو النص أو اللوحة إستقبال المؤوّل ، وبهكذا تأويل فإنّ رواية طوفان من الحلوى في معبد الجماجم هي موضوع جماليّ ينفتح على لعب تأويليّ وكلّ قارئ للرواية يعيد خلقها وابتكارها تخييليّا متفاعلا مع أحداثها وطاقتها الإبداعيّة التي تنكشف لنا نحن القرّاء فلا نتمتّع بالنص إلاّ لكوننا نتأوّله ونعيد ابتكاره في سياق يعضد فيه الواقع أحلامنا .إنّ الرواية وقد توزّعت بين مشاهد القتل المعمّم تحت راية الدولة وبين رسومات كوشمار التي تحكي في لغة الفجيعة صور الدّمار تمتلك مقوّمات الأثر المفتوح لأنّها تمنح متلقّيها نفس القدر من الحريّة ليتمكّن من التّموقع وسط شبكة من الأحداث والصور والمشاهد : مشاهد جزّ الرؤوس وصور الجثث الموبوؤة والموت الجماعي بفعل جائحة كورونا وميتات متنوّعة للفلّاحات والرضّع وكلّ الّذين همّشتهم الدولة . إنّ عالم طوفان من الحلوى تنشّطه حياة معقّدة ولامنتهية فيكشفه القارئ بحواسه وعقله ومخيّلته وجوارحه وكأنّه وطن نعود إليه دوما فنلقى وجوها لم تعد كما ألفناها ونستوطن جغرافيا لم تعد صالحة للسكن بل صارت حفرا ومقابر يقطنها ارهابيّون ، لقد قدّمت الراوية عالمنا المعولم بتقنية عالية ......
#طوفان
#الحلوى
#معبد
#الجماجم
#ذبائح
#بشريّة
#عتبات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710163
الحوار المتمدن
عماد الحمدي - طوفان من الحلوى في معبد الجماجم : ذبائح بشريّة على عتبات السرد