ساطع هاشم : الواقعية والشكلية والفن الحديث
#الحوار_المتمدن
#ساطع_هاشم مَثّلَ ظهور الواقعية في الفن في اربعينيات القرن التاسع عشر في فرنسا وانتشارها في اوروبا، نقطة تحول ثقافي وجمالي القى بظلاله على جميع الدول الاوربية وامريكا ومن خلالها انتقل الى دول المستعمرات بالعالم، فقد اشعلت النقاش والانقسام بين نوعين مختلفين من الرؤيا الفنية، يمكن تصنيفها لغرض الاختزال على أنها (واقعية) و (شكلية)، وتلك الفترة تؤرَخ عادة بكونها بداية لمجتمع ومفاهيم الحداثة العالمية التي نعيش بها الان، وهناك اختلافات عديدة في تحديد تلك البداية والمناهج داخل الحركات الفنية المختلفة لا مجال هنا للبحث فيها.وعلى الرغم من اننا شعوب الشرق غير مساهمين بهذا التاريخ ولا يقع في محيطنا الجغرافي وغريب عن ثقافتنا المحلية الا اننا كدول مستعمَرة اصبحنا من كبار المستوردين والمستهلكين لهذه الثقافة الاوربية شئنا ام ابينا، وعلى مدى المئة سنة الماضية تحديداً ارتبطت شعوبنا كلها بالثقافة العالمية الأوروبية، وصارت جزءا مهما من حياتنا العقلية والجمالية.وبإلقاء نظرة سريعة على ثقافتنا المرئية اليوم من صحافة وطباعة وسينما وتلفزيون وانترنيت وفنون تشكيلية وفي مختلف المناحي الاخرى سنجد تلك الثقافة ومفاهيمها العديدة راسخة هناك، حتى لو لم نكن على وعي بها.فما هي الواقعية والشكلية ومن اين جاءت؟يعود الاصل في ظهور (الشكلية) بالفن الى النزعات الفنية الجديدة التي ظهرت بالفن الفرنسي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والذي يسمى ايضا بعصر الثورة الصناعية الثانية، وقد كانت فرنسا وقتها المركز العالمي للفن والفنانين وللفنون الجميلة قاطبة، وكانت تعج بالجماعات الفنية الجديدة من مختلف الجنسيات، وبالفلسفات والتنظيرات الفنية غير المألوفة، ومنها الواقعية، الانطباعية، الرمزية، ارت ديكو، وغيرها.وفي سنة 1890 نشر رسام وكاتب فرنسي اسمه موريس دينيس (1870-1943) وكان عمره عشرين سنة بيانا فنيا يعتبر حاليا من اشهر بيانات فلسفة الحداثة وبمثابة نبوءة بالمبادئ الأساسية للكثير من اتجاهات الفن الحديث للقرن العشرين والاكثر اقتباسا بالنقد الفني الحديث برمته - وخاصة التجريدية التي جاءت فيما بعد، بعنوان: تعريف التقاليد الجديدة، واشتهرت على الخصوص عبارة من البيان تقول:تذكّر أن الصورة (اللوحة الفنية)، قبل أن تكون صورة لخيول معركة أو امرأة عارية أو قصة ما، هي أساسًا سطح مستوٍ مغطى بالألوان ومرتبة بترتيب معين.بمعنى ان المتعة الجمالية موجودة في اللوحة (خطوطها الوانها تكوينها) نفسها وليس في موضوعها.وكان دينيس هذا في وقت نشره ذلك البيان من الرسامين الرمزيين وعضو بجماعة فنية تعتنق الرمزية اسمها نابيس وكان هو منظرها الاساسي، وكانت اعماله تركز بشكل كبير على الزخرفة والقيمة الديكورية والتزينينة بالأعمال الفنية، وكان برسم الموضوع في لوحاته بالطريقة الاكاديمية/الرمزية في زمن كان على الفن والفنان ان يقول شيئا ما في اللوحة (رواية, معركة, شخصيات)، ولم يكن يخطر على باله شيء اسمه الفن التجريدي, او ان يصبح فنانا تجريديا لأنه لم يكن قد ظهر هذا الاتجاه بعد، وكان كاثوليكيًا متدينًا وأراد إحياء الرسم الديني في اعماله الى ان مات.لنلقي نظرة على المفاهيم الأساسية وراء هذين القطبين في الممارسة والتفكير.اولا لابد ان نكون حذرين في استخدام مصطلحي" الواقعية "و" الشكلية "فهما تساعدان على فهم المفاهيم العامة فقط لأنها مفاهيم غير مطلقة، حيث لا يوجد عمل فني واقعي بحت او شكلي بحت، لان العديد من الأعمال وفي مختلف فروع الفن تميل أكثر او اقل أحدهما نحو الآخر، وتستخدم مزيجًا من هذين ......
#الواقعية
#والشكلية
#والفن
#الحديث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705761
#الحوار_المتمدن
#ساطع_هاشم مَثّلَ ظهور الواقعية في الفن في اربعينيات القرن التاسع عشر في فرنسا وانتشارها في اوروبا، نقطة تحول ثقافي وجمالي القى بظلاله على جميع الدول الاوربية وامريكا ومن خلالها انتقل الى دول المستعمرات بالعالم، فقد اشعلت النقاش والانقسام بين نوعين مختلفين من الرؤيا الفنية، يمكن تصنيفها لغرض الاختزال على أنها (واقعية) و (شكلية)، وتلك الفترة تؤرَخ عادة بكونها بداية لمجتمع ومفاهيم الحداثة العالمية التي نعيش بها الان، وهناك اختلافات عديدة في تحديد تلك البداية والمناهج داخل الحركات الفنية المختلفة لا مجال هنا للبحث فيها.وعلى الرغم من اننا شعوب الشرق غير مساهمين بهذا التاريخ ولا يقع في محيطنا الجغرافي وغريب عن ثقافتنا المحلية الا اننا كدول مستعمَرة اصبحنا من كبار المستوردين والمستهلكين لهذه الثقافة الاوربية شئنا ام ابينا، وعلى مدى المئة سنة الماضية تحديداً ارتبطت شعوبنا كلها بالثقافة العالمية الأوروبية، وصارت جزءا مهما من حياتنا العقلية والجمالية.وبإلقاء نظرة سريعة على ثقافتنا المرئية اليوم من صحافة وطباعة وسينما وتلفزيون وانترنيت وفنون تشكيلية وفي مختلف المناحي الاخرى سنجد تلك الثقافة ومفاهيمها العديدة راسخة هناك، حتى لو لم نكن على وعي بها.فما هي الواقعية والشكلية ومن اين جاءت؟يعود الاصل في ظهور (الشكلية) بالفن الى النزعات الفنية الجديدة التي ظهرت بالفن الفرنسي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والذي يسمى ايضا بعصر الثورة الصناعية الثانية، وقد كانت فرنسا وقتها المركز العالمي للفن والفنانين وللفنون الجميلة قاطبة، وكانت تعج بالجماعات الفنية الجديدة من مختلف الجنسيات، وبالفلسفات والتنظيرات الفنية غير المألوفة، ومنها الواقعية، الانطباعية، الرمزية، ارت ديكو، وغيرها.وفي سنة 1890 نشر رسام وكاتب فرنسي اسمه موريس دينيس (1870-1943) وكان عمره عشرين سنة بيانا فنيا يعتبر حاليا من اشهر بيانات فلسفة الحداثة وبمثابة نبوءة بالمبادئ الأساسية للكثير من اتجاهات الفن الحديث للقرن العشرين والاكثر اقتباسا بالنقد الفني الحديث برمته - وخاصة التجريدية التي جاءت فيما بعد، بعنوان: تعريف التقاليد الجديدة، واشتهرت على الخصوص عبارة من البيان تقول:تذكّر أن الصورة (اللوحة الفنية)، قبل أن تكون صورة لخيول معركة أو امرأة عارية أو قصة ما، هي أساسًا سطح مستوٍ مغطى بالألوان ومرتبة بترتيب معين.بمعنى ان المتعة الجمالية موجودة في اللوحة (خطوطها الوانها تكوينها) نفسها وليس في موضوعها.وكان دينيس هذا في وقت نشره ذلك البيان من الرسامين الرمزيين وعضو بجماعة فنية تعتنق الرمزية اسمها نابيس وكان هو منظرها الاساسي، وكانت اعماله تركز بشكل كبير على الزخرفة والقيمة الديكورية والتزينينة بالأعمال الفنية، وكان برسم الموضوع في لوحاته بالطريقة الاكاديمية/الرمزية في زمن كان على الفن والفنان ان يقول شيئا ما في اللوحة (رواية, معركة, شخصيات)، ولم يكن يخطر على باله شيء اسمه الفن التجريدي, او ان يصبح فنانا تجريديا لأنه لم يكن قد ظهر هذا الاتجاه بعد، وكان كاثوليكيًا متدينًا وأراد إحياء الرسم الديني في اعماله الى ان مات.لنلقي نظرة على المفاهيم الأساسية وراء هذين القطبين في الممارسة والتفكير.اولا لابد ان نكون حذرين في استخدام مصطلحي" الواقعية "و" الشكلية "فهما تساعدان على فهم المفاهيم العامة فقط لأنها مفاهيم غير مطلقة، حيث لا يوجد عمل فني واقعي بحت او شكلي بحت، لان العديد من الأعمال وفي مختلف فروع الفن تميل أكثر او اقل أحدهما نحو الآخر، وتستخدم مزيجًا من هذين ......
#الواقعية
#والشكلية
#والفن
#الحديث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705761
الحوار المتمدن
ساطع هاشم - الواقعية والشكلية والفن الحديث