داخل حسن جريو : غزو العراق وإحتلاه عام 2003 ... وقفة إستذكار
#الحوار_المتمدن
#داخل_حسن_جريو وإذ أفتح سجل الذكريات لتعود بي الذاكرة إلى ربيع عام 2003 وتحديدا إلى مساء يوم العشرين من شهر آذار , حيث كنت يومها في سهرة عائلية مع بعض أصدقائي في حي الجهاد القريب من مطار بغداد الدولي في جانب الكرخ من مدينة بغداد ,وكنا جميعا نترقب ما سيحدث في هذه الليلة بعد إنتهاء مدة الإنذار الذي وجهه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأبن , للرئيس العراق صدام حسين ونجليه بمغادرة العراق فورا , وبخلافه ستتم إزاحته من السلطة بغزو العراق وإحتلاله . كانت بغداد يومها تغط في نوم هادئ ولا تبدو عليها أية مظاهرخوف أو قلق, حيث لم تكن هناك أية مظاهر إستعدادات عسكرية حقيقية في شوارع بغداد , تشي بقرب وقوع حرب, كما إعتدنا على ذلك في الحرب العراقية الإيرانية أو حرب تحرير الكويت عام 1991. لم يستنفر الجيش العراقي بكامل قواه ,ولم تستدعى قوات الجنود الإحتياط ,ولا الجيش الشعبي. ربما كان ذلك ناجم عن إعتقاد صدام حسين أن الولايات المتحدة لم تقدم على حرب العراق وإسقاط نظام حكمه , ربما أقصى ما يمكن أن تقوم به توجيه ضربات صاروخية وقصف جوي لبعض منشئات العراق ومؤسساته كما فعلت ذلك مرارا وتكرارا , كما عبر عن ذلك في لقاء متلفز مع بعض كبار قادة حزب البعث , مخاطبا نائبه عزة الدوري بأنهم لم يتبخروا من القصف الأمريكي على مدى أكثر من عقد من الزمان , ولن يكن الحال مختلفا هذه المرة عن سابقاته . ويبدو جليا من حديثه هذا أنه لم يكن مكترثا لما تعرض له العراق جراء طيشه ومغامراته العسكرية العبثية التي ألحقت دمارا شاملا بالعراق , وأزهقت أرواح آلاف الناس وشردت الملايين منهم , وأعادت العراق إلى عصر ما قبل الصناعة وأفقدته حريته وإستقلاله, وأن جلّ ما يعنيه بقائه في السلطة وتمتعه وعائلته وأقربائه وزبانيته بمغانمها , حتى وإن كان ذلك يتم على جماجم العراقيين البؤساء.أعود إلى تلك الليلة السوداء في عودتي إلى دار سكني في منطقة راغبة خاتون في منطقة الأعظمية في جانب الرصافة من بغداد , لم ألحظ أي تواجد عسكري في الشوارع , بإستثناء بعض أكياس رمل في ساحة عنتر في الأعظمية , وإزالة الدلالات المرورية في الشوارع بهدف تمويهها كي لا تستدل عليها القوات الأمريكية في حالة دخولها , كما إعتقد ذلك جهابذة الأمن والمخابرات غير مدركين لما يجري حولهم من تطرات تكنولوجية متسارعة في العالم , بحيث أصبح بإمكان المواطن البسيط الوصول إلى أي مكان يرغب الوصول إليه عبر هاتفه الجوال بكل يسر وسهولة . ولم تمض سوى سويعات قليلة ويقطع دوي الطائرات والصواريخ الأمريكية الموجه, سكون يغداد ليدك مبانيها ومؤسساتها , ويعلن الرئيس صدام حسين بصوته عبر التلفزيون عن غدر الغادرين بهجومهم على بغداد, وكأنه يوحي أن هناك ثمة تفاهم بينه وبين الأمريكان لم يلتزموا به.لم يكن العراق مستعدا أبدا لمزيد من الحروب , بعد أن أهنكته حروب عبثية لا طائل منها على مدى سنوات طويلة , وأطبق على أنفاسه حصار ظالم دام لأكثر من عقد من الزمان . فقدت القوات المسلحة الكثير من معداتها العسكرية التي لم يكن بالإمكان تعويضها ورفدها بأسلحة أكثر تطورا , والأهم من ذلك فقدت الكثير من معنويتها ولم تعد لديها الرغبة بأية حرب مهما كانت أسبابها ودوافعها , فكيف تكون هذه المعنويات إذا كانت حروب عبثية لا معنى لها , فضلا عن تسليط أشخاص عليها بتوليهم مناصب قيادية لا علاقة لهم بالعلوم العسكرية لا من بعيد أو من قريب , لا بل أن بعضمهم لم يلتحق يوما في صفوفها حتى ولو بصفة جندي مكلف أسوة بجميع العراقيين الملزمين بأداء الخدمة العسكرية لبعض الوقت . فصدام حسين مثلا الذي منح نفسه رتبة مهيب ركن وهي أعلى رتبة عس ......
#العراق
#وإحتلاه
#2003
#وقفة
#إستذكار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753477
#الحوار_المتمدن
#داخل_حسن_جريو وإذ أفتح سجل الذكريات لتعود بي الذاكرة إلى ربيع عام 2003 وتحديدا إلى مساء يوم العشرين من شهر آذار , حيث كنت يومها في سهرة عائلية مع بعض أصدقائي في حي الجهاد القريب من مطار بغداد الدولي في جانب الكرخ من مدينة بغداد ,وكنا جميعا نترقب ما سيحدث في هذه الليلة بعد إنتهاء مدة الإنذار الذي وجهه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأبن , للرئيس العراق صدام حسين ونجليه بمغادرة العراق فورا , وبخلافه ستتم إزاحته من السلطة بغزو العراق وإحتلاله . كانت بغداد يومها تغط في نوم هادئ ولا تبدو عليها أية مظاهرخوف أو قلق, حيث لم تكن هناك أية مظاهر إستعدادات عسكرية حقيقية في شوارع بغداد , تشي بقرب وقوع حرب, كما إعتدنا على ذلك في الحرب العراقية الإيرانية أو حرب تحرير الكويت عام 1991. لم يستنفر الجيش العراقي بكامل قواه ,ولم تستدعى قوات الجنود الإحتياط ,ولا الجيش الشعبي. ربما كان ذلك ناجم عن إعتقاد صدام حسين أن الولايات المتحدة لم تقدم على حرب العراق وإسقاط نظام حكمه , ربما أقصى ما يمكن أن تقوم به توجيه ضربات صاروخية وقصف جوي لبعض منشئات العراق ومؤسساته كما فعلت ذلك مرارا وتكرارا , كما عبر عن ذلك في لقاء متلفز مع بعض كبار قادة حزب البعث , مخاطبا نائبه عزة الدوري بأنهم لم يتبخروا من القصف الأمريكي على مدى أكثر من عقد من الزمان , ولن يكن الحال مختلفا هذه المرة عن سابقاته . ويبدو جليا من حديثه هذا أنه لم يكن مكترثا لما تعرض له العراق جراء طيشه ومغامراته العسكرية العبثية التي ألحقت دمارا شاملا بالعراق , وأزهقت أرواح آلاف الناس وشردت الملايين منهم , وأعادت العراق إلى عصر ما قبل الصناعة وأفقدته حريته وإستقلاله, وأن جلّ ما يعنيه بقائه في السلطة وتمتعه وعائلته وأقربائه وزبانيته بمغانمها , حتى وإن كان ذلك يتم على جماجم العراقيين البؤساء.أعود إلى تلك الليلة السوداء في عودتي إلى دار سكني في منطقة راغبة خاتون في منطقة الأعظمية في جانب الرصافة من بغداد , لم ألحظ أي تواجد عسكري في الشوارع , بإستثناء بعض أكياس رمل في ساحة عنتر في الأعظمية , وإزالة الدلالات المرورية في الشوارع بهدف تمويهها كي لا تستدل عليها القوات الأمريكية في حالة دخولها , كما إعتقد ذلك جهابذة الأمن والمخابرات غير مدركين لما يجري حولهم من تطرات تكنولوجية متسارعة في العالم , بحيث أصبح بإمكان المواطن البسيط الوصول إلى أي مكان يرغب الوصول إليه عبر هاتفه الجوال بكل يسر وسهولة . ولم تمض سوى سويعات قليلة ويقطع دوي الطائرات والصواريخ الأمريكية الموجه, سكون يغداد ليدك مبانيها ومؤسساتها , ويعلن الرئيس صدام حسين بصوته عبر التلفزيون عن غدر الغادرين بهجومهم على بغداد, وكأنه يوحي أن هناك ثمة تفاهم بينه وبين الأمريكان لم يلتزموا به.لم يكن العراق مستعدا أبدا لمزيد من الحروب , بعد أن أهنكته حروب عبثية لا طائل منها على مدى سنوات طويلة , وأطبق على أنفاسه حصار ظالم دام لأكثر من عقد من الزمان . فقدت القوات المسلحة الكثير من معداتها العسكرية التي لم يكن بالإمكان تعويضها ورفدها بأسلحة أكثر تطورا , والأهم من ذلك فقدت الكثير من معنويتها ولم تعد لديها الرغبة بأية حرب مهما كانت أسبابها ودوافعها , فكيف تكون هذه المعنويات إذا كانت حروب عبثية لا معنى لها , فضلا عن تسليط أشخاص عليها بتوليهم مناصب قيادية لا علاقة لهم بالعلوم العسكرية لا من بعيد أو من قريب , لا بل أن بعضمهم لم يلتحق يوما في صفوفها حتى ولو بصفة جندي مكلف أسوة بجميع العراقيين الملزمين بأداء الخدمة العسكرية لبعض الوقت . فصدام حسين مثلا الذي منح نفسه رتبة مهيب ركن وهي أعلى رتبة عس ......
#العراق
#وإحتلاه
#2003
#وقفة
#إستذكار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753477
الحوار المتمدن
داخل حسن جريو - غزو العراق وإحتلاه عام 2003 ... وقفة إستذكار