أحمد جدعان الشايب : وسوسات التحدي الكبير
#الحوار_المتمدن
#أحمد_جدعان_الشايب ماتزال تسكن قبوا كالقبر، وحيدة في غالب أيامها ولياليها، أخوها الذي بقي من أسرتها يعيش معها، يمتشق الفجر قاصدا لقمة العيش، أخوتها الكبار بنوا بيوتا، وخلفوا أولادا، ورحل الأب والأم، تاركين العش بما فيه يتداعى أمام مصير مجهول.الرطوبة حفرت أخاديدا في الجدران، لاتستطيع أن تفرش حصيرة قش أو بساط في أرض القبو، فهو ينزّ طيلة أشهر الشتاء، وعيون سقفه الرمداء تقطر دمعا وقذا، منفردة ترتق لياليها بصباحاتها، إلا من زائرة قريبة حنونة، تتذكرها بقفة تين أو مرطبان زيتون، أو ما تجود أرضها من خير.بعد أن تنهي أعمالها اليومية من كشط المياه المتجمعة إثر نزيزها الليلي وقت المطر، وإكمال ما تبقى من أعمال كالطبخ وتجفيف حصيرة النايلون في شمس الشارع وهوائه، تنزوي في ركن من غرفتها كقط مهمل كل يوم منذ سنين.هزّت دماغها فاستعادت ما يشحن صدرها بقلق يزيد من ضربات قلبها فيرفع ضغطها، وتتلاحق أنفاسها، ويبدو أنها لن تنسى تلك الذكريات، كأن صحراء نقسها الشاسعة صارت تكشف مصيرها المجهول شيئا فشيئا, كانت تعيش حياتها ككل البنات قبل سن العشرين، ترى مستقبلها بعيون فرحة، وباهتمام تستقبل أيامها المقبلة، لتعيش الحالة الرومانسية بحب وأمل. ذلك الشاب الذي أنشأ معها علاقة إعجاب ومحبة، أبعدوه عنها بطريقة قمعية فجة، كان يكفي زوجة أخيها أن تقول لزوجها، ( أختك تتحدث بالتلفون مع شاب تحبه)، يكفيها أن تداوره قليلا لتقنعه، فهو يثق بكلام زوجته ولا يثق بأخته، التي صارت جريمتها أنها أحبت، والجريمة الأقسى، أن شابا غريبا يحبها ويعدها بالزواج بعد إنهاء خدمته العسكرية.تعفّن يشكله قهر مستمر في تلافيف المجتمع، وغبن لايصحو له ضمير، عبارات أخوتها حين اجتمعوا بها في القبو، تسحق النفس، وتخجل الحجر، تأنيب وتصغير وتحقير.أحست أنها أقل من أية فتاة في الدنيا، وأقل من قيمة أي شيء، غسلوا دماغها وخطوا عليه سطورا معتمة: ( أنت لاشيء.. لاشيء أبدا.. إياك أن تظني أنك ككل البنات.. تبحثين عن فضيحة ليعيّرنا بها الناس مدى العمر.. ألم تنظري في المرآة؟.. انظري .. شوفي شكلك.. عجيب.. كيف لاتعرفين شكلك وهيئتك وقيمتك؟.. هل هو أعمى لكي يحبك؟.. هه.. إنه يتسلى بك فقط).قالت لهم بكلمات دامعة: ( علاقتي به بريئة.. ويريد أن يخطبني ويتزوجني).أقسمت لهم أيمانا أنها لم تلتق به إلا مرتين، ومع عدد من نساء قريباتهم، وهنّ اللواتي شجعنها على الاقتراب منه، فهو معجب بأخلاقها وأدبها وحسن حديثها. انفجر أحدهم يقذف بكلامه في وجهها، ويتناثر زبد فمه على وجهها، أقفل كفه وهيأها متقدما نحوها، وهي تقعي كجدي هزيل هده المرض. ليس بيدها فعل شيء، إلا تنكيس رأسها وسكوتها. لكمها لكمتين على وجهها، وصرخ: ( مادام يريدك.. لماذا لايأتي ويطلبك.. هاه؟.. لماذا؟).إحدى فتحتي أنفها بكت دما ورديا، واختفت عينها اليمنى تحت جفن سميك مزرقّ، تورم وتعضل، كما تورمت لثتها واختلط دمها بخيط يسيل من أنفها، وقف اخوها الأصغر الذي يعيش معها في القبو التعيس، بينه وبينها، وبهدوء قال: ( صلوا ع النبي ياجماعة.. لم كل هذا؟.. الشاب لايزال في الجيش، ولايستطيع الزواج إلا بعد أن ينتهي منها.ولكي يبعدها عن هجومات أخيه المنفعل جهلا وتخلفا، أمسك بأخته وأخرجها إلى غرفته قائلا: ( لماذا نكره من يحب أختنا؟.. لماذا نحرم أختنا من حقها؟.. ألا تريدون أن تكون سعيدة بزواجها؟.. دعوها تختار وتتحمل مسؤوليتها.. ماذا سيحدث؟ ). أخذ قطعة قماش طبي، أدخل مزقة صغيرة في فتحة أنفها النازفة، لتمتص النزف، مسح وجهها بالماء، وطيب نفسها بعد أن أغلق الباب. وصوت هدير أخيها الغاضب مازال يلطم أذنيها: <b ......
#وسوسات
#التحدي
#الكبير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726735
#الحوار_المتمدن
#أحمد_جدعان_الشايب ماتزال تسكن قبوا كالقبر، وحيدة في غالب أيامها ولياليها، أخوها الذي بقي من أسرتها يعيش معها، يمتشق الفجر قاصدا لقمة العيش، أخوتها الكبار بنوا بيوتا، وخلفوا أولادا، ورحل الأب والأم، تاركين العش بما فيه يتداعى أمام مصير مجهول.الرطوبة حفرت أخاديدا في الجدران، لاتستطيع أن تفرش حصيرة قش أو بساط في أرض القبو، فهو ينزّ طيلة أشهر الشتاء، وعيون سقفه الرمداء تقطر دمعا وقذا، منفردة ترتق لياليها بصباحاتها، إلا من زائرة قريبة حنونة، تتذكرها بقفة تين أو مرطبان زيتون، أو ما تجود أرضها من خير.بعد أن تنهي أعمالها اليومية من كشط المياه المتجمعة إثر نزيزها الليلي وقت المطر، وإكمال ما تبقى من أعمال كالطبخ وتجفيف حصيرة النايلون في شمس الشارع وهوائه، تنزوي في ركن من غرفتها كقط مهمل كل يوم منذ سنين.هزّت دماغها فاستعادت ما يشحن صدرها بقلق يزيد من ضربات قلبها فيرفع ضغطها، وتتلاحق أنفاسها، ويبدو أنها لن تنسى تلك الذكريات، كأن صحراء نقسها الشاسعة صارت تكشف مصيرها المجهول شيئا فشيئا, كانت تعيش حياتها ككل البنات قبل سن العشرين، ترى مستقبلها بعيون فرحة، وباهتمام تستقبل أيامها المقبلة، لتعيش الحالة الرومانسية بحب وأمل. ذلك الشاب الذي أنشأ معها علاقة إعجاب ومحبة، أبعدوه عنها بطريقة قمعية فجة، كان يكفي زوجة أخيها أن تقول لزوجها، ( أختك تتحدث بالتلفون مع شاب تحبه)، يكفيها أن تداوره قليلا لتقنعه، فهو يثق بكلام زوجته ولا يثق بأخته، التي صارت جريمتها أنها أحبت، والجريمة الأقسى، أن شابا غريبا يحبها ويعدها بالزواج بعد إنهاء خدمته العسكرية.تعفّن يشكله قهر مستمر في تلافيف المجتمع، وغبن لايصحو له ضمير، عبارات أخوتها حين اجتمعوا بها في القبو، تسحق النفس، وتخجل الحجر، تأنيب وتصغير وتحقير.أحست أنها أقل من أية فتاة في الدنيا، وأقل من قيمة أي شيء، غسلوا دماغها وخطوا عليه سطورا معتمة: ( أنت لاشيء.. لاشيء أبدا.. إياك أن تظني أنك ككل البنات.. تبحثين عن فضيحة ليعيّرنا بها الناس مدى العمر.. ألم تنظري في المرآة؟.. انظري .. شوفي شكلك.. عجيب.. كيف لاتعرفين شكلك وهيئتك وقيمتك؟.. هل هو أعمى لكي يحبك؟.. هه.. إنه يتسلى بك فقط).قالت لهم بكلمات دامعة: ( علاقتي به بريئة.. ويريد أن يخطبني ويتزوجني).أقسمت لهم أيمانا أنها لم تلتق به إلا مرتين، ومع عدد من نساء قريباتهم، وهنّ اللواتي شجعنها على الاقتراب منه، فهو معجب بأخلاقها وأدبها وحسن حديثها. انفجر أحدهم يقذف بكلامه في وجهها، ويتناثر زبد فمه على وجهها، أقفل كفه وهيأها متقدما نحوها، وهي تقعي كجدي هزيل هده المرض. ليس بيدها فعل شيء، إلا تنكيس رأسها وسكوتها. لكمها لكمتين على وجهها، وصرخ: ( مادام يريدك.. لماذا لايأتي ويطلبك.. هاه؟.. لماذا؟).إحدى فتحتي أنفها بكت دما ورديا، واختفت عينها اليمنى تحت جفن سميك مزرقّ، تورم وتعضل، كما تورمت لثتها واختلط دمها بخيط يسيل من أنفها، وقف اخوها الأصغر الذي يعيش معها في القبو التعيس، بينه وبينها، وبهدوء قال: ( صلوا ع النبي ياجماعة.. لم كل هذا؟.. الشاب لايزال في الجيش، ولايستطيع الزواج إلا بعد أن ينتهي منها.ولكي يبعدها عن هجومات أخيه المنفعل جهلا وتخلفا، أمسك بأخته وأخرجها إلى غرفته قائلا: ( لماذا نكره من يحب أختنا؟.. لماذا نحرم أختنا من حقها؟.. ألا تريدون أن تكون سعيدة بزواجها؟.. دعوها تختار وتتحمل مسؤوليتها.. ماذا سيحدث؟ ). أخذ قطعة قماش طبي، أدخل مزقة صغيرة في فتحة أنفها النازفة، لتمتص النزف، مسح وجهها بالماء، وطيب نفسها بعد أن أغلق الباب. وصوت هدير أخيها الغاضب مازال يلطم أذنيها: <b ......
#وسوسات
#التحدي
#الكبير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726735
الحوار المتمدن
أحمد جدعان الشايب - وسوسات التحدي الكبير